العدد : ١٦٩٨١ - الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨١ - الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

مخلفات بلاستيكية في مياه الشرب المعدنية في أمريكا

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

الأربعاء ١٧ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

دراسة‭ ‬مخبرية‭ ‬نُشرت‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬أمريكية‭ ‬علمية‭ ‬مرموقة،‭ ‬ونظراً‭ ‬إلى‭ ‬أهميتها‭ ‬وعلاقتها‭ ‬وارتباطها‭ ‬المباشر‭ ‬بواقعنا‭ ‬اليومي‭ ‬البيئي‭ ‬والصحي‭ ‬فقد‭ ‬تناقلتها‭ ‬معظم‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬فهي‭ ‬دراسة‭ ‬تسبب‭ ‬القلق‭ ‬لكل‭ ‬إنسان‭ ‬أينما‭ ‬يعيش‭ ‬على‭ ‬كوكبنا‭ ‬لانعكاساتها‭ ‬البيئية‭ ‬الخطيرة،‭ ‬ومردوداتها‭ ‬المهددة‭ ‬لصحة‭ ‬كل‭ ‬إنسان‭ ‬يعيش‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬الأرض،‭ ‬وتتلخص‭ ‬نتائج‭ ‬الدراسة‭ ‬الميدانية‭ ‬في‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المخلفات‭ ‬البلاستيكية‭ ‬المجهرية‭ ‬في‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬المعدنية‭ ‬التي‭ ‬يشربها‭ ‬الناس‭.‬

ولكن‭ ‬كيف‭ ‬لهذه‭ ‬المخلفات‭ ‬البلاستيكية‭ ‬التي‭ ‬نتخلص‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬النقية‭ ‬والصافية‭ ‬العذبة‭ ‬الزلال‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬عبوات‭ ‬محكمة‭ ‬الإغلاق‭ ‬فتلوثها؟

وفي‭ ‬الحقيقة‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬ليست‭ ‬الدراسة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬توثِّق‭ ‬وجود‭ ‬المخلفات‭ ‬البلاستيكية‭ ‬في‭ ‬منتجاتنا‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬اليومية،‭ ‬فهناك‭ ‬دراسات‭ ‬اكتشفتْ‭ ‬وجود‭ ‬البلاستيك‭ ‬في‭ ‬الجهاز‭ ‬التنفسي‭ ‬العلوي‭ ‬والسفلي‭ ‬للإنسان،‭ ‬ودراسات‭ ‬أخرى‭ ‬أكدت‭ ‬وجودها‭ ‬في‭ ‬خلايا‭ ‬المخ‭ ‬وأنسجة‭ ‬القلب‭.‬

وفي‭ ‬الحقيقة‭ ‬وحتى‭ ‬قبيل‭ ‬عدة‭ ‬سنوات‭ ‬لم‭ ‬أستوعب‭ ‬شخصياً‭ ‬كيفية‭ ‬انتقال‭ ‬المخلفات‭ ‬البلاستيكية‭ ‬الكبيرة‭ ‬الحجم‭ ‬التي‭ ‬نتخلص‭ ‬منها‭ ‬إلى‭ ‬المنتجات‭ ‬التي‭ ‬نستخدمها‭ ‬بشكلٍ‭ ‬يومي،‭ ‬سواء‭ ‬المشروبات‭ ‬أو‭ ‬المأكولات،‭ ‬أو‭ ‬دخولها‭ ‬في‭ ‬الخلايا‭ ‬المتناهية‭ ‬الصغر‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬ترى‭ ‬بالعين‭ ‬المجردة،‭ ‬ولكن‭ ‬التجربة‭ ‬الشخصية‭ ‬التي‭ ‬خضتُها‭ ‬عندما‭ ‬كنتُ‭ ‬أسبح‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬علمتني‭ ‬عملياً،‭ ‬وقدَّمت‭ ‬لي‭ ‬درساً‭ ‬واقعياً‭ ‬بسيطاً‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬وصول‭ ‬وانتقال‭ ‬هذه‭ ‬الملوثات‭ ‬البلاستيكية‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المنتجات‭.‬

فأثناء‭ ‬السباحة‭ ‬وعندما‭ ‬كنتُ‭ ‬أغوص‭ ‬لمشاهدة‭ ‬الكائنات‭ ‬البحرية‭ ‬التي‭ ‬تسبح‭ ‬في‭ ‬عمود‭ ‬الماء‭ ‬وتعيش‭ ‬في‭ ‬قاع‭ ‬البحر‭ ‬وفي‭ ‬داخل‭ ‬التربة‭ ‬القاعية،‭ ‬لاحظتُ‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬شيئاً‭ ‬أبيض‭ ‬اللون‭ ‬جاثماً‭ ‬فوق‭ ‬سطح‭ ‬التربة،‭ ‬ويُطل‭ ‬برأسه‭ ‬إلى‭ ‬الأعلى،‭ ‬فأخذني‭ ‬الفضول‭ ‬وحبُ‭ ‬الاستطلاع‭ ‬للاقتراب‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الشيء‭ ‬الغريب‭ ‬بحذر‭ ‬وتأنٍ‭ ‬شديدين،‭ ‬فربما‭ ‬يكون‭ ‬كائناً‭ ‬بحرياً‭ ‬ساماً‭ ‬ومؤذياً‭ ‬يسبب‭ ‬لي‭ ‬جرحاً‭ ‬عميقاً‭ ‬وحاداً‭.‬

وعندما‭ ‬اقتربتُ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الجسم‭ ‬الأبيض‭ ‬المجهول،‭ ‬وبدأتْ‭ ‬ملامحه‭ ‬تظهر‭ ‬شيئاً‭ ‬فشيئاً،‭ ‬وتتضح‭ ‬الصورة‭ ‬أكثر،‭ ‬وتنكشف‭ ‬هويته‭ ‬بدقة‭ ‬أشد،‭ ‬وإذا‭ ‬بهذا‭ ‬الشيء‭ ‬الغريب‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مخلفات‭ ‬بلاستيكية‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬صحنٍ‭ ‬بلاستيكي‭ ‬كبير‭ ‬أبيض‭ ‬اللون‭ ‬تم‭ ‬التخلص‭ ‬منه‭ ‬بأيدي‭ ‬بشرية،‭ ‬فشوه‭ ‬منظر‭ ‬البحر‭ ‬الفطري‭ ‬الجميل،‭ ‬ولوث‭ ‬التربة‭ ‬القاعية‭. ‬فقررتُ‭ ‬عندئذٍ‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬نظافة‭ ‬البيئة‭ ‬البحرية‭ ‬وحمايتها‭ ‬من‭ ‬الأجسام‭ ‬والملوثات‭ ‬الغريبة‭ ‬الضارة‭ ‬للبشر‭ ‬والحياة‭ ‬الفطرية‭ ‬البحرية،‭ ‬إزالة‭ ‬هذا‭ ‬الصحن‭ ‬البلاستيكي‭ ‬من‭ ‬قاع‭ ‬البحر،‭ ‬وعندما‭ ‬حاولتُ‭ ‬الإمساك‭ ‬بهذا‭ ‬الصحن‭ ‬وإذا‭ ‬به،‭ ‬ولا‭ ‬أقول‭ ‬إنه‭ ‬تكسر‭ ‬إلى‭ ‬قطعٍ‭ ‬وأجزاء‭ ‬أصغر،‭ ‬وإنما‭ ‬تهشم‭ ‬كلياً‭ ‬وتفتت‭ ‬بين‭ ‬يدي‭ ‬ولم‭ ‬أستطع‭ ‬الإمساك‭ ‬به،‭ ‬فتحول‭ ‬إلى‭ ‬مسحوقٍ‭ ‬أبيض‭ ‬كلياً،‭ ‬وإلى‭ ‬جسيمات‭ ‬متناهية‭ ‬الصغر‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يُرى‭ ‬بعضها‭ ‬بالعينة‭ ‬المجردة‭. ‬فنزلتْ‭ ‬هذه‭ ‬الجسيمات‭ ‬البلاستيكية‭ ‬وانتشرت‭ ‬في‭ ‬عمود‭ ‬الماء‭ ‬أولاً‭ ‬ثم‭ ‬ترسبت‭ ‬فوق‭ ‬سطح‭ ‬التربة‭ ‬القاعية،‭ ‬وستصبح‭ ‬هذه‭ ‬الجسيمات‭ ‬البلاستيكية‭ ‬مع‭ ‬الوقت‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬السلسلة‭ ‬الغذائية‭ ‬في‭ ‬البيئة‭ ‬البحرية‭ ‬التي‭ ‬تنتهي‭ ‬بالإنسان‭. ‬

فهذه‭ ‬التجربة‭ ‬الميدانية‭ ‬البحرية‭ ‬هي‭ ‬إحدى‭ ‬الطرق‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬تتهشم‭ ‬وتتفتت‭ ‬المخلفات‭ ‬البلاستيكية‭ ‬الكبيرة‭ ‬إلى‭ ‬قطعٍ‭ ‬وأجزاء‭ ‬أصغر‭ ‬ثم‭ ‬إلى‭ ‬جسيمات‭ ‬دقيقة‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬مشاهدتها‭ ‬بالعين‭ ‬المجردة،‭ ‬فتنتقل‭ ‬مع‭ ‬الزمن‭ ‬إلى‭ ‬منتجاتنا‭ ‬الغذائية‭. ‬وهناك‭ ‬طرق‭ ‬كثيرة‭ ‬مماثلة‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬أوساط‭ ‬بيئية‭ ‬أخرى‭ ‬كالتربة‭ ‬والهواء،‭ ‬وتبين‭ ‬تَنَقُل‭ ‬وحركة‭ ‬المخلفات‭ ‬البلاستيكية‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأوساط‭ ‬البيئية‭ ‬إلى‭ ‬الجسم‭ ‬البشري،‭ ‬وهذه‭ ‬المخلفات‭ ‬والجسيمات‭ ‬البلاستيكية‭ ‬الصغيرة‭ ‬يُطلق‭ ‬عليها‭ ‬الآن‭ ‬بالميكروبلاستيك،‭ ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬أصغر‭ ‬حجماً‭ ‬فتُسمى‭ ‬النَانوبلاستيك،‭ ‬وهذه‭ ‬الجسيمات‭ ‬المجهرية‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تُشكل‭ ‬تهديداً‭ ‬مزمناً‭ ‬وحقيقياً‭ ‬للحياة‭ ‬الفطرية‭ ‬وللإنسان‭.‬

ولذلك‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬نستغرب‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬النتائج‭ ‬التي‭ ‬كشفتها‭ ‬الدراسة‭ ‬الحالية‭ ‬حول‭ ‬وجود‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الجسيمات‭ ‬البلاستيكية‭ ‬الدقيقة‭ ‬في‭ ‬عبوات‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭. ‬وهذه‭ ‬الدراسة‭ ‬منشورة‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬اسمها‭ ‬‮«‬وقائع‭ ‬الأكاديمية‭ ‬الأمريكية‭ ‬القومية‭ ‬للعلوم‮»‬‭ ‬(Proceedings of the National Academy of Sciences) تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬التصوير‭ ‬الكيميائي‭ ‬السريع‭ ‬الأحادي‭ ‬للجسيمات‭ ‬النانوبلاستيكية‭ ‬بوساطة‭ ‬مجهر‭ ‬SRS‮»‬‭ ‬في‭ ‬4‭ ‬يناير‭ ‬2024‭. ‬وقد‭ ‬تراوح‭ ‬تركيز‭ ‬الجسيمات‭ ‬البلاستيكية‭ ‬المجهرية‭ ‬بين‭ ‬110‭ ‬آلاف‭ ‬إلى‭ ‬400‭ ‬ألف،‭ ‬وبمعدل‭ ‬240‭ ‬ألف‭ ‬جسيم‭ ‬بلاستيكي‭ ‬دقيق‭ ‬في‭ ‬اللتر‭ ‬الواحد‭ ‬من‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬المعدنية‭ ‬في‭ ‬العبوات‭ ‬البلاستيكية،‭ ‬علماً‭ ‬بأن‭ ‬90%‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الجسيمات‭ ‬البلاستيكية‭ ‬كانت‭ ‬بحجم‭ ‬النانو،‭ ‬أي‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬مايكرومتر‭ ‬واحد،‭ ‬والنانو‭ ‬يساوي‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬البليون‭ ‬من‭ ‬المتر،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬10%‭ ‬من‭ ‬الجسيمات‭ ‬كانت‭ ‬بحجم‭ ‬المايكرو‭ ‬وهو‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬المليون‭ ‬من‭ ‬المتر،‭ ‬ولتوضيح‭ ‬الحجم‭ ‬أكثر‭ ‬فإن‭ ‬شَعْر‭ ‬الإنسان‭ ‬حجمه‭ ‬قرابة‭ ‬80‭ ‬مايكرومتراً‭.‬

وهذه‭ ‬الدراسة‭ ‬أكدت‭ ‬وكررت‭ ‬نتائج‭ ‬بعض‭ ‬الدراسات‭ ‬السابقة‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بتحليل‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬المعبأة‭ ‬وكشفت‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬مخلفات‭ ‬بلاستيكية‭ ‬دقيقة‭ ‬فيها‭. ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة‭ ‬المنشورة‭ ‬في‭ ‬11‭ ‬سبتمبر‭ ‬2018‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الكيمياء‭ ‬التحليلية‮»‬،‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬التلوث‭ ‬بالمواد‭ ‬المتبلمرة‭ ‬الصناعية‭ ‬في‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تحليل‭ ‬11‭ ‬نوعاً‭ ‬من‭ ‬عبوات‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬المختلفة‭ ‬التي‭ ‬تباع‭ ‬في‭ ‬الأسواق،‭ ‬وعددها‭ ‬الإجمالي‭ ‬259‭ ‬تم‭ ‬أخذها‭ ‬من‭ ‬19‭ ‬موقعاً‭ ‬في‭ ‬تسع‭ ‬دول‭ ‬لمعرفة‭ ‬تركيز‭ ‬ونوعية‭ ‬المخلفات‭ ‬البلاستيكية‭ ‬في‭ ‬المياه‭. ‬وقد‭ ‬خلصت‭ ‬النتائج‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬93%‭ ‬من‭ ‬عينات‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬في‭ ‬العبوات‭ ‬البلاستيكية‭ ‬كانت‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬الجسيمات‭ ‬البلاستيكية‭ ‬الدقيقة،‭ ‬حيث‭ ‬تراوح‭ ‬العدد‭ ‬من‭ ‬صفر‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬آلاف،‭ ‬وبمعدل‭ ‬325‭ ‬جسيماً‭ ‬بلاستيكياً‭ ‬في‭ ‬اللتر‭ ‬من‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭. ‬كما‭ ‬كشفت‭ ‬الدراسة‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬الأنواع‭ ‬البلاستيكية‭ ‬كانت‭ ‬البولي‭ ‬بروبلين‭ ‬المستخدم‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬غطاء‭ ‬العبوات‭ ‬البلاستيكية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المصدر‭ ‬الثاني‭ ‬هو‭ ‬المرشحات‭ ‬التي‭ ‬تستخدم‭ ‬في‭ ‬تحلية‭ ‬وتنقية‭ ‬المياه‭. ‬وهناك‭ ‬أيضاً‭ ‬الدراسة‭ ‬المنشورة‭ ‬في‭ ‬24‭ ‬فبراير‭ ‬2022‭ ‬في‭ ‬المجلة‭ ‬الدولية‭ ‬لأبحاث‭ ‬البيئة‭ ‬والصحة‭ ‬العامة‭ ‬‭(‬International‭ ‬Journal‭ ‬of‭ ‬Environmental‭ ‬Research‭ ‬and‭ ‬Public‭ ‬Health‭)‬‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬وجود‭ ‬الميكروبلاستيك‭ ‬في‭ ‬مياه‭ ‬الصنبور‭ ‬والمياه‭ ‬المعدنية‮»‬‭.‬

فهذه‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬المخلفات‭ ‬البلاستيكية‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمجهرية‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬الأوساط‭ ‬البيئية‭ ‬وفي‭ ‬معظم‭ ‬المنتجات‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬التي‭ ‬نستخدمها‭ ‬يومياً‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬مشروبات‭ ‬أو‭ ‬مواد‭ ‬غذائية،‭ ‬سيكون‭ ‬مصيرها‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬اليوم‭ ‬الانتقال‭ ‬والدخول‭ ‬إلى‭ ‬جسم‭ ‬الإنسان،‭ ‬سواء‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الفم،‭ ‬أو‭ ‬الأنف،‭ ‬أو‭ ‬الجلد،‭ ‬وكلما‭ ‬صغر‭ ‬حجم‭ ‬هذه‭ ‬المخلفات‭ ‬فإن‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬تخطي‭ ‬الحواجز‭ ‬والموانع‭ ‬الحيوية‭ ‬في‭ ‬جسم‭ ‬الإنسان‭ ‬سترتفع‭ ‬وتزيد‭ ‬وتنجح‭ ‬في‭ ‬تخطى‭ ‬حاجز‭ ‬خلايا‭ ‬وأنسجة‭ ‬الجسم‭ ‬والتراكم‭ ‬فيها،‭ ‬ثم‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬وظيفتها‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬التفاعلات‭ ‬الحيوية‭ ‬في‭ ‬الجسم،‭ ‬والعلم‭ ‬مازال‭ ‬في‭ ‬مهده‭ ‬وفي‭ ‬الخطوات‭ ‬الأولى‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬نوعية‭ ‬وحجم‭ ‬هذه‭ ‬التأثيرات‭ ‬والأمراض‭ ‬التي‭ ‬ستنزل‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬بسبب‭ ‬هذه‭ ‬الجسيمات‭ ‬البلاستيكية‭ ‬المجهرية‭. ‬

 

bncftpw@batelco‭.‬com‭.‬bh

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا