العدد : ١٦٨٤٤ - الأحد ٠٥ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٤ - الأحد ٠٥ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ شوّال ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

الذاكرة الوطنية.. خط الدفاع الأول عن القضية الفلسطينية

بقلم: د. عمار علي حسن

الخميس ٠٤ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

الشاعر‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الراحل‭ ‬محمود‭ ‬درويش‭ ‬حمل‭ ‬شعره‭ ‬سردية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬لتظل‭ ‬حية‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬أبنائها‭ ‬مقاومة‭ ‬كل‭ ‬أساليب‭ ‬المحتل‭ ‬في‭ ‬التجريف‭ ‬المادي‭ ‬والمعنوي‭. ‬

من‭ ‬المتعارف‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬ذاكرة‭ ‬من‭ ‬يكافح‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬استرداد‭ ‬حقه‭ ‬السليب،‭ ‬أو‭ ‬استعادة‭ ‬مجده‭ ‬الذي‭ ‬ذهب،‭ ‬أو‭ ‬يواجه‭ ‬قوة‭ ‬قاهرة‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تجرّده‭ ‬من‭ ‬تاريخه‭ ‬وهُويته،‭ ‬تبقى‭ ‬ذاكرة‭ ‬حاضرة‭ ‬دائمًا،‭ ‬بل‭ ‬تظل‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬التهاب‭ ‬أو‭ ‬حيوية‭ ‬فائضة‭ ‬فائرة،‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬جمودًا‭ ‬ولا‭ ‬ركودًا‭ ‬ولا‭ ‬قعودًا؛‭ ‬لأن‭ ‬البلادة‭ ‬إن‭ ‬سرَت‭ ‬فيها،‭ ‬وحلّت‭ ‬بها،‭ ‬ضاع‭ ‬الدرب‭ ‬من‭ ‬أقدام‭ ‬الساعين‭ ‬إلى‭ ‬الحق،‭ ‬والحرية،‭ ‬والمجد،‭ ‬والأصالة‭.‬

وشحن‭ ‬الذاكرة،‭ ‬دائمًا‭- ‬بالأقوال‭ ‬والحكايات‭ ‬والتواريخ‭ ‬والأسماء‭ ‬والأماكن‭ ‬والوقائع‭ ‬والأحداث‭- ‬واجب،‭ ‬بل‭ ‬ضرورة‭ ‬عند‭ ‬الشعوب‭ ‬التي‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يتربّص‭ ‬بيومياتها‭ ‬وحَولياتها،‭ ‬ليقطع‭ ‬الحبل‭ ‬السُّرّي‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬الأوتاد‭ ‬التي‭ ‬ترتكز‭ ‬عليها،‭ ‬والجذور‭ ‬التي‭ ‬تمدها‭ ‬بأسباب‭ ‬الوجود‭ ‬والتعافي،‭ ‬فتثبُت‭ ‬وترسخ‭ ‬أمام‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يريد‭ ‬زحزحتها‭ ‬أو‭ ‬إزالتها‭ ‬أو‭ ‬تركها‭ ‬تجفّ‭ ‬وتموت‭ ‬وحيدة‭.‬

لهذا‭ ‬لا‭ ‬يكتفي‭ ‬المقاوم‭ ‬بحمل‭ ‬السلاح‭ ‬ضد‭ ‬المحتل،‭ ‬إنما‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يتسلح‭ ‬أيضًا‭ ‬ضد‭ ‬تزييف‭ ‬التاريخ،‭ ‬وطمس‭ ‬الهُوية،‭ ‬بالإبقاء‭ ‬على‭ ‬الذاكرة‭ ‬حية،‭ ‬لاسيما‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬يواجه‭ ‬احتلالًا‭ ‬استيطانيًا‭ ‬إحلاليًا،‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يلغي‭ ‬وجود‭ ‬السكان‭ ‬الأصليين،‭ ‬وهو‭ ‬إلغاء‭ ‬يبدأ‭ ‬بخلع‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬تاريخه‭ ‬الشخصي،‭ ‬وقبله‭ ‬التاريخ‭ ‬العام‭ ‬الذي‭ ‬يشكل‭ ‬إطارًا‭ ‬يحيل‭ ‬إليه،‭ ‬وسندًا‭ ‬يتكئ‭ ‬عليه،‭ ‬وجدارًا‭ ‬صلبًا‭ ‬يحمي‭ ‬ظهره‭.‬

وطالما‭ ‬شهدت‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬عمرها‭ ‬المديد‭ ‬ألوانًا‭ ‬من‭ ‬‮«‬التاريخ‭ ‬المنسي‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬المستبعد‮»‬،‭ ‬حين‭ ‬أتيح‭ ‬للمنتصرين‭ ‬أن‭ ‬يكتبوا‭ ‬اليوميات‭ ‬والحَوليات،‭ ‬فاستبعدوا‭ ‬منها‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يصنع‭ ‬للمهزومين‭ ‬أيامًا‭ ‬حاضرة،‭ ‬مثلما‭ ‬فعل‭ ‬الإنجليز‭ ‬والفرنسيون‭ ‬بالهنود‭ ‬الحمر،‭ ‬الذين‭ ‬صاروا‭ ‬أثرًا‭ ‬بعد‭ ‬عين،‭ ‬ومثلما‭ ‬فعل‭ ‬الاحتلال‭ ‬المتعاقب‭ ‬بالمصريين‭ ‬حين‭ ‬أزاح‭ ‬تاريخهم‭ ‬القديم‭ ‬قرونًا‭ ‬طويلة،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أُعيد‭ ‬اكتشافه‭ ‬بعد‭ ‬فكّ‭ ‬شفرات‭ ‬اللغة‭ ‬الهيروغليفية‭.‬

ويعي‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬هذه‭ ‬المسألة‭ ‬جيدًا،‭ ‬لذا‭ ‬يحتفظون‭ ‬في‭ ‬ذاكرتهم‭ ‬بخرائط‭ ‬فلسطين‭ ‬قبل‭ ‬نكبة‭ ‬1948،‭ ‬بل‭ ‬قبل‭ ‬وعد‭ ‬بلفور‭ ‬1917،‭ ‬وما‭ ‬تلاه،‭ ‬حين‭ ‬تم‭ ‬تهجيرهم‭ ‬قسرًا،‭ ‬وتغيير‭ ‬أسماء‭ ‬قراهم‭ ‬ومدنهم‭ ‬عربية‭ ‬الأسماء‭ ‬إلى‭ ‬أسماء‭ ‬عبرية‭.‬

بل‭ ‬إنهم‭ ‬يحتفظون‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬أدقّ‭ ‬وأكثر‭ ‬تفصيلًا‭ ‬من‭ ‬الخطوط‭ ‬العامة،‭ ‬مثل‭: ‬مفاتيح‭ ‬بيوتهم‭ ‬التي‭ ‬أُخرجوا‭ ‬منها،‭ ‬وأزيائهم‭ ‬التي‭ ‬اعتادوا‭ ‬ارتداءها،‭ ‬وأكلاتهم‭ ‬الشعبية‭ ‬التي‭ ‬نسبها‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬إلى‭ ‬أنفسهم،‭ ‬وطقوسهم‭ ‬في‭ ‬الأفراح‭ ‬والأتراح،‭ ‬فحملها‭ ‬المحاصَرون‭ ‬في‭ ‬المعازل‭ ‬التي‭ ‬أزيحوا‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وغزة،‭ ‬ورافقتهم‭ ‬إلى‭ ‬الشتات‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬المجاورة،‭ ‬وإلى‭ ‬المهجر‭ ‬والمنافي‭ ‬البعيدة‭ ‬التي‭ ‬اضطُروا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يتخذوها‭ ‬أوطانًا‭ ‬جديدة،‭ ‬توزعهم‭ ‬بلا‭ ‬رحمة‭ ‬على‭ ‬قارات‭ ‬العالم‭ ‬الست‭.‬

ويعرف‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬جيدًا‭ ‬أسماء‭ ‬البارزين‭ ‬من‭ ‬قادتهم‭ ‬السياسيين‭ ‬والميدانيين،‭ ‬الذين‭ ‬أدوا‭ ‬أدوارهم‭ ‬تباعًا‭ ‬عن‭ ‬طيب‭ ‬خاطر،‭ ‬وفي‭ ‬تضحية‭ ‬ظاهرة،‭ ‬وحرصوا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تبقى‭ ‬الراية‭ ‬مرفوعة،‭ ‬يسلّمها‭ ‬جيل‭ ‬إلى‭ ‬جيل،‭ ‬والجذوة‭ ‬مشتعلة،‭ ‬رغم‭ ‬العواصف‭ ‬العاتية‭ ‬التي‭ ‬هبّت‭ ‬عليهم‭.‬

والذاكرة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬لا‭ ‬تحويها‭ ‬فقط‭ ‬كتب‭ ‬التاريخ،‭ ‬ولا‭ ‬الموسوعات‭ ‬التي‭ ‬تغطي‭ ‬كل‭ ‬شاردة‭ ‬وواردة‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬إنما‭ ‬هي‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك‭ ‬ذاكرة‭ ‬شفاهية،‭ ‬محمولة‭ ‬على‭ ‬مساحة‭ ‬التذكر‭ ‬والتخيل‭ ‬والربط‭ ‬والإبداع‭ ‬في‭ ‬عقل‭ ‬كل‭ ‬فلسطيني‭ ‬على‭ ‬حدة،‭ ‬وفي‭ ‬ذاكرة‭ ‬المجموعة‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬فصائل‭ ‬المقاومة‭ ‬والنضال،‭ ‬وفي‭ ‬الذاكرة‭ ‬الجمعية‭ ‬للشعب‭ ‬كله‭.‬

لقد‭ ‬توقفنا‭ ‬جميعًا‭ ‬عند‭ ‬العجوز‭ ‬التي‭ ‬قالت‭ ‬قبل‭ ‬استشهادها‭ ‬بأيام‭ ‬في‭ ‬‮«‬طوفان‭ ‬الأقصى‮»‬‭ ‬وبكل‭ ‬ثقة‭ ‬واعتزاز‭: ‬‮«‬أنا‭ ‬أقدم‭ ‬من‭ ‬إسرائيل‮»‬‭. ‬فهذا‭ ‬القول‭ ‬لم‭ ‬يطلق‭ ‬في‭ ‬فراغ،‭ ‬ولا‭ ‬عفو‭ ‬الخاطر،‭ ‬إنما‭ ‬هو‭ ‬مشحون‭ ‬بالدلالات‭ ‬المهمة،‭ ‬ومنها‭ ‬ما‭ ‬تتذكره‭ ‬هذه‭ ‬المرأة‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬الصراع،‭ ‬وقامت‭ ‬بنقله‭ ‬إلى‭ ‬أولادها‭ ‬وأحفادها،‭ ‬وهم‭ ‬بدورهم‭ ‬سينقلونه‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬يأتون‭ ‬من‭ ‬أصلابهم،‭ ‬وهكذا‭ ‬دواليك‭.‬

كما‭ ‬تحلّ‭ ‬هذه‭ ‬الذاكرة‭ ‬في‭ ‬الأعمال‭ ‬السردية‭ ‬لأدباء‭ ‬فلسطينيين،‭ ‬التي‭ ‬تسجل‭ ‬فنيًا‭ ‬تاريخ‭ ‬الناس،‭ ‬وتلتقط‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬شخصيات‭ ‬واقعية،‭ ‬وإن‭ ‬أضافت‭ ‬إليها‭ ‬فكل‭ ‬محمول‭ ‬عليها‭ ‬ليس‭ ‬ابتداعًا‭ ‬كاملًا،‭ ‬إنما‭ ‬هو‭ ‬مستمد‭ ‬من‭ ‬العيش‭ ‬الذي‭ ‬مرّ‭ ‬به‭ ‬الأديب‭ ‬الفلسطيني؛‭ ‬أي‭ ‬حياة‭ ‬فئة‭ ‬من‭ ‬الشعب،‭ ‬سمعها‭ ‬ورآها‭ ‬واختلط‭ ‬بها‭ ‬وصار‭ ‬واحدًا‭ ‬منها‭.‬

لقد‭ ‬كتب‭ ‬الشاعر‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الكبير‭ ‬محمود‭ ‬درويش‭ ‬كتابًا‭ ‬سرديًا‭ ‬عنوانه‭: ‬‮«‬ذاكرة‭ ‬للنسيان‮»‬،‭ ‬عن‭ ‬تجربة‭ ‬حصاره‭ ‬مع‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬بيروت‭ ‬إثر‭ ‬اجتياح‭ ‬إسرائيل‭ ‬لها‭ ‬عام‭ ‬1982،‭ ‬وهو‭ ‬عنوان‭ ‬قد‭ ‬يتأوّل‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬يحمل‭ ‬رغبة‭ ‬صاحبه‭ ‬في‭ ‬نسيان‭ ‬الآلام‭ ‬التي‭ ‬جرت‭ ‬له،‭ ‬لكن‭ ‬قد‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬فيه‭ ‬معنى‭ ‬مضادًا‭ ‬تمامًا،‭ ‬إذ‭ ‬صار‭ ‬للنسيان‭ ‬نفسه‭ ‬ذاكرة‭.‬

وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬هذين‭ ‬التأويلين‭ ‬المتضادين،‭ ‬فإن‭ ‬شعر‭ ‬درويش‭ ‬نفسه‭ ‬احتفى‭ ‬بالذاكرة‭ ‬الفلسطينية‭. ‬أما‭ ‬الاحتفاء‭ ‬الأشد‭ ‬فقد‭ ‬حملته‭ ‬الروايات‭ ‬والقصص‭ ‬القصيرة‭ ‬والمسرحيات‭ ‬والسيرة‭ ‬الذاتية‭ ‬والغيرية‭ ‬والخواطر،‭ ‬وهي‭ ‬كثيرة‭ ‬ومتواصلة‭ ‬عبر‭ ‬الأجيال،‭ ‬والنصوص‭ ‬العابرة‭ ‬للأنواع،‭ ‬ومن‭ ‬أبرزها‭ ‬كتاب‭ ‬مريد‭ ‬البرغوثي‭: ‬‮«‬رأيت‭ ‬رام‭ ‬الله‮»‬‭.‬

وخلال‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬غزة‭- ‬والذي‭ ‬أعقب‭ ‬‮«‬طوفان‭ ‬الأقصى‮»‬‭- ‬أزيلت‭ ‬أحياء‭ ‬كاملة،‭ ‬وجرفت‭ ‬شوارع‭ ‬وطرق،‭ ‬وتم‭ ‬محو‭ ‬معالمها‭ ‬تمامًا،‭ ‬وهي‭ ‬إن‭ ‬أعيدت‭ ‬مع‭ ‬الإعمار،‭ ‬فلن‭ ‬تأخذ‭ ‬هيئتها‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬عليها،‭ ‬ليظلّ‭ ‬قديمها‭ ‬في‭ ‬الذاكرة،‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تستدعيه‭ ‬حنينًا،‭ ‬لكنها،‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة،‭ ‬لن‭ ‬تخلو‭ ‬من‭ ‬تحدٍّ‭ ‬وعناد‭ ‬إيجابي‭ ‬تحت‭ ‬لافتة‭ ‬تقول‭: ‬‮«‬كي‭ ‬لا‭ ‬ننسى‮»‬‭.‬

فالفلسطينيون‭ ‬لم‭ ‬يغيروا‭ ‬معالم‭ ‬مدنهم‭ ‬اختيارًا،‭ ‬وبحكم‭ ‬تقادم‭ ‬يجعل‭ ‬بعض‭ ‬المباني‭ ‬آيلة‭ ‬للسقوط‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬تنقضّ،‭ ‬وبعض‭ ‬الطرق‭ ‬والشوارع‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬توسعة،‭ ‬وكثير‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬التجارية‭ ‬القديمة‭- ‬حيث‭ ‬الحوانيت‭ ‬التي‭ ‬تحتل‭ ‬الجانبين‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شارع‭- ‬تتبدل‭ ‬بأنشطة‭ ‬أخرى‭ ‬حديثة،‭ ‬إنما‭ ‬تغيرت‭ ‬بعض‭ ‬المعالم‭ ‬جبرًا،‭ ‬ولذا‭ ‬يعد‭ ‬تذكرها‭ ‬نوعًا‭ ‬من‭ ‬المقاومة‭.‬

ستظل‭ ‬ذاكرة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬هي‭ ‬خط‭ ‬الدفاع‭ ‬الأول‭ ‬عن‭ ‬قضيتهم؛‭ ‬لأن‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المتواصل‭ ‬عليهم‭ ‬لا‭ ‬يعطي‭ ‬أيًا‭ ‬منهم‭ ‬فرصة‭ ‬لنسيان‭ ‬ما‭ ‬يجري،‭ ‬ولأنهم‭ ‬يدركون،‭ ‬من‭ ‬تلقاء‭ ‬أنفسهم،‭ ‬أن‭ ‬طمس‭ ‬ذاكرتهم‭ ‬أو‭ ‬محوها‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬تلويثها‭ ‬هو‭ ‬أول‭ ‬معول‭ ‬في‭ ‬هدم‭ ‬حُلمهم‭ ‬بالحرية‭.‬

{ كاتب‭ ‬وباحث‭ ‬العلوم‭ ‬السياسية

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا