الكواليس
وفاء جناحي
waffajanahi@gmail.com
من أمن العقاب أساء الأدب
عصابات كثيرة منتشرة في البلاد لتوفير خدم المنازل (الهاربات من البيوت).. أرقام معروفة متاحة في متناول الجميع من دون أي خوف أو حتى قلق من أي عقاب.
من أمن العقاب أساء الأدب.. نعم من خاف العقاب خاف واحترم القانون، ولكن مع انتشار هذه العصابات وكثرة هروب خدم المنازل نتساءل: لماذا لا يخافون؟ هل لعدم وجود رقابة مثلا؟ أو إن هناك أسبابا أخرى لا نعلمها؟
(لا تقولوا هروب الشغالات، قولوا ترك الشغالات العمل.. هاي كلام أو تصريح وزير العمل) عند سؤاله عن كثرة هروبهم، يا سعادة الوزير: الموظف الذي يترك العمل يقدم استقالة أو ينذر صاحب العمل قبلها أو يردّ على الاتصالات ويخبر صاحب العمل شفهيا، ثم إن مكان إقامته معروف ويستطيع صاحب العمل شكايته للسلطات القانونية في حالة إخلاله بالعقد المتفق. ولكن خدم المنازل يهربون من دون أي إنذار ويعملون في أماكن أخرى مما يؤدي إلى خسارة الكفيل كل ما دفعه من دون أي تعويض لا من وزارتكم -طال عمرك- ولا من العاملة المخلّة بالعقد.. فمن سيعوضه؟ ثم أين حق الكفيل؟
لا أنكر أن الاستعانة بالعاملات الهاربات أصبح أرخص وأريح كثيرا للأسر البحرينية، ولكن المواطنين مهددون بعدم الثقة طوال الوقت، لأن العاملة تستطيع سرقة البيت والهروب في أي وقت أو فعل أيّ إجرام في الوقت الذي لا يستطيع المواطن حتى الإبلاغ عنه لأنه شارك في خرق القانون.
هناك من يقول إننا كمواطنين نساعد ونشترك في جريمة هروب الخدم لأننا نستعين بهم ونحن نعلم أنهن هاربات، ولذلك نشجعهن على الهرب ولذلك أرد عليه: ماذا يفعل المواطن المحتاج الذي يقترض الألف و500 دينار لجلب شغالة تساعده ثم تهرب ليظل يدفع دينه بعد أن تطير الشغالة؟ يعني يتبهدل ماديا ومعنويا؟ لذلك يضطر المواطن إلى أن يلجأ مجبورا إلى هذه العصابات ويعيش في قلق يومي بدل أن يخسر دم قلبه على عاملة هاربة!!
هذا ما وصلني.. هل تعلمون ما هو الأوفر الجديد في عالم عصابات خدم المنازل الهاربات؟ توفير عاملة منزل مدة سنتين من دون أي مصاريف أو أوراق ثبوتية شرط حصولها على راتب 200 دينار شهريا.. يعني بحسبة بسيطة تطلع أرخص من مكاتب الخدم بمبلغ وقدره، فإلى من سيتجه المواطن البسيط؟
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك