العدد : ١٦٨٤٥ - الاثنين ٠٦ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٥ - الاثنين ٠٦ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ شوّال ١٤٤٥هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

مستقبل عملاء إيران

بعد‭ ‬الهجوم‭ ‬الإيراني‭ ‬والهجوم‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المضاد‭ ‬على‭ ‬إيران،‭ ‬ظهرت‭ ‬بعض‭ ‬الأفكار‭ ‬في‭ ‬مقالات‭ ‬وتحليلات‭ ‬عربية‭ ‬وغربية‭ ‬تستحق‭ ‬المناقشة‭.‬

من‭ ‬أهم‭ ‬هذه‭ ‬الأفكار‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬دور‭ ‬القوى‭ ‬والجماعات‭ ‬والمليشيات‭ ‬العميلة‭ ‬لإيران‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬قد‭ ‬انتهى‭ ‬أو‭ ‬إنه‭ ‬في‭ ‬طريقه‭ ‬إلى‭ ‬الانتهاء‭.‬

هذا‭ ‬الرأي‭ ‬يستند‭ ‬إلى‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬المواجهة‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬والكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬أصبحت‭ ‬مواجهة‭ ‬مباشرة‭ ‬بالهجمات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬للقوى‭ ‬والمليشيات‭ ‬العميلة‭ ‬لإيران‭ ‬دور‭ ‬مباشر‭ ‬فيها‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬مواجهات‭ ‬إيران‭ ‬السابقة‭. ‬بعبارة‭ ‬أخرى‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬القوى‭ ‬والمليشيات‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تخوض‭ ‬أي‭ ‬مواجهة‭ ‬مباشرة‭ ‬بالنيابة‭ ‬عن‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تتورط‭ ‬طهران‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭. ‬بناء‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التطور‭ ‬الأخير‭ ‬يعتقد‭ ‬أصحاب‭ ‬هذا‭ ‬الرأي‭ ‬أن‭ ‬القوى‭ ‬والمليشيات‭ ‬العميلة‭ ‬لإيران‭ ‬قد‭ ‬استنفدت‭ ‬أغراضها‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬لدورها‭ ‬نفس‭ ‬القدر‭ ‬من‭ ‬الأهمية،‭ ‬وأن‭ ‬هذه‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬بداية‭ ‬النهاية‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليها‭ ‬ولدورها‭.‬

هذا‭ ‬رأي‭ ‬خاطئ‭ ‬تماما‭ ‬وقراءة‭ ‬قاصرة‭ ‬جدا‭ ‬للأحداث‭ ‬والتطورات‭ ‬الأخيرة‭.‬

بداية‭ ‬ليس‭ ‬صحيحا‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬المواجهة‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬والكيان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬انتقلت‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬المواجهة‭ ‬العسكرية‭ ‬المباشرة‭. ‬الذي‭ ‬حدث‭ ‬كما‭ ‬اكتشف‭ ‬الكل‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مواجهة‭ ‬عسكرية‭ ‬بالمعنى‭ ‬المفهوم‭ ‬وإنما‭ ‬كان‭ ‬عملية‭ ‬مرتبة‭ ‬و«منضبطة‮»‬‭ ‬بتعبير‭ ‬الأمريكيين،‭ ‬لإرضاء‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭. ‬كانت‭ ‬مرتبة‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬تفضي‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬خسائر‭ ‬أو‭ ‬تقود‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬تصعيد‭ ‬وتتيح‭ ‬لإيران‭ ‬وللكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬القول‭ ‬إنه‭ ‬هاجم‭ ‬وانتقم‭ ‬وحقق‭ ‬ما‭ ‬يريد‭. ‬وانتهى‭ ‬الأمر‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬الحد‭.‬

في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬فإن‭ ‬إيران‭ ‬والكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬حريصان‭ ‬على‭ ‬تجنب‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬عسكرية‭ ‬مباشرة‭ ‬مستقبلا،‭ ‬ولكل‭ ‬أسبابه‭. ‬طالما‭ ‬أن‭ ‬الطرفين‭ ‬قادران‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافهما‭ ‬وخططهما‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬فليسا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬حرب‭.‬

القضية‭ ‬الأساسية‭ ‬هنا‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بدور‭ ‬القوى‭ ‬والجماعات‭ ‬والمليشيات‭ ‬العميلة‭ ‬لإيران‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬ومستقبله،‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬القوى‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مهمتها‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬مواجهة‭ ‬إسرائيل‭ ‬أو‭ ‬نصرة‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭.‬

هذه‭ ‬القوى‭ ‬والمليشيات‭ ‬العميلة‭ ‬أنشأها‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬لتقوم‭ ‬بمهام‭ ‬محددة‭ ‬لخدمته‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭:‬

1‭ - ‬تخريب‭ ‬وتدمير‭ ‬المجتمعات‭ ‬العربية‭ ‬عبر‭ ‬إشعال‭ ‬الصراع‭ ‬الطائفي‭.‬

2‭ ‬‭ ‬تدمير‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬ومصادرة‭ ‬دورها‭ ‬وفرض‭ ‬الإرادة‭ ‬الإيرانية‭ ‬على‭ ‬مقدرات‭ ‬الدولة‭ ‬بقوة‭ ‬السلاح‭ ‬والعنف‭ ‬والإرهاب‭.‬

3‭ ‬‭ ‬تنفيذ‭ ‬كل‭ ‬أهداف‭ ‬ومخططات‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬بالنيابة‭ ‬عن‭ ‬إيران‭. ‬

ما‭ ‬علينا‭ ‬سوى‭ ‬أن‭ ‬نتأمل‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬ولبنان‭ ‬واليمن‭ ‬كي‭ ‬ندرك‭ ‬هذا‭ ‬وكيف‭ ‬نجح‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬فعلا‭ ‬في‭ ‬تدمير‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬وأصبحت‭ ‬مليشياته‭ ‬هي‭ ‬الحاكمة‭ ‬فعليا‭ ‬وأصبح‭ ‬لإيران‭ ‬الكلمة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬وحكم‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭.‬

هذا‭ ‬إذن‭ ‬هو‭ ‬دور‭ ‬المليشيات‭ ‬والقوى‭ ‬العملية‭ ‬لإيران‭ ‬ولا‭ ‬علاقة‭ ‬له‭ ‬بمواجهة‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬أو‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭.‬

هذه‭ ‬القوى‭ ‬والجماعات‭ ‬والمليشيات‭ ‬العميلة‭ ‬هي‭ ‬رأس‭ ‬الحربة‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬استراتيجية‭ ‬إيران‭ ‬الطائفية‭ ‬التوسعية‭ ‬الساعية‭ ‬إلى‭ ‬الهيمنة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

لهذا‭ ‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬تصور‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتخلى‭ ‬طواعية‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬القوى‭ ‬المعيلة‭ ‬وعن‭ ‬دورها‭ ‬الحاسم‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬استراتيجيتها‭.‬

بالعكس‭ ‬كلما‭ ‬تسارعت‭ ‬التطورات‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وتصاعدت‭ ‬وتعقدت‭ ‬أصبحت‭ ‬إيران‭ ‬أكثر‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬دور‭ ‬هذه‭ ‬القوى‭. ‬ولهذا‭ ‬تقوم‭ ‬إيران‭ ‬بتكثيف‭ ‬تمويلها‭ ‬وتسليحها،‭ ‬وتقوم‭ ‬بإنشاء‭ ‬قوى‭ ‬ومليشيات‭ ‬عميلة‭ ‬جديدة‭ ‬كل‭ ‬فترة‭.‬

على‭ ‬ضوء‭ ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬صحيحا‭ ‬أبدا‭ ‬ما‭ ‬يذهب‭ ‬إليه‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬تراجع‭ ‬دور‭ ‬هذه‭ ‬القوى‭ ‬العميلة‭ ‬وحاجة‭ ‬إيران‭ ‬إليها‭.‬

سوف‭ ‬تنتهي‭ ‬هذه‭ ‬المليشيات‭ ‬ودورها‭ ‬التدميري‭ ‬المخرب‭ ‬حين‭ ‬تقرر‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬أن‭ ‬تفعل‭ ‬هذا‭ ‬وفق‭ ‬استراتيجية‭ ‬لمواجهة‭ ‬الخطر‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا