العدد : ١٦٩٨١ - الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨١ - الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

المقاومة الفلسطينية وشروط الصفقة المنتظرة

بقلم: د. أسعد عبدالرحمن

السبت ١٠ فبراير ٢٠٢٤ - 02:00

تعرض‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬خطة‭ ‬جديدة‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬تشمل‭ ‬الدفع‭ ‬قدما‭ ‬بإقامة‭ ‬‮«‬دولة‭ ‬فلسطينية‮»‬،‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬سعيها‭ ‬لتشديد‭ ‬التحالفات‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ناشدة‭ ‬إقامة‭ ‬تحالف‭ ‬أمريكي‭ ‬إقليمي‭ ‬ضد‭ ‬إيران‭ ‬ضمن‭ ‬تنسيق‭ ‬أمني‭ ‬إقليمي‭ ‬أوسع‭ ‬نطاقا‭ ‬يشمل‭ ‬بالطبع‭ ‬إسرائيل‭ ‬حليفة‭ ‬واشنطن‭ ‬الأوثق،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬الصفقة‭ ‬ثلاثية‭ ‬الأبعاد‭ ‬للبيت‭ ‬الأبيض‭ ‬ومؤسسة‭ ‬الحكم‭ ‬الأمريكية‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬بها‭ ‬الاتفاق‭ ‬السعودي‭ ‬الإيراني‭ (‬المستمر‭ ‬إيجابيا‭ ‬وبنجاح‭) ‬برعاية‭ ‬صينية‭.‬

ويبدو‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تراهن‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الإبادة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الجماعية‭ ‬المتواصلة‭ ‬ضد‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬ستجبر‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬حركة‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬على‭ ‬القبول‭ ‬بصفقة‭ ‬تبخس‭ ‬حق‭ ‬المقاومة‭ ‬وتضعف‭ ‬إنجازاتها‭.‬

رد‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬على‭ ‬الموقف‭ ‬من‭ ‬الصفقة‭ ‬واحتمال‭ ‬قبولها‭ ‬من‭ ‬عدمه،‭ ‬والتي‭ ‬يقال‭ ‬إنها‭ ‬تتضمن‭ ‬هدنا‭ ‬واسعة‭ ‬في‭ ‬‮«‬القتال‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‮»‬،‭ ‬وعودة‭ ‬السكان‭ ‬إلى‭ ‬بيوتهم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬القطاع،‭ ‬وصفقات‭ ‬متعددة‭ ‬لإطلاق‭ ‬سراح‭ ‬الأسرى‭ ‬المدنيين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬مقابل‭ ‬تحرير‭ ‬أسرى‭ ‬فلسطينيين،‭ ‬وضمان‭ ‬بأن‭ ‬الهجوم‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬القطاع‭ ‬لن‭ ‬يتم‭ ‬استئنافه‭ ‬بعد‭ ‬استكمال‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬المخطط‭ ‬لها،‭ ‬والتي‭ ‬فيها‭ ‬سيتم‭ ‬إطلاق‭ ‬سراح‭ ‬أسرى‭ ‬مدنيين‭ ‬خلال‭ ‬ستة‭ ‬أسابيع‭ ‬من‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭.‬

غير‭ ‬أن‭ ‬مسألة‭ ‬‮«‬نوعية‮»‬‭ ‬الأسرى‭ ‬ربما‭ ‬تكون‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬العوائق‭ ‬المنتصبة‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الصفقة‭. ‬فالمقاومة‭ ‬تصر‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تختار‭ ‬بنفسها‭ ‬من‭ ‬ترغب‭ ‬بالإفراج‭ ‬عنهم‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أكدت‭ ‬رسميا‭ ‬أنها‭ ‬ستطالب‭ ‬أيضا‭ ‬بتحرير‭ ‬القائد‭ ‬الفتحاوي‭ ‬مروان‭ ‬البرغوثي‭ (‬أبي‭ ‬قسام‭) ‬وأحمد‭ ‬سعدات‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للجبهة‭ ‬الشعبية‭.‬

وبالمقابل،‭ ‬يواصل‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ (‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭) ‬ووزراء‭ ‬الليكود‭ ‬وأحزاب‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬بث‭ ‬خط‭ ‬موحد،‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬الصهيونية‭ ‬لن‭ ‬توقف‭ ‬القتل‭ ‬والهجمات‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬ولن‭ ‬تطلق‭ ‬سراح‭ ‬آلاف‭ ‬الأسرى‭.‬

لقد‭ ‬بات‭ ‬واضحاً‭ ‬أن‭ ‬التحدي‭ ‬الأساس‭ ‬سيكون‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬أعداد‭ ‬وهوية‭ ‬الأسرى‭ ‬الذين‭ ‬سيتحررون‭. ‬فحماس‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬تحرير‭ ‬أكبر‭ ‬قدر‭ ‬ممكن،‭ ‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬من‭ ‬تسميهم‭ ‬الدولة‭ ‬الصهيونية‭ ‬‮«‬أسوأ‭ ‬المخربين‮»‬‭! ‬أما‭ (‬نتنياهو‭) ‬فسبق‭ ‬أن‭ ‬أوضح‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يقبل‭ ‬بتحرير‭ ‬آلاف‭ ‬الأسرى‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬وبخاصة‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬شاركوا‭ ‬في‭ ‬قتل‭ ‬إسرائيليين‭ ‬وأياديهم‭ ‬‭ ‬بالتالي‭ ‬‭ ‬‮«‬ملطخة‭ ‬بالدماء‮»‬‭!.‬

السؤال‭ ‬الآن‭ ‬هو‭: ‬هل‭ ‬بمقدور‭ ‬الدولة‭ ‬الصهيونية‭ ‬القبول‭ ‬بطلبات‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬اتساع‭ ‬رقعة‭ ‬الانقسامات‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬وتهديدات‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬بإسقاط‭ ‬الحكومة‭ ‬إذا‭ ‬وافقت‭ ‬على‭ ‬الصفقة‭ ‬الأمريكية‭/‬القطرية‭/‬المصرية؟‭! ‬وهذا‭ ‬‭ ‬طبعاً‭ ‬‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬ننسى‭ ‬أن‭ (‬نتنياهو‭) ‬نفسه‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬وقع‭ ‬وكرئيس‭ ‬للوزراء‭ ‬على‭ ‬‮«‬صفقة‭ ‬شاليط‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تحرر‭ ‬في‭ ‬إطارها‭ (‬1027‭) ‬أسيرا‭ ‬فلسطينيا،‭ ‬منهم‭ (‬450‭) ‬اتهموا‭ ‬بقتل‭ ‬والمشاركة‭ ‬بقتل‭ ‬إسرائيليين‭ ‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬يحيى‭ ‬السنوار‭ ‬نفسه،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬مقابل‭ ‬‮«‬شاليط‮»‬‭ ‬وحده‭!‬

الصفقة‭ ‬الراهنة‭ ‬ستليها‭ ‬صفقة‭ ‬أخرى‭ ‬سيخرج‭ ‬فيها،‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬نأمله‭ ‬وتأمله‭ ‬المقاومة،‭ ‬مروان‭ ‬البرغوثي‭ (‬أبو‭ ‬القسام‭)‬،‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬أسرى‭ ‬سبقوه‭ ‬وآخرون‭ ‬لحقوه‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬أحمد‭ ‬سعدات‭.‬

وهذا‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬وأعلنت‭ ‬عنه‭ ‬‮«‬كتائب‭ ‬القسام‮»‬‭ ‬المنبثقة‭ ‬عن‭ ‬حركة‭ ‬حماس،‭ ‬التي‭ ‬سميت‭ ‬بهذا‭ ‬الاسم‭ ‬استنادا‭ ‬للبعد‭ ‬الديني‭ ‬للحركة‭ ‬والتي‭ ‬حملت‭ ‬اسم‭ ‬الشيخ‭ ‬عز‭ ‬الدين‭ ‬القسام‭ (‬الذي‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬ليس‭ ‬فلسطينياـ‭ ‬ولكن‭ ‬بلاد‭ ‬الشام‭ ‬كانت‭ ‬يومها‭ ‬واحدة،‭ ‬فجاء‭ ‬إليها‭ ‬من‭ ‬سوريا‭ ‬وقاتل‭ ‬حتى‭ ‬استشهد‭).‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬ومن‭ ‬جهتنا،‭ ‬فإن‭ ‬الربط‭ ‬بين‭ ‬‮«‬كتائب‭ ‬القسام‮»‬‭ ‬وقبلها‭ ‬الشيخ‭ ‬‮«‬عز‭ ‬الدين‭ ‬القسام‮»‬‭ ‬وبعدها‭ ‬‮«‬أبو‭ ‬القسام‮»‬‭ ‬‭ ‬مروان،‭ ‬هو‭ ‬دعوة‭ ‬تضامنية‭ ‬تقديرية‭ ‬للكتائب،‭ ‬وتضامنية‭ ‬مع‭ ‬‮«‬أبو‭ ‬قسام‮»‬‭ ‬القائد‭ ‬الفتحاوي،‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬الفتحاوية‭/ ‬الحمساوية‭ ‬بل‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ويحافظ‭ ‬ولو‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬مشاركة‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الصعبة‭ ‬القادمة‭. ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬‭ ‬في‭ ‬ظننا‭ ‬وفي‭ ‬أملنا‭ ‬‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬من‭ ‬حوار‭ ‬داخلي‭ ‬وطني‭ ‬وحدوي‭ ‬هادف،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا