العدد : ١٦٨٤٦ - الثلاثاء ٠٧ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٦ - الثلاثاء ٠٧ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ شوّال ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

قراءة في مؤشرات سوق الطاقة العالمي في 2024

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

السبت ١٣ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

اتجه‭ ‬مؤتمر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للتغير‭ ‬المناخي‭ ‬‮«‬كوب‭ ‬28‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬انعقد‭ ‬في‭ ‬‮«‬دبي‮»‬،‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬إلى‭ ‬تبني‭ ‬توجه‭ ‬التخفيض‭ ‬التدريجي‭ ‬لاستهلاك‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري،‭ ‬باعتباره‭ ‬مسؤولا‭ ‬عن‭ ‬ازدياد‭ ‬انبعاث‭ ‬الغازات‭ ‬الدفيئة،‭ ‬ما‭ ‬ينبئ‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬سيمثل‭ ‬قيدًا‭ ‬على‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬إنتاجه؛‭ ‬لكن‭ ‬ولأن‭ ‬العالم‭ ‬لم‭ ‬يصل‭ ‬بعد‭ ‬إلى‭ ‬إيجاد‭ ‬بديل‭ ‬كامل‭ ‬يستطيع‭ ‬التعويض‭ ‬عن‭ ‬استهلاك‭ ‬هذا‭ ‬الوقود‭ ‬‭ ‬برغم‭ ‬الحديث‭ ‬المستمر‭ ‬عن‭ ‬مشروعات‭ ‬إنتاج‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬‭ ‬فإنه‭ ‬يظل‭ ‬مهيمنًا‭ ‬على‭ ‬سوق‭ ‬الطاقة‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬في‭ ‬الأجل‭ ‬القصير‭.‬

وإذا‭ ‬كان‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬قد‭ ‬تجاوز‭ ‬فيه‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬مستوى‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬في‭ ‬2019،‭ ‬فقد‭ ‬توقع‭ ‬الخبراء‭ ‬أن‭ ‬الطلب‭ ‬العالمي‭ ‬على‭ ‬النفط،‭ ‬قد‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬قياسي‭ ‬جديد‭ ‬عام‭ ‬2024‭. ‬ويعتمد‭ ‬توازن‭ ‬السوق‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬على‭ ‬إجراءات‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬أوبك‭+‬‮»‬،‭ ‬ومعدل‭ ‬نمو‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الصيني،‭ ‬وإنتاج‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬مع‭ ‬تأكيد‭ ‬أن العامل‭ ‬الرئيسي‭ ‬الذي‭ ‬أثر‭ ‬على‭ ‬توازن‭ ‬السوق‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬هو‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬المنظمة‭ ‬بخفض‭ ‬إنتاج‭ ‬النفط‭ ‬طوعًا‭.‬

ووفقا‭ ‬للمراقبين،‭ ‬فإنه‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تمديد‭ ‬جديد‭ ‬لتخفيضات‭ ‬إنتاج‭ ‬‮«‬أوبك‭+‬‮»‬،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬نمو‭ ‬إنتاج‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬خارجها،‭ ‬أو‭ ‬تباطأ‭ ‬نمو‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭. ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬متوسط‭ ‬الطلب‭ ‬اليومي‭ ‬على‭ ‬الخام‭ ‬عالميًا‭ ‬قد‭ ‬بلغ‭ ‬102‭.‬2‭ ‬مليون‭ ‬برميل،‭ ‬فإنها‭ ‬قد‭ ‬توقعت‭ ‬في‭ ‬تقريرها‭ ‬يوم‭ ‬14‭ ‬ديسمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬أن‭ ‬يصعد‭ ‬هذا‭ ‬الطلب‭ ‬إلى‭ ‬104‭.‬4‭ ‬ملايين‭ ‬برميل،‭ ‬كما‭ ‬توقعت‭ ‬‮«‬وكالة‭ ‬الطاقة‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬ينمو‭ ‬الطلب‭ ‬في‭ ‬2024،‭ ‬بمقدار‭ ‬1‭.‬1‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التباطؤ‭ ‬المتوقع‭ ‬في‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي،‭ ‬وعزت‭ ‬‮«‬الوكالة‮»‬،‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬التحسن‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وانخفاض‭ ‬أسعار‭ ‬النفط،‭ ‬ونمو‭ ‬أسرع‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬في‭ ‬اقتصاد‭ ‬الصين،‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬أكبر‭ ‬مستورد‭ ‬للنفط‭ ‬الخام‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬بمتوسط‭ ‬يومي‭ ‬10‭ ‬ملايين‭ ‬برميل،‭ ‬وثاني‭ ‬أكبر‭ ‬مستهلك‭ ‬له‭ ‬بعد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬بمتوسط‭ ‬14‭.‬5‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭. ‬وكان‭ ‬تحالف‭ ‬‮«‬أوبك‭+‬‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬أعلن‭ ‬في‭ ‬30‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي‭ ‬عن‭ ‬جولة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬تخفيضات‭ ‬الإنتاج‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2024‭.‬

ومقارنة‭ ‬بمستويات‭ ‬أسعار‭ ‬ديسمبر‭ ‬2023،‭ ‬البالغة‭ ‬77‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل،‭ ‬توقعت‭ ‬خمسة‭ ‬بنوك‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬سعر‭ ‬خام‭ ‬برنت‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬85‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل‭ ‬في‭ ‬2024،‭ ‬فيما‭ ‬توقع‭ ‬‮«‬بنك‭ ‬جولد‭ ‬مان‭ ‬ساكس‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬92‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل،‭ ‬ورأى‭ ‬محللو‭ ‬‮«‬مورجان‭ ‬استانلي‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬سيكون‭ ‬85‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل،‭ ‬بينما‭ ‬‮«‬بنك‭ ‬أوف‭ ‬أمريكا‮»‬،‭ ‬توقع‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬90‭ ‬دولارا،‭ ‬وتوقعت‭ ‬‮«‬وحدة‭ ‬معلومات‭ ‬الطاقة‭ ‬الأمريكية‮»‬،‭ ‬لخام‭ ‬برنت‭ ‬سعر‭ ‬88‭.‬22‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل،‭ ‬ولخام‭ ‬غرب‭ ‬تكساس‭ ‬83‭.‬22‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل‭.‬

يُذكر‭ ‬أن‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬سجلت‭ ‬خسائر‭ ‬بنحو‭ ‬10%‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬بعدما‭ ‬حققت‭ ‬أداء‭ ‬متميزا‭ ‬في‭ ‬عامي‭ ‬2021‭ ‬و2022،‭ ‬متأثرة‭ ‬بالمخاوف‭ ‬الجيوسياسية،‭ ‬ورفع‭ ‬‮«‬الفيدرالي‭ ‬الأمريكي‮»‬،‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬التضخم،‭ ‬فيما‭ ‬يتمثل‭ ‬التهديد‭ ‬الأكبر‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬الأسعار،‭ ‬في‭ ‬المخاوف‭ ‬من‭ ‬انهيار‭ ‬الاتفاق‭ ‬الحالي‭ ‬بين‭ ‬أعضاء‭ ‬‮«‬أوبك‭+‬‮»‬،‭ ‬حول‭ ‬خفض‭ ‬الإنتاج،‭ ‬البالغ‮ ‬‭ ‬نحو‭ ‬2‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬التخفيضات‭ ‬الطوعية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬9‭ ‬دول‭ ‬بقيادة‭ ‬السعودية،‭ ‬وكانت‭ ‬‮«‬المنظمة‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬هدفت‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬خفض‭ ‬الإنتاج‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬أسعار‭ ‬مناسبة‭ ‬للمنتجين،‭ ‬وعدم‭ ‬حدوث‭ ‬نكسات‭ ‬سعرية‭.‬

وتوقعت‭ ‬‮«‬أوبك‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬يزيد‭ ‬الإنتاج‭ ‬من‭ ‬خارجها‭ ‬بمقدار‭ ‬1‭.‬4‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬يحركه‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬الإنتاج‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وكندا،‭ ‬وغويانا،‭ ‬والبرازيل،‭ ‬والنرويج،‭ ‬وكازخستان،‭ ‬فيما‭ ‬تتوقع‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬معلومات‭ ‬الطاقة‭ ‬الأمريكية‮»‬،‭ ‬زيادة‭ ‬إنتاج‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬إلى‭ ‬13‭.‬16‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬في‭ ‬2024‭ ‬من‭ ‬متوسط‭ ‬إنتاج‭ ‬بلغ‭ ‬11‭.‬94‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬وأن‭ ‬يصل‭ ‬إنتاج‭ ‬أوبك‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬28‭.‬30‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬إنتاج‭ ‬عالمي‭ ‬يبلغ‭ ‬102‭.‬88‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭.‬

أما‭ ‬سوق الغاز،‭ ‬فتشير‭ ‬توقعاته‭ ‬إلى‭ ‬مواصلة‭ ‬النمو‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الاستهلاك‭ ‬والإنتاج‭ ‬والأسعار،‭ ‬مع‭ ‬تفاوت‭ ‬في‭ ‬التقديرات‭ ‬بحسب‭ ‬المناطق،‭ ‬فيما‭ ‬يشهد‭ ‬المعروض‭ ‬من‭ ‬الغاز‭ ‬المسال‭ ‬زيادة‭ ‬مدعومة‭ ‬بصادرات‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬المرشحة‭ ‬لتجاوز‭ ‬12‭ ‬مليار‭ ‬قدم‭ ‬مكعبة‭ ‬يوميًا،‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬تاريخها،‭ ‬بحسب‭ ‬تقديرات‭ ‬إدارة‭ ‬معلومات‭ ‬الطاقة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬يقابل‭ ‬هذا‭ ‬نمو‭ ‬الطلب‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬1‭.‬5%‭ ‬في‭ ‬2024،‭ ‬إلى‭ ‬4.13‭ ‬تريليونات‭ ‬متر‭ ‬مكعب،‭ ‬مع‭ ‬انخفاض‭ ‬الاستهلاك‭ ‬في‭ ‬أوروبا،‭ ‬وزيادته‭ ‬في‭ ‬آسيا‭ ‬والمحيط‭ ‬الهادي‭. ‬

وتُعزى‭ ‬النسبة‭ ‬المنخفضة‭ ‬لنمو‭ ‬الطلب‭ ‬إلى‭ ‬انخفاض‭ ‬معدل‭ ‬نمو‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬العالمي‭ ‬إلى‭ ‬2‭.‬6%‭ ‬‭ ‬وهو‭ ‬الأسوأ‭ ‬منذ‭ ‬الأزمة‭ ‬المالية‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ (‬20072008‭) ‬‭ ‬فيما‭ ‬تعد‭ ‬أمريكا‭ ‬الشمالية‭ ‬أعلى‭ ‬المناطق‭ ‬المستهلكة‭ ‬عالميًا،‭ ‬بقيادة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تليها‭ ‬كندا‭ ‬ثم‭ ‬المكسيك‭. ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يبلغ‭ ‬استهلاكها‭ ‬1‭.‬139‭ ‬تريليون‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬في‭ ‬2024‭. ‬وتأتي‭ ‬منطقة‭ ‬آسيا‭ ‬والمحيط‭ ‬الهادي‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬الثاني‭ ‬عالميًا‭ ‬بقيادة‭ ‬الصين،‭ ‬وسط‭ ‬توقعات‭ ‬نمو‭ ‬الاستهلاك‭ ‬إلى‭ ‬939‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬في‭ ‬2024،‭ ‬أما‭ ‬أوراسيا‭ ‬فتأتي‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الثالثة،‭ ‬باستهلاك‭ ‬متوقع‭ ‬يبلغ‭ ‬633‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب،‭ ‬تقودها‭ ‬روسيا‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يبلغ‭ ‬استهلاكها‭ ‬495‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب،‭ ‬بينما‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬يبلغ‭ ‬استهلاكه‭ ‬المتوقع‭ ‬603‭ ‬مليارات‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬في‭ ‬2024،‭ ‬ثم‭ ‬أوروبا‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬الخامس‭ ‬باستهلاك‭ ‬متوقع‭ ‬496‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭.‬

يقابل‭ ‬هذا،‭ ‬ارتفاع‭ ‬الإنتاج‭ ‬المتوقع‭ ‬من‭ ‬الغاز‭ ‬عالميًا‭ ‬بنسبة‭ ‬1‭.‬6%‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬4‭.‬14‭ ‬تريليونات‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬في‭ ‬2024،‭ ‬مقارنة‭ ‬بـ4‭.‬08‭ ‬تريليونات‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬في‭ ‬2023‭. ‬وتأتي‭ ‬أمريكا‭ ‬الشمالية‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬المناطق‭ ‬المنتجة‭ ‬في‭ ‬2024،‭ ‬بإنتاج‭ ‬1.267‭ ‬تريليون‭ ‬متر‭ ‬مكعب،‭ ‬تستحوذ‭ ‬منها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وحدها‭ ‬على‭ ‬1.05‭ ‬تريليون‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭. ‬وتأتي‭ ‬منطقة‭ ‬أوراسيا‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬الثاني‭ ‬بقيادة‭ ‬روسيا،‭ ‬مع‭ ‬توقع‭ ‬إنتاج‭ ‬المنطقة‭ ‬828‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬في‭ ‬2024،‭ ‬مقارنة‭ ‬بـ‭ ‬806‭ ‬مليارات‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬الرقم‭ ‬يبلغ‭ ‬إنتاج‭ ‬روسيا‭ ‬641‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬في‭ ‬2024،‭ ‬مقارنة‭ ‬بـ620‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬أما‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬فتحتل‭ ‬المركز‭ ‬الثالث‭ ‬عالميًا،‭ ‬مع‭ ‬توقع‭ ‬إنتاج‭ ‬745‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬في‭ ‬2024‭ ‬مقارنة‭ ‬بـ729‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬ثم‭ ‬منطقة‭ ‬آسيا‭ ‬والمحيط‭ ‬الهادي‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬الرابع‭ ‬عالميًا‭ ‬مع‭ ‬توقع‭ ‬إنتاج‭ ‬677‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬في‭ ‬2024،‭ ‬مقارنة‭ ‬بـ668‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬الرقم‭ ‬يبلغ‭ ‬إنتاج‭ ‬الصين‭ ‬234‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬في‭ ‬2024،‭ ‬مقارنة‭ ‬بـ227‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬ثم‭ ‬تأتي‭ ‬إفريقيا‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬الخامس‭ ‬بإنتاج‭ ‬متوقع‭ ‬259‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب،‭ ‬مقارنة‭ ‬بـ‭ ‬254‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬ثم‭ ‬أوروبا‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬السادس‭ ‬وسط‭ ‬توقع‭ ‬إنتاج‭ ‬221‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب،‭ ‬مقارنة‭ ‬بـ‭ ‬218‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬وفي‭ ‬المركز‭ ‬الأخير،‭ ‬تأتي‭ ‬أمريكا‭ ‬الوسطى‭ ‬والجنوبية،‭ ‬بتوقع‭ ‬إنتاج‭ ‬149‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب،‭ ‬مقارنة‭ ‬بـ‭ ‬145‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬في‭ ‬2023‭.‬

ومن‭ ‬حيث‭ ‬الإمدادات‭ ‬والمخزون،‭ ‬تبدو‭ ‬السوق‭ ‬العالمية‭ ‬مريحة‭ ‬نسبيًا،‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يسمح‭ ‬بتجاوز‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء‭ ‬دون‭ ‬اضطرابات،‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬زادت‭ ‬مخاطر‭ ‬ظروف‭ ‬الطقس‭. ‬وتتوقع‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬معلومات‭ ‬الطاقة‭ ‬الأمريكية‮»‬،‭ ‬زيادة‭ ‬المعروض‭ ‬من‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬المسال،‭ ‬بمقدار‭ ‬4‭ ‬مليارات‭ ‬قدم‭ ‬مكعب‭ ‬يوميًا،‭ ‬قابلة‭ ‬للتصدير‭ ‬خلال‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء‭ ‬حتى‭ ‬مارس‭ ‬2024،‭ ‬فيما‭ ‬تبدو‭ ‬حالة‭ ‬المخزونات‭ ‬العالمية‭ ‬من‭ ‬الغاز‭ ‬جيدة،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬أوروبا،‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وكبرى‭ ‬الدول‭ ‬المستوردة‭ ‬للغاز‭ ‬المسال‭ ‬في‭ ‬آسيا،‭ ‬ما‭ ‬يخفف‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬أسواق‭ ‬الغاز‭ ‬المسال‭ ‬خلال‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء،‭ ‬كما‭ ‬تتوقع‭ ‬أيضا‭ ‬نمو‭ ‬صادرات‭ ‬أمريكا‭ ‬من‭ ‬الغاز‭ ‬المسال‭ ‬إلى‭ ‬12.36‭ ‬مليار‭ ‬قدم‭ ‬مكعبة‭ ‬يوميًا‭ ‬في‭ ‬2024،‭ ‬بفضل‭ ‬التوسع‭ ‬في‭ ‬قدرات‭ ‬الإسالة‭ ‬والتصدير،‭ ‬ودخول‭ ‬إمدادات‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬الغاز‭ ‬المسال‭ ‬إلى‭ ‬السوق‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2024‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬المصدرة‭ ‬كموريتانيا،‭ ‬والسنغال،‭ ‬والجابون‭.‬

وتشهد‭ ‬أسعار‭ ‬الغاز‭ ‬في‭ ‬2024،‭ ‬عودة‭ ‬للارتفاع‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬مدعومة‭ ‬بتشديد‭ ‬أساسيات‭ ‬العرض‭ ‬والطلب،‭ ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬ترتفع‭ ‬الأسعار‭ ‬بنسبة‭ ‬10%؛‭ ‬ليتأرجح‭ ‬السعر‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬14‭ ‬إلى‭ ‬15‭ ‬دولارا‭ ‬لكل‭ ‬مليون‭ ‬وحدة‭ ‬حرارية‭ ‬بريطانية‭ ‬في‭ ‬مراكز‭ ‬التسعير‭ ‬الأوروبية‭ ‬والآسيوية‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬هذا‭ ‬النمو‭ ‬المتوقع‭ ‬في‭ ‬أسواق‭ ‬النفط‭ ‬والغاز،‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الخليجي،‭ ‬ومن‭ ‬ثمّ،‭ ‬العربي،‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬مكشوفًا‭ ‬لصدمات‭ ‬اقتصادية‭ ‬في‭ ‬2024،‭ ‬رغم‭ ‬توجه‭ ‬مؤتمر‭ ‬المناخ‭ ‬الأخير‭ ‬في‭ ‬دبي‭ ‬لخفض‭ ‬استهلاك‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭ ‬تدريجيًا،‭ ‬ويعزز‭ ‬هذا‭ ‬اكتشافات‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬الجديدة،‭ ‬ومنها‭ ‬حقلان‭ ‬للغاز‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الخالي‭ ‬بالسعودية‭ (‬حقل‭ ‬الحيران‭ ‬وحقل‭ ‬المحاكيك‭)‬،‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬آبار‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬حقول‭ ‬مكتشفة‭ ‬سابقًا‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬4‭ ‬اكتشافات‭ ‬للغاز‭ ‬والنفط‭ ‬بمصر،‭ ‬و10‭ ‬اكتشافات‭ ‬نفطية‭ ‬في‭ ‬الجزائر،‭ ‬ومكامن‭ ‬للغاز‭ ‬في‭ ‬المغرب‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬تصدرت‭ ‬3‭ ‬دول‭ ‬خليجية‭ ‬المشهد‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة؛‭ (‬السعودية،‭ ‬والإمارات،‭ ‬وسلطنة‭ ‬عُمان‭)‬،‭ ‬وتتسابق‭ ‬7‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬نحو‭ ‬الريادة‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬الهيدروجين‭ ‬الأخضر‭ (‬السعودية،‭ ‬الإمارات،‭ ‬مصر،‭ ‬سلطنة‭ ‬عُمان،‭ ‬الأردن،‭ ‬المغرب،‭ ‬الجزائر‭) ‬في‭ ‬إدراك‭ ‬قوي‭ ‬للانتقال‭ ‬الاقتصادي‭ ‬السلس‭ ‬إلى‭ ‬عصر‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬النفط‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا