العدد : ١٦٨٦٠ - الثلاثاء ٢١ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٦٠ - الثلاثاء ٢١ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

ريادة الأعمال والذكاء الاصطناعي

بقلم: د. زكريا الخنجي

الاثنين ٢٦ فبراير ٢٠٢٤ - 02:00

يخال‭ ‬لرائد‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ ‬صاحب‭ ‬المشروع‭ ‬إنه‭ ‬‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬تجنب‭ ‬تقنية‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬فيمكنه‭ ‬أن‭ ‬يفكر‭ ‬في‭ ‬إيجاد‭ ‬مشروع‭ ‬وأن‭ ‬يسوّق‭ ‬المشروع،‭ ‬وأن‭ ‬يفعل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬يمد‭ ‬يديه‭ ‬مستعينًا‭ ‬بتقنية‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬وفي‭ ‬أحيان‭ ‬أخرى‭ ‬قد‭ ‬نرى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬رواد‭ ‬الأعمال‭ ‬يعتقد‭ ‬أنه‭ ‬إن‭ ‬استخدم‭ ‬تقنية‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬واعتمد‭ ‬عليها‭ ‬بصورة‭ ‬كبيرة‭ ‬ولا‭ ‬متناهية‭ ‬فإن‭ ‬مشروعه‭ ‬سينجح‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬أي‭ ‬عناء‭.‬

نعتقد‭ ‬أن‭ ‬كلا‭ ‬التفكيرين‭ ‬خاطئ‭ ‬بطريقة‭ ‬أو‭ ‬بأخرى،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬الإنسان‭ ‬لا‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬تفكيره‭ ‬الذاتي‭ ‬والخاص‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬كل‭ ‬جوانب‭ ‬مشروعه،‭ ‬ولا‭ ‬يمكنه‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬يرمي‭ ‬كل‭ ‬العبء‭ ‬على‭ ‬تقنية‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬ويجلس‭ ‬في‭ ‬طرف‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬الطاولة‭ ‬وينتظر‭ ‬الأرباح،‭ ‬وإنما‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬يعتدل‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬تعامله‭ ‬مع‭ ‬الطرفين،‭ ‬فيأخذ‭ ‬من‭ ‬تقنية‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬ما‭ ‬يناسبه‭ ‬وفي‭ ‬الجوانب‭ ‬التي‭ ‬تناسبه،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬يستخدم‭ ‬ويشغل‭ ‬عقله‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الابتكار‭ ‬والإبداع‭.‬

فتقنية‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬مهما‭ ‬ارتقت‭ ‬فإنها‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬حول‭ ‬الموضوع‭ ‬المراد‭ ‬الوصول‭ ‬إليه‭ ‬حتى‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬إعطاء‭ ‬نتائج،‭ ‬والإنسان‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يقدم‭ ‬تلك‭ ‬المعلومات،‭ ‬ويرتبها،‭ ‬ويدخلها‭ ‬إلى‭ ‬التقنية،‭ ‬فإن‭ ‬كانت‭ ‬المعلومات‭ ‬ناقصة‭ ‬أو‭ ‬مشوشة،‭ ‬فإن‭ ‬النتائج‭ ‬حتمًا‭ ‬ستخالف‭ ‬كل‭ ‬التوقعات‭.‬

وهذا‭ ‬ما‭ ‬حاولت‭ ‬الوصول‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الورقة‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ (‬تمكين‭) ‬الأول‭ ‬للذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والابتكار‭ ‬وريادة‭ ‬الأعمال‭ ‬‭ ‬الفرص‭ ‬والتحديات‭ ‬الذي‭ ‬أقيم‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ (‬بدية‭) ‬بمحافظة‭ ‬شمال‭ ‬الشرقية‭ ‬في‭ ‬سلطنة‭ ‬عمان‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬13‭ ‬إلى‭ ‬15‭ ‬فبراير‭ ‬2024‭ ‬بتنظيم‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬تمكين‭ ‬الاستثمارية‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬البورد‭ ‬العربي‭ ‬للاستشارات‭ ‬والتدريب‭ ‬والتنمية‭ ‬البشرية‭ ‬والتي‭ ‬أقيمت‭ ‬برعاية‭ ‬كريمة‭ ‬من‭ ‬محمود‭ ‬بن‭ ‬يحيى‭ ‬الذهلي‭ ‬محافظ‭ ‬المحافظة‭.‬

كانت‭ ‬ورقتي‭ ‬بعنوان‭ (‬ريادة‭ ‬الأعمال‭ ‬الخوارزمية‭.. ‬بين‭ ‬الواقع‭ ‬والآفاق‭)‬،‭ ‬وتتكون‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬محاور‭ ‬أساسية،‭ ‬ولا‭ ‬أريد‭ ‬التحدث‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬المحاور‭ ‬ولكن‭ ‬الذي‭ ‬يهمني‭ ‬المحور‭ ‬الخاص‭ ‬بنقاط‭ ‬الالتقاء‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬ريادة‭ ‬الأعمال‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬فأين‭ ‬توجد‭ ‬نقاط‭ ‬الالتقاء؟‭ ‬وهل‭ ‬يمكن‭ ‬لرائد‭ ‬العمل‭ ‬وصاحب‭ ‬المشروع‭ ‬الصغير‭ ‬أن‭ ‬يستفيد‭ ‬من‭ ‬تقنيات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬مشروعه‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬حتى‭ ‬يثبت‭ ‬المشروع‭ ‬ويسوقه‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك؟‭ ‬

الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬كما‭ ‬يعرفه‭ ‬أهل‭ ‬الاختصاص‭ ‬هي‭ ‬قدرة‭ ‬الآلة‭ ‬على‭ ‬محاكاة‭ ‬العقل‭ ‬البشري‭ ‬وطريقة‭ ‬عمله،‭ ‬مثل‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬التفكير‭ ‬والاستكشاف‭. ‬ومع‭ ‬التطورات‭ ‬الهائلة‭ ‬للحواسيب،‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬باستطاعتها‭ ‬القيام‭ ‬بمهام‭ ‬أعقد‭ ‬مما‭ ‬نعتقد‭ ‬بحيث‭ ‬يمكنه‭ ‬استكشاف‭ ‬وإثبات‭ ‬النظريات‭ ‬الرياضية‭ ‬المعقدة،‭ ‬وأيضًا‭ ‬يمكنه‭ ‬لعب‭ ‬الشطرنج‭ ‬بمهارة‭ ‬عالية،‭ ‬ويتميز‭ ‬بسرعة‭ ‬عالية‭ ‬في‭ ‬إنجاز‭ ‬المهام‭ ‬وبدقة‭ ‬عالية،‭ ‬ويتصف‭ ‬بسعة‭ ‬تخزين‭ ‬كبيرة،‭ ‬إلا‭ ‬إنه‭ ‬إلى‭ ‬الآن‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬برنامج‭ ‬يستطيع‭ ‬مجاراة‭ ‬مرونة‭ ‬العقل‭ ‬البشري‭ ‬وخصوصًا‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالمهام‭ ‬الاستنتاجية‭ ‬التي‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭.‬

ومن‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬يتمتع‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬ببعض‭ ‬التطبيقات‭ ‬التي‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تضاهي‭ ‬مستوى‭ ‬أداء‭ ‬الخبراء‭ ‬والمحترفين‭ ‬بالقيام‭ ‬بمهمات‭ ‬محددة،‭ ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬التطبيقات،‭ ‬التشخيص‭ ‬الطبي،‭ ‬محركات‭ ‬بحث‭ ‬الحاسوب‭ ‬وقدرته‭ ‬على‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬الصوت‭ ‬والكتابة‭ ‬اليدوية‭.‬

ولكن‭ ‬يتضح‭ ‬لنا‭ ‬‭ ‬أيضًا‭ ‬‭ ‬أن‭ ‬المبدأ‭ ‬الأساسي‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬عليه‭ ‬علم‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬لا‭ ‬يكمن‭ ‬حل‭ ‬الإشكاليات‭ ‬بسرعة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬البيانات‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬التي‭ ‬تستقي‭ ‬من‭ ‬العقل‭ ‬البشري،‭ ‬وإنما‭ ‬المبدأ‭ ‬الأصح‭ ‬الذي‭ ‬يبنى‭ ‬عليه‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬مبدأ‭ ‬معالجة‭ ‬المعلومات‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬طبيعتها‭ ‬وحجمها‭ ‬بطريقة‭ ‬آلية‭ ‬أو‭ ‬نصف‭ ‬آلية‭ ‬وبشكل‭ ‬مناسب‭ ‬ومتوافق‭ ‬مع‭ ‬هدف‭ ‬معين‭. ‬نشير‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬كلمة‭ ‬نصف‭ ‬آلية‭ ‬تعني‭ ‬تدخل‭ ‬المستخدم‭ (‬الإنسان‭). ‬ولكن‭ ‬يبقى‭ ‬السؤال‭ ‬المهم،‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يستخدم‭ ‬رائد‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التقنية؟

حاولنا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الورقة‭ ‬أن‭ ‬نجيب‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬التساؤل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جانبين،‭ ‬وهما‭:‬

تسخير‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬لإثراء‭ ‬وتطوير‭ ‬ريادة‭ ‬الأعمال،ريادة‭ ‬الأعمال‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬لنحاول‭ ‬أن‭ ‬نسلط‭ ‬بعض‭ ‬الأضواء‭ ‬على‭ ‬هاتين‭ ‬النقطتين‭.‬

أولاً‭: ‬تسخير‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬لتنمية‭ ‬وتطوير‭ ‬ريادة‭ ‬الأعمال

عادة‭ ‬تبدأ‭ ‬المشاريع‭ ‬الريادية‭ ‬بفكرة،‭ ‬تتحول‭ ‬مع‭ ‬الوقت‭ ‬إلى‭ ‬منتج‭ ‬أو‭ ‬خدمة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬دراسات‭ ‬جدوى‭ ‬وإدارات‭ ‬وأفكار‭ ‬وكذلك‭ ‬إلى‭ ‬تسويق‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أمور‭ ‬عديدة،‭ ‬وربما‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نجد‭ ‬بعض‭ ‬التداخل‭ ‬والالتقاء‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المراحل‭ ‬بين‭ ‬ريادة‭ ‬الأعمال‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬إلا‭ ‬إننا‭ ‬هنا‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬المقال‭ ‬سنركز‭ ‬على‭ ‬أربعة‭ ‬مراحل‭ ‬ومستويات‭ ‬من‭ ‬مراحل‭ ‬بناء‭ ‬المشروع‭ ‬الريادي،‭ ‬وهي‭:‬

الطرق‭ ‬الإبداعية‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬المشروع،‭ ‬دراسة‭ ‬جدوى‭ ‬المشروع،‭ ‬إدارة‭ ‬الجودة‭ ‬الشاملة،‭ ‬التسويق‭ ‬الإلكتروني‭.‬

وجدنا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الطرق‭ ‬الإبداعية‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬الإبداعية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يستخدمها‭ ‬رائد‭ ‬العمل‭ ‬لاختيار‭ ‬المشروع‭ ‬المناسب،‭ ‬فهو‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يختار‭ ‬مشروعه‭ ‬الخاص‭ ‬حسب‭ ‬المهارات‭ ‬التي‭ ‬يمتلكها،‭ ‬والمهنة‭ ‬التي‭ ‬يرغب‭ ‬فيها،‭ ‬أو‭ ‬مهنة‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬ورثها‭ ‬من‭ ‬والده،‭ ‬وربما‭ ‬يلجأ‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬الطرق‭ ‬الأخرى‭ ‬لاختيار‭ ‬المشروع‭ ‬وذلك‭ ‬حسب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المعطيات‭ ‬التي‭ ‬بيديه،‭ ‬مثل‭ ‬رغبات‭ ‬الجمهور،‭ ‬أو‭ ‬وجود‭ ‬حاجة‭ ‬معينة‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬يوجد‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬فإنه‭ ‬ربما‭ ‬يلجأ‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬طرق‭ ‬التفكير‭ ‬الإبداعي‭ ‬مثل‭ ‬العصف‭ ‬الذهني‭ ‬أو‭ ‬التفكير‭ ‬خارج‭ ‬الصندوق‭ ‬أو‭ ‬بعض‭ ‬الطرق‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬اختيار‭ ‬المشروع‭ ‬الريادي‭ ‬الذي‭ ‬يرغب‭ ‬فيه‭. ‬ربما‭ ‬هنا‭ ‬نأتي‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بالذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬التوليدي‭ (‬Generative‭ ‬Artificial‭ ‬Intelligence‭)‬،‭ ‬فما‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي؟‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يخدم‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬المشروع؟‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬حاولنا‭ ‬أن‭ ‬نجيب‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التطبيقات‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬أهمها‭: (‬ChatGPT‭)‬،‭ ‬و‭(‬Jasper‭)‬،‭ ‬و‭(‬Otter‭.‬ai‭)‬،‭ ‬و‭(‬Midjourney‭)‬،‭ ‬و‭(‬Runway‭). ‬

وعندما‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬دراسات‭ ‬جدوى‭ ‬المشروع،‭ ‬فإننا‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬دراسة‭ ‬إدارية،‭ ‬ودراسة‭ ‬مالية،‭ ‬ودراسة‭ ‬تسويقية‭ ‬وبعض‭ ‬الأمور‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تسهم‭ ‬بطريقة‭ ‬أو‭ ‬بأخرى‭ ‬في‭ ‬إخراج‭ ‬المشروع‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭. ‬ولقد‭ ‬وجدنا‭ ‬أن‭ ‬للذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬دورا‭ ‬مهما‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬وإنتاج‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بذلك،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬التطبيقات‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬استخدامها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف،‭ ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬تلك‭ ‬التطبيقات،‭ ‬تطبيق‭ (‬Bard‭). ‬

ولقد‭ ‬وجدنا‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬وإدارة‭ ‬الجودة‭ ‬الشاملة‭ ‬فإن‭ ‬حدث‭ ‬فيمكنها‭ ‬إحداث‭ ‬ثورة‭ ‬في‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬تدير‭ ‬بها‭ ‬المؤسسات‭ ‬الجودة،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬نقاط‭ ‬القوة‭ ‬في‭ ‬هذين‭ ‬المجالين‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬للمؤسسات‭ ‬تحقيق‭ ‬مستوى‭ ‬عال‭ ‬من‭ ‬الجودة‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬تحقيقه‭ ‬في‭ ‬السابق‭.‬

ومما‭ ‬لا‭ ‬شكّ‭ ‬فيه‭ ‬أن مجالي‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ (‬AI‭) ‬وإدارة‭ ‬الجودة‭ ‬الشاملة‭ (‬TQM‭)‬‮ ‬يتقاربان‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت‭ ‬وتطوّر‭ ‬العصر‭ ‬الرقمي‭ ‬بشكل‭ ‬سريع،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬استخدام‭ ‬الذّكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬لأتمتة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المهام‭ ‬المتضمنة‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الجودة‭ ‬الشاملة‭. ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال؛‭ ‬

جمع‭ ‬البيانات‭ ‬والتحليل‭ ‬وإعداد‭ ‬التقارير،‭ ‬بالتّالي‭ ‬يؤدي‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬تحرير‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬للتركيز‭ ‬على‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬الاستراتيجية‭.‬

استخدام‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬لتحسين‭ ‬فعالية‭ ‬مجال‭ ‬إدارة‭ ‬الجودة‭ ‬الشاملة،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توفير‭ ‬رؤى‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الحصول‭ ‬عليها‭ ‬بالطرق‭ ‬التقليدية‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال؛‭ ‬يمكن‭ ‬استخدام‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬لتحديد‭ ‬الأنماط‭ ‬في‭ ‬البيانات‭ ‬التي‭ ‬يصعب‭ ‬أو‭ ‬يستحيل‭ ‬اكتشافها‭ ‬بالعين‭ ‬المجردة‭.‬

استخدام‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬لتحليل‭ ‬البيانات‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬متنوعة‭ ‬من‭ ‬المصادر‭ ‬مثل‭ ‬أجهزة‭ ‬الاستشعار‭ ‬والآلات‭ ‬واستطلاعات‭ ‬العملاء،‭ ‬بالتّالي‭ ‬يتم‭ ‬استخدام‭ ‬هذه‭ ‬البيانات‭ ‬لتحديد‭ ‬الاتّجاهات‭ ‬والأنماط‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تساعد‭ ‬المؤسسات‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬منتجاتها‭ ‬وخدماتها‭.‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬التسويق‭ ‬الرقمي‭ ‬فإننا‭ ‬نعرف‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬الرقمي‭ ‬الافتراضي‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬المرتبط‭ ‬بشبكة‭ ‬الإنترنت‭ ‬قد‭ ‬غيّر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬مجال‭ ‬التسويق،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬أغلب‭ ‬المسوقين‭ ‬يعتبرون‭ ‬أساليب‭ ‬التسويق‭ ‬الرقمي‭ ‬أساسية‭ ‬حين‭ ‬يحاولون‭ ‬جعل‭ ‬العملاء‭ ‬واعين‭ ‬بمنتجاتهم‭ ‬أو‭ ‬خدماتهم‭ ‬ويحفزوهم‭ ‬على‭ ‬الشراء‭. ‬ومن‭ ‬الملاحظ‭ ‬أن‭ ‬مجال‭ ‬التسويق‭ ‬الإلكتروني‭ ‬أعاد‭ ‬تشكيل‭ ‬عالم‭ ‬الإعلان‭ ‬والدعاية،‭ ‬وعلى‭ ‬نحو‭ ‬أساسي،‭ ‬ويرجع‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬يتجه‭ ‬إليه‭ ‬الناس‭ ‬‭ ‬والأعين‭ ‬‭ ‬في‭ ‬الأساس‭. ‬ويمكن‭ ‬للعملاء‭ ‬المحتملين‭ ‬أن‭ ‬يتجهوا‭ ‬إلى‭ ‬الهاتف‭ ‬المحمول‭ ‬أو‭ ‬البحث‭ ‬الشبكي‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬إيجاد‭ ‬تصفح‭ ‬القوائم‭ ‬المطبوعة‭ ‬كقوائم‭ ‬دليل‭ ‬الهاتف‭ ‬وعناوين‭ ‬المؤسسات‭. ‬وهذا‭ ‬مجال‭ ‬واسع‭ ‬يمكن‭ ‬ممارسته‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تطبيقات‭: ‬الفيس‭ ‬بوك‭ (‬Facebook‭)‬،‭ ‬والتويتر‭ (‬X‭)‬،‭ ‬والانستجرام‭ (‬Instagram‭)‬،‭ ‬التسويق‭ ‬عبر‭ ‬قنوات‭ ‬اليوتيوب،‭ ‬غيرها‭ ‬الكثير‭.‬

ثانيًا‭: ‬ريادة‭ ‬الأعمال‭ ‬والتجارة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي

في‭ ‬مستوى‭ ‬آخر‭ ‬فإن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬رواد‭ ‬العمل‭ ‬وخاصة‭ ‬الشغوفين‭ ‬بالتقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬يمكنهم‭ ‬الاتجار‭ ‬فيها،‭ ‬فقد‭ ‬وجدنا‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬والمؤسسات‭ ‬يحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬الأعمال‭ ‬التقنية‭ ‬المتخصصة،‭ ‬مثل‭ ‬إنشاء‭ ‬المواقع‭ ‬الإلكترونية‭ ‬وإدارتها‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬المواقع‭ ‬الإلكترونية‭ ‬للبيع‭ ‬والتسويق‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬أمور،‭ ‬وكل‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬أفراد‭ ‬متخصصين‭ ‬يمكنهم‭ ‬القيام‭ ‬بذلك،‭ ‬وهنا‭ ‬ينبري‭ ‬دور‭ ‬المتخصصين‭ ‬والشغوفين‭ ‬من‭ ‬رواد‭ ‬العمل‭ ‬التقنيين‭ ‬للقيام‭ ‬والاتجار‭ ‬بمثل‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭. ‬وحاولنا‭ ‬أن‭ ‬نستعرض‭ ‬بعضا‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الأعمال‭ ‬ومنها‭: ‬

إنشاء‭ ‬المواقع‭ ‬الإلكترونية

المتاجر‭ ‬الإلكترونية

الأمن‭ ‬السيبراني

علم‭ ‬وإدارة‭ ‬المعلومات

عمومًا‭ ‬ما‭ ‬حاولنا‭ ‬أن‭ ‬نقوله‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الورقة‭ ‬إن‭ ‬على‭ ‬رائد‭ ‬العمل‭ ‬وصاحب‭ ‬المشروع‭ ‬أن‭ ‬يعيد‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬تقنية‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬عمله،‭ ‬ويحاول‭ ‬أن‭ ‬يقيم‭ ‬علاقة‭ ‬بينه‭ ‬كرائد‭ ‬عمل‭ ‬وصاحب‭ ‬مشروع‭ ‬ومشروعه‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬التقنيات‭ ‬الجديدة‭ ‬والمتجددة‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬يهمل‭ ‬تفكيره‭ ‬وخيالاته‭ ‬وإبداعاته،‭ ‬لأن‭ ‬تقنية‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬هذه‭ ‬ربما‭ ‬تقف‭ ‬عاجزة‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يوجد‭ ‬التفكير‭ ‬البشري‭ ‬بجانبها‭.‬

Zkhunji@hotmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا