العدد : ١٦٨٤١ - الخميس ٠٢ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤١ - الخميس ٠٢ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ شوّال ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

الانعكاسات الإقليمية لتصعيد المواجهة بين إيران وإسرائيل

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الجمعة ١٩ أبريل ٢٠٢٤ - 02:00

في‭ ‬13‭ ‬أبريل‭ ‬2024،‭ ‬شنت‭ ‬‮«‬إيران‮»‬،‭ ‬بواسطة‭ ‬مئات‭ ‬الصواريخ‭ ‬والطائرات‭ ‬المسيرة،‭ ‬أول‭ ‬هجوم‭ ‬مباشر‭ ‬لها‭ ‬ضد‭ ‬إسرائيل،‭ ‬ردا‭ ‬على‭ ‬الغارة‭ ‬الجوية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التي‭ ‬استهدفت‭ ‬مجمعا‭ ‬دبلوماسيا‭ ‬إيرانيا‭ ‬بدمشق‭ ‬في‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬أبريل،‭ ‬وأسفرت‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬قائد‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري،‭ ‬وبعض‭ ‬مساعديه،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬المراقبين‭ ‬الغربيين‭ ‬يعربون‭ ‬عن‭ ‬مخاوفهم‭ ‬من‭ ‬نشوب‭ ‬صراع‭ ‬كبير‭ ‬بين‭ ‬خصمين‭ ‬رئيسيين‭ ‬يمتلكان‭ ‬القدرات،‭ ‬قد‭ ‬تطال‭ ‬أثاره‭ ‬بقية‭ ‬المنطقة‭. ‬

ودعما‭ ‬لهذا‭ ‬التقييم،‭ ‬وصف‭ ‬‮«‬جاك‭ ‬ديتش‮»‬،‭ ‬و«روبي‭ ‬جرامر‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬فورين‭ ‬بوليسي‮»‬،‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬أخطر‭ ‬لحظة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‮»‬‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬حذر‭ ‬‮«‬جوليان‭ ‬بورجر‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬مصير‭ ‬المنطقة،‭ ‬‮«‬معلق‭ ‬بين‭ ‬شقي‭ ‬الرحى‮»‬،‭ ‬بينما‭ ‬ينتظر‭ ‬العالم‭ ‬ليرى‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الائتلاف‭ ‬اليميني‭ ‬بزعامة‭ ‬‮«‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬سيرد‭ ‬بمزيد‭ ‬من‭ ‬الانتقام،‭ ‬وبدوامة‭ ‬تصعيد‭ ‬خارجة‭ ‬عن‭ ‬السيطرة‭ ‬أم‭ ‬لا‮»‬‭.‬

وبعد‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬أسبوعين‭ ‬من‭ ‬الغارة‭ ‬الجوية‭ ‬الإسرائيلية‭ -‬المذكورة‭ ‬أعلاه‭ -‬على‭ ‬دمشق،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاتها‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬حملة‭ ‬أوسع‭ ‬من‭ ‬الهجمات‭ ‬الخارجية‭ ‬لاستهداف‭ ‬كبار‭ ‬المسؤولين‭ ‬الإيرانيين‭ ‬أو‭ ‬المرتبطين‭ ‬بهم؛‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬رد‭ ‬‮«‬طهران‮»‬،‭ ‬‮«‬مفاجئًا‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬أكدت‭ ‬مرارا‭ ‬أن‭ ‬هجوم‭ ‬دمشق‭ ‬لا‭ ‬يُمكن‭ ‬أن‭ ‬يمر‭ ‬دون‭ ‬رد‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬جيريمي‭ ‬بوين‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬الكيفية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬بها‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬نيتها‭ ‬في‭ ‬الرد‭ ‬بقوة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬تصريحات‭ ‬قيادتها‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬لبس‭ ‬فيها‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أعطى‭ ‬أيضا‭ ‬لإسرائيل‭ ‬وحلفائها‭ ‬‮«‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التحذير‮»‬،‭ ‬وبالتالي‭ ‬الوقت‭ ‬للاستعداد‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الهجوم‭ ‬النهائي،‭ ‬الذي‭ ‬شمل‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬300‭ ‬مسيرة‭ ‬وصاروخ‭ ‬تم‭ ‬إطلاقها‭ -‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬الإيرانية،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ ‬من‭ ‬اليمن،‭ ‬والعراق،‭ ‬ولبنان‭-‬كان‭ ‬‮«‬أكبر‮»‬،‭ ‬مما‭ ‬توقعه‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المحللين‭ ‬الغربيين‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬إعلان‭ ‬إسرائيل‭ ‬اعتراض‭ ‬جميع‭ ‬المقذوفات‭ ‬تقريبًا‭ ‬بمساعدة‭ ‬الأمريكيين،‭ ‬والبريطانيين،‭ ‬والفرنسيين،‭ ‬ودول‭ ‬إقليمية‭ ‬أخرى‭ -‬مع‭ ‬وصف‭ ‬‮«‬دانييل‭ ‬بايمان‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‮»‬‭ ‬و‮«‬كينيث‭ ‬إم‭ ‬بولاك‮»‬،‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬‮«‬أمريكان‭ ‬إنتربرايز‮»‬،‭ ‬مشاركة‭ ‬الأردن‭ ‬بأنها‭ ‬تحول‭ ‬‮«‬استثنائي‮»‬‭ -‬فقد‭ ‬تم‭ ‬الاعتراف‭ ‬بأن‭ ‬آثار‭ ‬هذه‭ ‬الواقعة‭ ‬عميقة‭ ‬للغاية‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الديناميكيات‭ ‬الأمنية‭ ‬المستقبلية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

ورأى‭ ‬‮«‬ويليام‭ ‬ويشسلر‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأطلسي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الرد‭ ‬الإيراني‭ ‬‮«‬كان‭ ‬يهدف‭ ‬بوضوح‭ ‬إلى‭ ‬ردع‭ ‬إسرائيل‭ ‬عن‭ ‬استهداف‭ ‬منشآتها‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬رغبتها‭ ‬‮«‬في‭ ‬عدم‭ ‬رؤية‭ ‬منشآتها‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬ساحة‭ ‬المعركة‮»‬‭. ‬ووافق‭ ‬‮«‬بوين‮»‬،‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬أرادت‭ ‬استعادة‭ ‬شعور‭ ‬الردع‭ ‬الذي‭ ‬فقدته‭ ‬عندما‭ ‬هاجمت‭ ‬إسرائيل‭ ‬المجمع‭ ‬في‭ ‬دمشق‮»‬‭. ‬وامتدادًا‭ ‬لعنصر‭ ‬الردع‭ ‬هذا،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬ويشسلر‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الرد‭ ‬يؤسس‭ ‬أيضًا‭ ‬‮«‬سابقة‭ ‬جديدة‮»‬‭ ‬لكيفية‭ ‬امتلاكها‭ ‬بالفعل‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تهديد‭ ‬إسرائيل‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬بمسيراتها‭ ‬وصواريخها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اعتبره‭ ‬‮«‬سيغير‭ ‬طبيعة‭ ‬الصراع‭ ‬المستمر‮»‬‭ ‬لصالحها‭.‬

وعلى‭ ‬المدى‭ ‬القصير،‭ ‬أثارت‭ ‬الهجمات‭ ‬المتبادلة‭ ‬والانتقامية‭ ‬بين‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬،‭ ‬و«إيران‮»‬،‭ ‬تحذيرات‭ ‬من‭ ‬تصعيد‭ ‬خارج‭ ‬عن‭ ‬السيطرة،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬صراع‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المنطقة‭. ‬وأعرب‭ ‬‮«‬مات‭ ‬دوس‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬السياسة‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬عن‭ ‬أسفه‭ ‬لكيفية‭ ‬وجود‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬الأوسع‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬بحيث‭ ‬‮«‬ينشد‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬تتصرف‭ ‬إيران‭ ‬بمزيد‭ ‬من‭ ‬العقلانية‭ ‬وضبط‭ ‬النفس‭ ‬عن‭ ‬إسرائيل‭.‬‮»‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬تم‭ ‬تأكيد‭ ‬دور‭ ‬القوى‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬ساعدت‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وأبرزها‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬‭ ‬في‭ ‬تهدئة‭ ‬المخاوف‭ ‬التصعيدية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حث‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬الرد‭ ‬بالقوة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الهجمات‭. ‬ورأى‭ ‬‮«‬بوين‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬لطالما‭ ‬ساعدت‭ ‬إسرائيل‭ ‬‮«‬بشكل‭ ‬كبير‮»‬،‭ ‬وأكدت‭ ‬دعمها‭ ‬اللامحدود‭ ‬لها؛‭ ‬فقد‭ ‬طالبتها‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬بضبط‭ ‬النفس‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬بورجر‮»‬،‭ ‬كيف‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬إيران‮»‬،‭ ‬تأمل‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬‮«‬رد‭ ‬هجومي‭ ‬غير‭ ‬ناجع‮»‬،‭ ‬لاسيما‭ ‬وأنها‭ ‬أشارت‭ ‬بوضوح‭ ‬إلى‭ ‬نيتها‭ ‬الانتقام‭ ‬قبل‭ ‬أسابيع،‭ ‬ثم‭ ‬أرسلت‭ ‬صواريخ‭ ‬وطائرات‭ ‬مسيرة‭ ‬من‭ ‬مسافة‭ ‬طويلة،‭ ‬وفقا‭ ‬لتقييم‭ ‬‮«‬ويشسلر‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬تدرك‭ ‬تماما‭ ‬أن‭ ‬هجماتها‭ ‬‮«‬يمكن‭ ‬إحباطها‭ ‬بسهولة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدفاعات‭ ‬الإسرائيلية‮»‬‭. ‬ولعل‭ ‬حقيقة‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬لم‭ ‬تستهدف‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬أي‭ ‬منشآت‭ ‬أمريكية‮»‬،‭ ‬تُظهر‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬أرسلت‭ ‬إشارة‭ ‬لا‭ ‬لبس‭ ‬فيها‮»‬،‭ ‬أنها‭ ‬تريد‭ ‬تجنب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التصعيد،‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يشعل‭ ‬حربًا‭ ‬إقليمية‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬بوين‮»‬،‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬طهران‭ ‬من‭ ‬الآن‭ ‬فصاعدا‭ ‬‮«‬لن‭ ‬تصعد‭ ‬مواقفها‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬تعرضت‭ ‬لهجوم‭ ‬أكثر‭ ‬قوة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‮»‬‭.‬

بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬تمت‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬الأصوات‭ ‬الغربية‭ ‬الداعمة‭ ‬لإسرائيل‭ -‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تدميرها‭ ‬لقطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وخلق‭ ‬أزمة‭ ‬إنسانية‭ ‬كبرى‭ -‬والتي‭ ‬دعت‭ ‬إلى‭ ‬الانتقام‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬دفاعا‭ ‬عن‭ ‬إسرائيل،‭ ‬بمساعدة‭ ‬واشنطن‭. ‬وانتقد‭ ‬‮«‬ريتشارد‭ ‬غولدبرغ‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مؤسسة‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الديمقراطيات‮»‬،‭ ‬والذي‭ ‬عمل‭ ‬سابقاً‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الأمريكي،‭ ‬‮«‬سياسات‭ ‬بايدن‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬استرضاء‭ ‬إيران»؛‭ ‬بسبب‭ ‬السماح‭ ‬لها‭ ‬بشن‭ ‬هجوم‭ ‬واسع‭ ‬النطاق‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬دون‭ ‬مواجهة‭ ‬أي‭ ‬عواقب‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬ديتش‮«‬،‭ ‬و«جرامر‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬كبار‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الحزبين‭ ‬الديمقراطي‭ ‬والجمهوري،‭ ‬طالبوا‭ ‬بوضع‭ ‬تشريعات‭ ‬جديدة‭ ‬لتعزيز‭ ‬الإنفاق‭ ‬الدفاعي‭ ‬الأمريكي‭ ‬لمساعدة‭ ‬إسرائيل‭. ‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬رفض‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المراقبين‭ ‬والخبراء‭ ‬الغربيين‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات،‭ ‬باعتبارها‭ ‬قد‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬التصعيد‭. ‬ووصف‭ ‬‮«‬ويشسلر‮»‬،‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬المساعدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لإسرائيل‭ ‬عبر‭ ‬تنفيذ‭ ‬ضربات‭ ‬مسلحة‭ ‬ضد‭ ‬طهران،‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬متهورة،‭ ‬وحمقاء‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬تفتقد‭ ‬إلى‭ ‬الحكمة‮»‬‭. ‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬تفاقم‭ ‬التوترات‭ ‬الإقليمية‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وإيران‭ ‬لها‭ ‬عواقب‭ ‬إقليمية‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬البلدان‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬لاسيما‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬تخطيط‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬لتنفيذ‭ ‬هجوم‭ ‬على‭ ‬رفح‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬فإن‭ ‬الكيفية‭ ‬التي‭ ‬سترد‭ ‬بها‭ ‬‮«‬إيران‮»‬،‭ ‬ووكلاؤها‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الهجوم‭ ‬العسكري‭ ‬الذي‭ ‬يستهدف‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬قد‭ ‬يشكل‭ ‬عنصرًا‭ ‬آخر‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬التوترات‭.‬

وعلى‭ ‬نطاق‭ ‬أوسع،‭ ‬أصبحت‭ ‬قوة‭ ‬الردع‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬‮«‬محل‭ ‬شك»؛‭ ‬بسبب‭ ‬الهجمات‭ ‬الصاروخية‭ ‬والطائرات‭ ‬المسيرة‭ ‬التي‭ ‬شنتها‭ ‬إيران‭ ‬دون‭ ‬عواقب‭. ‬وسلط‭ ‬‮«‬ويشسلر‮»‬،‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬كيف‭ ‬أثبتت‭ ‬الأخيرة‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تهديد‭ ‬إسرائيل‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬دون‭ ‬إثارة‭ ‬رد‭ ‬عسكري‭ ‬أمريكي‮»‬،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬أفعالها‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬حث‭ ‬حلفاء‭ ‬أمريكا‭ ‬الآخرين،‭ ‬على‭ ‬‮«‬استخلاص‭ ‬درس‭ ‬مفاده‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬لهم‭ ‬أن‭ ‬يعتمدوا‭ ‬على‭ ‬مظلة‭ ‬أمنية‭ ‬أمريكية‭ ‬غير‭ ‬موثوقة‭ ‬وغير‭ ‬فعالة‮»‬‭. ‬

ومع‭ ‬إشارة‭ ‬‮«‬بورجر‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عملية‭ ‬اعتراض‭ ‬الصواريخ‭ ‬والطائرات‭ ‬المسيرة‭ ‬الإيرانية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إطلاقها‭ ‬باتجاه‭ ‬إسرائيل‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬تحالف‭ ‬تم‭ ‬تشكيله‭ ‬على‭ ‬عجل‮»‬،‭ ‬وليس‭ ‬آلية‭ ‬مواجهة‭ ‬كانت‭ ‬معدة‭ ‬جيدًا‭ ‬سابقًا؛‭ ‬فقد‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬بايمان‮»‬،‭ ‬و«بولاك‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الديناميكية‭ ‬المهيمنة‭ ‬لضبط‭ ‬هذا‭ ‬التصعيد‭ ‬هي‭ ‬اعتقادهما‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬المنطقة‭ ‬معرضة‭ ‬للخطر‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬مشاركتها‭ ‬فإن‭ ‬أمان‭ ‬المنطقة‭ ‬والاستقرار‭ ‬الإقليمي‭ ‬سيكون‭ ‬‮«‬محاطا‭ ‬بالأخطار‭ ‬المحدقة‭ ‬بشكل‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التنبؤ‭ ‬به‮»‬‭.‬

وبعيدا‭ ‬عن‭ ‬الشكوك‭ ‬التي‭ ‬تدور‭ ‬حول‭ ‬دور‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬فإنه‭ ‬يبقى‭ ‬واضحا‭ ‬أن‭ ‬طهران،‭ ‬في‭ ‬تقييم‭ ‬‮«‬ويشسلر‮»‬،‭ ‬‮«‬أصبحت‭ ‬راضية‭ ‬تمامًا‭ ‬عن‭ ‬الوضع‭ ‬الراهن‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬بعد‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬الوضع‭ ‬الذي‭ ‬يقول‭ ‬‮«‬إنها‭ ‬تستفيد‭ ‬منه‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬تقدم‭ ‬برنامجها‭ ‬النووي‭ ‬‮«‬دون‭ ‬عوائق‮»‬،‭ ‬تزامنًا‭ ‬مع‭ ‬‮«‬انسحاب‭ ‬واشنطن‭ ‬من‭ ‬المنطقة‮»‬،‭ ‬حتى‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬تعزيز‭ ‬مجال‭ ‬نفوذها‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر؛‭ ‬أقر‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬آخر‭ ‬شيء‭ ‬تريده‮»‬‭ ‬هو‭ ‬إثارة‭ ‬حرب‭ ‬إقليمية‭ ‬أوسع‭ ‬نطاقًا‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬المخاطرة‭ ‬بحدوث‭ ‬مواجهة‭ ‬عسكرية‭ ‬مباشرة‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬أمريكا‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬يبرز‭ ‬الهجوم‭ ‬الإيراني‭ ‬الأخير‭ ‬على‭ ‬إسرائيل،‭ ‬تحولا‭ ‬مهما‭ ‬في‭ ‬ديناميكية‭ ‬المنطقة،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬تصاعد‭ ‬التوترات‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يسفر‭ ‬عن‭ ‬تورط‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬وزيادة‭ ‬التدخلات‭ ‬الخارجية،‭ ‬مما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬التعقيدات‭ ‬والمخاطر‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المنطقة‭ ‬بأسرها‭. ‬

ومع‭ ‬أن‭ ‬مسار‭ ‬الرد‭ ‬القادم‭ ‬يبدو‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬وائتلافه،‭ ‬فقد‭ ‬خلص‭ ‬‮«‬بوين‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬قرروا‭ ‬عدم‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الهجوم‭ ‬وتجنب‭ ‬التصعيد؛‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬استعادة‭ ‬أنفاسه‭ ‬مجددا‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬وإدراكا‭ ‬منه‭ ‬للمخاطر‭ ‬المستمرة‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬الأحداث‭ ‬والتوترات‭ ‬غير‭ ‬المتوقعة‭ ‬والعوامل‭ ‬المحفزة‭ ‬للعنف،‭ ‬فقد‭ ‬حذر‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬ليس‭ ‬من‭ ‬المؤكد‭ ‬بأي‭ ‬حال‭ ‬من‭ ‬الأحوال‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬الرد‭ ‬نهاية‭ ‬هذه‭ ‬الحلقة‭ ‬الخطيرة‭ ‬من‭ ‬الاضطرابات‭ ‬الراهنة‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا