العدد : ١٦٨٤٦ - الثلاثاء ٠٧ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٦ - الثلاثاء ٠٧ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ شوّال ١٤٤٥هـ

الثقافي

الشاعرة هنادي الجودر.. نجمة الشعر الشعبي الأصيل

السبت ٢٧ أبريل ٢٠٢٤ - 02:00

بعض‭ ‬النجوم‭ ‬مهما‭ ‬تألَّق‭ ‬بريقها‭ ‬في‭ ‬سماوات‭ ‬الشُّهرة‭ ‬يظل‭ ‬تألُّقها‭ ‬أقل‭ ‬مما‭ ‬تستحق‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬ومن‭ ‬تلك‭ ‬النجوم‭ ‬البحرينية‭ ‬التي‭ ‬مهما‭ ‬تكلَّمنا‭ ‬عن‭ ‬نجوميتها‭ ‬لا‭ ‬ينتهي‭ ‬الكلام‭ ‬لأن‭ ‬وراءها‭ ‬تاريخٌ‭ ‬فخم،‭ ‬وجهودٌ‭ ‬ضخم،‭ ‬وثقافةٌ‭ ‬عالية،‭ ‬ومشاعر‭ ‬مُرهفة،‭ ‬وبسَالةٌ‭ ‬دون‭ ‬حدود،‭ ‬نجمة‭ ‬الشعر‭ ‬الشعبي‭ ‬البحريني‭ ‬الدكتورة‭ ‬هنادي‭ ‬الجودر‭.‬

لعل‭ ‬أبرز‭ ‬السّمات‭ ‬اللافتة‭ ‬لشخصيَّة‭ ‬الإنسانة‭ ‬قبل‭ ‬شخصيَّة‭ ‬المُبدِعة‭ ‬هنادي‭ ‬الجودر‭ ‬اتحَّاد‭ ‬رهافة‭ ‬المشاعر‭ ‬بقوَّة‭ ‬الشخصيَّة،‭ ‬وحينَ‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬رهافة‭ ‬المشاعر‭ ‬هنا‭ ‬فإننا‭ ‬لا‭ ‬نعني‭ ‬تلكَ‭ ‬المُتجلية‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬نصوصها‭ ‬الشعرية‭ ‬فحسب؛‭ ‬بل‭ ‬الكامِنة‭ ‬في‭ ‬تكوينها‭ ‬النفسي‭.. ‬إنها‭ ‬من‭ ‬ذاك‭ ‬النوع‭ ‬الذي‭ ‬يمتاز‭ ‬بروحٍ‭ ‬قادرةٍ‭ ‬على‭ ‬قراءة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬نظرةٍ‭ ‬عميقة‭ ‬واحدة‭ ‬لإنسانٍ‭ ‬مُقرَّب،‭ ‬وسماع‭ ‬ملايين‭ ‬الكلمات‭ ‬من‭ ‬كلمة‭ ‬أو‭ ‬صوت،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬النسيم‭ ‬من‭ ‬الرهافة‭ ‬يعرف‭ ‬جيدًا‭ ‬متى‭ ‬يتسلح‭ ‬بأقوى‭ ‬دروع‭ ‬الحَصَافة‭ ‬عندما‭ ‬يتقاطع‭ ‬طريقه‭ ‬بمن‭ ‬لا‭ ‬يفهمون‭ ‬أبجديَّة‭ ‬الذوق‭ ‬والحق،‭ ‬وهذا‭ ‬المزيج‭ ‬النادر‭ ‬في‭ ‬شخصيَّة‭ ‬امرأة‭ ‬مُثقفة‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬عوامل‭ ‬ارتقائها‭ ‬على‭ ‬سلالم‭ ‬النجوميَّة‭ ‬وصمودها‭ ‬الباسِل‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الطموح‭.‬

لا‭ ‬عجَبَ‭ ‬مِن‭ ‬تبلوُر‭ ‬تلكَ‭ ‬الشخصيَّة‭ ‬الإنسانية‭ ‬والثقافية‭ ‬النادرة‭ ‬مادامت‭ ‬قد‭ ‬نبتَت‭ ‬في‭ ‬أرض‭ ‬المُحرَّق‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يكف‭ ‬الإبداع‭ ‬عن‭ ‬التدفُّق،‭ ‬وترَعرَعَت‭ ‬في‭ ‬‮«‬قلالي‮»‬‭ ‬حيث‭ ‬رِفقة‭ ‬البحر‭ ‬الذي‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬شخصيتها‭ ‬الإنسانيَّة‭ ‬والشعريَّة‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬الذي‭ ‬جعلها‭ ‬تصفه‭ ‬خلال‭ ‬أحد‭ ‬حواراتها‭ ‬الإذاعيَّة‭ ‬بقولها‭: ‬‮«‬البحر‭ ‬مؤثر‭ ‬بحجم‭ ‬عطائِه‭ ‬وغموضِه،‭ ‬فيه‭ ‬تلك‭ ‬الجوانب‭ ‬التي‭ ‬تجعلك‭ ‬تُحبه،‭ ‬وتلكَ‭ ‬الجوانب‭ ‬التي‭ ‬تجعلك‭ ‬تخشاه،‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬التناقضات‭ ‬لا‭ ‬بُد‭ ‬أن‭ ‬تؤثر‭ ‬في‭ ‬وجدان‭ ‬الإنسان‭ ‬القريب‭ ‬منه‮»‬،‭ ‬وعاشت‭ ‬طفولتها‭ ‬في‭ ‬منزلٍ‭ ‬تفخرُ‭ ‬بكونه‭ ‬من‭ ‬مقاصِد‭ ‬أهل‭ ‬المنطقة‭ ‬الذين‭ ‬يسعدون‭ ‬بطرق‭ ‬أبواب‭ ‬‮«‬بيت‭ ‬عيسى‭ ‬الجودر‭ ‬ومريم‭ ‬الكواري‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬والدها‭ ‬الذي‭ ‬يحظى‭ ‬بمكانة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬المُجتمع‭ ‬وتقدير‭ ‬الجميع،‭ ‬ووالدتها‭ ‬التي‭ ‬امتازت‭ ‬بكونها‭ ‬سيدة‭ ‬مُجتمع‭ ‬ذكيَّة‭ ‬ونادرة‭.. ‬كان‭ ‬والدها‭ ‬المُثقف‭ ‬ذو‭ ‬المكتبة‭ ‬الضخمة‭ ‬لا‭ ‬يكف‭ ‬عن‭ ‬حثها‭ ‬على‭ ‬القراءة،‭ ‬وبسببه‭ ‬وقعت‭ ‬في‭ ‬غرام‭ ‬الكُتُب‭ ‬واتخذت‭ ‬من‭ ‬قراءتها‭ ‬عادة‭ ‬يوميَّة‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬عمرها‭ ‬عشرة‭ ‬أعوام،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬حريصًا‭ ‬على‭ ‬الارتقاء‭ ‬بذائقتها‭ ‬السماعيَّة‭ ‬للموسيقى‭ ‬والكلمات‭ ‬المُغنَّاة؛‭ ‬فإذا‭ ‬رآها‭ ‬تُنصت‭ ‬لما‭ ‬يعتبرهُ‭ ‬أدنى‭ ‬من‭ ‬استحقاق‭ ‬الإنصات‭ ‬سُرعان‭ ‬ما‭ ‬يُشير‭ ‬إليها‭ ‬بانتقاء‭ ‬خياراتٍ‭ ‬أكثرُ‭ ‬رُقيا،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬حريصًا‭ ‬على‭ ‬تربية‭ ‬أبنائه‭ ‬على‭ ‬القيم‭ ‬السَّامية،‭ ‬وتذكيرهم‭ ‬بضرورة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لهم‭ ‬شخصيَّات‭ ‬متميزة‭ ‬ومكانة‭ ‬عالية‭ ‬عند‭ ‬أنفسهم‭ ‬أولاً‭ ‬ثم‭ ‬عند‭ ‬الناس‭.. ‬أمَّا‭ ‬والدتها‭ ‬فكانت‭ ‬فائقة‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالتراث‭ ‬وتحفظ‭ ‬كمًّا‭ ‬هائلاً‭ ‬من‭ ‬حكايات‭ ‬الموروث‭ ‬الشعبي‭ ‬التي‭ ‬تحكي‭ ‬إحداها‭ ‬لأبنائها‭ ‬كُل‭ ‬ليلة،‭ ‬ويتخلل‭ ‬سرد‭ ‬القصة‭ ‬المُمتعة‭ ‬أبيات‭ ‬شِعريَّة‭ ‬آسِرة،‭ ‬فكان‭ ‬لهذا‭ ‬المخزون‭ ‬المتراكم‭ ‬دور‭ ‬عظيم‭ ‬في‭ ‬تغذية‭ ‬المُخيّلة‭ ‬وشحذ‭ ‬اللغة‭ ‬التي‭ ‬امتدت‭ ‬للتأثير‭ ‬في‭ ‬وجدان‭ ‬أطفال‭ ‬آخرين‭ ‬أصبحوا‭ ‬من‭ ‬مشاهير‭ ‬المُبدعين‭ ‬البحرينيين‭ ‬منهم‭ ‬ابن‭ ‬خالة‭ ‬الدكتورة‭ ‬هنادي‭ ‬نجم‭ ‬الإخراج‭ ‬التلفزيوني‭ ‬المُبدِع‭ ‬أحمد‭ ‬يعقوب‭ ‬المقلة‭.‬

مع‭ ‬نهايات‭ ‬الطفولة‭ ‬وبدايات‭ ‬المُراهقة‭ ‬بدأت‭ ‬محاولاتها‭ ‬لترجمة‭ ‬مشاعرها‭ ‬إلى‭ ‬خواطر‭ ‬شعريَّة،‭ ‬لكن‭ ‬خوضها‭ ‬غِمار‭ ‬الشعر‭ ‬الشعبي‭ ‬كهدفٍ‭ ‬جاد‭ ‬بدأ‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2001م،‭ ‬ثم‭ ‬صدَرت‭ ‬مجموعتها‭ ‬الشعرية‭ ‬الأولى‭ ‬بعنوان‭: ‬‮«‬إلى‭ ‬متى؟‮»‬‭ ‬عام‭ ‬2006م،‭ ‬تلَتها‭ ‬المجموعة‭ ‬الشعرية‭ ‬الثانية‭ ‬بعنوان‭: ‬‮«‬أرهفُ‭ ‬من‭ ‬الهمس‮»‬‭ ‬2012م،‭ ‬وهي‭ ‬تعتبر‭ ‬كتابة‭ ‬الشعر‭ ‬باللهجة‭ ‬المحكيَّة‭ (‬العاميَّة‭) ‬جُزءًا‭ ‬مهما‭ ‬من‭ ‬تأدية‭ ‬دورٍ‭ ‬ضروري‭ ‬لحفظ‭ ‬الموروث‭ ‬المحلّي،‭ ‬وعن‭ ‬هذا‭ ‬تقول‭: ‬‮«‬باعتبار‭ ‬لهجتنا‭ ‬هي‭ ‬موروثنا،‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬نكتبه‭ ‬بها‭ ‬قد‭ ‬يحفظ‭ ‬بعض‭ ‬المُفردات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تتعرض‭ ‬لمخاطر‭ ‬الغروب‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يحميها‭ ‬من‭ ‬الفناء‭ ‬مُستقبلاً‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تمتاز‭ ‬بآرائها‭ ‬الموضوعيَّة‭ ‬غير‭ ‬المُتحيّزة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بشؤون‭ ‬الشعر،‭ ‬ويُذكرُ‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬أنها‭ ‬عندما‭ ‬سُئِلَت‭ ‬عام‭ ‬2022م‭ ‬خلال‭ ‬لقائي‭ ‬تلفازي‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬ليالي‭ ‬الصيف‮»‬‭ ‬عمَّا‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬تتفق‭ ‬مع‭ ‬الرأي‭ ‬الذي‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬النساء‭ ‬هُن‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬يكتُب‭ ‬ويُعبِّر‭ ‬عن‭ ‬المشاعر‭ ‬والأحاسيس؛‭ ‬أجابت‭ ‬بمُنتهى‭ ‬الذوق‭ ‬والكَياسَة‭: ‬‮«‬من‭ ‬يُعبّر‭ ‬عن‭ ‬المشاعِر‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يمتلكها‭ ‬بنسبة‭ ‬عالية‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬رجلاً‭ ‬أم‭ ‬امرأة،‭ ‬ففي‭ ‬تاريخ‭ ‬الشعر‭ ‬الرجالي‭ ‬نرى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يمتازون‭ ‬بتلك‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬مشاعرهم‭ ‬مثل‭ ‬الشاعر‭ ‬قيس‭ ‬بن‭ ‬الملوَّح‭ ‬الذي‭ ‬قدَّم‭ ‬للشعر‭ ‬نماذج‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬القصائد‭ ‬تدفقًا‭ ‬بالعاطفة،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬المرأة‭ ‬ذات‭ ‬مكانة‭ ‬مميزة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬بحكم‭ ‬فطرتها‭ ‬التي‭ ‬أسبغَت‭ ‬عليها‭ ‬طاقة‭ ‬مشاعِريَّة‭ ‬عالية‮»‬‭.‬

من‭ ‬عام‭ ‬2005م‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬2011م‭ ‬كان‭ ‬صوت‭ ‬الشاعرة‭ ‬هنادي‭ ‬الجودر‭ ‬يُطل‭ ‬من‭ ‬نافذة‭ ‬إذاعة‭ ‬البحرين‭ ‬مُصافحًا‭ ‬ذائقة‭ ‬مُستمِعي‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬ليالي‭ ‬الشعر‮»‬‭ ‬للمُخرج‭ ‬محمد‭ ‬عتيق،‭ ‬وشاءت‭ ‬الأقدار‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ضيف‭ ‬الحلقة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬قدَّمتها‭ ‬من‭ ‬البرنامج‭ ‬هو‭ ‬الشاعر‭ ‬المُتألّق‭ ‬محمود‭ ‬درويش‭.. ‬كان‭ ‬لصوتها‭ ‬المؤثر‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬اضفاء‭ ‬سحرٍ‭ ‬ذي‭ ‬مذاقٍ‭ ‬خاص‭ ‬على‭ ‬القصائد‭ ‬المُلقاة‭ ‬عبر‭ ‬أثير‭ ‬البرنامج‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تعلُّق‭ ‬ذاكرة‭ ‬المُستمعين‭ ‬بحلقاته،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكدتهُ‭ ‬الشاعرة‭ ‬الدكتورة‭ ‬نبيلة‭ ‬زيباري‭ ‬خِلال‭ ‬مُداخلة‭ ‬هاتفيَّة‭ ‬عبر‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬بصمة‮»‬‭ ‬الإذاعي‭ ‬نهايات‭ ‬عام‭ ‬2018م‭ ‬بقولها‭: ‬‮«‬إن‭ ‬هنادي‭ ‬الجودر‭ ‬مُتفوقة‭ ‬دائمًا،‭ ‬عندما‭ ‬تُلقي‭ ‬القصيدة‭ ‬سُرعان‭ ‬ما‭ ‬تشعُر‭ ‬أنَّك‭ ‬مُنجذب‭ ‬لسماعها،‭ ‬أسلوب‭ ‬القائها‭ ‬رائع؛‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬مع‭ ‬امتزاج‭ ‬احساسها‭ ‬العميق‭ ‬ببحة‭ ‬صوتها‭ ‬المُتميزة‮»‬‭.‬

امتدَّت‭ ‬رسالة‭ ‬نشر‭ ‬الوعي‭ ‬الثقافي‭ ‬بالنسبة‭ ‬لها‭ ‬نحو‭ ‬أبعاد‭ ‬أخرى‭ ‬بتأليف‭ ‬كتابين‭ ‬مُرتَبِطَين‭ ‬بتخصصها‭ ‬الأكاديمي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الحقوق،‭ ‬أحدهما‭ ‬بعنوان‭: ‬‮«‬الحِماية‭ ‬الجنائية‭ ‬للمال‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬التشريع‭ ‬البحريني‭ ‬‭ ‬دراسة‭ ‬مقارنة‮»‬،‭ ‬والآخر‭: ‬‮«‬المسؤولية‭ ‬الجِنَائية‭ ‬عن‭ ‬جرائم‭ ‬النشر‭ ‬في‭ ‬الصحف‮»‬،‭ ‬واتسعَت‭ ‬مساحات‭ ‬شغفها‭ ‬بدورها‭ ‬الثقافي‭ ‬مُستعينة‭ ‬بنشر‭ ‬مقالاتها‭ ‬التي‭ ‬تمتاز‭ ‬بأصالة‭ ‬الأفكار‭ ‬وأناقة‭ ‬الصياغة‭ ‬المُتقنة،‭ ‬ولطالما‭ ‬شعر‭ ‬قارئ‭ ‬مقالاتها‭ ‬‭ ‬لا‭ ‬سيَّما‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تبدأها‭ ‬بـ«القُرَّاء‭ ‬الأعزَّاء‮»‬‭ ‬‭ ‬أن‭ ‬لهم‭ ‬مكانة‭ ‬خاصَّة‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الكاتِبة،‭ ‬يوجَّه‭ ‬حديثها‭ ‬نحوهم‭ ‬من‭ ‬القلب‭ ‬إلى‭ ‬القلب،‭ ‬حديثٌ‭ ‬يعتبرهم‭ ‬أولئك‭ ‬‮«‬الأعزَّاء‮»‬‭ ‬الذين‭ ‬يسمعون‭ ‬بين‭ ‬حروفها‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬‮«‬أرهف‭ ‬من‭ ‬الهمس‮»‬‭ ‬مثلما‭ ‬تسمع‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬خواطرهم‭ ‬وتُعبر‭ ‬عنها‭ ‬بكلماتها‭.‬

في‭ ‬قصيدتها‭ ‬‮«‬تهجَّاني‮»‬‭ ‬تقول‭ ‬الشاعرة‭ ‬هنادي‭ ‬الجودر‭: ‬‮«‬يفهرسني‭ ‬عبير‭ ‬الشوق‭ ‬عنوانٍ‭ ‬لأشجاني‭/ ‬يذوّبني‭ ‬فــ‭ ‬‮«‬عنا‭ ‬قلبٍ‭ ‬عبث‭ ‬تطويك‭ ‬صَفحاته‮»‬‭. ‬ونحنُ‭ ‬مهما‭ ‬كتبنا‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬النجمة‭ ‬في‭ ‬سماء‭ ‬الشعر‭ ‬الشعبي‭ ‬البحريني‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭ ‬الصفحات‭ ‬وعبثًا‭ ‬تُطوى،‭ ‬لعلمنا‭ ‬أن‭ ‬أحلامها‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬سقفًا،‭ ‬وشغفها‭ ‬لا‭ ‬يعترف‭ ‬بحدٍ،‭ ‬وطموحاتها‭ ‬تستمر‭ ‬بالتحليق‭ ‬دون‭ ‬قيود‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا