العدد : ١٦٨٣٦ - السبت ٢٧ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٨ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٣٦ - السبت ٢٧ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٨ شوّال ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

25 عاما من العطاء والإنجاز

بقلم: د. نبيل العسومي

الثلاثاء ١٢ مارس ٢٠٢٤ - 02:00

في‭ ‬أجواء‭ ‬من‭ ‬الفرحة‭ ‬والبهجة‭ ‬والسرور‭ ‬والفخر‭ ‬والاعتزاز‭ ‬بالإنجازات‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬بلادنا‭ ‬احتفلت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بالذكرى‭ ‬الخامسة‭ ‬والعشرين‭ (‬باليوبيل‭ ‬الفضي‭) ‬لتولي‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬خلفا‭ ‬لوالده‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭  ‬وكمال‭ ‬قال‭ ‬جلالته‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭: (‬بغياب‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬فقدت‭ ‬البحرين‭ ‬قائدا‭ ‬وأبا‭ ‬محبوبا‭ ‬وأخا‭ ‬وصديقا‭ ‬مخلصا‭ ‬لكل‭ ‬فرد‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬وطنه‭ ‬حيث،‭ ‬نقل‭ ‬جلالته‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬جعلها‭ ‬في‭ ‬مصاف‭ ‬الدول‭ ‬العصرية‭ ‬والحضارية‭ ‬المتقدمة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أرسى‭ ‬جلالته‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬منذ‭ ‬توليه‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم‭ ‬مع‭ ‬نهاية‭ ‬الألفية‭ ‬الثانية‭ ‬وبداية‭ ‬الألفية‭ ‬الثالثة‭ ‬أسس‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة‭ ‬واستكمال‭ ‬متطلبات‭ ‬دولة‭ ‬القانون‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الدستورية‭ ‬بعد‭ ‬التصويت‭ ‬على‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬وإعلان‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لجلالته‭).‬

فقد‭ ‬بدأ‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬عهده‭ ‬الزاهر‭ ‬بطرح‭ ‬مشروع‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬صياغته‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬المثقفين‭ ‬والأكاديميين‭ ‬والخبراء‭ ‬والمستشارين‭ ‬والاقتصاديين‭ ‬والاجتماعيين‭ ‬والنشطاء‭ ‬وأعضاء‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬بكل‭ ‬أشكالها‭ ‬ليكون‭ ‬هذا‭ ‬الميثاق‭ ‬معبرًا‭ ‬عن‭ ‬إرادة‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬بكل‭ ‬أطيافهم‭ ‬وفئاتهم‭ ‬وانتماءاتهم‭ ‬ومعتقداتهم‭ ‬ويكون‭ ‬ميثاقا‭ ‬شاملا‭ ‬ومتفقا‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬مكونات‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬بعدها‭ ‬تم‭ ‬التصويت‭ ‬على‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬استفتاء‭ ‬شعبي‭ ‬يوم‭ ‬14‭ ‬من‭ ‬فبراير‭ ‬2001‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭ ‬المشهود‭ ‬الذي‭ ‬سيبقى‭ ‬محفورا‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬تتذكره‭ ‬الأجيال‭ ‬جيلا‭ ‬بعد‭ ‬جيل‭ ‬عندما‭ ‬صوت‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬الوفي‭ ‬بكل‭ ‬أطيافهم‭ ‬وطوائفه‭ ‬بنعم‭ ‬للميثاق‭ ‬بنسبة‭ ‬قلما‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬استفتاء‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬98‭.‬4%‭ ‬في‭ ‬تفويض‭ ‬شعبي‭ ‬لقائد‭ ‬السفينة‭ ‬البحرينية‭ ‬وربانها‭ ‬الماهر‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬للسير‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬وفق‭ ‬الرؤية‭ ‬التي‭ ‬أجمع‭ ‬عليها‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الميثاق‭ ‬الوطني‭ ‬لتبدأ‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬تاريخها‭ ‬الحديث‭ ‬والمعاصر‭ ‬سمتها‭ ‬الرئيسية‭ ‬الحرية‭ ‬والديمقراطية‭ ‬والشفافية‭.‬

بعدها‭ ‬تم‭ ‬إقرار‭ ‬دستور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لعام‭ ‬2002‭ ‬لتتحول‭ ‬دولة‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬مملكة‭ ‬دستورية‭ ‬واتخاذ‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬وإصدار‭ ‬القوانين‭ ‬لإفساح‭ ‬المجال‭ ‬للمشاركة‭ ‬الشعبية‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬السياسية‭ ‬منها‭ ‬إلغاء‭ ‬قانون‭ ‬أمن‭ ‬الدولة‭ ‬وعودة‭ ‬البحرينيين‭ ‬الموجودين‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬وإصدار‭ ‬قانون‭ ‬الانتخابات‭ ‬تمهيدا‭ ‬لإجراء‭ ‬الانتخابات‭ ‬البرلمانية‭ ‬والبلدية‭ ‬وقانون‭ ‬النقابات‭ ‬وقانون‭ ‬الجمعيات‭ ‬السياسية‭ ‬الذي‭ ‬ينظم‭ ‬عملية‭ ‬تشكيل‭ ‬الجمعيات‭ ‬السياسية‭ ‬ومؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬وإعطاء‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الحرية‭ ‬الصحفية‭.‬

تلا‭ ‬ذلك‭ ‬إجراء‭ ‬الانتخابات‭ ‬البرلمانية‭ ‬والبلدية‭ ‬وتشكيل‭ ‬البرلمان‭ ‬كمؤسسة‭ ‬تشريعية‭ ‬لاستكمال‭ ‬متطلبات‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة‭ ‬بثلاث‭ ‬سلطات‭ ‬تشريعية‭ ‬وتنفيذية‭ ‬وقضائية‭ ‬حيث‭ ‬بدأ‭ ‬البرلمان‭ ‬بممارسة‭ ‬صلاحياته‭ ‬كمؤسسة‭ ‬تشريعية‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬القوانين‭ ‬ومراقبة‭ ‬أداء‭ ‬السلطة‭ ‬التنفيذية‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬توجيه‭ ‬الأسئلة‭ ‬للوزراء‭ ‬حول‭ ‬عمل‭ ‬وزاراتهم‭ ‬في‭ ‬أجواء‭ ‬من‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والشفافية‭ ‬وفق‭ ‬القانون‭ ‬واللائحة‭ ‬الداخلية‭ ‬لمجلس‭ ‬النواب‭ ‬فيما‭ ‬بدأت‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬بممارسة‭ ‬صلاحياتها‭ ‬لتطوير‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬للمواطنين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬محافظات‭ ‬المملكة‭.‬

ولتحسين‭ ‬مستوى‭ ‬معيشة‭ ‬المواطنين‭ ‬تم‭ ‬زيادة‭ ‬الرواتب‭ ‬وإلغاء‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬أقساط‭ ‬الإسكان‭ ‬وصرف‭ ‬علاوة‭ ‬السكن‭ ‬ورعاية‭ ‬الأيتام‭ ‬والأرامل‭ ‬والمطلقات‭ ‬وذوي‭ ‬الهمم‭ ‬لمساعدتهم‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬أعباء‭ ‬المعيشة،‭ ‬وكما‭ ‬قال‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭: ‬‮«‬لقد‭ ‬نذرنا‭ ‬النفس‭ ‬بأن‭ ‬تتواصل‭ ‬مسيرة‭ ‬البناء‭ ‬والتطوير‭ ‬بذات‭ ‬العزم‭ ‬الوطني‭ ‬لخدمة‭ ‬مملكتنا‭ ‬العزيزة‭ ‬وحمل‭ ‬أمانتها‭ ‬العظيمة‭ ‬والتي‭ ‬قطعنا‭ ‬من‭ ‬أجلها‭ ‬أمام‭ ‬الله‭ ‬عهدا‭ ‬موثوقا‭ ‬بأن‭ ‬تبقى‭ ‬نموذجا‭ ‬متحضرا‭ ‬ووطنا‭ ‬متقدما‭ ‬يفخر‭ ‬بكفاءة‭ ‬أبنائه‭ ‬وبناته‭ ‬ويعتز‭ ‬بسعيهم‭ ‬المخلص‭ ‬لعلو‭ ‬شان‭ ‬البحرين‭ ‬وصون‭ ‬كل‭ ‬ذرة‭ ‬من‭ ‬ترابها‭ ‬الوطني‮»‬‭.‬

وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬انتهجت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬سياسة‭ ‬خارجية‭ ‬متوازنة‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬وشاركت‭ ‬وتشارك‭ ‬بفاعلية‭ ‬ونشاط‭ ‬في‭ ‬التحالفات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬لمحاربة‭ ‬الإرهاب‭ ‬والإرهابيين‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الدوليين‭.‬

وإننا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬نتقدم‭ ‬بأسمى‭ ‬آيات‭ ‬التهاني‭ ‬والتبريكات‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭ ‬وصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬السعيدة‭ ‬داعين‭ ‬المولى‭ ‬العلي‭ ‬القدير‭ ‬أن‭ ‬يحفظ‭ ‬قيادتنا‭ ‬الحكيمة‭ ‬ويرعاها‭ ‬سندا‭ ‬وذخرا‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن‭ ‬الغالي‭ ‬علينا‭ ‬جميعا‭ ‬ولهذا‭ ‬الشعب‭ ‬الوفي‭ ‬لقيادته‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا