العدد : ١٦٩٨١ - الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨١ - الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

قوة دفاع البحرين درع الوطن المنيع

بقلم: د. أسعد حمود السعدون {

الخميس ٠٨ فبراير ٢٠٢٤ - 02:00

تزامنا‭ ‬مع‭ ‬الذكرى‭ ‬السادسة‭ ‬والخمسين‭ ‬لتأسيس‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬دشن‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬مشروع‭ ‬درع‭ ‬البحرين‭ ‬الذي‭ ‬تضمن‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬طائرات‭ ‬الكوبرا‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬قوة‭ ‬مضافة‭ ‬تعزز‭ ‬من‭ ‬قدرات‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عالم‭ ‬يموج‭ ‬بعدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬والاضطراب‭ ‬الأمني‭ ‬الذي‭ ‬يهدد‭ ‬الوجود‭ ‬الإنساني‭ ‬برمته،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الإنجازات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للشعوب‭ ‬والأمم‭ ‬والابتكارات‭ ‬التقنية‭ ‬والعلمية‭ ‬المعاصرة،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬القدرة‭ ‬الدفاعية‭ ‬المتنامية‭ ‬والإمكانات‭ ‬الأمنية‭ ‬المتطورة‭ ‬لقوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬ضرورة‭ ‬قصوى‭ ‬ان‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬حتمية‭ ‬تاريخية‭ ‬توجبها‭ ‬متطلبات‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني،‭ ‬بحيث‭ ‬أصبحت‭ ‬تتكافأ‭ ‬ان‭ ‬لم‭ ‬تسبق‭ ‬متطلبات‭ ‬إرساء‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬وتحقيق‭ ‬النهوض‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬المتواصل‭ ‬وأسبقية‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭.‬

وقد‭ ‬أعرب‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬عن‭ ‬‮«‬تقدير‭ ‬جلالته‭ ‬لما‭ ‬يبذله‭ ‬جميع‭ ‬منتسبي‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬حماية‭ ‬لمنجزاتنا‭ ‬الحضارية‭ ‬وأمن‭ ‬المواطنين‭ ‬ووحدتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬بكل‭ ‬كفاءة‭ ‬وعزيمة‭ ‬صادقة،‭ ‬فهم‭ ‬درع‭ ‬الوطن‭ ‬المنيعة‭ ‬وموضع‭ ‬الفخر‭ ‬والاعتزاز‭ ‬الدائم‮»‬‭.‬

هذا‭ ‬التقدير‭ ‬السامي‭ ‬من‭ ‬جلالته‭ ‬يعبر‭ ‬اصدق‭ ‬تعبير‭ ‬عن‭ ‬المكانة‭ ‬الرفيعة‭ ‬لقوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬ودورها‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬صيانة‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬البلاد‭ ‬وتعزيز‭ ‬مكتسباته‭ ‬ووحدته‭ ‬الوطنية‭ ‬الناجزة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬اسهامها‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬أخرى‭ ‬عديدة‭.‬

وهذا‭ ‬ما‭ ‬ميز‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬صدور‭ ‬أمر‭ ‬تأسيسها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أمير‭ ‬البلاد‭ ‬الراحل‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬في‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬فبراير‭ ‬عام‭ ‬1968‭. ‬

وصولا‭ ‬إلى‭ ‬عناية‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬ورعايته‭ ‬المتواصلة‭ ‬لعمليات‭ ‬تطوير‭ ‬وتحديث‭ ‬قدراتها‭ ‬التسليحية‭ ‬والتدريبية‭ ‬والتأهيلية‭ ‬وتعزيز‭ ‬إمكاناتها‭ ‬التعبوية‭ ‬وجاهزيتها،‭ ‬بحكمة‭ ‬واقتدار‭.‬

حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬بحق‭ ‬الدرع‭ ‬الواقي‭ ‬والحصن‭ ‬الأمين‭ ‬للذود‭ ‬عن‭ ‬حياض‭ ‬الوطن‭ ‬وصون‭ ‬سيادته‭ ‬واستقراره،‭ ‬وحماية‭ ‬منجزاته‭ ‬الحضارية‭ ‬ومكتسباته‭ ‬التنموية‭ ‬الكبيرة‭. ‬وأصبح‭ ‬ما‭ ‬بلغته‭ ‬من‭ ‬مكانة‭ ‬مصدر‭ ‬فخر‭ ‬للشعب‭ ‬والوطن،‭ ‬وللأشقاء‭ ‬والأصدقاء‭ ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬بالقول‭ ‬‮«‬إن‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬وعمل‭ ‬مميز‭ ‬وسمعة‭ ‬طيبة‭ ‬اكسبها‭ ‬ثقة‭ ‬المواطنين‭ ‬الكرام‭ ‬واشقائهم‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية،‭ ‬والدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬والصديقة‮»‬‭.‬

وكانت‭ ‬توجيهات‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬للقيادات‭ ‬التنفيذية‭ ‬في‭ ‬النهوض‭ ‬باستعدادات‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬بجميع‭ ‬اسلحتها‭ ‬وصنوفها‭ ‬العسكرية،‭ ‬وتوفير‭ ‬أرقى‭ ‬المستويات‭ ‬التدريبية‭ ‬واحدث‭ ‬المهارات‭ ‬العسكرية‭ ‬مقرونة‭ ‬بعقيدة‭ ‬عسكرية‭ ‬وطنية‭ ‬خالصة،‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬ديناميكيتها‭ ‬لمواجهة‭ ‬وإحباط‭ ‬اي‭ ‬اعتداءات‭ ‬خارجية‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬مصدرها‭ ‬منظمات‭ ‬إرهابية،‭ ‬أو‭ ‬طموحات‭ ‬توسعية‭ ‬وأهداف‭ ‬عدوانية‭ ‬لدول‭ ‬لا‭ ‬تقيم‭ ‬وزنا‭ ‬للأمن‭ ‬والعدل‭ ‬والسلام‭. ‬فقوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬أنشئت‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬أمن‭ ‬شعبها‭ ‬وثوابت‭ ‬وطنها‭ ‬ومرتكزات‭ ‬نهضته‭ ‬المعاصرة‭. ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬المراحل‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬على‭ ‬مملكتنا‭ ‬الحبيبة‭ ‬اثبتت‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬انها‭ ‬الراعي‭ ‬الأمين‭ ‬لخيارات‭ ‬الشعب،‭ ‬والمدافع‭ ‬الشديد‭ ‬عن‭ ‬وحدته‭ ‬وأمنه‭ ‬واستقراره‭. ‬كما‭ ‬انها‭ ‬جزء‭ ‬فاعل‭ ‬وامين‭ ‬في‭ ‬الاسهام‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬اشقائها‭ ‬جيوش‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬وقد‭ ‬عبرت‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬بأبهى‭ ‬صور‭ ‬الشجاعة‭ ‬والتضحية‭ ‬حينما‭ ‬وقفت‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬شقيقتها‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬حدودها‭ ‬الجنوبية‭ ‬والتصدي‭ ‬للعدوان‭ ‬الإرهابي‭ ‬الحوثي‭ ‬المسنود‭ ‬بقوى‭ ‬خارجية‭ ‬معادية‭.‬

واليوم‭ ‬ونحن‭ ‬نحتفل‭ ‬بالذكرى‭ ‬السادسة‭ ‬والخمسين‭ ‬لتأسيس‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬أوضاع‭ ‬اقليمية‭ ‬وعالمية‭ ‬يشوبها‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬الأمني‭ ‬والعسكري‭ ‬والسياسي‭ ‬والاقتصادي،‭ ‬ويصعب‭ ‬توقع‭ ‬منعطفاتها‭ ‬بدقة،‭ ‬فإن‭ ‬الأنظار‭ ‬تتجه‭ ‬إلى‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬كقاعدة‭ ‬صلبة‭ ‬ضامنة‭ ‬لصمود‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬واستمرار‭ ‬تقدمه،‭ ‬وخاصة‭ ‬ان‭ ‬القدرة‭ ‬الدفاعية‭ ‬المتنامية‭ ‬والتجهيزات‭ ‬العسكرية‭ ‬الحديثة‭ ‬والأسلحة‭ ‬المتطورة،‭ ‬والإمكانات‭ ‬الأمنية‭ ‬والاستخبارية‭ ‬المبدعة‭ ‬ضرورة‭ ‬قصوى،‭ ‬توجبها‭ ‬متطلبات‭ ‬مواجهة‭ ‬تداعيات‭ ‬العدوان‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬العربي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬واحتمال‭ ‬التوسع‭ ‬الاقليمي‭ ‬للحرب،‭ ‬والتي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تهدد‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬وتوجبها‭ ‬أيضا‭ ‬ضرورات‭ ‬حماية‭ ‬منجزات‭ ‬الشعب‭ ‬التنموية‭ ‬المستدامة،‭ ‬وتحقيق‭ ‬النهوض‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬المتواصل،‭ ‬واسبقية‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬اسبقية‭ ‬أخرى،‭ ‬لحماية‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬انماط‭ ‬العدوان‭ ‬والتهديد‭ ‬والتخريب‭ ‬والتدخل‭ ‬غير‭ ‬المشروع‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬الداخلي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قوى‭ ‬خارجية‭ ‬واقليمية‭ ‬لا‭ ‬تخفى‭ ‬اطماعها‭ ‬في‭ ‬البلاد‭. ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬الواجب‭ ‬الوطني‭ ‬يتطلب‭ ‬تعزيز‭ ‬قوتها‭ ‬ودعمها‭ ‬بأحدث‭ ‬المعدات‭ ‬العسكرية،‭ ‬وإخضاعها‭ ‬لأصعب‭ ‬وأرقى‭ ‬البرامج‭ ‬التدريبية‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬كلفتها،‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬الظروف‭ ‬المالية‭ ‬للبلاد،‭ ‬فوجود‭ ‬الوطن‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬الشعب‭ ‬واستقراره‭ ‬اولوية‭ ‬لا‭ ‬تدانيها‭ ‬مسألة‭ ‬أخرى‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬اهميتها‭ ‬وضرورتها‭. ‬تحية‭ ‬اجلال‭ ‬وعرفان‭ ‬وتقدير‭ ‬لقوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬قيادة‭ ‬وضباطا‭ ‬وجنودا‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬العزيزة،‭ ‬وتهنئة‭ ‬معطرة‭ ‬بأجمل‭ ‬معاني‭ ‬الاخلاص‭ ‬والولاء‭ ‬والوفاء‭ ‬لسيدي‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬القائد‭ ‬الاعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬ولصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الاعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬ولمعالي‭ ‬المشير‭ ‬الركن‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬القائد‭ ‬العام‭ ‬لقوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬والبحرين‭ ‬تتقدم‭ ‬نحو‭ ‬المجد‭ ‬والرفعة‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭. ‬وآخر‭ ‬دعوانا‭ ‬‮«‬رَبِّ‭ ‬اجْعَلْ‭ ‬هَذَا‭ ‬بَلَدًا‭ ‬آمِنًا‭ ‬وَارْزُقْ‭ ‬أَهْلَهُ‭ ‬مِنَ‭ ‬الثَّمَرَاتِ‮»‬‭.‬

{‭ ‬أكاديمي‭ ‬وخبير‭ ‬اقتصادي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا