العدد : ١٦٨٤١ - الخميس ٠٢ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤١ - الخميس ٠٢ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ شوّال ١٤٤٥هـ

الثقافي

«ويجا» رواية وردية لليافعين للكاتبة زهراء مبارك

السبت ٣٠ مارس ٢٠٢٤ - 02:00

كتبه‭: ‬حسين‭ ‬خليل

 

مبتعدة‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬عن‭ ‬تناول‭ ‬الموروث‭ ‬الشعبي‭ ‬في‭ ‬حكاياتها،‭ ‬تحاول‭ ‬الكاتبة‭ ‬زهراء‭ ‬مبارك‭ ‬أن‭ ‬تدخل‭ ‬عالم‭ ‬الكتابة‭ ‬لليافعين،‭ ‬أبناء‭ ‬وبنات‭ ‬اليوم،‭ ‬في‭ ‬الرواية‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬مؤخرًا‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬ويجا،‭ ‬التي‭ ‬تتناول‭ ‬قضايا‭ ‬اجتماعية‭ ‬حساسة‭ ‬متعلقة‭ ‬بالفتيات‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬المراهقة‭.‬

بطلات‭ ‬الرواية‭ ‬هنّ‭ ‬ثلاث‭ ‬فتيات،‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬الرابعة‭ ‬عشرة،‭ ‬يخضن‭ ‬تجارب‭ ‬غير‭ ‬مألوفة،‭ ‬منها‭ ‬تجربتهم‭ ‬مع‭ ‬لوح‭ ‬ويجا،‭ ‬الذي‭ ‬سميت‭ ‬الرواية‭ ‬باسمه،‭ ‬وهو‭ ‬لوح‭ ‬خشبي‭ ‬مرسوم‭ ‬عليه‭ ‬الأحرف‭ ‬الأبجدية‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬الأرقام‭ ‬والرموز،‭ ‬ويوصف‭ ‬بأنه‭ ‬يستخدم‭ ‬للتواصل‭ ‬مع‭ ‬الأرواح‭. ‬

الرواية‭ ‬تتطرق‭ ‬بجرأة‭ ‬إلى‭ ‬موضوعات‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬التدخين‭ ‬لدى‭ ‬المراهقات،‭ ‬وتعاطي‭ ‬الحبوب‭ ‬المخدرة،‭ ‬ومشاهدة‭ ‬الأفلام‭ ‬غير‭ ‬المناسبة،‭ ‬ومسألة‭ (‬البويات‭)‬،‭ ‬والدخول‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬السحر،‭ ‬وحفلات‭ ‬عبدة‭ ‬الشيطان،‭ ‬والتفكير‭ ‬في‭ ‬الهروب‭ ‬من‭ ‬المنزل،‭ ‬وتصل‭ ‬ذروة‭ ‬الموضوعات‭ ‬إلى‭ ‬مسألة‭ ‬الانتحار‭.‬

الرواية‭ ‬تتأرجح‭ ‬بين‭ ‬الفرح‭ ‬والحزن،‭ ‬والبهجة‭ ‬والخوف،‭ ‬الرقص‭ ‬والتوتر،‭ ‬البراءة‭ ‬والغدر،‭ ‬لتنتهي‭ ‬بحريق‭ ‬كبير،‭ ‬يأكل‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬مع‭ ‬أمل‭ ‬أن‭ ‬تنبعث‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬تحت‭ ‬الرماد‭.‬

قارئ‭ ‬الرواية‭ ‬سيلمس‭ ‬محاولة‭ ‬الكاتبة‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬نفسها‭ ‬مكان‭ ‬الفتاة‭ ‬المراهقة،‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬مشاعر‭ ‬وأحاسيس‭ ‬وأفكار‭ ‬وتطلعات،‭ ‬بل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فحتى‭ ‬اللغة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المفردات‭ ‬والتراكيب،‭ ‬خصوصًا‭ ‬الحوارات،‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬صميم‭ ‬حياة‭ ‬الفئة‭ ‬العمرية‭ ‬المستهدفة‭.‬

وحتى‭ ‬رسم‭ ‬الشخصيات،‭ ‬جاء‭ ‬ليتوافق‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يقنع‭ ‬القراء‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الفئة،‭ ‬فلا‭ ‬تجد‭ ‬الشخصيات‭ ‬المصقولة‭ ‬بشكل‭ ‬مفرط،‭ ‬بل‭ ‬الشخصيات‭ ‬الحقيقية،‭ ‬الفوضوية‭ ‬بدرجة‭ ‬ما،‭ ‬التي‭ ‬تتصارع‭ ‬في‭ ‬داخلها‭ ‬عوامل‭ ‬القوة‭ ‬والضعف‭.‬

اهتمت‭ ‬الكاتبة‭ ‬بالتفاصيل‭ ‬في‭ ‬رسمها‭ ‬للشخصيات،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬تفصيل‭ ‬سيكشف‭ ‬الكثير‭ ‬عن‭ ‬الشخصية،‭ ‬فمن‭ ‬طريقة‭ ‬اللبس،‭ ‬إلى‭ ‬طريقة‭ ‬المشي،‭ ‬إلى‭ ‬طبيعة‭ ‬التساؤلات،‭ ‬فهناك‭ ‬الطالبة‭ ‬التي‭ ‬تسأل‭ ‬عن‭ ‬إكسسوارات‭ ‬المعلمة‭ ‬من‭ ‬أين‭ ‬تشتريها؟‭ ‬أو‭ ‬الطالبة‭ ‬التي‭ ‬تحاول‭ ‬إخفاء‭ ‬رائحة‭ ‬التدخين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مضغ‭ ‬العلكة‭ ‬ورش‭ ‬المكان‭ ‬بالعطر‭.‬

موضوع‭ ‬الأسرة‭ ‬طرح‭ ‬بشكل‭ ‬محوري‭ ‬في‭ ‬الرواية،‭ ‬فهناك‭ ‬الأسرار‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تحكيها‭ ‬الفتاة‭ ‬لأسرتها‭ ‬بل‭ ‬لصديقاتها،‭ ‬وهناك‭ ‬الأسرار‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تبوح‭ ‬بها‭ ‬الفتاة‭ ‬إلا‭ ‬لصندوق‭ ‬الأسرار‭ ‬الذي‭ ‬وضعته‭ ‬لهم‭ ‬المعلمة‭ ‬في‭ ‬المدرسة،‭ ‬وهناك‭ ‬العنف‭ ‬الأسري،‭ ‬أو‭ ‬التدليل‭ ‬الزائد،‭ ‬وصولًا‭ ‬إلى‭ ‬الأسر‭ ‬المفككة‭.‬

الرواية‭ ‬تعرض‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬نماذج‭ ‬الآباء‭ ‬والأمهات،‭ ‬الذين‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يشعرون‭ ‬يساهمون‭ ‬في‭ ‬ضياع‭ ‬أبنائهم‭.‬

غطّت‭ ‬الكاتبة‭ ‬بشكل‭ ‬مهم‭ ‬التغيرات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬الأسر‭ ‬اليوم،‭ ‬فهناك‭ ‬من‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬طلب‭ ‬الوجبات‭ ‬من‭ ‬المطاعم‭ ‬بدل‭ ‬إعدادها‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الذهاب‭ ‬لاستلامه،‭ ‬وهناك‭ ‬الأم‭ ‬التي‭ ‬تلمس‭ ‬تغيرات‭ ‬نفسية‭ ‬تعيشها‭ ‬ابنتها‭ ‬فتتصفح‭ ‬حسابات‭ ‬البنت‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لاكتشاف‭ ‬أسباب‭ ‬ذلك‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الأصدقاء‭ ‬أخذت‭ ‬مناحي‭ ‬متعددة،‭ ‬جرّت‭ ‬بدورها‭ ‬إلى‭ ‬مشكلات‭ ‬جديدة،‭ ‬مثل‭ ‬الابتزاز‭ ‬الإلكتروني‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬تتعرض‭ ‬له‭ ‬الفتاة‭ ‬عندما‭ ‬يطلب‭ ‬منها‭ ‬صديقها‭ ‬عبر‭ ‬موقع‭ ‬للدردشة‭ ‬أن‭ ‬ترسل‭ ‬إليه‭ ‬صورًا‭ ‬خاصة،‭ ‬ثم‭ ‬يستعمل‭ ‬تلك‭ ‬الصور‭ ‬ضدها‭. ‬

قد‭ ‬يتصور‭ ‬القارئ‭ ‬أن‭ ‬سقف‭ ‬الموضوعات‭ ‬في‭ ‬الرواية‭ ‬عالٍ،‭ ‬لكن‭ ‬بما‭ ‬أن‭ ‬الرواية‭ ‬موجهة‭ ‬لليافعين،‭ ‬فإن‭ ‬الكاتبة‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تجعل‭ ‬طرح‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭ ‬ضمن‭ ‬حدود‭ ‬معينة،‭ ‬يحددها‭ ‬الشعور‭ ‬بالمسؤولية،‭ ‬وضرورة‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬ضوء‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الطريق‭.‬

يذكر‭ ‬أن‭ ‬للكاتبة‭ ‬رواية‭ ‬بعنوان‭ (‬الحفيز‭)‬،‭ ‬وقصة‭ ‬للأطفال‭ ‬بعنوان‭ (‬الحصالة‭ ‬الذكية‭)‬،‭ ‬ولها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الروايات‭ ‬غير‭ ‬المنشورة‭ ‬ورقيًا‭ ‬والتي‭ ‬تنشرها‭ ‬عبر‭ ‬وسائط‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا