العدد : ١٦٨٥٨ - الأحد ١٩ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١١ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥٨ - الأحد ١٩ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١١ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

75 سنة من العدوان الإسرائيلي السافر على الشعب الفلسطيني

بقلم: ابتسام بركات {

الثلاثاء ٢٣ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

قد‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬العدوان‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬قد‭ ‬بدأ‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬بالنسبة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬والعالم،‭ ‬لكن‭ ‬بالنسبة‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬فقد‭ ‬بدأ‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬منذ‭ ‬75‭ ‬عامًا،‭ ‬ولم‭ ‬يتوقف‭ ‬أبدًا‭.‬

نشأت‭ ‬والدتي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬التي‭ ‬تبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬79‭ ‬عاما‭ ‬بالقدس‭ ‬قبل‭ ‬خمسة‭ ‬وسبعين‭ ‬عامًا،‭ ‬كان‭ ‬عمرها‭ ‬4‭ ‬سنوات،‭ ‬وأخرجتها‭ ‬إسرائيل‭ ‬هي‭ ‬وعائلتها‭ ‬وجميع‭ ‬سكان‭ ‬قريتها‭ ‬من‭ ‬منازلهم،‭ ‬التي‭ ‬لن‭ ‬يروها‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬أبدًا‭. ‬لقد‭ ‬أصبحوا‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬الشتات‭ ‬الفلسطيني‭.‬

أثناء‭ ‬الهجوم‭ ‬على‭ ‬الخروبة،‭ ‬وهي‭ ‬القرية‭ ‬التي‭ ‬ولدت‭ ‬فيها‭ ‬والدتي،‭ ‬كانت‭ ‬أمي‭ ‬نائمة‭ ‬وعندما‭ ‬فر‭ ‬الجميع،‭ ‬تركت‭ ‬وحيدة‭. ‬سار‭ ‬جدي‭ ‬مدة‭ ‬16‭ ‬ساعة،‭ ‬وخاطر‭ ‬بحياته‭ ‬للعثور‭ ‬عليها‭. ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬تلك‭ ‬الصدمة‭ ‬تطبع‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬والدتي‭.‬

كانت‭ ‬خروبة،‭ ‬بلدتها‭ ‬الأصلية،‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬400‭ ‬بلدة‭ ‬وقرية‭ ‬فلسطينية‭ ‬تم‭ ‬إخلاء‭ ‬سكانها‭ ‬بالعنف‭ ‬أو‭ ‬دمرت‭ ‬بعد‭ ‬تمزيق‭ ‬أوصال‭ ‬فلسطين‭ ‬وقيام‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬مايو‭ ‬1948‭.‬

منحت‭ ‬الأراضي‭ ‬والمنازل‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬بكل‭ ‬محتوياتها،‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬إلى‭ ‬الأثاث،‭ ‬ومن‭ ‬الملابس‭ ‬إلى‭ ‬الطعام‭ ‬والفن،‭ ‬مُنحت‭ ‬مجانًا‭ ‬لليهود‭ ‬الذين‭ ‬جاؤوا‭ ‬من‭ ‬أوروبا‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬‮«‬المحرقة‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬ليستقر‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬التي‭ ‬أعيد‭ ‬تسميتها‭ ‬بإسرائيل‭. ‬

ونتيجة‭ ‬لذلك،‭ ‬اضطر‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬النازحين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬إلى‭ ‬العيش‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬اللاجئين‭. ‬وكانت‭ ‬الظروف‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المعسكرات‭ ‬قاسية‭. ‬ومع‭ ‬حرمانهم‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬أو‭ ‬الأعمال‭ ‬التجارية،‭ ‬أو‭ ‬افتقارهم‭ ‬إلى‭ ‬تقرير‭ ‬المصير،‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬ضروريات‭ ‬أساسية،‭ ‬اضطر‭ ‬ملايين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬إلى‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬لقمة‭ ‬العيش‭ ‬الأساسية‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭.‬

بعد‭ ‬مرور‭ ‬تسعة‭ ‬عشر‭ ‬عاماً‭ ‬على‭ ‬حرب‭ ‬عام‭ ‬1948‭ ‬‭ ‬التي‭ ‬يطلق‭ ‬عليها‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬اسم‭ ‬النكبة،‭ ‬ويسميها‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬حرب‭ ‬الاستقلال‭ ‬‭ ‬اندلعت‭ ‬الحرب‭ ‬الكبرى‭ ‬الثانية‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬والدول‭ ‬العربية،‭ ‬حرب‭ ‬الأيام‭ ‬الستة،‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬يونيو‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1967‭.‬

وأدى‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬احتلال‭ ‬عسكري‭ ‬إسرائيلي‭ ‬كامل‭ ‬لجميع‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭. ‬كنت‭ ‬في‭ ‬الثالثة‭ ‬والنصف‭ ‬من‭ ‬عمري‭ ‬عام‭ ‬1967‭. ‬وتكررت‭ ‬قصة‭ ‬والدتي‭ ‬في‭ ‬حياتي‭: ‬لقد‭ ‬تركتني‭ ‬عندما‭ ‬بدأت‭ ‬الطائرات‭ ‬الحربية‭ ‬تقصف‭ ‬حينا،‭ ‬وهربت‭ ‬عائلتي‭.‬

لقد‭ ‬عايشت‭ ‬أقسى‭ ‬جانب‭ ‬من‭ ‬الإنسانية‭: ‬طفل‭ ‬يواجه‭ ‬الحرب،‭ ‬ويرى‭ ‬الجثث،‭ ‬ويسمع‭ ‬صرخات‭ ‬تدمي‭ ‬القلب،‭ ‬ويشعر‭ ‬بخوف‭ ‬عارم،‭ ‬ويفكر‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬حياتي‭ ‬لا‭ ‬تهم‭. ‬كما‭ ‬أنني‭ ‬كدت‭ ‬أفقد‭ ‬إحدى‭ ‬قدمي‭ ‬بسبب‭ ‬الجروح‭ ‬والالتهابات‭. ‬عشت‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الملاجئ‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬دار‭ ‬للأيتام‭ ‬مع‭ ‬أفراد‭ ‬عائلتي‭ ‬بعد‭ ‬لم‭ ‬شملنا‭.‬

عندما‭ ‬كبرت‭ ‬واشتد‭ ‬عودي،‭ ‬كان‭ ‬الجنود‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬يتدربون‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬منزلنا‭. ‬أصبحت‭ ‬أصوات‭ ‬الحرب‭ ‬والشعور‭ ‬بها‭ ‬هي‭ ‬القاعدة‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬الطفولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬تحت‭ ‬الاحتلال‭ ‬العسكري‭. ‬كان‭ ‬الشعور‭ ‬بالأمان‭ ‬شيئًا‭ ‬لا‭ ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬أقرأ‭ ‬عنه‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬القصص‭.‬

لكن‭ ‬رام‭ ‬الله،‭ ‬حيث‭ ‬كنت‭ ‬أعيش،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مدمرة‭ ‬مثل‭ ‬غزة،‭ ‬حيث‭ ‬تجمع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬وأغلبهم‭ ‬لاجئون‭ ‬من‭ ‬المدن‭ ‬والمنازل‭ ‬التي‭ ‬استولى‭ ‬عليها‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬في‭ ‬عامي‭ ‬1948‭ ‬و1967،‭ ‬ليشكلوا‭ ‬المنطقة‭ ‬الأكثر‭ ‬كثافة‭ ‬سكانية‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الأرض‭.‬

قبل‭ ‬أن‭ ‬تبدأ‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬الأخيرة،‭ ‬كان‭ ‬يعيش‭ ‬2‭.‬3‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬مساحة‭ ‬‮٣٦٠‬‭ ‬كيلومترًا‭ ‬مربعًا‭. ‬وكان‭ ‬نصف‭ ‬السكان‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬دون‭ ‬سن‭ ‬17‭ ‬عامًا‭. ‬ووصلت‭ ‬نسبة‭ ‬الاكتئاب‭ ‬بين‭ ‬أطفال‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬80%‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭.‬

ولمدة‭ ‬15‭ ‬عامًا‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2008‭ ‬و2023،‭ ‬كانت‭ ‬السياسات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬موجهة‭ ‬نحو‭ ‬وضع‭ ‬جميع‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬‭ ‬الأطفال‭ ‬والكبار‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭ ‬‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬غذائي،‭ ‬لكن‭ ‬الظروف‭ ‬الغذائية‭ ‬لجميع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬تحت‭ ‬الاحتلال‭ ‬كانت‭ ‬مميتة‭ ‬بالفعل‭.‬

قبل‭ ‬عشرين‭ ‬عاما،‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2003،‭ ‬أفادت‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أنه‭ ‬بسبب‭ ‬عيشهم‭ ‬تحت‭ ‬قيود‭ ‬الاحتلال‭ ‬العسكري،‭ ‬فإن‭ ‬22%‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬دون‭ ‬سن‭ ‬الخامسة‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬سوء‭ ‬تغذية‭ ‬خطير،‭ ‬وان‭ ‬9‭.‬3%‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬دون‭ ‬سن‭ ‬الخامسة‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬سوء‭ ‬التغذية‭ ‬الحاد،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يشكل‭ ‬خطرا‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭. ‬يعني‭ ‬أنهم‭ ‬أصيبوا‭ ‬بتلف‭ ‬في‭ ‬الدماغ‭ ‬أو‭ ‬تعرضوا‭ ‬لأضرار‭ ‬مدى‭ ‬الحياة‭ ‬بسبب‭ ‬سوء‭ ‬التغذية‭ ‬المزمن‭.‬

وتعرضت‭ ‬إمدادات‭ ‬المياه‭ ‬للخطر‭ ‬أيضًا‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2016،‭ ‬أفادت‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬أن‭ ‬غزة‭ ‬الواقعة‭ ‬تحت‭ ‬الحصار‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬مشاكل‭ ‬مياه‭ ‬تهدد‭ ‬الحياة‭.‬

الغياب‭ ‬الطويل‭ ‬للحل‭ ‬السياسي؛‭ ‬ولامبالاة‭ ‬العالم‭ ‬بمعاناة‭ ‬الفلسطينيين؛‭ ‬إن‭ ‬غارات‭ ‬المستوطنين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬المستمرة‭ ‬على‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى،‭ ‬والمصاعب‭ ‬الشديدة‭ ‬التي‭ ‬يتحملها‭ ‬أهل‭ ‬غزة‭ ‬وجميع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬منذ‭ ‬عقود،‭ ‬كلها‭ ‬عوامل‭ ‬جوهرية‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬اندلاع‭ ‬أحداث‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭.‬

وأسفرت‭ ‬عملية‭ ‬‮«‬طوفان‭ ‬الأقصى‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬نظمتها‭ ‬حماس،‭ ‬عن‭ ‬كسر‭ ‬الحصار‭ ‬المفروض‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬‭ ‬وكذلك‭ ‬احتجاز‭ ‬ومقتل‭ ‬إسرائيليين‭ ‬وسط‭ ‬اندلاع‭ ‬أعمال‭ ‬عدوان‭ ‬عسكري‭ ‬إسرائيلي‭ ‬أزهق‭ ‬أرواح‭ ‬آلاف‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

أعلنت‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬أنها‭ ‬احتجزت‭ ‬رهائن‭ ‬لفرض‭ ‬عملية‭ ‬تبادل‭ ‬أسرى‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬‭ ‬التي‭ ‬تحتجز‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬5000‭ ‬سجين‭ ‬سياسي‭ ‬فلسطيني‭ ‬‭ ‬200‭ ‬منهم‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭.‬

ومن‭ ‬الجانب‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬وُصف‭ ‬يوم‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬بأنه‭ ‬هجوم‭ ‬إرهابي‭ ‬لا‭ ‬مثيل‭ ‬له‭. ‬رفضت‭ ‬إسرائيل‭ ‬إجراء‭ ‬عملية‭ ‬تبادل‭ ‬الأسرى‭ ‬والرهائن،‭ ‬وبدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أعلنت‭ ‬الحرب‭ ‬بهدف‭ ‬تدمير‭ ‬حماس‭ ‬وتحرير‭ ‬الرهائن‭.‬

على‭ ‬الجانب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وُصفت‭ ‬أحداث‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬بأنها‭ ‬رد‭ ‬على‭ ‬إرهاب‭ ‬الدولة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬مثيل‭ ‬له‭ ‬والذي‭ ‬فرضه‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬غير‭ ‬القانوني‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقود‭.‬

ومع‭ ‬احتدام‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬قالت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬إن‭ ‬لإسرائيل‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭. ‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬منذ‭ ‬يوم‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي،‭ ‬وبينما‭ ‬تقول‭ ‬إسرائيل‭ ‬إنها‭ ‬تحاول‭ ‬فقط‭ ‬تدمير‭ ‬حماس،‭ ‬انخرطت‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬عقاب‭ ‬جماعي‭ ‬متواصل‭ ‬على‭ ‬السكان‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬بنية‭ ‬واضحة‭ ‬للتطهير‭ ‬العرقي،‭ ‬وفقًا‭ ‬لمؤرخ‭ ‬المحرقة‭ ‬عمر‭ ‬بارتوف‭.‬

حرمت‭ ‬إسرائيل‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬طعام‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬وحرمتهم‭ ‬من‭ ‬المياه،‭ ‬وقطعت‭ ‬الكهرباء‭ ‬والوقود،‭ ‬وألحقت‭ ‬أضرارًا‭ ‬أو‭ ‬دمرت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬70‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬منازل‭ ‬غزة‭ ‬‭ ‬غالبًا‭ ‬أثناء‭ ‬وجود‭ ‬السكان‭ ‬بداخلها‭. ‬وخلال‭ ‬أحد‭ ‬عشر‭ ‬أسبوعاً‭ ‬من‭ ‬الحرب،‭ ‬استشهد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬23000‭ ‬فلسطيني،‭ ‬وجُرح‭ ‬56000‭. ‬وتضاعف‭ ‬عدد‭ ‬الأسرى‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬5000‭ ‬إلى‭ ‬10000‭ ‬في‭ ‬أسبوعين‭ ‬فقط‭.‬

وتوقفت‭ ‬غالبية‭ ‬المستشفيات‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬بسبب‭ ‬نقص‭ ‬الضروريات،‭ ‬وخاصة‭ ‬المياه‭ ‬ومواد‭ ‬التنظيف‭ ‬والأكسجين‭ ‬للمرضى‭ ‬والكهرباء‭ ‬للأجهزة‭ ‬الطبية‭. ‬أجرى‭ ‬الأطباء‭ ‬والعاملون‭ ‬الطبيون‭ ‬عمليات‭ ‬جراحية‭ ‬للأشخاص‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الممرات،‭ ‬وقاموا‭ ‬بعمليات‭ ‬بتر‭ ‬بدون‭ ‬مخدرات‭. ‬

وفقد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬300‭ ‬من‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الطبي،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الأطباء،‭ ‬حياتهم‭. ‬وتضررت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬55‭ ‬سيارة‭ ‬إسعاف‭ ‬بسبب‭ ‬الغارات‭ ‬الجوية‭ ‬الإسرائيلية‭.‬

ومع‭ ‬انقطاع‭ ‬التيار‭ ‬الكهربائي‭ ‬عن‭ ‬المشارح‭ ‬في‭ ‬المستشفيات،‭ ‬وتجمع‭ ‬آلاف‭ ‬اللاجئين‭ ‬داخل‭ ‬المستشفيات‭ ‬بحثاً‭ ‬عن‭ ‬مأوى،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬جثث‭ ‬الموتى‭ ‬والأحياء‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬المكان‭ ‬المزدحم‭. ‬الجثث‭ ‬المتعفنة‭ ‬تؤذي‭ ‬مشاعر‭ ‬الأحياء‭. ‬يتنفس‭ ‬الأطفال‭ ‬صدمات‭ ‬متعددة‭ ‬وميكروبات‭ ‬خطيرة‭ ‬كل‭ ‬دقيقة‭.‬

أكثر‭ ‬من‭ ‬10000‭ ‬طفل‭ ‬فلسطيني‭ ‬استشهدوا‭ ‬في‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬أشهر،‭ ‬فيما‭ ‬تظل‭ ‬أعداد‭ ‬أخرى‭ ‬غير‭ ‬معروفة‭ ‬تحت‭ ‬الأنقاض‭. ‬لقد‭ ‬أصبح‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬يتامى‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬مصطلحًا‭ ‬جديدًا‭ ‬يستخدم‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬مستشفيات‭ ‬غزة‭: (‬WCNSF‭) ‬‭ ‬أي‭ ‬طفل‭ ‬جريح،‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬أسرة‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭.‬

إنني‭ ‬أعيش‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وهي‭ ‬دولة‭ ‬تدعم‭ ‬حكومتها‭ ‬هذا‭ ‬الدمار‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التفضيل‭ ‬الشعبي‭ ‬الواسع‭ ‬النطاق‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬وأنا‭ ‬أقف‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬ستة‭ ‬آلاف‭ ‬ميل‭ ‬من‭ ‬غزة‭.‬

أرى‭ ‬المسافة‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وغزة‭ ‬موسومة‭ ‬بطفل‭ ‬ميت‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ميل‭ ‬عبر‭ ‬المحيط‭ ‬الأطلنطي‭. ‬إن‭ ‬تصويتي‭ ‬للرئيس‭ ‬الأمريكية‭ ‬الديمقراطي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬يبدو‭ ‬الآن‭ ‬وكأنه‭ ‬أكبر‭ ‬خطأ‭ ‬في‭ ‬حياتي‭.‬

ولأن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬الآراء‭ ‬ذات‭ ‬الدوافع‭ ‬السياسية،‭ ‬وليس‭ ‬على‭ ‬الحقائق،‭ ‬فمنذ‭ ‬يوم‭ ‬7‭ ‬أكتوبر،‭ ‬كنت‭ ‬أعيش‭ ‬الحرب‭ ‬مع‭ ‬شعبي‭ ‬عبر‭ ‬التغطية‭ ‬الحية‭ ‬لغزة‭.‬

لقد‭ ‬أثبت‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المتواصل‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬أن‭ ‬تكلفة‭ ‬قول‭ ‬الحقيقة‭ ‬باهظة‭: ‬فقد‭ ‬قُتل‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬الثلاثة‭ ‬الماضية‭ ‬105‭ ‬صحفيين‭ ‬يعملون‭ ‬لدى‭ ‬وكالات‭ ‬أنباء‭ ‬مختلفة،‭ ‬منهم‭ ‬100‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

ويمتد‭ ‬العقاب‭ ‬الجماعي‭ ‬إلى‭ ‬عائلاتهم‭. ‬استمعت‭ ‬للصحفي‭ ‬مؤمن‭ ‬الشرفي‭ ‬على‭ ‬الهواء‭ ‬مباشرة،‭ ‬عن‭ ‬قيام‭ ‬طائرة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬بإلقاء‭ ‬برميل‭ ‬متفجر‭ ‬على‭ ‬منزل‭ ‬عائلته،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬مقتل‭ ‬22‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬عائلته‭ ‬على‭ ‬الفور‭.‬

لقد‭ ‬ذكرهم‭ ‬بالاسم‭: ‬أبوه‭ ‬وأمه‭ ‬وإخوته‭ ‬الثلاثة‭ ‬وأزواجهم‭ ‬وخالته‭ ‬وآخرون‭. ‬الآن‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الوصول‭ ‬إليهم‭ ‬لدفنهم‭. ‬ولم‭ ‬يتم‭ ‬العثور‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬طفل‭ ‬قذفته‭ ‬قوة‭ ‬الانفجار‭ ‬نحو‭ ‬سطح‭ ‬المبنى‭ ‬الآخر‭. ‬انكسر‭ ‬صوت‭ ‬مؤمن‭ ‬أمام‭ ‬الكاميرا‭. ‬لكنه‭ ‬واصل‭ ‬تقديم‭ ‬التقارير‭.‬

ومن‭ ‬خلال‭ ‬التغطية‭ ‬الحية‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬لغتي‭ ‬الأولى،‭ ‬أرى‭ ‬وأشعر‭ ‬بالحرب‭ ‬وهي‭ ‬تتكشف‭. ‬يبدو‭ ‬بعدي‭ ‬عن‭ ‬أماكن‭ ‬الأحداث‭ ‬وكأنه‭ ‬خيانة‭. ‬عندما‭ ‬كنت‭ ‬أعيش‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬حرب‭ ‬وتحت‭ ‬الاحتلال‭ ‬كان‭ ‬حلمي‭ ‬الأكبر‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يهتم‭ ‬أي‭ ‬شخص،‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان،‭ ‬بالمعرفة‭ ‬والشهادة‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬أكون‭ ‬وحدي‭ ‬فيما‭ ‬يحدث‭.‬

ولذلك‭ ‬أرى‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬يكتبون‭ ‬أسماءهم‭ ‬على‭ ‬أذرعهم‭ ‬وأذرع‭ ‬أطفالهم‭ ‬ليحظوا‭ ‬بكرامة‭ ‬التعرف‭ ‬عليهم‭ ‬عندما‭ ‬يموتون‭ ‬في‭ ‬القصف‭ ‬الذي‭ ‬يحدث‭ ‬دون‭ ‬سابق‭ ‬إنذار‭. ‬شاهدت‭ ‬لقطات‭ ‬شاشة‭ ‬لأطفال‭ ‬يتحدثون‭ ‬لأن‭ ‬احتمال‭ ‬موتهم‭ ‬في‭ ‬القصف‭ ‬مرتفع‭ ‬للغاية‭.‬

أسمع‭ ‬وأرى‭ ‬شهادات‭ ‬مباشرة‭ ‬مثل‭ ‬شهادة‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬أبو‭ ‬سلمية،‭ ‬مدير‭ ‬مستشفى‭ ‬الشفاء،‭ ‬أكبر‭ ‬مستشفيات‭ ‬غزة،‭ ‬الذي‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬الأطفال‭ ‬يموتون‭ ‬من‭ ‬العطش،‭ ‬وأن‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬يموتون‭ ‬بسبب‭ ‬النوبات‭ ‬القلبية‭ ‬والسكتات‭ ‬الدماغية‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬أي‭ ‬مساعدة‭ ‬طبية‭ ‬ممكنة‭.‬

لقد‭ ‬ذكر‭ ‬هذا‭ ‬الطبيب‭ ‬أنه‭ ‬يتم‭ ‬ترك‭ ‬جروح‭ ‬المصابين‭ ‬دون‭ ‬علاج‭ ‬لأسابيع‭ ‬حتى‭ ‬تتشكل‭ ‬عليها‭ ‬الديدان‭. ‬خارج‭ ‬المستشفى،‭ ‬أفاد‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬مائة‭ ‬جثة‭ ‬تُركت‭ ‬دون‭ ‬دفن‭ ‬لأن‭ ‬القناصة‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬لا‭ ‬يسمحون‭ ‬لأي‭ ‬شخص‭ ‬بالاقتراب‭ ‬منهم‭. ‬تأكلهم‭ ‬الكلاب‭ ‬الضالة‭. ‬رائحة‭ ‬الموت‭ ‬الكثيفة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭. ‬وهي‭ ‬صورة‭ ‬ليست‭ ‬رمزية‭.‬

لو‭ ‬كانت‭ ‬اللغة‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬كلمات‭ ‬تصف‭ ‬بالضبط‭ ‬ما‭ ‬أشعر‭ ‬به‭ ‬كفلسطينية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوقت،‭ ‬لكانت‭ ‬اللغة‭ ‬دواءً‭. ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬لديها‭ ‬كلمات‭. ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬يبدو‭ ‬الأمر‭ ‬وكأنه‭ ‬تم‭ ‬رفض‭ ‬دواء‭ ‬آخر‭. ‬لقد‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬علي‭ ‬أن‭ ‬أشرب‭ ‬الماء،‭ ‬أو‭ ‬أتناول‭ ‬الطعام‭ ‬بشكل‭ ‬جيد،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬أنام‭ ‬جيدًا،‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليوني‭ ‬شخص‭ ‬ليس‭ ‬لديهم‭ ‬ماء‭ ‬أو‭ ‬طعام‭ ‬أو‭ ‬دواء‭ ‬أو‭ ‬ذرة‭ ‬احترام‭ ‬لحياتهم‭ ‬أو‭ ‬احتياجاتهم‭.‬

باعتباري‭ ‬فلسطينية‭ ‬أمريكية،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الصراع‭ ‬المميت‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬وكل‭ ‬مجال‭ ‬من‭ ‬مجالات‭ ‬حياتي‭. ‬لذلك‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬دائمًا‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬أفهم‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬سياق‭ ‬عالمي‭. ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬تعيشه‭ ‬فلسطين‭ ‬هو‭ ‬فصل‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬فصول‭ ‬العدوان‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬ينته‭ ‬أبدا‭.‬

وبدون‭ ‬تدخل‭ ‬عالمي‭ ‬للمساعدة‭ ‬من‭ ‬التعافي‭ ‬من‭ ‬تأثيرات‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬على‭ ‬النفس‭ ‬البشرية،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬العدوانية‭ ‬سوف‭ ‬تنتشر‭ ‬وتتواصل‭ ‬عبر‭ ‬أجيال‭ ‬من‭ ‬الصدمات‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تلتئم‭ ‬ولن‭ ‬تلتئم‭ ‬بما‭ ‬ولدته‭ ‬من‭ ‬جراح‭ ‬غائرة‭. ‬تعاني‭ ‬والدتي‭ ‬يومياً‭ ‬من‭ ‬صدمة‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬أصابت‭ ‬طفولتها‭. ‬ولا‭ ‬يمر‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬حياتي‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬أعاني‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬حياتي‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬عقود‭.‬

هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬بالذات‭ ‬هي‭ ‬طفولة‭ ‬الغد‭. ‬إن‭ ‬إطالة‭ ‬أمد‭ ‬الحرب‭ ‬الآن‭ ‬يعني‭  ‬تعميق‭ ‬جرح‭ ‬الغد‭. ‬إن‭ ‬إنهاء‭ ‬الظلم‭ ‬والحروب‭ ‬الآن‭ ‬يعني‭ ‬إتاحة‭ ‬المجال‭ ‬للغد‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬جلب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الإمكانيات‭ ‬والتجارب‭ ‬السلمية‭ ‬للأطفال‭: ‬أطفال‭ ‬غزة،‭ ‬وأطفال‭ ‬فلسطين،‭ ‬وأطفال‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭. ‬إن‭ ‬عدم‭ ‬السماح‭ ‬للأطفال‭ ‬بتحمل‭ ‬الحرب‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬هو‭ ‬بمثابة‭ ‬‮«‬لن‭ ‬يحدث‭ ‬ذلك‭ ‬أبدًا‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يشفي‭ ‬بالفعل‭ ‬إنسانيتنا‭ ‬الجريحة‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين‭.‬

 

{‭ ‬كاتبة‭ ‬وشاعرة‭ ‬فلسطينية‭ ‬أمريكية،‭ ‬ومؤلفة‭ ‬ذاع‭ ‬صيتها‭ ‬بعد‭ ‬إصدارها‭ ‬كتاب‭: ‬‮«‬تلمس‭ ‬السماء‭: ‬طفولة‭ ‬فلسطينية‮»‬

‭ ‬عام‭ ‬2007‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا