العدد : ١٦٨٥٨ - الأحد ١٩ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١١ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥٨ - الأحد ١٩ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١١ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

حقائق توضح ازدواجية المعايير الغربية إزاء القضيتين الأوكرانية والفلسطينية

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الخميس ٠١ فبراير ٢٠٢٤ - 02:00

في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬سلط‭ ‬المعلقون‭ ‬والمحللون‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الاختلاف‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬على‭ ‬الكارثة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وجرائم‭ ‬الحرب،‭ ‬وعمليات‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬التي‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬ملايين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬ردود‭ ‬أفعالها‭ ‬تجاه‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬حيث‭ ‬بدت‭ ‬ازدواجية‭ ‬المعايير‭ ‬الغربية‭ ‬واضحة‭ ‬في‭ ‬كلا‭ ‬الحالتين‭.‬

وأشار‭ ‬‮«‬المركز‭ ‬الأوروبي‭ ‬للحقوق‭ ‬الدستورية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬قصور‭ ‬الرغبة‮»‬‭ ‬لدى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬وأعضاء‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬في‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬الأدوار‭ ‬الذي‭ ‬يمارسها‭ ‬رموز‭ ‬السياسة‭ ‬الغربيين‭ ‬والقادة‭ ‬العسكريين‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الحقوقية،‭ ‬بشأن‭ ‬ضرورة‭ ‬تعزيز‭ ‬المساءلة‭ ‬والعدالة‭ ‬عن‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الجسيمة‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭. ‬وأوضحت‭ ‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية،‭ ‬كيف‭ ‬أدى‭ ‬ضعف‭ ‬التصدي‭ ‬لانتهاكات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬إلى‭ ‬إفلاتهم‭ ‬من‭ ‬العقاب‭ ‬وعدم‭ ‬الاستقرار‭. ‬

وبشكل‭ ‬واضح،‭ ‬تجلت‭ ‬المعايير‭ ‬المزدوجة،‭ ‬بشأن‭ ‬حماية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬والالتزام‭ ‬بالقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬في‭ ‬تعامل‭ ‬الغرب‭ ‬مع‭ ‬حَربَيّ‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وغزة،‭ ‬حيث‭ ‬تعامل‭ ‬بطريقة‭ ‬الكيل‭ ‬بمكيالين‭. ‬ففي‭ ‬حالة‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬كان‭ ‬قادة‭ ‬أمريكا‭ ‬وبريطانيا‭ ‬وأوروبا‭ ‬في‭ ‬طليعة‭ ‬النداءات‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬دعت‭ ‬إلى‭ ‬الدفاع‭ ‬عنها‭ ‬ضد‭ ‬العدوان‭ ‬الروسي،‭ ‬وقدموا‭ ‬مساعدات‭ ‬مالية‭ ‬وعسكرية‭ ‬هائلة‭ ‬لتحقيق‭ ‬ذلك،‭ ‬ودعوا‭ ‬إلى‭ ‬استعادة‭ ‬الأوكرانيين‭ ‬أراضيهم‭ ‬بالقوة،‭ ‬ومحاسبة‭ ‬روسيا‭ ‬على‭ ‬أفعالها،‭ ‬فيما‭ ‬حازت‭ ‬تطورات‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬اهتماما‭ ‬إعلاميا‭ ‬واسعا‭.‬

وعلى‭ ‬النقيض،‭ ‬حين‭ ‬صعدت‭ ‬إسرائيل،‭ ‬هجماتها‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة،‭ ‬غابت‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬عن‭ ‬إدانة‭ ‬استخدام‭ ‬القوة‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين،‭ ‬واستمرت‭ ‬في‭ ‬دعمها‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬وتقديم‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬الدعم‭ ‬لها،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬تخاذل،‭ ‬واضح‭ ‬لإدانة‭ ‬العدوان؛‭ ‬الأمر‭ ‬زادت‭ ‬معه‭ ‬الإدانات‭ ‬الدولية‭ ‬لأمريكا‭ ‬وبريطانيا‭ ‬وغيرهما؛‭ ‬واشتدت‭ ‬الانتقادات‭ ‬الداخلية،‭ ‬وبدأت‭ ‬جماعات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬دعاوى‭ ‬قانونية‭ ‬تتهمهما‭ ‬بالتواطؤ‭ ‬في‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬للفلسطينيين‭. ‬

ووفقًا‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬تُعد‭ ‬وحدة‭ ‬الأراضي،‭ ‬ومنع‭ ‬الاحتلال‭ ‬القسري‭ ‬حقوقا‭ ‬أساسية،‭ ‬لا‭ ‬غنى‭ ‬عنها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬استندت‭ ‬إليه‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬في‭ ‬إدانتها‭ ‬للعملية‭ ‬العسكرية‭ ‬الروسية‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وعندما‭ ‬حاولت‭ ‬موسكو،‭ ‬ضم‭ ‬أربع‭ ‬مناطق‭ ‬من‭ ‬أوكرانيا‭ ‬رسميًا،‭ ‬نفى‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬شرعية‭ ‬ذلك،‭ ‬وقام‭ ‬مع‭ ‬حلفائه،‭ ‬بفرض‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬العقوبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬عليها،‭ ‬مع‭ ‬الإصرار‭ ‬على‭ ‬وجوب‭ ‬استعادة‭ ‬كييف‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬أراضيها‭ ‬قبل‭ ‬الحرب‭ ‬كشرط‭ ‬للسلام‭.‬

وفي‭ ‬المقابل،‭ ‬دعمت‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬ورفضت‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬دعوات‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬بشأن‭ ‬الوقف‭ ‬الفوري‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬لأسباب‭ ‬إنسانية‭. ‬وردًا‭ ‬على‭ ‬الهجوم،‭ ‬صرح‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الأمريكي،‭ ‬أنه‭ ‬يواصل‭ ‬دعم‭ ‬أمن‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وحقها‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬شعبها‭. ‬فيما‭ ‬لم‭ ‬يصدر‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي،‭ ‬ولا‭ ‬وزير‭ ‬خارجيته،‭ ‬بيانًا‭ ‬بشأن‭ ‬هذا‭ ‬التصعيد‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬البريطاني‭ ‬ريشي‭ ‬سوناك،‭ ‬صرح‭ ‬بأنه‭ ‬يجب‭ ‬إعطاء‭ ‬الأولوية‭ ‬لحماية‭ ‬المدنيين،‭ ‬ودعا‭ ‬إسرائيل‭ ‬إلى‭ ‬التحلي‭ ‬بضبط‭ ‬النفس،‭ ‬فقد‭ ‬أكد‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬بلاده‭ ‬تدعم‭ ‬حقها‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس‭. ‬ومع‭ ‬أن‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬أدان‭ ‬الخسائر‭ ‬في‭ ‬أرواح‭ ‬المدنيين‭ ‬التي‭ ‬تسببت‭ ‬فيها‭ ‬إسرائيل،‭ ‬فإن‭ ‬رده‭ ‬تجاهل‭ ‬نهجها‭ ‬الدائم‭ ‬في‭ ‬العنف‭. ‬وحتى‭ ‬مع‭ ‬احتلال‭ ‬الأخيرة‭ ‬لغزة‭ ‬عسكريًا،‭ ‬ورفض‭ ‬نتنياهو،‭ ‬قيام‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬وإعلانه‭ ‬ضرورة‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بالسيطرة‭ ‬الأمنية‭ ‬على‭ ‬القطاع،‭ ‬رفضت‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬اتخاذ‭ ‬أي‭ ‬إجراء‭ ‬ملموس‭ ‬لدعم‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭. ‬وبالتالي،‭ ‬تم‭ ‬تجاهل‭ ‬حقوق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬وصفته‭ ‬منظمات،‭ ‬مثل‭ ‬العفو‭ ‬الدولية،‭ ‬وهيومن‭ ‬رايتس‭ ‬ووتش،‭ ‬بـنظام‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري‭.‬

وعلى‭ ‬نطاق‭ ‬واسع،‭ ‬اتهمت‭ ‬المؤسسات‭ ‬المعنية‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬كلا‭ ‬من‭ ‬روسيا،‭ ‬وإسرائيل،‭ ‬بارتكاب‭ ‬أعمال‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية،‭ ‬التي‭ ‬أشارت‭ ‬إليها‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية،‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬تشمل‭ ‬على‭ ‬القتل‭ ‬المتعمد،‭ ‬والإيذاء‭ ‬الخطير‭ -‬جسديًا‭ ‬وعقليا‭- ‬للسكان‭ ‬بقصد‭ ‬القضاء‭ ‬كليا‭ ‬أو‭ ‬جزئيا‭ ‬على‭ ‬قوم‭ ‬أو‭ ‬عِرق‭ ‬أو‭ ‬أمة‭ ‬أو‭ ‬طائفة‭ ‬دينية‭ ‬ما‭. ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالاستهداف‭ ‬العسكري‭ ‬المتعمد‭ ‬للمدنيين؛‭ ‬أدانت‭ ‬الدول‭ ‬الغربية،‭ ‬استخدام‭ ‬موسكو،‭ ‬للغارات‭ ‬الجوية‭ ‬والصواريخ‭ ‬ضد‭ ‬المدن‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬كما‭ ‬زودوا‭ ‬كييف،‭ ‬بأنظمة‭ ‬الدفاع‭ ‬الجوي،‭ ‬والطائرات‭ ‬المقاتلة‭ ‬لاعتراض‭ ‬هذه‭ ‬الهجمات‭. ‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬رفضت‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬نفسها‭- ‬إدانة‭ ‬القصف‭ ‬الجوي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المستمر‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬أو‭ ‬ممارسة‭ ‬ضغوط‭ ‬حقيقية‭ ‬على‭ ‬إسرائيل،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬سكان‭ ‬القطاع،‭ ‬لا‭ ‬يملكون‭ ‬أي‭ ‬وسيلة‭ ‬لوقف‭ ‬الغارات‭ ‬الجوية‭. ‬ويقدر‭ ‬مكتب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لتنسيق‭ ‬الشؤون‭ ‬الإنسانية،‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬65‭ ‬ألف‭ ‬وحدة‭ ‬سكنية‭ ‬دُمرت،‭ ‬فيما‭ ‬تضررت‭ ‬290‭.‬000‭ ‬وحدة‭ ‬أخرى؛‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تشريد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬1‭.‬6‭ ‬مليون‭ ‬شخص،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬أدلة‭ ‬مؤكدة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬استهدفت‭ ‬عمدا‭ ‬المؤسسات‭ ‬المدنية،‭ ‬مثل‭ ‬المستشفيات،‭ ‬وملاجئ‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬وأوضحت‭ ‬ألكسندرا‭ ‬شارب،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬فورين‭ ‬بوليسي،‭ ‬كيف‭ ‬قصفت‭ ‬يوم‭ ‬24‭ ‬يناير،‭ ‬مركز‭ ‬تدريب‭ ‬تابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬كان‭ ‬يؤوي‭ ‬مئات‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬بمدينة‭ ‬خان‭ ‬يونس‭. ‬

ومنذ‭ ‬بداية‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬استشهد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬26000‭ ‬فلسطيني‭ -‬أكثرهم‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال‭- ‬وأصيب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬64‭ ‬ألفا‭ ‬آخرين‭. ‬ومع‭ ‬اعتراف‭ ‬بلينكن،‭ ‬في‭ ‬المنتدى‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي،‭ ‬بما‭ ‬أسماه‭ ‬مشاهد‭ ‬الدمار‭ ‬الموجعة‭ ‬في‭ ‬القطاع،‭ ‬فما‭ ‬زال‭ ‬هو‭ ‬وحكومته‭ ‬يرفضان‭ ‬التحرك‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬لوقف‭ ‬انتهاكاتها‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين‭ ‬العزل‭. ‬وبدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬وقفت‭ ‬واشنطن،‭ ‬حائلًا‭ ‬أمام‭ ‬قرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬الداعية‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬الحرب،‭ ‬بل‭ ‬ودعمتها‭ ‬سياسيا‭ ‬واقتصاديا‭ ‬ودبلوماسيا،‭ ‬وعسكريا،‭ ‬مع‭ ‬قيام‭ ‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية،‭ ‬بنشر‭ ‬أدلة‭ ‬تثبت‭ ‬استخدم‭ ‬قنابل‭ ‬أمريكية‭ ‬الصنع‭ ‬في‭ ‬هجمات‭ ‬مميتة‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أظهر‭ ‬الغرب‭ ‬أيضا‭ ‬تناقضات‭ ‬ملحوظة‭ ‬في‭ ‬كلا‭ ‬الحالتين،‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بـالتهجير‭ ‬القسري‭ ‬للشعوب‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬المعتدين‭. ‬ويعد‭ ‬هذا‭ ‬الفعل‭ ‬انتهاكًا‭ ‬واضحًا‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬حيث‭ ‬ينص‭ ‬المبدأ‭ ‬6،‭ ‬من‭ ‬المبادئ‭ ‬التوجيهية‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬بشأن‭ ‬النزوح‭ ‬الداخلي‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬لكل‭ ‬إنسان‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الحماية‭ ‬من‭ ‬التهجير‭ ‬التعسفي‭ ‬من‭ ‬منزله‭ ‬أو‭ ‬مكان‭ ‬إقامته‭ ‬المعتادة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬نظام‭ ‬روما‭ ‬الأساسي،‭ ‬الذي‭ ‬يقنن‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬الترحيل،‭ ‬أو‭ ‬النقل‭ ‬القسري‭ ‬للسكان‭ ‬يعد‭ ‬جريمة‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية،‭ ‬ويعتبر‭ ‬النقل‭ ‬القسري‭ ‬للأطفال‭ ‬عملاً‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بترحيل‭ ‬روسيا‭ ‬للأوكرانيين،‭ ‬ليس‭ ‬لدى‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬أدنى‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬قد‭ ‬ارتكبت‭. ‬وتم‭ ‬الإبلاغ‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬عن‭ ‬ترحيل‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬ملايين‭ ‬أوكراني‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬قانوني‭ ‬إلى‭ ‬أراضي‭ ‬تحت‭ ‬سيطرة‭ ‬روسيا،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬20‭ ‬ألف‭ ‬طفل‭. ‬ولذلك،‭ ‬أشادت‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬بقرار‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2023،‭ ‬بإصدار‭ ‬مذكرة‭ ‬اعتقال‭ ‬بحق‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬بوتين،‭ ‬وماريا‭ ‬لفوفا‭ ‬بيلوفا،‭ ‬مفوضة‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‭ ‬لدورهما‭ ‬في‭ ‬اختطاف‭ ‬الأطفال‭ ‬الأوكرانيين‭ ‬ونقلهم‭ ‬قسرا‭. ‬ووصف‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن،‭ ‬هذه‭ ‬الإدانة‭ ‬الدولية‭ ‬بأنها‭ ‬مبررة،‭ ‬وصرح‭ ‬المستشار‭ ‬الألماني‭ ‬أولاف‭ ‬شولتز،‭ ‬بأنها‭ ‬تُظهر‭ ‬ألا‭ ‬أحد‭ ‬فوق‭ ‬القانون‭. ‬وفي‭ ‬يوليو2022،‭ ‬انتقد‭ ‬بلينكن،‭ ‬موسكو،‭ ‬لانتهاكها‭ ‬اتفاقية‭ ‬جنيف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نقل‭ ‬وترحيل‭ ‬الأشخاص‭ ‬المحميين‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬قانوني‭.‬

من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬كانت‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬الغربية‭ ‬تجاه‭ ‬التهجير‭ ‬القسري‭ ‬المتعمد‭ ‬لسكان‭ ‬غزة‭ ‬مختلفة‭ ‬تمامًا،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬نادية‭ ‬هاردمان،‭ ‬من‭ ‬منظمة‭ ‬هيومن‭ ‬رايتس‭ ‬ووتش،‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬مليوني‭ ‬فلسطيني‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬85%‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬المنطقة‭- ‬قد‭ ‬أصبحوا‭ ‬نازحين،‭ ‬جراء‭ ‬الهجمات‭ ‬التي‭ ‬تشنها‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭. ‬

وأضافت‭ ‬جولييت‭ ‬توما،‭ ‬المتحدثة‭ ‬باسم‭ ‬الأونروا،‭ ‬أن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬النازحين‭ ‬قد‭ ‬تحولوا‭ ‬إلى‭ ‬العيش‭ ‬في‭ ‬العراء،‭ ‬ومع‭ ‬هذا‭ ‬كانت‭ ‬لغة‭ ‬رفض‭ ‬بلينكن،‭ ‬لرغبة‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬إخراج‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬هادئة،‭ ‬بالمقارنة‭ ‬مع‭ ‬حماسة‭ ‬واشنطن،‭ ‬لرؤية‭ ‬روسيا‭ ‬مهمشة‭ ‬دوليًا؛‭ ‬لترحيلها‭ ‬القسري‭ ‬للأطفال‭ ‬الأوكرانيين‭ ‬إلى‭ ‬أراضي‭ ‬تحت‭ ‬سيطرتها‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكي‭ -‬وفقًا‭ ‬لـجينيفر‭ ‬هانسلر‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬سي‭ ‬إن‭ ‬إن‭- ‬صرح‭ ‬بأنه‭ ‬يجب‭ ‬السماح‭ ‬لسكان‭ ‬غزة‭ ‬بالعودة‭ ‬إلى‭ ‬منازلهم،‭ ‬بمجرد‭ ‬أن‭ ‬تسمح‭ ‬الظروف‭ ‬بذلك؛‭ ‬فمن‭ ‬الجدير‭ ‬بالملاحظة،‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التصريح‭ ‬لم‭ ‬يقترن‭ ‬بأي‭ ‬شروط‭ ‬أو‭ ‬ضغوط‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬للقيام‭ ‬بذلك‭. ‬

وأشارت‭ ‬شارب،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أغلبية‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬الذين‭ ‬أجبروا‭ ‬على‭ ‬الفرار‭ ‬إلى‭ ‬خان‭ ‬يونس،‭ ‬عندما‭ ‬غزت‭ ‬إسرائيل‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة؛‭ ‬قد‭ ‬أُجبروا‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬مدينتي‭ ‬رفح،‭ ‬ودير‭ ‬البلح،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬معاناتهم‭ ‬القاسية‭ ‬جراء‭ ‬انتهاك‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭.‬

وفي‭ ‬حالة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬يتبين‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬قصف‭ ‬روسيا‭ ‬للأهداف‭ ‬المدنية،‭ ‬والترحيل‭ ‬الجماعي‭ ‬للأوكرانيين،‭ ‬وتقويض‭ ‬القانون‭ ‬الدولي؛‭ ‬تم‭ ‬إدانتها‭ ‬بالكامل،‭ ‬باعتبارها‭ ‬جرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية؛‭ ‬فإنه‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬صرح‭ ‬بلينكن،‭ ‬أثناء‭ ‬زيارته‭ ‬للمنطقة‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬يناير،‭ ‬أن‭ ‬واشنطن،‭ ‬ستواصل‭ ‬تقديم‭ ‬أفضل‭ ‬التوصيات‭ ‬والنصائح‭ ‬للإسرائيليين‭ ‬بشأن‭ ‬إدارة‭ ‬الحرب‭. ‬

وداخليًا،‭ ‬عارضت‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن،‭ ‬أيضًا‭ ‬اقتراحًا‭ ‬يدعو‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬إلى‭ ‬التحقيق‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬انتهاكات‭ ‬محتملة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وفرض‭ ‬قيود‭ ‬قانونية‭ ‬أكثر‭ ‬صرامة‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬لانخراطها‭ ‬في‭ ‬ارتكاب‭ ‬نمط‭ ‬ثابت‭ ‬من‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الجسيمة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬المعترف‭ ‬بها‭ ‬دوليا،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬رفض‭ ‬هذا‭ ‬الاقتراح‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬للبيت‭ ‬الأبيض،‭ ‬بحجة‭ ‬أن‭ ‬الوقت‭ ‬ليس‭ ‬مناسبا،‭ ‬لفرض‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الرقابة‭ ‬والمساءلة،‭ ‬وهو‭ ‬البيان‭ ‬الذي‭ ‬يعترف‭ ‬ضمنيا‭ ‬بأن‭ ‬إسرائيل‭ ‬قد‭ ‬أوقعت‭ ‬بالفعل‭ ‬خسائر‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬المدنيين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يشكل‭ ‬انتهاكًا‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭.‬

واستمرارًا‭ ‬للدعوات‭ ‬المطالبة‭ ‬بمساءلة‭ ‬إسرائيل‭ ‬جراء‭ ‬انتهاكاتها‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مفاجئًا‭ ‬أن‭ ‬ترفض‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن،‭ ‬قضية‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬التي‭ ‬رفعتها‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا،‭ ‬ضدها‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية،‭ ‬باعتبارها‭ -‬حسب‭ ‬زعمها‭- ‬لا‭ ‬أساس‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬الصحة،‭ ‬وهو‭ ‬الموقف‭ ‬ذاته‭ ‬الذي‭ ‬اتخذته‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬وألمانيا،‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يتوافق‭ ‬تمامًا‭ ‬مع‭ ‬الرأي‭ ‬العالمي،‭ ‬ورأي‭ ‬وكالات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬زالت‭ ‬توثق‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭. ‬

وأوضح‭ ‬جيريمي‭ ‬سكاهيل،‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬ذا‭ ‬إنترسبت،‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المستغرب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬أدنى‭ ‬إدانة‭ ‬من‭ ‬واشنطن،‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬حلفاء‭ ‬إسرائيل‭ ‬الآخرين‭ ‬إزاء‭ ‬رد‭ ‬نتنياهو،‭ ‬على‭ ‬الإجراءات‭ ‬القانونية‭ ‬في‭ ‬لاهاي‭: ‬بأن‭ ‬الحرب‭ ‬ستستمر‭ ‬حتى‭ ‬تحقيق‭ ‬النصر‭ ‬الكامل،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬التكلفة‭ ‬البشرية‭ ‬والمادية‭ ‬للمدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬

وبمناسبة‭ ‬إحياء‭ ‬ذكرى‭ ‬الهولوكوست‭ ‬في‭ ‬يناير2021،‭ ‬تحدث‭ ‬بايدن،‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬منع‭ ‬عمليات‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬وجرائم‭ ‬الحرب‭ ‬سيظل‭ ‬واجبًا‭ ‬أخلاقيًا‭ ‬عليه،‭ ‬ومسألة‭ ‬ذات‭ ‬أهمية‭ ‬وطنية‭ ‬وعالمية‭ ‬لواشنطن‭. ‬وبعد‭ ‬مرور‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات،‭ ‬تواجه‭ ‬إدارته،‭ ‬الآن‭ ‬دعوى‭ ‬قضائية‭ ‬فيدرالية‭ ‬قدمها‭ ‬مركز‭ ‬الحقوق‭ ‬الدستورية،‭ ‬تتهم‭ ‬بايدن‭ ‬وبلينكن‭ ‬ووزير‭ ‬الدفاع‭ ‬لويد‭ ‬أوستن،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بـالفشل‭ ‬في‭ ‬منع‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ ‬بـالتواطؤ‭ ‬مع‭ ‬الحملة‭ ‬العسكرية‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬لإخراج‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بشكل‭ ‬دائم‭ ‬من‭ ‬غزة‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إنكار‭ ‬ازدواجية‭ ‬المعايير‭ ‬الغربية‭ ‬في‭ ‬ردود‭ ‬أفعالها‭ ‬تجاه‭ ‬حرب‭ ‬روسيا‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬مقابل‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة،‭ ‬حيث‭ ‬برزت‭ ‬هذه‭ ‬الازدواجية‭ ‬بشكل‭ ‬صارخ‭ ‬عند‭ ‬محاسبة‭ ‬الأولى‭ ‬جراء‭ ‬انتهاكاتها،‭ ‬فيما‭ ‬تم‭ ‬تجاهل‭ ‬الفظائع،‭ ‬والخروقات‭ ‬والانتهاكات،‭ ‬وجرائم‭ ‬الحرب،‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭ ‬ليل‭ ‬نهار،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬حطم‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬مصداقية‭ ‬دولية‭ ‬لحكومات‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬وأوروبا‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى،‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بقضايا‭ ‬حماية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬وحق‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا