العدد : ١٦٨٣٦ - السبت ٢٧ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٨ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٣٦ - السبت ٢٧ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٨ شوّال ١٤٤٥هـ

الثقافي

تحت عنوان «دهاليز هوية»
الفنانة أماني الطواش في أول معرض شخصي

السبت ١٦ مارس ٢٠٢٤ - 02:00

كتب‭: ‬د‭. ‬عقيل‭ ‬الموسوي‭ ‬

 

في‭ ‬أول‭ ‬معرض‭ ‬شخصي‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬فضاء‭ ‬مشق،‭ ‬بقرية‭ ‬أرجان،‭ ‬يوم‭ ‬الأربعاء‭ ‬28‭ ‬فبراير‭ ‬2024م،‭ ‬وتحت‭ ‬عنوان‭ ‬دهاليز‭ ‬هوية،‭ ‬رمت‭ ‬الفنانة‭ ‬أماني‭ ‬الطواش‭ ‬بكثير‭ ‬مما‭ ‬في‭ ‬جعبتها‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬انغمست‭ ‬فيه‭ ‬سنين،‭ ‬منذ‭ ‬صدور‭ ‬روايتها‭ ‬بنات‭ ‬جلنار،‭ ‬عن‭ ‬دار‭ ‬سؤال،‭ ‬لبنان،‭ ‬2023م،‭ ‬وهي‭ ‬سيرة‭ ‬جلنار‭ ‬التي‭ ‬وفدت‭ ‬مع‭ ‬زوجها‭ ‬قبل‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬الزمان،‭ ‬من‭ ‬فارس‭ ‬إلى‭ ‬البحرين،‭ ‬هربًا‭ ‬من‭ ‬القحط‭ ‬والجوع‭. ‬تحكي‭ ‬الرواية‭ ‬سير‭ ‬بنات‭ ‬جلنار‭ ‬في‭ ‬أربعة‭ ‬أجيال،‭ ‬شهدوا‭ ‬ما‭ ‬شهدوا‭ ‬من‭ ‬تغيرات‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬وكان‭ ‬الانتماء‭ ‬الأصلي‭ ‬إلى‭ ‬فارس‭ ‬يضمحل‭ ‬في‭ ‬أنفسهن،‭ ‬يذوب‭ ‬في‭ ‬بوتقة‭ ‬المنامة‭ ‬التي‭ ‬تصهر‭ ‬في‭ ‬أحيائها‭ ‬الشعبية‭ ‬ومدارسها‭ ‬الحكومية‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الهويات‭ ‬المختلفة‭.‬

أماني‭ ‬الطواش‭ ‬فنانة‭ ‬اشتهرت‭ ‬بتصميمها‭ ‬أغلفة‭ ‬كتب‭ ‬لافتة‭ ‬لكتّاب‭ ‬مهمين،‭ ‬وإخراج‭ ‬أفلام‭ ‬وثائقية،‭ ‬منها‭ ‬‮«‬لا‭ ‬أحد‭ ‬ينام‭ ‬في‭ ‬المنامة‮»‬،‭ ‬الفلم‭ ‬الذي‭ ‬نال‭ ‬170‭ ‬ألف‭ ‬مشاهدة‭ ‬على‭ ‬اليوتيوب،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مشاركتها‭ ‬في‭ ‬معارض‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي‭. ‬أستاذها‭ ‬الفنان‭ ‬حسين‭ ‬ميلاد‭ ‬حضر‭ ‬افتتاح‭ ‬المعرض،‭ ‬وقال‭ ‬فخورًا‭ ‬بها‭: ‬درستها‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬الأهلية‭ ‬قبل‭ ‬14‭ ‬عام،‭ ‬كانت‭ ‬تملك‭ ‬حسًا‭ ‬فنيًا‭ ‬خاصًا،‭ ‬وشاركت‭ ‬معنا‭ ‬في‭ ‬معارض‭ ‬نادي‭ ‬راس‭ ‬رمان،‭ ‬والآن‭ ‬هي‭ ‬روائية،‭ ‬روايتها‭ ‬أبكتني،‭ ‬وهي‭ ‬كذلك‭ ‬فنانة‭ ‬معروفة‭ ‬لجمهور‭ ‬الناس‭ ‬الصحفي‭ ‬محمد‭ ‬فاضل‭ ‬قال‭: ‬‮«‬أنها‭ ‬فنانة‭ ‬واعدة‮»‬،‭ ‬ثم‭ ‬ابتسم،‭ ‬‮«‬وسوف‭ ‬تخلف‭ ‬الأسماء‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬البحرين‮»‬‭. ‬صديق‭ ‬الفنانة‭ ‬مجيد‭ ‬فلاح‭ ‬قال‭: ‬‮«‬أشعر‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬أماني‭ ‬أمور‭ ‬عميقة‭ ‬تتطور،‭ ‬إبداع‭ ‬جميل‭ ‬يتسرب‭ ‬منها‭ ‬بعذوبة‮»‬‭.‬

استخدمت‭ ‬الفنانة‭ ‬أماني‭ ‬الخيش‭ ‬كمادة‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬معرضها،‭ ‬وهو‭ ‬القماش‭ ‬الخشن‭ ‬للأكياس‭ ‬التي‭ ‬يخزن‭ ‬فيها‭ ‬الرز‭ ‬أو‭ ‬البصل‭. ‬كتبت‭ ‬الفنانة‭ ‬في‭ ‬ديباجة‭ ‬المعرض‭ ‬أن‭ ‬الخيش‭ ‬كان‭ ‬إحدى‭ ‬الطرق‭ ‬التي‭ ‬ابتكرها‭ ‬فقراء‭ ‬لا‭ ‬يمتلكون‭ ‬تأشيرات‭ ‬أو‭ ‬جنسيات‭ ‬في‭ ‬هجراتهم‭ ‬من‭ ‬بلد‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬لتغيير‭ ‬مصير‭ ‬الفقر‭ ‬والبؤس‭. ‬استخدمت‭ ‬الفنانة‭ ‬كذلك‭ ‬الرمّانة‭ ‬كثيمة‭ ‬فنية،‭ ‬أحيانًا‭ ‬تكتفي‭ ‬بالرمز‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬اللوحات‭ ‬باللون‭ ‬الأحمر‭ ‬الفاقع،‭ ‬وتمثل‭ ‬الرمانة‭ ‬في‭ ‬الرواية،‭ ‬حنين‭ ‬جلنار‭ ‬إلى‭ ‬فارس،‭ ‬وبساتين‭ ‬الرمان‭ ‬وأبيها‭ ‬الذي‭ ‬سماها‭ ‬جلنار،‭ ‬أي‭ ‬زهرة‭ ‬الرمان‭. ‬

يقول‭ ‬الفنان‭ ‬علي‭ ‬البزاز،‭ ‬مدير‭ ‬فضاء‭ ‬مشق‭ ‬للفنون،‭ ‬‮«‬استضفت‭ ‬هذا‭ ‬المعرض‭ ‬لأن‭ ‬موضوع‭ ‬الهويات‭ ‬شائك‭ ‬ومتعدد‭ ‬الوجوه،‭ ‬ومازال‭ ‬هاجسًا‭ ‬يتحرك‭ ‬بيننا‮»‬‭. ‬في‭ ‬الدهليز‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬دهاليز‭ ‬المعرض‭ ‬الخمسة،‭ ‬يدخل‭ ‬الزائر‭ ‬في‭ ‬ممر‭ ‬ضيق،‭ ‬أحد‭ ‬جدرانه‭ ‬من‭ ‬الخيش،‭ ‬والآخر‭ ‬يعرض‭ ‬صور‭ ‬فوتوغرافية‭ ‬بالأسود‭ ‬والأبيض‭ ‬لفتاة‭ ‬تتخفى‭ ‬داخل‭ ‬كيس‭ ‬من‭ ‬خيش‭ ‬على‭ ‬ساحل‭ ‬انحسر‭ ‬عنه‭ ‬البحر،‭ ‬وهو‭ ‬المشهد‭ ‬الذي‭ ‬افتتحت‭ ‬به‭ ‬الفنانة‭ ‬روايتها‭. ‬صور‭ ‬وصفها‭ ‬الصحفي‭ ‬محمد‭ ‬فاضل،‭ ‬‮«‬فيها‭ ‬حساسية‭ ‬فنية‭ ‬عالية‮»‬‭. ‬في‭ ‬الدهليز‭ ‬الثاني،‭ ‬وبين‭ ‬جدارين‭ ‬من‭ ‬الخيش‭ ‬تتدلى‭ ‬من‭ ‬السقف‭ ‬صورا‭ ‬قديمة‭ ‬تعرض‭ ‬وثائق‭ ‬وجوازات‭ ‬سفر‭ ‬لمقيمين‭ ‬في‭ ‬البحرين‭. ‬الصور‭ ‬متدلية‭ ‬بلا‭ ‬ترتيب،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬تجنبها،‭ ‬ولعلها‭ ‬ترمز‭ ‬إلى‭ ‬متاهة‭ ‬الهوية‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمقيمين‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬لما‭ ‬كان‭ ‬عليهم‭ ‬أن‭ ‬يحددوا‭ ‬انتماءهم،‭ ‬ويتقدموا‭ ‬بطلب‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الجنسية‭. ‬في‭ ‬الدهليز‭ ‬الثالث،‭ ‬لوحات‭ ‬تشكيلية،‭ ‬أكريليك‭ ‬على‭ ‬خيش،‭ ‬معلقة‭ ‬على‭ ‬جدار‭ ‬من‭ ‬الخيش‭. ‬في‭ ‬واحدة‭ ‬منها‭ ‬وجه‭ ‬امرأة‭ ‬بلا‭ ‬ملامح،‭ ‬وفي‭ ‬أخرى‭ ‬ملامح‭ ‬امرأة‭ ‬معجونة‭ ‬بالخوف،‭ ‬وهناك‭ ‬مجموعة‭ ‬لوحات‭ ‬تعرض‭ ‬قوارب‭ ‬طافية‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬مع‭ ‬بحارة‭ ‬يجدفون‭ ‬بالعصي،‭ ‬وهو‭ ‬مشهد‭ ‬وصفته‭ ‬الفنانة‭ ‬بدقة‭ ‬عالية‭ ‬في‭ ‬روايتها،‭ ‬لما‭ ‬يكون‭ ‬التهريب‭ ‬مسؤولية‭ ‬أصحاب‭ ‬القوارب‭ ‬الصغيرة‭. ‬الفرنسية‭ ‬Marie‭-‬Laure‭ ‬Charrier‭  ‬ماري‭ ‬‭ ‬لور‭ ‬شيرييه‭ ‬قالت‭: ‬‮«‬أحببت‭ ‬الأعمال،‭ ‬إنها‭ ‬تعرض‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المشاعر‭ ‬والأفكار،‭ ‬ولأن‭ ‬الفنانة‭ ‬امرأة‭ ‬أشعر‭ ‬أن‭ ‬الرمانة‭ ‬ترمز‭ ‬إلى‭ ‬الخصوبة‭. ‬في‭ ‬الفلم‭ ‬استطعت‭ ‬أن‭ ‬أتخيل‭ ‬معاناة‭ ‬البشر‭ ‬الذين‭ ‬تعرضهم‭ ‬الفنانة،‭ ‬وفي‭ ‬اللوحات‭ ‬تخيلت‭ ‬نفسي‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أولئك‭ ‬النساء،‭ ‬والتي‭ ‬توحي‭ ‬ملامحهن‭ ‬بازدواج‭ ‬في‭ ‬الهوية‮»‬‭. ‬

في‭ ‬الدهليز‭ ‬الرابع،‭ ‬أبدعت‭ ‬الفنانة‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬مساحة‭ ‬صغيرة‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬جدران‭ ‬من‭ ‬الخيش‭ ‬تتدلى‭ ‬من‭ ‬السقف،‭ ‬أسمتها‭ ‬قفص‭ ‬الهوية،‭ ‬وفي‭ ‬الداخل‭ ‬يرى‭ ‬الزائر‭ ‬المصطلحات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تحبس‭ ‬الانسان‭ ‬داخل‭ ‬هويته،‭ ‬كلمات‭ ‬مثل‭: ‬نحن،‭ ‬هم،‭ ‬القبيلة،‭ ‬الجماعة،‭ ‬المذهب،‭ ‬الطائفة،‭ ‬الدين‭. ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬اتفقنا‭ ‬أن‭ ‬الفن‭ ‬هو‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬يملك‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التأثير‭ ‬في‭ ‬المتلقي،‭ ‬فيمكننا‭ ‬عندها‭ ‬أن‭ ‬نفهم‭ ‬كيف‭ ‬تأثر‭ ‬الفنان‭ ‬محمد‭ ‬الصفار‭ ‬من‭ ‬فكرة‭ ‬قفص‭ ‬الهوية،‭ ‬كان‭ ‬للعمل‭ ‬وقع‭ ‬بالغ‭ ‬في‭ ‬نفسه،‭ ‬طلب‭ ‬ألوانًا،‭ ‬ليس‭ ‬لكتابة‭ ‬كلمات‭ ‬كالمخطوطة‭ ‬على‭ ‬الخيش،‭ ‬إنما‭ ‬ليطبع‭ ‬بصمات‭ ‬أصابعه،‭ ‬بصفتها‭ ‬ما‭ ‬يحبس‭ ‬الإنسان‭ ‬داخل‭ ‬هويته،‭ ‬ربما‭. ‬وأخذ‭ ‬الفنان‭ ‬يلطخ‭ ‬باللون‭ ‬الأبيض‭ ‬قماش‭ ‬الخيش‭ ‬ووجهه،‭ ‬وبعدها‭ ‬لطخ‭ ‬وجه‭ ‬كاتب‭ ‬المقال‭ ‬في‭ ‬عرض‭ ‬مسرحي‭ ‬احترافي‭ ‬لفت‭ ‬انتباه‭ ‬الزوّار‭. ‬

في‭ ‬الدهليز‭ ‬الخامس‭ ‬والأخير،‭ ‬وفي‭ ‬غرفة‭ ‬مظلمة،‭ ‬عرضت‭ ‬الفنانة‭ ‬اسكتشات‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬قصير‭ ‬من‭ ‬إعدادها،‭ ‬وهو‭ ‬فيلم‭ ‬عرضته‭ ‬في‭ ‬تدشين‭ ‬الرواية‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023م،‭ ‬في‭ ‬مساحة‭ ‬الرواق‭ ‬للفنون‭. ‬يختصر‭ ‬الفيلم‭ ‬الهجرة‭ ‬من‭ ‬فارس‭ ‬إلى‭ ‬البحرين،‭ ‬كما‭ ‬تعيشها‭ ‬بطلة‭ ‬الرواية‭ ‬جلنار‭ ‬التي‭ ‬ترقص‭ ‬على‭ ‬موسيقى‭ ‬فارسية‭ ‬تعذبها‭. ‬‮«‬الفيلم‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬الدهاليز‭ ‬تأثيرًا‭ ‬في‭ ‬المعرض‮»‬،‭ ‬قال‭ ‬الفنان‭ ‬حسين‭ ‬ميلاد،‭ ‬وأضاف‭ ‬فيما‭ ‬يشبه‭ ‬النصيحة‭: ‬‮«‬آن‭ ‬وقد‭ ‬صارت‭ ‬الفنانة‭ ‬أماني‭ ‬معروفة‭ ‬لدى‭ ‬الجمهور،‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أكثر‭ ‬وعيًا،‭ ‬وتحتاج‭ ‬إلى‭ ‬التأني،‭ ‬السيدة‭ ‬بيان‭ ‬كانو‭ ‬الخبيرة‭ ‬في‭ ‬الفن،‭ ‬وصاحبة‭ ‬مساحة‭ ‬الرواق‭ ‬للفنون،‭ ‬قالت‭ ‬الشيء‭ ‬نفسه،‭ ‬بلهجتها‭ ‬العراقية‭ ‬المحببة،‭ ‬‮«‬يراد‭ ‬لأماني‭ ‬أن‭ ‬تهدأ‮»‬‭. ‬لم‭ ‬تتأثر‭ ‬الفنانة‭ ‬عندما‭ ‬واجهتها‭ ‬بنقد‭ ‬الأصدقاء،‭ ‬وقالت‭ ‬في‭ ‬ثقة،‭ ‬‮«‬الفن‭ ‬يلزمه‭ ‬بعض‭ ‬الجنون،‭ ‬لأني‭ ‬لم‭ ‬أنتج‭ ‬شيئًا‭ ‬عندما‭ ‬كنت‭ ‬هادئة‮»‬‭.‬

أشاد‭ ‬الفنان‭ ‬علي‭ ‬البزاز‭ ‬بنجاح‭ ‬الفنانة‭ ‬أماني‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬معرض‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬فنية‭ ‬مختلفة،‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬العادة‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الفنانين،‭ ‬لكنها‭ ‬انجزت‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬بنفسها،‭ ‬وشمل‭ ‬ذلك‭ ‬التصوير‭ ‬الفوتوغرافي،‭ ‬وجمع‭ ‬الوثائق‭ ‬القديمة،‭ ‬ورسم‭ ‬اللوحات،‭ ‬وفن‭ ‬التركيب،‭ ‬انستاليشن،‭ ‬وإخراج‭ ‬الفلم‭. ‬حضر‭ ‬المعرض‭ ‬جمهور‭ ‬غفير‭ ‬من‭ ‬المهتمين‭ ‬بالرواية‭ ‬والفن،‭ ‬وسألنا‭ ‬بعضهم‭ ‬عن‭ ‬رأيهم‭ ‬في‭ ‬الخيش‭ ‬كثيمة‭ ‬فنية،‭ ‬قالت‭ ‬الشاعرة‭ ‬فضيلة‭ ‬الموسوي‭: ‬‮«‬استثمرت‭ ‬الفنانة‭ ‬خامة الخيش‭ ‬بجعلها‭ ‬المادة‭ ‬الرئيسة‭ ‬لتعبّر‭ ‬عن‭ ‬تعاطفها‭ ‬الإنساني‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭ ‬مع‭ ‬العجم،‭ ‬تماما‭ ‬كما‭ ‬عبّرت‭ ‬عنهم‭ ‬بحروفها‭ ‬في‭ ‬الرواية‮»‬‭.‬‮ ‬‭ ‬الاقتصادية‭ ‬هناء‭ ‬الجشي‭ ‬قالت‭: ‬‮«‬رأيت‭ ‬في‭ ‬الخيش‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬رواية‭ ‬بنات‭ ‬جلنار‭ ‬من‭ ‬شقاء‭ ‬الهجرة‭ ‬من‭ ‬فارس،‭ ‬ومعضلة‭ ‬الانتماء،‭ ‬وهو‭ ‬إشادة‭ ‬بهم‭ ‬وليس‭ ‬إساءة‮»‬‭. ‬الفنان‭ ‬علي‭ ‬البزاز‭ ‬قال‭: ‬‮«‬في‭ ‬استخدام‭ ‬الخيش‭ ‬جرأة‭ ‬تحسب‭ ‬للفنانة،‭ ‬وذكاء‭ ‬لما‭ ‬يحمله‭ ‬الخيش‭ ‬من‭ ‬دلالات‭ ‬في‭ ‬المعرض‭ ‬ككل‮»‬‭. ‬الكاتب‭ ‬محمد‭ ‬الأحمدي‭ ‬أكد‭ ‬الشيء‭ ‬نفسه‭: ‬‮«‬نبغي‭ ‬أن‭ ‬نفخر‭ ‬بالخيش‭ ‬كرمز‭ ‬لقصص‭ ‬بشر‭ ‬كافحوا‭ ‬ونجحوا،‭ ‬وأصبحوا‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬نسيج‭ ‬البلاد‭. ‬الصحفي‭ ‬محمد‭ ‬الغسرة‭ ‬قال‭: ‬‮«‬إنه‭ ‬تاريخ‭ ‬جماعة،‭ ‬وهو‭ ‬لا‭ ‬يعيب‭ ‬أبدًا‮»‬‭. ‬روان‭ ‬صادق‭ ‬أخذتها‭ ‬الحماسة‭ ‬وهي‭ ‬تجيب‭: ‬‮«‬هل‭ ‬تسألني‭ ‬عن‭ ‬العجم؟‭ ‬إنهم‭ ‬أهلنا،‭ ‬قلما‭ ‬تخلو‭ ‬عائلة‭ ‬بحرينية‭ ‬من‭ ‬مصاهرة‭ ‬مع‭ ‬العجم‮»‬‭.  ‬الدكتورة‭ ‬شهلاء‭ ‬عبدالغفار‭ ‬ضحكت‭ ‬عندما‭ ‬سألناها،‭ ‬وقالت‭: ‬‮«‬أرجعني‭ ‬المعرض‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬طفولتي‭ ‬القديم،‭ ‬وذكرني‭ ‬بقصص‭ ‬أهل‭ ‬لي‭ ‬من‭ ‬العجم‮»‬،‭ ‬وتأثرت‭ ‬وهي‭ ‬تحكي‭ ‬بعضًا‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬القصص‭ ‬بينما‭ ‬نحتسي‭ ‬شاي‭ ‬أسام‭ ‬المنعش‭ ‬الذي‭ ‬أعدته‭ ‬لطيفة‭ ‬المعشر‭ ‬أنفال‭ ‬فكري،‭ ‬صاحبة‭ ‬مقهى‭ ‬Tips‭ ‬of‭ ‬Tea‭ . ‬الأستاذ‭ ‬علي‭ ‬كانو‭ ‬المعروف‭ ‬بهدوئه‭ ‬الرزين‭ ‬وكلامه‭ ‬القليل،‭ ‬كان‭ ‬يهم‭ ‬ليخرج‭ ‬من‭ ‬دار‭ ‬مشق‭ ‬لما‭ ‬استوقفته‭ ‬ما‭ ‬رأيك‭ ‬في‭ ‬المعرض؟‭ ‬أفرج‭ ‬عن‭ ‬ابتسامة‭ ‬عريضة،‭ ‬وأرسل‭ ‬قبلة‭ ‬في‭ ‬الهواء‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا