العدد : ١٦٨٣٧ - الأحد ٢٨ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٣٧ - الأحد ٢٨ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ شوّال ١٤٤٥هـ

اطلالة

هالة كمال الدين

halakamal99@hotmail.com

زمن «ماشيين على البركة»

كثيرا‭ ‬ما‭ ‬يقال‭ ‬عن‭ ‬العرب‭ ‬أنهم‭ ‬نائمون،‭ ‬ولا‭ ‬يخططون،‭ ‬ولا‭ ‬يعرفون‭ ‬إلا‭ ‬القليل،‭ ‬وبأنهم‭ ‬لا‭ ‬يقرأون‭ ‬وإذا‭ ‬قرأوا‭ ‬لا‭ ‬يفهمون،‭ ‬ورغم‭ ‬قناعتي‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬الأحكام‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مطلقة‭ ‬حيث‭ ‬يعتريها‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬المبالغة‭ ‬والافتراء،‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬أتفق‭ ‬معها‭ ‬ولو‭ ‬بقدر‭ ‬قليل‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتخطيط‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭. ‬

فبرغم‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬تملك‭ ‬عقولا‭ ‬فذة‭ ‬ذات‭ ‬بعد‭ ‬استراتيجي،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مسالة‭ ‬التخطيط‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬البعيد‭ ‬لم‭ ‬تصبح‭ ‬من‭ ‬أولوياتنا‭ ‬اللهم‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬قررت‭ ‬أن‭ ‬ترسم‭ ‬لها‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬واضحة‭ ‬تسير‭ ‬عليها‭ ‬نحو‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب‭ ‬والبعيد‭.‬

مؤخرا‭ ‬وافقت‭ ‬لجنة‭ ‬الشؤون‭ ‬التشريعية‭ ‬والقانونية‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب‭ ‬على‭ ‬الاقتراح‭ ‬برغبة‭ ‬بإنشاء‭ ‬وزارة‭ ‬تعنى‭ ‬بالتخطيط‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تفعيل‭ ‬ورفع‭ ‬مستوى‭ ‬التخطيط‭ ‬لدى‭ ‬الأجهزة‭ ‬الحكومية‭ ‬والمؤسسات‭ ‬العامة‭ ‬بهدف‭ ‬متابعة‭ ‬تنفيذ‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬المنبثقة‭ ‬عن‭ ‬الرؤية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2023‭ ‬وتقييمها‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬وزارات‭ ‬الدولة‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬العامة‭ ‬والخاصة‭.‬

وأوضحت‭ ‬اللجنة‭ ‬أن‭ ‬هدف‭ ‬تلك‭ ‬الوزارة‭ ‬هو‭ ‬تطوير‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬ليكون‭ ‬مزدهرا‭ ‬ومنفتحا‭ ‬على‭ ‬الأسواق‭ ‬الإقليمية‭ ‬والعالمية،‭ ‬وكذلك‭ ‬تعزيز‭ ‬الإدارة‭ ‬الحكومية‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬المالي‭ ‬والشفافية‭ ‬والخضوع‭ ‬للمساءلة‭ ‬والرقابة‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬المركزي‭ ‬والمحلي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬توفير‭ ‬قوى‭ ‬بشرية‭ ‬وطنية‭ ‬مدربة‭ ‬وملائمة‭ ‬للاحتياجات‭ ‬المؤسسية‭ ‬الخاصة‭ ‬والعامة‭.‬

ومن‭ ‬مهام‭ ‬الوزارة‭ ‬أيضا‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الاقتراح‭ ‬إعداد‭ ‬الخطط‭ ‬والبرامج‭ ‬التنموية‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية،‭ ‬وتوفير‭ ‬وإدارة‭ ‬التمويل‭ ‬اللازم‭ ‬للمشاريع‭ ‬التنموية‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬المالية‭ ‬والعمل،‭ ‬كحلقة‭ ‬وصل‭ ‬بين‭ ‬الجهات‭ ‬المانحة‭ ‬والوزارات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الحكومية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬متابعة‭ ‬وتقييم‭ ‬الخطط‭ ‬والبرامج‭ ‬والمشاريع‭ ‬التنموية‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية،‭ ‬والتنسيق‭ ‬بين‭ ‬نشاطات‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬لضمان‭ ‬كفاءة‭ ‬التنفيذ‭ ‬وتحقيق‭ ‬الأهداف،‭ ‬إضافة‭ ‬إلي‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الدين‭ ‬العام‭ ‬ومتابعة‭ ‬الأهداف‭ ‬والبرامج‭ ‬الزمنية‭ ‬التي‭ ‬أوصت‭ ‬بها‭ ‬المبادرات‭ ‬والمؤتمرات‭ ‬الدولية،‭ ‬وإعداد‭ ‬قاعدة‭ ‬بيانات‭ ‬حول‭ ‬المؤشرات‭ ‬والتغيرات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬المحلية‭ ‬ورصد‭ ‬مثيلاتها‭  ‬العالمية‭ ‬ومدى‭ ‬تأثير‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭.‬

ونحن‭ ‬بدورنا‭ ‬إذ‭ ‬نثني‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الاقتراح‭ ‬برغبة،‭ ‬والذي‭ ‬يؤكد‭ ‬أهمية‭ ‬التخطيط‭ ‬وعدم‭ ‬العشوائية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أشار‭ ‬إليه‭ ‬العالم‭ ‬الاقتصادي‭ ‬كرستيان‭ ‬شويندر‭ ‬عام‭ ‬1910‭ ‬الذي‭ ‬أدخل‭ ‬لفظ‭ ‬التخطيط‭ ‬في‭ ‬قاموس‭ ‬العالم،‭ ‬فكانت‭ ‬ألمانيا‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬طبقت‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الأولى،‭ ‬ومن‭ ‬بعدها‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭.‬

نعم‭ ‬تأخرنا‭ ‬كثيرا،‭ ‬ولكن‭ ‬الفرصة‭ ‬مازالت‭ ‬أمامنا‭ ‬للحاق‭ ‬بمن‭ ‬سبقونا،‭ ‬ففي‭ ‬هذا‭ ‬العصر‭ ‬الرقمي‭ ‬الذي‭ ‬نشهد‭ ‬فيه‭ ‬هذا‭ ‬الكم‭ ‬من‭ ‬التغيرات‭ ‬والتحولات‭ ‬السريعة‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬هناك‭ ‬مكان‭ ‬لزمن‭ ‬المقولة‭ ‬الشعبية‭ ‬‮«‬ماشيين‭ ‬على‭ ‬البركة‮»‬‭!‬

إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا