العدد : ١٦٨٣٧ - الأحد ٢٨ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٣٧ - الأحد ٢٨ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ شوّال ١٤٤٥هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

من أجل الصهاينة.. ليذهب العالم إلى الجحيم

تحدثت‭ ‬أمس‭ ‬عن‭ ‬عجز‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬بدوله‭ ‬ومنظماته‭ ‬عن‭ ‬وقف‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬التي‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الموقف‭ ‬العام‭ ‬المطالب‭ ‬بوقف‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬الصهيونية،‭ ‬وقلت‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬الغريبة‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تفسير‭.‬

ثلاثة‭ ‬عوامل‭ ‬كبرى‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬تفسر‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬العالمي‭ ‬الغريب‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬هي‭ ‬باختصار‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬التالي‭:‬

أولا‭: ‬أكاذيب‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬ونفاقها‭. ‬أمريكا‭ ‬وكل‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬تتظاهر‭ ‬اليوم‭ ‬بالحزن‭ ‬على‭ ‬ضحايا‭ ‬غزة‭ ‬وبأنها‭ ‬تريد‭ ‬وقف‭ ‬الحرب‭ ‬وإغاثة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬هي‭ ‬بالذات‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬وراء‭ ‬تمكين‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬من‭ ‬مواصلة‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭.‬

لولا‭ ‬الدعم‭ ‬العسكري‭ ‬والسياسي‭ ‬الذي‭ ‬تقدمه‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬لما‭ ‬كان‭ ‬بإمكانه‭ ‬مواصلة‭ ‬الحرب‭.‬

على‭ ‬الصعيد‭ ‬السياسي‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬دعمت‭ ‬بقوة‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬وقدمت‭ ‬تبريرات‭ ‬للحرب‭ ‬التي‭ ‬يشنها‭. ‬ويكفي‭ ‬أن‭ ‬أمريكا‭ ‬جاهزة‭ ‬بالفيتو‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬لوقف‭ ‬صدور‭ ‬أي‭ ‬قرار‭ ‬بوقف‭ ‬الحرب‭.‬

وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬العسكري،‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬يواصل‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬بالسلاح‭ ‬الأمريكي‭ ‬والغربي‭ ‬عموما‭. ‬أمريكا‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬الحرب‭ ‬تقيم‭ ‬جسرا‭ ‬جويا‭ ‬لا‭ ‬يتوقف‭ ‬لنقل‭ ‬السلاح‭ ‬الى‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬ولولا‭ ‬هذا‭ ‬لما‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬مواصلة‭ ‬الحرب‭.‬

ثانيا‭: ‬هيمنة‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬على‭ ‬المنظمات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الدولية‭ ‬الحقوقية‭ ‬والإنسانية‭. ‬هذه‭ ‬الهيمنة‭ ‬تحول‭ ‬بداهة‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬المنظمات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬وبين‭ ‬لعب‭ ‬دورها‭ ‬العملي‭ ‬في‭ ‬وقف‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬وتطبيق‭ ‬القانون‭ ‬الإنساني‭ ‬الدولي‭.‬

ثالثا‭: ‬عجز‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وضعف‭ ‬مواقفها‭ ‬وغياب‭ ‬أي‭ ‬تأثير‭ ‬عربي‭ ‬فعال‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

هذا‭ ‬العجز‭ ‬العربي‭ ‬والضعف‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يشجع‭ ‬العدو‭ ‬على‭ ‬المضي‭ ‬قدما‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة،‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬يشجع‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬على‭ ‬المضي‭ ‬قدما‭ ‬في‭ ‬دعمها‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭.‬

نستطيع‭ ‬ان‭ ‬نضيف‭ ‬الى‭ ‬هذه‭ ‬العوامل‭ ‬عوامل‭ ‬أخرى،‭ ‬مثل‭ ‬الدور‭ ‬الحاسم‭ ‬الذي‭ ‬يلعبه‭ ‬اللوبي‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬والغرب‭ ‬والإرهاب‭ ‬الذي‭ ‬يمارسه‭ ‬ضد‭ ‬أي‭ ‬فرد‭ ‬او‭ ‬حكومة‭ ‬أو‭ ‬جهة‭ ‬تعارض‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭.‬

لكن‭ ‬المحصلة‭ ‬النهائية‭ ‬لهذا‭ ‬العجز‭ ‬العالمي‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني‭ ‬تم‭ ‬دفنه‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬له‭ ‬وجود‭.‬

محللون‭ ‬كثيرون‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬اعتبروا‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬سيدفع‭ ‬ثمنا‭ ‬فادحا‭ ‬لقتل‭ ‬القانون‭ ‬الإنساني‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النحو‭.‬

أحد‭ ‬هؤلاء‭ ‬انجيس‭ ‬كالامارد،‭ ‬وهي‭ ‬السكرتير‭ ‬العام‭ ‬السابق‭ ‬لمنظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‭. ‬كتبت‭ ‬تحليلا‭ ‬مطولا‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬غزة‭ ‬ونهاية‭ ‬حكم‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‮»‬‭ ‬ناقشت‭ ‬فيه‭ ‬الآثار‭ ‬المدمرة‭ ‬لما‭ ‬حل‭ ‬بالقانون‭ ‬الانساني‭ ‬الدولي‭.‬

في‭ ‬تحليلها‭ ‬تلفت‭ ‬النظر‭ ‬بداية‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مهم‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬انهيار‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني‭ ‬والكارثة‭ ‬الانسانية‭ ‬المروعة‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وما‭ ‬تجسده‭ ‬من‭ ‬انتهاك‭ ‬لأبسط‭ ‬وأي‭ ‬حق‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬حقيقة‭ ‬الأمر‭ ‬تتويج‭ ‬لمسيرة‭ ‬طويلة‭ ‬في‭ ‬انتهاك‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬بدأتها‭ ‬أمريكا‭ ‬وخصوصا‭ ‬بعد‭ ‬أحداث‭ ‬11‭ ‬سبتمبر‭ ‬والحرب‭ ‬التي‭ ‬شنتها‭ ‬وأطلقت‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬الحرب‭ ‬على‭ ‬الإرهاب‮»‬‭. ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬انتهكت‭ ‬امريكا‭ ‬كل‭ ‬قواعد‭ ‬ومبادئ‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني‭. ‬وتقول‭ ‬الكاتبة‭ ‬ان‭ ‬ما‭ ‬تفعله‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬جانب‭ ‬أساسي‭ ‬منه‭ ‬استعارة‭ ‬لما‭ ‬فعلته‭ ‬أمريكا‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الحرب،‭ ‬وبدعم‭ ‬كامل‭ ‬من‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭.‬

وتلفت‭ ‬الكاتبة‭ ‬النظر‭ ‬الى‭ ‬الدور‭ ‬الأساسي‭ ‬الذي‭ ‬تلعبه‭ ‬أمريكا‭ ‬في‭ ‬تشجيع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬الحرب‭ ‬وعلى‭ ‬قتل‭ ‬أي‭ ‬مبدأ‭ ‬من‭ ‬مبادئ‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ادعاءاتها‭ ‬بالحرص‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وتقول‭ ‬انه‭ ‬يكفي‭ ‬إصرار‭ ‬أمريكا‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬الفيتو‭ ‬لمنع‭ ‬وقف‭ ‬الحرب‭ ‬ومواصلة‭ ‬إمداد‭ ‬اسرائيل‭ ‬بالأسلحة‭. ‬

تقول‭ ‬هذه‭ ‬المسؤولة‭ ‬الدولية‭ ‬السابقة‭ ‬في‭ ‬تحليلها‭ ‬إن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬سيقود‭ ‬إلى‭ ‬آثار‭ ‬مدمرة‭ ‬للعالم‭ ‬كله‭.‬

تقول‭ ‬إن‭ ‬انهيار‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬ونهاية‭ ‬قواعد‭ ‬ومبادئ‭ ‬النظام‭ ‬الانساني‭ ‬العالمي‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬اليوم‭ ‬سوف‭ ‬يقود‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬يسوده‭ ‬العنف‭ ‬وعدم‭ ‬الاستقرار،‭ ‬وتصاعد‭ ‬العدوان‭ ‬والصراعات‭ ‬الدولية‭. ‬كما‭ ‬سيقود‭ ‬إلى‭ ‬غضب‭ ‬يجتاح‭ ‬كل‭ ‬مكونات‭ ‬المجتمعات‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭.‬

باختصار‭ ‬سيقود‭ ‬الى‭ ‬عالم‭ ‬تسوده‭ ‬الفوضى‭ ‬الشاملة‭.‬

باختصار‭ ‬أمريكا‭ ‬والدول‭ ‬الغربية‭ ‬لا‭ ‬ترى‭ ‬بأسا‭ ‬من‭ ‬تدمير‭ ‬العالم‭ ‬وإغراقه‭ ‬في‭ ‬الفوضى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الصهاينة‭ ‬ولسان‭ ‬حالهم‭: ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬ليذهب‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬الجحيم‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا