الكواليس
وفاء جناحي
waffajanahi@gmail.com
المرأة العاقلة ترفض الخيانة
مسلسل خليجي أشاهده حاليا يتمحور عن 3 صديقات أزواجهن يخونونهن، إحداهن يموت أبوها وتنصدم هي وأمها عندما تكتشفان أن والدها المصون المحترم كان متزوجا وعنده بنت من أجنبية أما الثانية فهي وحيدة أمها وأبوها المحترم والصارم في تربيتها تنصدم عندما تعرف أنه متعود أن يتزوج من بنات صغيرات مدة شهر ثم يجدد شبابه بأخرى، بمعنى مسلسل 30 حلقة كل الرجال فيها خونة أما الكارثة الحقيقية أن كل الكلام الذي يدور فيه يكون على أن الخيانة طبع طبيعي جدا في الرجل، لذلك فمن واجب المرأة ان تسامح وتسكت وتستحمل الخيانة لكي تستمر الحياة..
وهذه بعض الجمل المتكررة في الحلقة والمحزن انه يتكرر في الحياة ايضا: كبري عقلج يا بنتي وصبري عليه اكيد مع الوقت يتغير!! ويتعدل وبيرجع لج!!
احنا الحريم يا بنتي لازم نصبر ونسكت عشان الحياة تستمر...
نايم جنمبي كل ليلة يا يمة ويقول يعشقني وهو يخوني، يكذب علي يوميا في كلامه يا يمة، اشلون اسكت وشريك العمر او اللي المفروض يكون سندي واماني، يغشني ويخدعني ويخوني يا يمة فهميني؟
يا يمة يا حبيبتي يا معشر النساء: أي حياة أحافظ عليها؟ حياة فيها كل هالصفات البشعة يا يمة ليش أحافظ عليها عشان تستمر؟ ليش أحافظ على الكذب والخداع والخيانة يا يمة؟ وعيالي يا ناس!! اشلون أربي عيالي؟ وعلى شنو (أي نوع من الأخلاق)؟ اشلون اؤسس حياة واربي عيالي على الاخلاق والفضيلة والصدق والامانة واحنا نعيش حياة كاذبة مع رب الأسرة وعمودها (أبوهم) مع الاسف الكاذب والخاين يا يمة؟
المصيبة الكبرى أن أجيالا تربت على هذه المفاهيم الخطأ واجيالا لاتزال تتربى على نفس هذه المفاهيم غير السوية عبر المسلسلات والافلام وفي البيوت أيضا. كلمات كنا نسمعها يوميا (اقصد جيلي جيل الستينات والسبعينات) في بيوتنا من امهاتنا ولكننا كنا نقول ان جيل امهاتنا وجداتنا مغلوب على امرهن ومعظمهن غير متعلمات، كما كان مصدر رزقهن الوحيد أزواجهن، ولكننا مازلنا نسمع نفس الكلام الغلط يتكرر من نساء مثقفات متعلمات ويعملن في وظائف محترمة، وهنا تكمن الكارثة لأننا نحتاج أن نطهر عقولنا وعقول الأجيال القادمة من هذه السموم والأفكار الخاطئة.
نحتاج أن نرد على كل كلمة بكلام أقوى منه لكي لا تشعر او تصدق اي امرأة ان من البديهي والعادي والطبيعي ان الرجل يخون لان هذا طبعه لذلك فمن الطبيعي والبديهي ان تسكت وتسامح مهما تكررت خياناته لأنه سيتوب في النهاية!! ما هذا المنطق البشع الذي تربينا عليه؟ اي عقل وأي دين يرضى بأن تخدع وتهان المرأة بهذه الطريقة؟
الشرع حلل أربعة يا بنتي.... نعم ولكن رب العالمين اعطاهم اسبابا للزواج وقال وان تعدلوا وهو يعلم انه شرط صعب، كما ان الزواج الثاني مهما كان صعبا إلا أنه على الأقل حلال وامام الناس دون كذب وخداع، ولكن الخيانة حرام يا يمة فلماذا تطلبون من المرأة ان تسكت وتتغاضى عن الخيانة والكذب؟
الدين الإسلامي ينهى وينبذ الكذب والخداع والخيانة فكيف نربي أجيالا على تقبلها؟؟
أكره جملة اسمعها وأشعر أن مرارتي ستنفجر: (المرأة العاقلة هي من تتغاضى عن خيانة زوجها كي لا تهدم بيتها)، أجيال تدمرت بسبب غرس فكرة الخيانة في عقل ودم الرجل منذ الصغر بهذه العبارة الخاطئة بل وغرس بساطته في عقل المرأة ايضا.
المفروض اننا نربي الرجل أولا على أن الرجل العاقل عليه ألا يخون ولا يكذب لأنه سيخسر حياته وأسرته بل وعلينا أن نفرض عليه كل العقوبات المادية والمعنوية الممكنة بدل أن نبسط له الخيانة ونفرش له الطريق بهذه الكلمات والأفكار الخاطئة.
علينا أن نربي الأجيال القادمة على الأخلاق والصدق والحب بدل غرس فكرة الخيانة في دمائهم البريئة.
المرأة العاقلة تربي أطفالها على الحب والأخلاق وعليها أن ترفض أن يتربى فلذات أكبادها على الكذب والخيانة، وأن تربيهم على الأخلاق الإسلامية الصحيحة الصدق والشجاعة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك