العدد : ١٧٠٥١ - الخميس ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥١ - الخميس ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الثقافي

بين السيرة والنتاج.. المرأة البحرينية فكراً وثقافة

بقلم: وفاء فيصل

السبت ٠٩ مارس ٢٠٢٤ - 02:00

إن‭ ‬المتتبع‭ ‬الفذ‭ ‬لخط‭ ‬سير‭ ‬الحركة‭ ‬الأدبية‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية،‭ ‬يلحظ‭ ‬أن‭ ‬إمارات‭ ‬النهوض‭ ‬بدأت‭ ‬منذ‭ ‬سبعينيات‭ ‬القرن‭ ‬المنصرم،‭ ‬والتي‭ ‬تأتي‭ ‬كنتيجة‭ ‬طبيعية‭ ‬لموقعية‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬إحراز‭ ‬السبق‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬كونها‭ ‬أول‭ ‬دولة‭ ‬خليجية‭ ‬اضطلعت‭ ‬بمسؤولية‭ ‬تعليم‭ ‬المرأة‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬1928،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أفضى‭ ‬إلى‭ ‬وصول‭ ‬المرأة‭ ‬إلى‭ ‬مواقع‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬سلّم‭ ‬المناصب‭ ‬العليا‭ ‬القيادية‭ ‬كوزيرة‭ ‬ورئيسة‭ ‬جامعة‭ ‬وعميدة،‭ ‬وحصولها‭ ‬على‭ ‬درجات‭ ‬علمية‭ ‬رفيعة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التدريس‭ ‬الجامعي،‭ ‬والبحث‭ ‬الأكاديمي‭ ‬وعضوية‭ ‬الهيئات‭ ‬والمراكز‭ ‬الدولية‭.‬

وفي‭ ‬سياق‭ ‬آخر‭ ‬كان‭ ‬للمرأة‭ ‬حضورها‭ ‬الفاعل‭ ‬في‭ ‬الحركة‭ ‬الأدبية‭ ‬لتشكل‭ ‬قطباً‭ ‬حيوياً‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬الثقافي‭ ‬عامةً‭ ‬فبرعت‭ ‬في‭ ‬الشعر‭ ‬العربي،‭ ‬والرواية‭ ‬والمقال‭ ‬والفنون‭ ‬التشكيلية‭ ‬والإسهامات‭ ‬الصحفية‭. ‬

وباستعراض‭ ‬هذه‭ ‬المسيرة‭ ‬يمكننا‭ ‬التعويل‭ ‬على‭ ‬الورقة‭ ‬التحليلية‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬الكاتبة‭ ‬البحرينية‭ ‬فوزية‭ ‬محمد‭ ‬الرشيد‭ ‬عضو‭ ‬الاتحاد‭ ‬النسائي‭ ‬عن‭ ‬إسهامات‭ ‬المرأة‭ ‬الخليجية،‭ ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬الأدب‭ ‬والإبداع‭ ‬بمهرجان‭ ‬القرين‭ ‬الثقافي‭ ‬الثاني‭ ‬والعشرين‭ ‬المنعقد‭ ‬في‭ ‬الثلاثين‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬لعام‭ ‬2016،‭ ‬حيث‭ ‬سلطت‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬بداية‭ ‬تطور‭ ‬الرواية‭ ‬المكتوبة‭ ‬بأقلام‭ ‬نسائية،‭ ‬والفارق‭ ‬الزمني‭ ‬والفني‭ ‬الكبير‭ ‬بين‭ ‬أول‭ ‬رواية‭ ‬نسائية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1983،‭ ‬وما‭ ‬تلتها‭ ‬من‭ ‬كتابات‭ ‬نسائية‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2005‭. ‬

وهنا‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬فوزية‭ ‬رشيد‭ ‬تعتبر‭ ‬أول‭ ‬امرأة‭ ‬بحرينية‭ ‬كتبت‭ ‬الرواية‭ ‬والقصة‭ ‬القصيرة‭ (‬ثلاث‭ ‬روايات‭ ‬منشورة‭ ‬هي‭ ‬الحصار‭ ‬لعام‭ ‬1983،‭ ‬تحولات‭ ‬الفارس‭ ‬الغريب‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬العاربة‭ ‬لعام‭ ‬1990،‭ ‬القلق‭ ‬السري‭ ‬لعام‭ ‬2000‭ ‬وأربع‭ ‬مجموعات‭ ‬قصصية‭ ‬هي‭ ‬مرايا‭ ‬الظل‭ ‬والفرح‭ ‬لعام‭ ‬1983،‭ ‬كيف‭ ‬صار‭ ‬الأخضر‭ ‬حجراً‭ ‬لعام‭ ‬1986،‭ ‬امرأة‭ ‬ورجل‭ ‬لعام‭ ‬1986،‭ ‬فوزية‭ ‬رشيد‭ ‬‭ ‬الأعمال‭ ‬القصصية‭ ‬لعام‭ ‬2006‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ليلى‭ ‬حسن‭ ‬صقر‭ ‬التي‭ ‬أصدرت‭ ‬رواية‭ ‬واحدة‭ ‬وتوقفت‭ ‬وهي‭ ‬بدرية‭ ‬تحت‭ ‬الشمس‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1997،‭ ‬وفتحية‭ ‬ناصر‭ ‬التي‭ ‬أصدرت‭ ‬أربع‭ ‬روايات‭ ‬تحت‭ ‬عناوين‭: ‬المرأة‭ ‬التي‭ ‬أحب‭ ‬عام‭ ‬2005،‭ ‬الرجل‭ ‬السؤال‭ ‬عام‭ ‬2009،‭ ‬ثلاثية‭ ‬أبحث‭ ‬عن‭ ‬نفسي‭ ‬عام‭ ‬2012،‭ ‬سيرة‭ ‬عاطفية‭ ‬توثيق‭ ‬لذاكرة‭ ‬الإحساس‭ ‬عام‭ ‬2014‭. ‬

ويعتبر‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬رفد‭ ‬الثقافة‮»‬‭ ‬مرجعاً‭ ‬فكرياً‭ ‬مهماً‭ ‬لرصد‭ ‬الحركة‭ ‬النسوية‭ ‬الثقافية‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية،‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬وهو‭ ‬خير‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬المراحل‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بها‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬عبر‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬المرحلة‭ ‬الأدبية‭ ‬والتي‭ ‬تعد‭ ‬مرحلة‭ ‬ازدهار‭ ‬فكري‭ ‬عاشتها‭ ‬ولا‭ ‬زالت‭ ‬تعايشها‭ ‬المرأة‭ ‬اليوم‭. ‬

حيث‭ ‬تطرق‭ ‬د‭. ‬منصور‭ ‬سرحان‭ ‬للنتاج‭ ‬الكتابي‭ ‬والفكري‭ ‬للمرأة‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬السبعينات،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬د‭. ‬أمل‭ ‬الزيانى‭ ‬أصدرت‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬البحرين‮»‬‭ ‬كأحد‭ ‬أهم‭ ‬المساهمات،‭ ‬وهي‭ ‬قليلة‭ ‬جداً‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحقبة‭ ‬إذ‭ ‬بلغت‭ ‬أربعة‭ ‬كتب‭ ‬فقط،‭ ‬أحدها‭ ‬ديوان‭ ‬شعر‭ ‬لحمدة‭ ‬خميس،‭ ‬وقد‭ ‬تطور‭ ‬الإصدار‭ ‬والنتاج‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬التطرق‭ ‬لمواضيع‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬تعنى‭ ‬بالمرأة‭ ‬والطفل‭ ‬والديكور‭ ‬وكتب‭ ‬الطهي‭.‬

مضيفاً‭ ‬أن‭ ‬سنوات‭ ‬دخول‭ ‬المرأة‭ ‬للتعليم‭ ‬وخوضها‭ ‬للحياة‭ ‬الأكاديمية‭ ‬رغم‭ ‬المعارضات‭ ‬الشديدة‭ ‬التي‭ ‬اعترضتها‭ ‬في‭ ‬بادئ‭ ‬الأمر،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مشاركاتها‭ ‬الصحافية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تدونها‭ ‬على‭ ‬استحياء‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬مشوارها‭ ‬دون‭ ‬ذكر‭ ‬اسمها‭ ‬أو‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بالإشارة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الأحرف‭ ‬جعلها‭ ‬اليوم‭ ‬متمرسة‭ ‬ومتمكنة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭ ‬الثقافية‭.‬

وأشار‭ ‬د‭. ‬سرحان‭ ‬عبر‭ ‬منجزه‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬أول‭ ‬كتاب‭ ‬يتطرق‭ ‬لرحلة‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬المليئة‭ ‬بالكفاح‭ ‬عبر‭ ‬قرنين‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬احتدم‭ ‬فيهما‭ ‬الصراع‭ ‬المجتمعي‭ ‬بين‭ ‬قوقعة‭ ‬المرأة‭ ‬وفق‭ ‬العادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬الصارمة‭ ‬قديماً،‭ ‬وانطلاقها‭ ‬للتعليم‭ ‬وكيف‭ ‬تمكنت‭ ‬هذه‭ ‬الدرة‭ ‬من‭ ‬بلورة‭ ‬نفسها‭ ‬ثقافياً‭ ‬ومعرفياً‭.‬

وعطفاً‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬سبق،‭ ‬وتحديداً‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1973‭ ‬صدر‭ ‬أول‭ ‬كتاب‭ ‬مطبوع‭ ‬لامرأة‭ ‬بحرينية‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬البحرين‭ ‬والخليج‭ ‬للسيدة‭ ‬أمل‭ ‬إبراهيم‭ ‬الزياني،‭ ‬كما‭ ‬صدرت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدواوين‭ ‬الشعرية‭ ‬إذ‭ ‬تم‭ ‬حصر‭ ‬115‭ ‬عنواناً‭ ‬في‭ ‬الأدب‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬275‭ ‬مؤلفاً‭ ‬ومن‭ ‬المؤلفات‭ ‬الأدبية،‭ ‬81‭ ‬ديوان‭ ‬شعر‭ ‬و22‭ ‬قصة‭ ‬و7‭ ‬روايات‭ ‬و6‭ ‬مقالات‭ ‬أدبية‭ ‬وتعتبر‭ ‬حمدة‭ ‬خميس‭ ‬وفتحية‭ ‬عجلان‭ ‬من‭ ‬الشاعرات‭ ‬اللاتي‭ ‬تميزن‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭.‬

‭ ‬كما‭ ‬كتبت‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬مواضيع‭ ‬أخرى‭ ‬مختلفة‭ ‬كالتاريخ،‭ ‬وتعد‭ ‬الشيخة‭ ‬مي‭ ‬بنت‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزيرة‭ ‬الثقافة‭ ‬سابقاً‭ ‬إحدى‭ ‬الرائدات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬عبر‭ ‬ما‭ ‬أنجزته‭ ‬من‭ ‬إصدارات‭ ‬لامست‭ ‬الجانب‭ ‬التاريخي‭ ‬لدى‭ ‬بعض‭ ‬أعلام‭ ‬الحركة‭ ‬الأدبية‭ ‬والشعرية‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬مثل‭: ‬‮«‬مع‭ ‬شيخ‭ ‬الأدباء‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬الشيخ‭ ‬إبراهيم‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‮»‬،‭ ‬و«محمد‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬الأسطورة‭ ‬والتاريخ‭ ‬الموازي‮»‬،‭ ‬وكتاب‭ ‬‮«‬القرامطة‭ ‬من‭ ‬فكرة‭ ‬إلى‭ ‬دولة‮»‬‭ ‬وكتاب‭ ‬‮«‬تشارلز‭ ‬بلجريف‭ ‬السيرة‭ ‬والمذكرات‮»‬،‭ ‬وغيرها‭ ‬الكثير‭.‬

كما‭ ‬تناول‭ ‬الدكتور‭ ‬فهد‭ ‬حسين‭ ‬المشهد‭ ‬السردي‭ ‬النسوي‭ ‬حركة‭ ‬المرأة‭ ‬السردية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والجزيرة‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ -‬بحسب‭ ‬الكاتب‭- ‬ملفتة‭ ‬في‭ ‬العقد‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬الألفية‭ ‬الثالثة،‭ ‬حيثُ‭ ‬بدأت‭ ‬حركة‭ ‬التأليف‭ ‬والكتابة‭ ‬الإبداعية‭ ‬الشعرية‭ ‬والسردية،‭ ‬وتحديداً‭ ‬الروائية‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬لفت‭ ‬أنظار‭ ‬دور‭ ‬النشر‭ ‬التي‭ ‬رحبت‭ ‬بهذا‭ ‬النتاج‭ ‬الذي‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬بروز‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الكاتبات‭ ‬البحرينيات‭ ‬عبر‭ ‬عدة‭ ‬تجارب‭ ‬تعتبر‭ ‬ضمن‭ ‬سياق‭ ‬التجربة‭ ‬النسوية‭ ‬ودورها‭ ‬الثقافي‭ ‬والإبداعي،‭ ‬وقد‭ ‬عنى‭ ‬الدكتور‭ ‬فهد‭ ‬باشتغاله‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭ ‬السردية‭ ‬متطرقاً‭ ‬لذكر‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأسماء‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬حضورها‭ ‬الفاعل‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬الأدبي‭ ‬منها‭ ‬فوزية‭ ‬رشيد‭ ‬ومنيرة‭ ‬الفاضل،‭ ‬ليلى‭ ‬حسن‭ ‬صقر،‭ ‬هدى‭ ‬عواجي،‭ ‬منيرة‭ ‬أسوار،‭ ‬مها‭ ‬المسجن،‭ ‬معصومة‭ ‬المطاوعة،‭ ‬أنيسة‭ ‬فخرو،‭ ‬أنيسة‭ ‬الزياني،‭ ‬هناء‭ ‬مرهون،‭ ‬فريدة‭ ‬خنجي،‭ ‬نعيمة‭ ‬السماك،‭ ‬يثرب‭ ‬العالي‭.‬

ومنذ‭ ‬عقدي‭ ‬السبعينيات‭ ‬والتسعينيات‭ ‬انتهاء‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الألفية‭ ‬امتدت‭ ‬آفاق‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬إلى‭ ‬المحيط،‭ ‬فتخطت‭ ‬إبداعاتها‭ ‬المحلية‭ ‬إلى‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭. ‬خارج‭ ‬حدود‭ ‬المملكة‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬نستذكر‭ ‬أهم‭ ‬الكاتبات‭ ‬صحفياً‭ ‬أيضاً‭ ‬واللاتي‭ ‬وضعن‭ ‬لهن‭ ‬بصمة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬البحرينية‭ ‬وهن‭ ‬طفلة‭ ‬الخليفة،‭ ‬عصمت‭ ‬الموسوي،‭ ‬سوسن‭ ‬الشاعر،‭ ‬ريم‭ ‬خليفة‭ ‬ولميس‭ ‬ضيف‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المبدعات‭. ‬

اليوم‭ ‬وقد‭ ‬تعددت‭ ‬الألوان‭ ‬الأدبية‭ ‬بين‭ ‬شعر‭ ‬ونثر،‭ ‬قصة‭ ‬ورواية،‭ ‬مسرح‭ ‬ومقال‭ ‬صحافي،‭ ‬وغيرها‭ ‬الكثير،‭ ‬لمع‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬النجوم‭ ‬في‭ ‬سماء‭ ‬الثقافة‭ ‬والإبداع؛‭ ‬لتثري‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬مسيرتها‭ ‬الزاخرة‭ ‬بالعطاء‭ ‬فكريا‭ ‬وأدبيا،‭ ‬وتضيف‭ ‬لها‭ ‬المجد‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الطريق‭ ‬التي‭ ‬شقتها‭ ‬بنفس‭ ‬مليئة‭ ‬بالإصرار‭ ‬والصبر،‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬عليه‭ ‬الآن،‭ ‬وحققت‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬الإنساني‭ ‬والحضاري،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مسيرة‭ ‬العطاء‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬دعمها‭ ‬عجلة‭ ‬التطور‭ ‬المحلي‭ ‬والعالمي‭ ‬أدبياً‭ ‬وعلى‭ ‬مختلف‭ ‬الأصعدة‭.‬

وتعزى‭ ‬مكانة‭ ‬المرأة‭ ‬اليوم‭ ‬ثقافياً،‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬هذه‭ ‬المسيرة‭ ‬الأدبية‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬العقود‭ ‬الماضية،‭ ‬ومواكبتها‭ ‬لمختلف‭ ‬المستجدات،‭ ‬إلى‭ ‬تعاطيها‭ ‬مع‭ ‬التحديات‭ ‬بروح‭ ‬ملؤها‭ ‬العطاء‭ ‬المتواصل،‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬لها‭ ‬بصمات‭ ‬واضحة،‭ ‬فشعّت‭ ‬وتسيّدت‭ ‬الإبداع‭ ‬الفكري‭ ‬والأدبي‭ ‬والثقافي؛‭ ‬لتجمع‭ ‬بين‭ ‬الكاتبة‭ ‬والروائية‭ ‬والقاصة‭ ‬والشاعرة،‭ ‬ونذكر‭ ‬من‭ ‬أولئك‭: ‬الكاتبة‭ ‬جميلة‭ ‬الوطني،‭ ‬الروائية‭ ‬شيماء‭ ‬الوطني،‭ ‬الشاعرة‭ ‬نادية‭ ‬الملاح،‭ ‬القاصة‭ ‬ندى‭ ‬فردان،‭ ‬القاصة‭ ‬نسرين‭ ‬النور،‭ ‬الكاتبة‭ ‬زينب‭ ‬البحراني‭ ‬وغيرهن‭ ‬الكثير‭ ‬مما‭ ‬لا‭ ‬يسع‭ ‬ذكره‭.‬

وقد‭ ‬وجد‭ ‬هذا‭ ‬الإرث‭ ‬الأدبي‭ ‬الضخم‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬أرضية‭ ‬خصبة‭ ‬تشكلت‭ ‬بداية‭ ‬مع‭ ‬دعم‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬للمرأة‭ ‬والتي‭ ‬وصلت‭ ‬بفضل‭ ‬توصياته‭ ‬وجهوده‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬عليه‭ ‬اليوم،‭ ‬حيث‭ ‬صدر‭ ‬أمر‭ ‬ملكي‭ ‬بتعيين‭ ‬الأستاذة‭ ‬هالة‭ ‬بنت‭ ‬محمد‭ ‬جابر‭ ‬الأنصاري‭ ‬مستشاراً‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬للشؤون‭ ‬الثقافية‭ ‬والعلمية‭ ‬بدرجة‭ ‬وزير‭ ‬فكان‭ ‬نتاج‭ ‬هذا‭ ‬الغرس‭ ‬مباركاً‭ ‬بأن‭ ‬تتقلد‭ ‬المرأة‭ ‬المناصب‭ ‬العليا‭ ‬مما‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬مسيرتها‭ ‬المليئة‭ ‬بإنجازاتها‭. ‬

فضلاً‭ ‬عن‭ ‬دعم‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬المرأة‭ ‬برعاية‭ ‬قرينة‭ ‬عاهل‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬الشيخة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬للمرأة،‭ ‬وتمكينها‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المستويات‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬المستوى‭ ‬الثقافي‭ ‬والمعرفي،‭ ‬ويأتي‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إعلان‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ (‬يوم‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭) ‬كمناسبة‭ ‬وطنية‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2008‭ ‬وبالتزامن‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬80‭ ‬عاماً‭ ‬على‭ ‬بدء‭ ‬التعليم‭ ‬النظامي‭ ‬للمرأة‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬والذي‭ ‬حمل‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬قرأت‭.. ‬تعلمت‭.. ‬شاركت‮»‬‭ ‬مرتكزاً‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬كأساس‭ ‬لمشاركة‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬الفاعلة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬وطنها‭.‬

وقد‭ ‬حرص‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬الدائمة‭ ‬في‭ ‬الفعاليات‭ ‬الثقافية،‭ ‬كمهرجان‭ ‬الأيام‭ ‬الثقافي‭ ‬حيث‭ ‬يستقطب‭ ‬جناحه‭ ‬مجموعة‭ ‬غنية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬شؤون‭ ‬المرأة،‭ ‬والتعريف‭ ‬بالإنتاج‭ ‬الفكري‭ ‬المتعلق‭ ‬بالمرأة‭ ‬من‭ ‬كتابات‭ ‬ومؤلفات‭ ‬وتقارير‭ ‬وأبحاث‭ ‬ووثائق‭ ‬ودراسات‭ ‬وبيانات‭ ‬بجميع‭ ‬أشكالها‭ ‬المقروءة‭ ‬والمسموعة،‭ ‬والمرئية،‭ ‬والإلكترونية،‭ ‬وغيرها‭. ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬توفر‭ ‬مكتبة‭ ‬متخصصة‭ ‬تضم‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬المعلومات‭ ‬بمختلف‭ ‬أنواعها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬شئون‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬والمرأة‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬العربي‭ ‬والدولي‭ ‬لدى‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة،‭ ‬وكذلك‭ ‬توافر‭ ‬نسخ‭ ‬الكترونية‭ ‬لبعض‭ ‬إصدارات‭ ‬المجلس،‭ ‬والمادة‭ ‬العلمية‭ ‬لبعض‭ ‬الورش‭ ‬التي‭ ‬أقامها‭.‬

ويسعدني‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬أن‭ ‬أشير‭ ‬إلى‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬تطلع‭ ‬به‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬المرأة‭ ‬الشابة،‭ ‬حيث‭ ‬ساهمت‭ ‬الوزارة‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬المواهب‭ ‬الفكرية‭ ‬والإبداعية‭ ‬عبر‭ ‬اكتشافها‭ ‬وصقلها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برامج‭ ‬ومشاريع‭ ‬متقدمة،‭ ‬لتظهر‭ ‬لنا‭ ‬نماذج‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الأدبية‭ ‬منهما‭ ‬القاصة‭ ‬فاطمة‭ ‬فاضل‭ ‬وآلاء‭ ‬القيدوم‭ ‬واللتان‭ ‬تمثلان‭ ‬شعلة‭ ‬في‭ ‬منارة‭ ‬الحقل‭ ‬الأدبي‭ ‬البحريني‭. ‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬ذلك‭ ‬برزت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬والجهات‭ ‬الأدبية‭ ‬التي‭ ‬أخذت‭ ‬على‭ ‬عاتقها‭ ‬رسالة‭ ‬تنمية‭ ‬وتطوير‭ ‬ونشر‭ ‬الفكر‭ ‬الإبداعي‭ ‬النسوي‭ ‬والنهوض‭ ‬بالمستوى‭ ‬الثقافي،‭ ‬حيث‭ ‬تجلت‭ ‬قدرات‭ ‬المرأة‭ ‬الأدبية‭ ‬اليوم‭ ‬بشكل‭ ‬ملفت‭ ‬للأنظار‭ ‬فتعددت‭ ‬الإصدارات‭ ‬والدواوين‭ ‬الشعرية‭ ‬والمقالات‭ ‬الصحفية‭ ‬وحصدت‭ ‬المرأة‭ ‬الجوائز‭ ‬الأدبية‭ ‬محلياً‭ ‬وعالمياً‭.‬

{‭ ‬كاتبة‭ ‬وروائية‭ ‬بحرينية‭ ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا