العدد : ١٦٨٤٠ - الأربعاء ٠١ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٠ - الأربعاء ٠١ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ شوّال ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

دولة الكويت الشقيقة في ظل العهد الجديد

بقلم: د. نبيل العسومي

الجمعة ٠٨ مارس ٢٠٢٤ - 02:00

احتفلت‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة‭ ‬مؤخرا‭ ‬بعيدها‭ ‬الوطني‭ ‬المجيد‭ ‬63‭ ‬وعيد‭ ‬التحرير‭ ‬33‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬العهد‭ ‬الجديد‭ ‬ومجموعة‭ ‬من‭ ‬التغيرات‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬لعل‭ ‬أبرزها‭ ‬تولي‭ ‬قيادة‭ ‬جديدة‭ ‬للدولة‭ ‬الشقيقة‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬مشعل‭ ‬الأحمد‭ ‬الجابر‭ ‬الصباح‭ ‬الذي‭ ‬تولى‭ ‬قيادة‭ ‬البلاد‭ ‬للسير‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬تعزيز‭ ‬النمو‭ ‬والاستقرار‭.‬

ومن‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬الإخوة‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬المرحلة‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬تبدو‭ ‬واعدة‭ ‬بالمزيد‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المستويات‭ ‬وسط‭ ‬نقاشات‭ ‬وحوارات‭ ‬سياسية‭ ‬بشأن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الملفات‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬ملف‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتنمية‭ ‬وملف‭ ‬الانتخابات‭ ‬البرلمانية‭ ‬القادمة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬حل‭ ‬البرلمان‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬صيغة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬البرلماني‭ ‬والتوازن‭ ‬بين‭ ‬السلطتين‭ ‬التشريعية‭ ‬والتنفيذية‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬ينشده‭ ‬كل‭ ‬الإخوة‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬بكل‭ ‬فئاتهم‭ ‬ومستوياتهم‭ ‬وأطيافهم‭ ‬حتى‭ ‬تتفرغ‭ ‬الكويت‭ ‬للملف‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتنموي‭ ‬وتفعيل‭ ‬دور‭ ‬الكويت‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬ومازال‭ ‬إلى‭ ‬اليوم‭ ‬دورا‭ ‬فاعلا‭ ‬ومؤثرا‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الخليجي‭ ‬والإقليمي‭ ‬والعربي،‭ ‬حيث‭ ‬تتميز‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الكويتية‭ ‬باستمرار‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬الوساطات‭ ‬وحل‭ ‬المشكلات‭ ‬بين‭ ‬الأشقاء‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬استمرارها‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬والعون‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والصناديق‭ ‬التنموية،‭ ‬ولذلك‭ ‬تتجه‭ ‬الأنظار‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬وتوجهاتها‭ ‬المستقبلية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬الكويت‭ ‬مركزا‭ ‬مهما‭ ‬عبر‭ ‬الزمن‭ ‬لدعم‭ ‬التنمية‭ ‬العربية‭ ‬بوجه‭ ‬خاص،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬التلاحم‭ ‬والتضامن‭ ‬الخليجي‭ ‬والعربي‭ ‬مع‭ ‬الكويت‭ ‬باستمرار‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1990،‭ ‬حيث‭ ‬هبت‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الحر‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬حق‭ ‬الكويت‭ ‬واستقلالها‭ ‬وسيادتها‭ ‬وترابها‭ ‬الوطني‭ ‬لتحريرها‭ ‬من‭ ‬الغزو‭ ‬العراقي،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬ينساه‭ ‬الكويتيون‭ ‬قيادة‭ ‬وشعبا‭.‬

دولة‭ ‬الكويت‭ ‬ذات‭ ‬تاريخ‭ ‬عريق‭ ‬منذ‭ ‬استقلالها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1961‭ ‬حرصت‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬نظام‭ ‬سياسي‭ ‬مستقر‭ ‬واعتماد‭ ‬الديمقراطية‭ ‬البرلمانية‭ ‬طريقا‭ ‬للحياة‭ ‬السياسية‭ ‬شراكة‭ ‬بين‭ ‬السلطتين‭ ‬التشريعية‭ ‬والتنفيذية‭ ‬بالرغم‭ ‬مما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬وبين‭ ‬حين‭ ‬وآخر‭ ‬من‭ ‬خلافات‭ ‬داخل‭ ‬البرلمان‭ ‬تفضي‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسة‭ ‬التشريعية‭ ‬وفقا‭ ‬لمقتضيات‭ ‬الدستور‭ ‬الكويتي،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يمنع‭ ‬مطلقا‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬التجربة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬العريقة‭ ‬وترسيخها‭ ‬عاما‭ ‬بعد‭ ‬عام،‭ ‬ولعل‭ ‬القيادة‭ ‬الجديدة‭ ‬حريصة‭ ‬جدا‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬حريصة‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬العمل‭ ‬الجاد‭ ‬نحو‭ ‬بناء‭ ‬الحاضر‭ ‬والمستقبل‭ ‬مثلما‭ ‬أكده‭ ‬ذلك‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬مشعل‭ ‬الجابر‭ ‬الأحمد‭ ‬الصباح‭ ‬أمير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬في‭ ‬كلماته‭ ‬الموجهة‭ ‬إلى‭ ‬أبناء‭ ‬الكويت‭ ‬بعد‭ ‬أدائه‭ ‬اليمين‭ ‬الدستورية‭.‬

إن‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة‭ ‬تنتهج‭ ‬منذ‭ ‬نشأتها‭ ‬سياسة‭ ‬متوازنة‭ ‬ومعتدلة‭ ‬ومنفتحة‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬ومتواصلة‭ ‬مع‭ ‬الجميع‭ ‬استنادا‭ ‬إلى‭ ‬مبادئ‭ ‬الأخوة‭ ‬والتضامن‭ ‬والعدالة‭ ‬والسلام،‭ ‬وسعيا‭ ‬نحو‭ ‬التنمية‭ ‬والرخاء‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للشعب‭ ‬الكويتي‭ ‬وللمنطقة،‭ ‬ودعمها‭ ‬المستمر‭ ‬للقضايا‭ ‬العدالة‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬السلام‭ ‬وحق‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭. ‬ولذلك‭ ‬كان‭ ‬صوت‭ ‬الكويت‭ ‬دائما‭ ‬مسموعا‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬المختلفة،‭ ‬حيث‭ ‬استطاعت‭ ‬الكويت‭ ‬بفضل‭ ‬هذه‭ ‬السياسة‭ ‬المعتدلة‭ ‬والحكيمة‭ ‬أن‭ ‬تقيم‭ ‬أفضل‭ ‬العلاقات‭ ‬وأحسنها‭ ‬مع‭ ‬كافة‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وتعزيز‭ ‬دورها‭ ‬التنموي‭ ‬والسلمي‭ ‬ودعمها‭ ‬المستمر‭ ‬لكل‭ ‬الجهود‭ ‬العربية‭ ‬والإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬لبسط‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وفي‭ ‬العالم‭.‬

إننا‭ ‬نتطلع‭ ‬كأبناء‭ ‬هذا‭ ‬الإقليم‭ ‬الخليجي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة‭ ‬مزدهرة‭ ‬دوما‭ ‬وأبدا،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬قوية‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬دائما‭ ‬لتكون‭ ‬عنصرا‭ ‬مهما‭ ‬وضروريا‭ ‬لضمان‭ ‬وحدة‭ ‬الموقف‭ ‬الخليجي‭ ‬والعربي‭ ‬تجاه‭ ‬القضايا‭ ‬القومية‭ ‬العربية‭ ‬والإنسانية‭.‬

إننا‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬تامة‭ ‬بأن‭ ‬المرحلة‭ ‬القادمة‭ ‬سوف‭ ‬تشهد‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬النجاحات‭ ‬والنماء‭ ‬على‭ ‬الأصعدة‭ ‬كافة،‭ ‬حيث‭ ‬سيسير‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬مشغل‭ ‬الأحمد‭ ‬الجابر‭ ‬الصباح‭ ‬أمير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة‭ ‬على‭ ‬خطى‭ ‬أسلافه‭ ‬من‭ ‬حكام‭ ‬الكويت‭ ‬لتكون‭ ‬الشقيقة‭ ‬الكويت‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬دائما‭ ‬واحة‭ ‬للأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والازدهار‭ ‬مساندة‭ ‬وداعمة‭ ‬للأشقاء‭ ‬والأصدقاء‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬لخدمة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا