العدد : ١٦٨٤٧ - الأربعاء ٠٨ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٩ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٧ - الأربعاء ٠٨ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٩ شوّال ١٤٤٥هـ

الثقافي

سيدة الأكوان

نص – نرجس عمران

السبت ٢٧ أبريل ٢٠٢٤ - 02:00

هلتْ‭ ‬بشائُرك‭ ‬أيٌّها‭ ‬الشَّهيد

كم‭ ‬كان‭ ‬حلوًا

مذاقُ‭ ‬دمك

في‭ ‬فم‭ ‬التراب‭!‬

وأنت‭ ‬يا‭ ‬مَن‭ ‬زرعت‭ ‬أسراً

وحصدت‭ ‬نصرا

فتفتحت‭ ‬أكمام‭ ‬الخلود

بكفيك‭ ‬أيَّها‭ ‬الأسير

ليكن‭ ‬فصلكَ‭ ‬القادم

هو‭ ‬ربيع‭ ‬الرُّجوع

إلى‭ ‬بيدر‭ ‬السَّلام

أمي

أبي

أختي

أخي

ابني

وما‭ ‬تبقى‭ ‬لي‭ ‬من‭ ‬كلِّي

هيا‭ ‬تهادوا‭ ‬فرحا

فطهر‭ ‬الدُّموع

الذي‭ ‬غسلنا‭ ‬به

سواد‭ ‬ليالي‭ ‬القهر

أسفر‭ ‬عن

صباحٍ‭ ‬أبيضَ‭ ‬الوجه

يتهالك‭ ‬ظهره‭ ‬رغدا

ورائحة‭ ‬الفرح

فاحت

من‭ ‬جروح

الرُّكام‭ ‬وأنينِ‭ ‬الخراب

وأخيرا

أسدل‭ ‬صبرنا‭ ‬ستارته

على‭ ‬مشهد‭ ‬النَّهاية‭ ‬السَّعيدة

عظيم‭ ‬هو

ما‭ ‬يغلي‭ ‬في‭ ‬أرواحنا

من‭ ‬أحاسيس

 

آن‭ ‬الآن‭ ‬للحق

أن‭ ‬يفرد‭ ‬أساريره

في‭ ‬أجسادٍ

تحولت‭ ‬إلى‭ ‬قدور

لتطهو‭ ‬السَّعادة

وتقدمها‭ ‬في

طبق‭ ‬الشِّفاه

وطبق‭ ‬العيون

وطبق‭ ‬قلب

يغلي‭ ‬نبضه

على‭ ‬صفيح‭ ‬بارد

كلُّها‭ ‬تطفح‭ ‬بهجة‭ ‬وحمدا

 

أين‭ ‬أنت‭ ‬يا‭ ‬سارقا‭ ‬غدي؟‭!‬

يا‭ ‬مَن‭ ‬حملتَ‭ ‬أمسي

بكلِّ‭ ‬تقاسيمه‭ ‬وتجاعيده

وأسكنته‭ ‬يومي

حتى‭ ‬بات‭ ‬آيلا‭ ‬للذكريات

متصدعا‭ ‬بالحنان

ممهورا‭ ‬بالأشواق

أحتاج‭ ‬من‭ ‬البوح

ثانيةً‭ ‬وخفقة

حتى‭ ‬أزفَ‭ ‬حطام‭ ‬مشاعري

عروسا‭ ‬على‭ ‬فرس‭ ‬القصيد

 

 

أحتاج‭ ‬من‭ ‬الصَّمت

نظرة‭ ‬ودمعة

كي‭ ‬أزغرد‭ ‬الوجع

معلقاتٍ‭ ‬على‭ ‬جدران‭ ‬العيون

 

أحتاج‭ ‬من‭ ‬الصَّوت

حنجرتي‭ ‬وسماء

كي‭ ‬أختصر‭ ‬عمر‭ ‬انتظار

طويل

يزداد‭ ‬شبابا

 

لقد‭ ‬أصبح‭ ‬كلُّه‭ ‬قاب‭ ‬اجتماعين

أو‭ ‬أدنى‭ ‬من‭ ‬الكرامة

كلُّه‭ ‬وليد‭ ‬اللحظات‭ ‬القادمة

كلُّه‭ ‬خاتم‭ ‬بإصبع‭ ‬المفاجأت

كلُّه‭ ‬أعجز‭ ‬الدَّهشة‭ ‬عن‭ ‬الإدهاش

لأنه‭ ‬يقين‭ ‬كان‭ ‬مزروعا‭ ‬فينا

 

سوريتي

كيف‭ ‬تضج‭ ‬الحياة

في‭ ‬جسدٍ‭ ‬لست‭ ‬قلبا‭ ‬له؟‭!‬

هذا‭ ‬ما‭ ‬أيقنته‭ ‬جغرافيا‭ ‬العرب

فأعادت‭ ‬برمجة‭ ‬التاريخ

على‭ ‬نهج‭ ‬البنيان‭ ‬المرصوص

وعاد‭ ‬لنا‭ ‬من‭ ‬أوجاعنا‭ ‬بلسما

على‭ ‬هيئة‭ ‬كرسي

في‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية

 

فقط‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬عقل

يفكر‭ ‬خارج‭ ‬الصندوق

وأصابع‭ ‬تتراقص‭ ‬بيادقها‭ ‬برقةٍ

لتصبح

ساحات‭ ‬الرقص

كلُّها‭ ‬لنا

 

سورية

كسرتِ‭ ‬أنفةَ‭ ‬العالم

مباركٌ‭ ‬لك‭ ‬سيادة‭ ‬الكون‭.‬

يا‭ ‬سيدة‭ ‬الأكوان

للشَّهيد

الأرض‭ ‬التي‭ ‬شربت‭ ‬دماءك

وأكل‭ ‬ترابها‭ ‬لحمك

لن‭ ‬تنجب‭ ‬إلا‭ ‬نصرا‭ ‬من‭ ‬ملامحك

ومجدا‭ ‬يحمل‭ ‬Dna‭ ‬الخاص

بكرامتك‭ ‬وكرمك

 

للأسير

يا‭ ‬خطَّا‭ ‬على‭ ‬جبهة‭ ‬العمر

لا‭ ‬تزيده‭ ‬الأيام‭ ‬إلا‭ ‬عمقا

لنا‭ ‬فيك‭ ‬أمل‭ ‬العلا‭ ‬والعلياء

ولنا‭ ‬في‭ ‬ألله‭ ‬أمل‭ ‬بعودتك

وسنلتقيك‭ ‬هناك

 

{‭ ‬شاعرة‭ ‬من‭ ‬سورية

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا