العدد : ١٦٨٤٥ - الاثنين ٠٦ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٥ - الاثنين ٠٦ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ شوّال ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

القرآن.. شاهدٌ عليهم ولهم!

بقلم: عبدالرحمن علي البنفلاح

الأحد ١٤ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

قال‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬إنا‭ ‬أوحينا‭ ‬إليك‭ ‬كما‭ ‬أوحينا‭ ‬إلى‭ ‬نوح‭ ‬والنبيين‭ ‬من‭ ‬بعده‭ ‬وأوحينا‭ ‬إلى‭ ‬إبراهيم‭ ‬وإسماعيل‭ ‬وإسحاق‭ ‬ويعقوب‭ ‬والأسباط‭ ‬وعيسى‭ ‬وأيوب‭ ‬ويونس‭ ‬وهارون‭ ‬وسليمان‭ ‬وآتينا‭ ‬داود‭ ‬زبورا‭ (‬163‭) ‬ورسلًا‭ ‬قد‭ ‬قصصناهم‭ ‬عليك‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ورسلًا‭ ‬لم‭ ‬نقصصهم‭ ‬عليك‭ ‬وكلم‭ ‬الله‭ ‬موسى‭ ‬تكليما‭ (‬164‭) ‬رسلًا‭ ‬مبشرين‭ ‬ومنذرين‭ ‬لئلا‭ ‬يكون‭ ‬للناس‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬حجة‭ ‬بعد‭ ‬الرسل‭ ‬وكان‭ ‬الله‭ ‬عزيزًا‭ ‬حكيمًا‭ (‬165‭)‬‮»‬‭ ‬النساء‭.‬

هذا‭ ‬البيان‭ ‬القرآني‭ ‬المعجز‭ ‬الحكيم‭ ‬يرفع‭ ‬الحرج‭ ‬عن‭ ‬أنبياء‭ ‬الله‭ ‬ورسله‭ ‬الكرام‭ ‬الذين‭ ‬حملوا‭ ‬رسالات‭ ‬السماء‭ ‬إلى‭ ‬الناس،‭ ‬وأن‭ ‬الناس‭ ‬يوم‭ ‬القيامة‭ ‬سوف‭ ‬يحاسبون‭ ‬ويؤجرون‭ ‬أو‭ ‬يعذبون‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬ارتكبوا‭ ‬بإرادتهم‭ ‬الحرة،‭ ‬ومن‭ ‬عدل‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬المطلق‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يحاسب‭ ‬الناس‭ ‬بعلمه،‭ ‬ولكنه‭ ‬سبحانه‭ ‬يحاسبهم‭ ‬بالدليل‭ ‬والبرهان،‭ ‬وحتى‭ ‬الشيطان‭ ‬سينال‭ ‬حظه‭ ‬من‭ ‬الحرية‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسه،‭ ‬ويدلي‭ ‬بحججه‭ ‬وبراهينه‭ ‬لينفي‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬إجبار‭ ‬الناس‭ ‬وإغواءهم‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬سلطان‭ ‬قوة‭ ‬ليجبرهم‭ ‬على‭ ‬الوقوع‭ ‬في‭ ‬المعاصي،‭ ‬وأيضًا‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬سلطان‭ ‬الإقناع،‭ ‬وها‭ ‬هو‭ ‬يقدم‭ ‬مرافعته‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭: ‬‮«‬وقال‭ ‬الشيطان‭ ‬لما‭ ‬قضي‭ ‬الأمر‭ ‬إن‭ ‬الله‭ ‬وعدكم‭ ‬وعد‭ ‬الحق‭ ‬ووعدتكم‭ ‬فأخلفتكم‭ ‬وما‭ ‬كان‭ ‬لي‭ ‬عليكم‭ ‬من‭ ‬سلطان‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬دعوتكم‭ ‬فاستجبتم‭ ‬لي‭ ‬فلا‭ ‬تلوموني‭ ‬ولوموا‭ ‬أنفسكم‭ ‬ما‭ ‬أنا‭ ‬بمصرخكم‭ ‬وما‭ ‬أنتم‭ ‬بمصرخي‭ ‬إني‭ ‬كفرت‭ ‬بما‭ ‬أشركتمون‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬إن‭ ‬الظالمين‭ ‬لهم‭ ‬عذاب‭ ‬أليم‮»‬‭ ‬إبراهيم‭ / ‬22‭.‬

إذًا،‭ ‬فما‭ ‬أعظم‭ ‬مهمات‭ ‬الرسل‭ ‬الكرام‭ ‬وما‭ ‬أثقلها‭ ‬عليهم‭ ‬يوم‭ ‬القيامة،‭ ‬وسوف‭ ‬يُسأَلون‭ ‬عنها‭ ‬على‭ ‬رؤوس‭ ‬الأشهاد‭ ‬يوم‭ ‬القيامة‭. ‬

كل‭ ‬هذا‭ ‬البيان،‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬معجزة‭ ‬المعجزات،‭ ‬وهو‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬الذي‭ ‬اختص‭ ‬به‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬التي‭ ‬اختارها‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬لتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬البلاغ‭ ‬والشهادة،‭ ‬وهو‭ ‬كتاب‭ ‬أثبت‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬فيه‭ ‬تاريخ‭ ‬الأنبياء‭ ‬والرسل‭ ‬وما‭ ‬دار‭ ‬بينهم‭ ‬وبين‭ ‬أقوامهم،‭ ‬ولولا‭ ‬هذا‭ ‬القرآن‭ ‬ما‭ ‬علمت‭ ‬البشرية‭ ‬تاريخ‭ ‬البشرية،‭ ‬وأخبار‭ ‬الأمم‭ ‬السابقة،‭ ‬وهو‭ ‬كتاب‭ ‬معجز‭ ‬حري‭ ‬بالأمم‭ ‬المحافظة‭ ‬عليه‭ ‬وتقديره‭ ‬وتبجيله‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬لأن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬تعهد‭ ‬بحفظه،‭ ‬والدفاع‭ ‬عنه،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬إنَّا‭ ‬نحن‭ ‬نزلنا‭ ‬الذكر‭ ‬وإنا‭ ‬له‭ ‬لحافظون‮»‬‭ ‬الحجر‭ / ‬9‭. ‬وقال‭ ‬جل‭ ‬جلاله‭: ‬‮«‬‭.. ‬وإنه‭ ‬لكتاب‭ ‬عزيز‭ (‬41‭) ‬لا‭ ‬يأتيه‭ ‬الباطل‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬يديه‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬خلفه‭ ‬تنزيل‭ ‬من‭ ‬حكيم‭ ‬حميد‭ (‬42‭)‬‮»‬‭ ‬فصلت‭. ‬

وإليكم‭ ‬ما‭ ‬دار‭ ‬بين‭ ‬نبي‭ ‬الله‭ ‬نوح‭ (‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭) ‬وقومه،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬إنَّا‭ ‬أرسلنا‭ ‬نوحًا‭ ‬إلى‭ ‬قومه‭ ‬أن‭ ‬أنذر‭ ‬قومك‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يأتيهم‭ ‬عذاب‭ ‬أليم‭ (‬1‭) ‬قال‭ ‬يا‭ ‬قوم‭ ‬إني‭ ‬لكم‭ ‬نذير‭ ‬مبين‭ (‬2‭) ‬أن‭ ‬اعبدوا‭ ‬الله‭ ‬واتقوه‭ ‬وأطيعون‭ (‬3‭) ‬يغفر‭ ‬لكم‭ ‬ذنوبكم‭ ‬ويؤخركم‭ ‬إلى‭ ‬أجل‭ ‬مسمى‭ ‬إن‭ ‬أجل‭ ‬الله‭ ‬إذا‭ ‬جاء‭ ‬لا‭ ‬يؤخر‭ ‬لو‭ ‬كنتم‭ ‬تعلمون‭ (‬4‭) ‬قال‭ ‬رب‭ ‬إني‭ ‬دعوت‭ ‬قومي‭ ‬ليلًا‭ ‬نهارًا‭ (‬5‭) ‬فلم‭ ‬يزدهم‭ ‬دعائي‭ ‬إلا‭ ‬فرارًا‭ (‬6‭) ‬وإني‭ ‬كلما‭ ‬دعوتهم‭ ‬لتغفر‭ ‬لهم‭ ‬جعلوا‭ ‬أصابعهم‭ ‬في‭ ‬آذانهم‭ ‬واستغشوا‭ ‬ثيابهم‭ ‬وأصروا‭ ‬واستكبروا‭ ‬استكبارا‭ (‬7‭) ‬ثم‭ ‬إني‭ ‬دعوتهم‭ ‬جهارا‭ (‬8‭) ‬ثم‭ ‬إني‭ ‬أعلنت‭ ‬لهم‭ ‬وأسررت‭ ‬لهم‭ ‬إسرارا‭ (‬9‭) ‬فقلت‭ ‬استغفروا‭ ‬ربكم‭ ‬إنه‭ ‬كان‭ ‬غفارا‭ (‬10‭) ‬يرسل‭ ‬السماء‭ ‬عليكم‭ ‬مدرارا‭ (‬11‭) ‬ويمددكم‭ ‬بأموال‭ ‬وبنين‭ ‬ويجعل‭ ‬لكم‭ ‬جنات‭ ‬ويجعل‭ ‬لكم‭ ‬أنهارا‭ (‬12‭) ‬مالكم‭ ‬لا‭ ‬ترجون‭ ‬لًله‭ ‬وقارا‭ (‬13‭) ‬وقد‭ ‬خلقكم‭ ‬أطوارا‭ (‬14‭)‬‮»‬‭ ‬سورة‭ ‬نوح‭. ‬

هذا‭ ‬الحوار‭ ‬الطويل،‭ ‬الذي‭ ‬استخدم‭ ‬فيه‭ ‬نبي‭ ‬الله‭ ‬نوح‭ ( ‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭) ‬جميع‭ ‬أساليب‭ ‬الدعوة‭ ‬من‭ ‬التبشير‭ ‬والإنذار،‭ ‬والوعد‭ ‬بالمثوبة‭ ‬للطائعين،‭ ‬والعذاب‭ ‬الشديد‭ ‬للعاصين‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يسمعوا‭ ‬قوله،‭ ‬ولم‭ ‬يؤمنوا‭ ‬بدعوته،‭ ‬ولما‭ ‬استوفى‭ ‬جميع‭ ‬أعذاره‭ ‬توجه‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬فدعا‭ ‬عليهم،‭ ‬وسأل‭ ‬ربه‭ ‬سبحانه‭ ‬بأن‭ ‬يتولى‭ ‬هلاكهم،‭ ‬ويخلص‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬شرورهم‭ ‬،‭ ‬قال‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬وقال‭ ‬نوح‭ ‬رب‭ ‬لا‭ ‬تذر‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬الكافرين‭ ‬دَيَّارا‮»‬‭ ‬سورة‭ ‬نوح‭ / ‬26،‭ ‬فاستجاب‭ ‬الله‭ ‬له،‭ ‬وأهلك‭ ‬قومه‭ ‬المعاندين‭ ‬له،‭ ‬الرافضين‭ ‬لدعوته،‭ ‬المستهزئين‭ ‬بجهاده‭ ‬واجتهاده،‭ ‬قال‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭: ‬‮«‬كذبت‭ ‬قبلهم‭ ‬قوم‭ ‬نوح‭ ‬فكذبوا‭ ‬عبدنا‭ ‬وقالوا‭ ‬مجنون‭ ‬وازدجر‭ (‬9‭) ‬فدعا‭ ‬ربه‭ ‬أني‭ ‬مغلوب‭ ‬فانتصر‭ (‬10‭) ‬ففتحنا‭ ‬أبواب‭ ‬السماء‭ ‬بماء‭ ‬منهمر‭ (‬11‭) ‬وفجرنا‭ ‬الأرض‭ ‬عيونًا‭ ‬فالتقى‭ ‬الماء‭ ‬على‭ ‬أمر‭ ‬قد‭ ‬قدر‭ (‬12‭) ‬وحملناه‭ ‬على‭ ‬ذات‭ ‬ألواح‭ ‬ودسر‭ (‬13‭) ‬تجري‭ ‬بأعيننا‭ ‬جزاء‭ ‬لمن‭ ‬كان‭ ‬كفر‭ (‬14‭) ‬ولقد‭ ‬تركناها‭ ‬آية‭ ‬فهل‭ ‬من‭ ‬مدكر‭ (‬15‭) ‬فكيف‭ ‬كان‭ ‬عذابي‭ ‬ونذر‭ (‬16‭)‬‮»‬‭ ‬سورة‭ ‬القمر‭. ‬

هذه‭ ‬هي‭ ‬الملحمة‭ ‬التي‭ ‬قصها‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬في‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬والتي‭ ‬تكفل‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬بحفظها‭ ‬عندما‭ ‬حفظ‭ ‬للبشرية‭ ‬المعجزة‭ ‬الخالدة‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬في‭ ‬قوله‭: ‬‮«‬إنا‭ ‬نحن‭ ‬نزلنا‭ ‬الذكر‭ ‬وإنا‭ ‬له‭ ‬لحافظون‮»‬‭ (‬سورة‭ ‬الحجر‭ / ‬9‭)‬،‭ ‬ولقد‭ ‬تعهد‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬بحمايته‭ ‬وصيانته‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تعبث‭ ‬به‭ ‬أيدي‭ ‬العابثين،‭ ‬قال‭ ‬سبحانه‭ .. : ‬‮«‬وإنه‭ ‬لكتاب‭ ‬عزيز‭ (‬41‭) ‬لا‭ ‬يأتيه‭ ‬الباطل‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬يديه‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬خلفه‭ ‬تنزيل‭ ‬من‭ ‬حكيم‭ ‬حميد‭ (‬42‭)‬‮»‬‭ ‬سورة‭ ‬فصلت‭. ‬

إذًا،‭ ‬فهذا‭ ‬هو‭ ‬القرآن‭ ‬العظيم‭ ‬إنه‭ ‬المعجزة‭ ‬الخالدة،‭ ‬والتي‭ ‬تؤكد‭ ‬على‭ ‬صدق‭ ‬الرسل‭ ‬الكرام‭ ‬جميعهم‭ ‬في‭ ‬بلاغهم‭ ‬عن‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬وهو‭ ‬الكتاب‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬سلم‭ ‬من‭ ‬التحريف‭ ‬والدس،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬فويل‭ ‬للذين‭ ‬يكتبون‭ ‬الكتاب‭ ‬بأيديهم‭ ‬ثم‭ ‬يقولون‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬عند‭ ‬الله‭ ‬ليشتروا‭ ‬به‭ ‬ثمنًا‭ ‬قليلًا‭ ‬فويل‭ ‬لهم‭ ‬مما‭ ‬كتبت‭ ‬أيديهم‭ ‬وويل‭ ‬لهم‭ ‬مما‭ ‬يكسبون‮»‬‭ ‬سورة‭ ‬البقرة‭ / ‬79‭.‬

هذا‭ ‬هو‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬في‭ ‬جلاله‭ ‬وعلو‭ ‬شأنه،‭ ‬وتميزه‭ ‬عن‭ ‬الكتب‭ ‬السابقة‭ ‬له‭ ‬بأنه‭ ‬جمع‭ ‬بين‭ ‬المعجزة‭ ‬والشريعة،‭ ‬وهو‭ ‬ميزان‭ ‬توزن‭ ‬به‭ ‬الأفعال‭ ‬والأقوال‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا