العدد : ١٦٨٣٧ - الأحد ٢٨ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٣٧ - الأحد ٢٨ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ شوّال ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

جلالة الملك عطاء متواصل نحو حاضر رصين ومستقبل مشرق

بقلم: د. أسعد حمود السعدون {

الخميس ١٤ مارس ٢٠٢٤ - 02:00

احتفل‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬الوفي‭ ‬المعطاء‭ ‬باليوبيل‭ ‬الفضي‭ ‬لتسلم‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬المعظم‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬عام‭ ‬1999،‭ ‬احتفالا‭ ‬يليق‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬مثلت‭ ‬انعطافه‭ ‬تاريخية‭ ‬مشهودة‭ ‬في‭ ‬مسيرته،‭ ‬ويكفي‭ ‬فخرا‭ ‬أن‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬قاد‭ ‬بجد‭ ‬واجتهاد‭ ‬ما‭ ‬نحن‭ ‬عليه‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬أمن‭ ‬وأمان‭ ‬واستقرار‭ ‬ومحبة،‭ ‬وسط‭ ‬بيئة‭ ‬إقليمية‭ ‬وعالمية‭ ‬تتلاطمها‭ ‬الأمواج،‭ ‬وتنتقل‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى،‭ ‬ودول‭ ‬تزداد‭ ‬ضعفا‭ ‬وتترحم‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬مضى‭ ‬من‭ ‬سنين،‭ ‬بينما‭  ‬نحن‭ ‬اليوم‭ ‬نحمد‭ ‬الله‭ ‬ونشكره‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬منحنا‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬أكبر‭ ‬وأرفع‭ ‬مما‭ ‬كنا‭ ‬بالأمس،‭ ‬وغدا‭ ‬سنتخطى‭ ‬اليوم،‭ ‬وهكذا‭ ‬فإن‭ ‬حياتنا‭ ‬ترتقي‭ ‬من‭ ‬حال‭ ‬إلى‭ ‬أحسن‭ ‬منها،‭ ‬ومملكتنا‭ ‬العزيزة‭ ‬تواصل‭ ‬إعلاء‭ ‬نهضتها‭ ‬من‭ ‬مجد‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الأمجاد‭ ‬والرفعة،‭ ‬فقد‭ ‬ترسخ‭ ‬البناء‭ ‬التنموي‭ ‬عميق‭ ‬الجذور‭ ‬الذي‭ ‬أرسى‭ ‬قواعده‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬وحقق‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬لشعب‭ ‬البحرين‭ ‬أفضل‭ ‬صيغ‭ ‬الإصلاح‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والسياسي‭ ‬النابع‭ ‬من‭ ‬الحاجات‭ ‬الوطنية،‭ ‬وأرسى‭ ‬قواعد‭ ‬دولة‭ ‬المؤسسات‭ ‬والقانون‭ ‬والديمقراطية‭ ‬الحقة،‭ ‬ووثق‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬وقيم‭ ‬الشعب‭  ‬وتراثه‭ ‬الخالد،‭ ‬وأصبح‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬ينظر‭ ‬بعين‭ ‬الاحترام‭ ‬والتقدير‭ ‬لتجربتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬الخالصة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مجالات‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتنمية‭ ‬والريادة‭ ‬والنهضة،‭ ‬والتي‭ ‬وضعت‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬طليعة‭ ‬بلدان‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬في‭ ‬النمو‭ ‬والحراك‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬والنضج‭ ‬السياسي‭ ‬والتعاضد‭ ‬والتكافل‭ ‬والتكامل‭ ‬بين‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬والحكومة،‭ ‬وفي‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المستجدات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والعالمية‭ ‬ومواجهة‭ ‬أعتى‭ ‬التحديات،‭ ‬والصمود‭ ‬والنصر‭ ‬على‭ ‬أقسى‭ ‬المؤامرات،‭ ‬ودحر‭ ‬مخططات‭ ‬الأعداء‭ ‬ما‭ ‬خفي‭ ‬منها‭ ‬وما‭ ‬ظهر‭. ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬يؤكد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬عزمه‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تبقى‭ ‬بلادنا‭ ‬مرفوعة‭ ‬الرأس‭ ‬عالية‭ ‬القامة،‭ ‬مهما‭ ‬بلغت‭ ‬شدة‭ ‬التحديات،‭ ‬التي‭ ‬تذللها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأوقات‭ ‬عزيمة‭ ‬أهلها‭ ‬وصلابة‭ ‬إرادتهم،‭ ‬وثبات‭ ‬واستقرار‭ ‬مؤسساتها‭ ‬الدستورية،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬المؤسسة‭ ‬القضائية،‭ ‬المستقلة‭ ‬في‭ ‬قراراتها،‭ ‬والحريصة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تتواصل‭ ‬إصلاحاتها‭ ‬وإنجازاتها‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬القضائي‭ ‬والحقوقي‮»‬‭. ‬وحرص‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬على‭ ‬إشاعة‭ ‬روح‭ ‬التفاؤل‭ ‬بالمستقبل‭ ‬الزاهر،‭ ‬الناجم‭ ‬عن‭ ‬النجاحات‭ ‬المتواصلة‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬البلاد،‭ ‬وما‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬ليتحقق‭ ‬لولا‭ ‬عون‭ ‬الله‭ ‬جل‭ ‬في‭ ‬علاه،‭ ‬ورعايته‭ ‬للبحرين،‭ ‬وحكمة‭ ‬وشجاعة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬والتفاف‭ ‬الشعب‭ ‬حول‭ ‬قيادته‭ ‬الحكيمة،‭ ‬والعلاقات‭ ‬المتينة‭ ‬التي‭ ‬أرساها‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬والصديقة،‭ ‬فشهدت‭ ‬البلاد‭ ‬جهودا‭ ‬متنامية‭ ‬لتطوير‭ ‬وعصرنة‭ ‬بنية‭ ‬الدولة‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬منظومة‭ ‬العمل‭ ‬الحكومي‭ ‬والارتقاء‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬المستويات،‭ ‬واعتماد‭ ‬أحدث‭ ‬التقنيات‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬الثورة‭ ‬الصناعية‭ ‬الرابعة‭ ‬وما‭ ‬تلاها‭.‬

وقد‭ ‬كان‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬ولم‭ ‬يزل‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬مرئيات‭ ‬جلالته‭ ‬لنهضة‭ ‬الشعب‭ ‬وارتقاء‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬لقاءاته‭ ‬بالمواطنين‭ ‬وخطبه‭ ‬وكلماته‭ ‬في‭ ‬المناسبات‭ ‬الوطنية‭ ‬والإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬باعتبارها‭ ‬ثوابت‭ ‬وطنية‭ ‬لا‭ ‬حياد‭ ‬عنها،‭ ‬والتي‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬استمرار‭ ‬مسيرة‭ ‬البناء‭ ‬والإصلاح‭ ‬والتنمية،‭ ‬وتحقيق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الرخاء‭ ‬والتحسين‭ ‬والتطوير‭ ‬والازدهار،‭ ‬والارتباط‭ ‬المباشر‭ ‬بالمواطن،‭ ‬فهو‭ ‬الهدف‭ ‬والغاية‭ ‬الأسمى‭ ‬لكل‭ ‬سياسة‭ ‬يتم‭ ‬اعتمادها‭ ‬وهو‭ ‬الوسيلة‭ ‬الأهم‭ ‬لتحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬الهدف،‭ ‬وإنه‭ ‬غاية‭ ‬الإصلاح‭ ‬الذي‭ ‬تنتهجه‭ ‬المملكة،‭ ‬والذي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬نتاج‭ ‬وصاية‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬أو‭ ‬استجابة‭ ‬لقرارات‭ ‬خارجية‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬حاصل‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬تجارب‭ ‬الإصلاح‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬النامية،‭ ‬وإنما‭ ‬نتاج‭ ‬إرادة‭ ‬وطنية‭ ‬خالصة‭ ‬ووفقا‭ ‬للمصالح‭ ‬العليا‭ ‬للبلاد،‭ ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬قال‭ ‬جلالته‭ ‬‮«‬استطعنا،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أقرته‭ ‬مصالح‭ ‬البحرين‭ ‬العليا،‭ ‬أن‭ ‬نرفع‭ ‬راية‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتحديث‭ ‬عاليًا،‭ ‬دون‭ ‬وصاية‭ ‬من‭ ‬أحد،‭ ‬لنلبي‭ ‬طموحاتنا‭ ‬وتطلعاتنا‭ ‬المشتركة،‭ ‬وبحسب‭ ‬ما‭ ‬أجمعت‭ ‬عليه‭ ‬وتوافقت‭ ‬حوله‭ ‬الإرادة‭ ‬الوطنية‮»‬‭.‬

تحية‭ ‬عرفان‭ ‬وإخلاص‭ ‬وولاء‭ ‬ما‭ ‬بعده‭ ‬ولاء‭ ‬لصاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬العزيزة،‭ ‬وتهنئة‭ ‬طيبة‭ ‬مباركة‭ ‬بحلول‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬أعادة‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬جلالته‭ ‬مرات‭ ‬عديدة‭ ‬وأعواما‭ ‬مديدة،‭ ‬وإلى‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬الأمين‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭. ‬ولعموم‭ ‬الأسرة‭ ‬الخليفية‭ ‬الكريمة‭. ‬وتحية‭ ‬لشعب‭ ‬البحرين‭ ‬الوفي،‭ ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬والبحرين‭ ‬قلعة‭ ‬خليفية‭ ‬خليجية‭ ‬عربية‭ ‬مسلمة‭ ‬شامخة‭ ‬وراياتها‭ ‬خفاقة‭ ‬بعون‭ ‬الله‭ ‬وتوفيقه‭.‬

{‭ ‬أكاديمي‭ ‬وخبير‭ ‬اقتصادي‭ ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا