زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
كانت لنا أيام
أشعر بالزهو كلما وجدت مقالا لي في أخبار الخليج يعود إلى أكثر من كذا وعشرين سنة، لأنه يعطيني الإحساس بـ«الانتماء إلى أسرة ممتدة» والاعتزاز بذلك الانتماء، ورغم ان معظم مقالاتي القديمة في هذه الصحيفة ضاعت ربما بسبب جهلي بأصول التخزين في النت أو بسبب ضياع القصاصات فإن البركة في غوغل ذي الذاكرة النسائية التي «لا تنسى».
وأعود بكم اليوم 18 ونيف سنة إلى الوراء وتحديدا إلى يناير من عام 2005، عندما استضافت البحرين «مؤتمر حماية المرأة من العنف»، وكتبت محذرا من أن مجرد انعقاد المؤتمر لمناقشة تلك المسألة فيه اتهام مبطن للرجل الخليجي بالغلظة والخشونة والعنف؟ (طبعا حتى الذين قرأوا ما كتبته لا يتذكرون من أمر ذلك المؤتمر شيئا، وبصراحة فأنا أيضا نسيت أمره، ولكن بارك الله في أرشيف غوغل، وبعض المواقع التي تنقل مقالاتي عن أخبار الخليج من بينها صحيفة «النيلين» السودانية وموقع «ناشري» وغيرهما.
قلت بمناسبة ذلك المؤتمر الذي انعقد في يناير من عام 2005 في المنامة إن النساء يعملن معنا بمنطق ضربني وبكى وسبقني واشتكى؟ وياما دعوت لإقامة جمعيات رجالية على غرار الجمعيات النسائية، ولكن الرجال تجاهلوا دعوتي لأنهم يعيشون على وهم أنهم مازالوا سادة الساحات وكلامهم ماشي ومسموع، ولا صوت يعلو فوق صوت الرجل! كل ذلك كان «زمان» ويا حليل أيام زمان عندما كان من العيب على المرأة أن تنادي زوجها باسمه! أما اليوم فإن الزوجة قد تنادي زوجها بصيغة التصغير: حمودي.. صلوح.. حسونتي.. عبودي.. وسعيد هو الزوج الذي تضفي عليه المدام اسم دلع وتدليل، فهناك من تنادي زوجها: يا زفت.. يا بعل (وتترك لك وضع نقطة فوق حرف العين!).
واستعيد مداولات المؤتمر التآمري بسبب ما لحق مؤخرا برجل خليجي، بحسب أنه مازال «سي السيد» وطالب زوجته بتنظيف البيت منتقدا إياها لعدم اهتمامها بترتيب الأثاث، و..... وعينك ما تشوف إلا النور. انهالت عليه طعنا بمشط معدني حاد الأسنان، وهي تصيح: متى تموت، وافتك منك يا... و....، وإزاء هذا العدوان الغاشم من نصفه الموصوف زورا وبهتانا بـ«الحلو»، اضطر الزوج إلى الفرار إلى مخفر الشرطة، حيث تم عرضه على طبيب لعلاجه من الخدوش والجروح، ووقفت الزوجة أمام القضاء الذي فرض عليها غرامة رمزية (من المرجح أن الزوج هو الذي يتحمل عبء سداد الغرامة).
هييييه، ما دائم إلا الله، خلاص، راحت علينا. وين أيام العز عندما كان الرجل يصدر الأوامر دون أن يفتح فمه.. وتلبي الزوجة الأوامر دون أن تفتح فمها! واليوم صارت الزوجة مثل الـ«سي. آي. إيه». الأمريكية: وين رحت؟ ليش جاي متأخر؟ ليش ما غسلت الحمام؟.. ما علاقتك بتنظيم القاعدة؟ لا، شكلك اليوم داعشي. ويحاول الزوج أن يجد الرد المناسب، ولكنه يفاجأ بزجر من شاكلة: بس ولا كلمة.
قبل سنوات، أي في أيام العز، التقت سيدة أمريكية بأخرى بريطانية وثالثة عربية، وحكت الأمريكية كيف أنها اغتاظت من رفض زوجها القيام بأي عمل منزلي، فقررت عدم التحدث معه، وتواصل الأمريكية الحديث: بعد يومين شفته ينظف البيت ويمسح الأرضية ويغسل الأطباق، ويقوم بتشغيل الغسالة وكي الملابس! وقالت البريطانية إنها استاءت من عدم مساهمة زوجها في تصريف الأعمال المنزلية فقررت جمع أشيائها ومغادرة بيت الزوجية، وأضافت: بينما كنت أرتب ملابسي في الحقيبة، شفت زوجي طالع ونازل يرتب البيت ويقطع البصل ومنذ ذلك اليوم وهو على هذا المنوال! والتفتت الأمريكية والبريطانية نحو جليستهما العربية وسألتاها: وأنت كيف حالك مع زوجك؟ هل يساعدك في شؤون البيت، فقالت السيدة العربية: كلا لا يساعدني بأي شكل.. فتضايقت وقلت له: لو ما ساعدتني في شغل البيت فلن أطبخ أو أنظف أو أغسل.. وبعدها «ما شفت» شيء.. لأنه ضربني على وجهي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك