العدد : ١٦٨٤٥ - الاثنين ٠٦ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٥ - الاثنين ٠٦ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ شوّال ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

«معاداة السامية والصهيونية».. سلاح لاضطهاد حرية التعبير

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

الثلاثاء ٠٢ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

خطة‭ ‬شيطانية‭ ‬ابتدعتها‭ ‬الصهيونية‭ ‬العالمية،‭ ‬ثم‭ ‬عمَّمتها‭ ‬بقوةِ‭ ‬نفوذها‭ ‬وسيطرتها‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬ومنظمات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬وتهدف‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬إلى‭ ‬تأصيل‭ ‬وتعميق‭ ‬فكرة‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬اليهودي‭ ‬هو‭ ‬شعب‭ ‬الله‭ ‬المختار،‭ ‬فلا‭ ‬يجوز‭ ‬انتقادهم‭ ‬أو‭ ‬المساس‭ ‬بهم،‭ ‬ولا‭ ‬يُسمح‭ ‬بإبداء‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬ينتقدهم‭ ‬ويعري‭ ‬أخطاءهم‭ ‬وجرائمهم‭. ‬وهذه‭ ‬الفكرة‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬إلى‭ ‬حماية‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬الذي‭ ‬زرعه‭ ‬الغرب‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬بلادنا‭ ‬وفي‭ ‬وسط‭ ‬عالمنا‭ ‬العربي‭ ‬،‭ ‬فهذا‭ ‬الكيان‭ ‬هو‭ ‬الوكيل‭ ‬الحصري‭ ‬الشرعي‭ ‬للدول‭ ‬الغربية‭ ‬المستعمرة،‭ ‬وبخاصة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لتفتيت‭ ‬الأمة‭ ‬العربية،‭ ‬وجعلها‭ ‬تأكل‭ ‬بعضها‭ ‬بعضاً،‭ ‬فيسهل‭ ‬السيطرة‭ ‬عليها‭ ‬وافتراسها‭ ‬واحدة‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى‭. ‬

فالخطة‭ ‬إذن‭ ‬هي‭ ‬منع‭ ‬‮«‬معاداة‭ ‬السامية‮»‬،‭ ‬وحظر‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬رأي،‭ ‬أو‭ ‬موقف‭ ‬ضد‭ ‬السامية‭ ‬اليهودية،‭ ‬وكتم‭ ‬الأفواه‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬فكرة‭ ‬أو‭ ‬سياسة،‭ ‬أو‭ ‬قول‭ ‬وفعل‭ ‬قد‭ ‬يلمس‭ ‬اليهودية‭ ‬من‭ ‬قريبٍ‭ ‬أو‭ ‬بعيد،‭ ‬بل‭ ‬وتمادت‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬إلى‭ ‬تجريم‭ ‬معاداة‭ ‬السامية،‭ ‬ومحاربة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يقف‭ ‬ضدها‭ ‬في‭ ‬رزقه،‭ ‬وعمله،‭ ‬وعياله،‭ ‬وفي‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬اتهامه‭ ‬رسمياً‭ ‬وإدانته‭ ‬ومعاقبته‭ ‬وإلقائه‭ ‬في‭ ‬غياهب‭ ‬السجون‭. ‬

واليوم‭ ‬توسعت‭ ‬دائرة‭ ‬‮«‬معادة‭ ‬السامية‮»‬،‭ ‬وتضيَّقت‭ ‬حدود‭ ‬حرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير‭ ‬حول‭ ‬اليهود،‭ ‬ففي‭ ‬السابق‭ ‬كما‭ ‬أشرنا‭ ‬معاداة‭ ‬السامية‭ ‬وانتقادها‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬جريمة‭ ‬يعاقب‭ ‬عليها‭ ‬القانون،‭ ‬والآن‭ ‬يأتي‭ ‬الكونجرس‭ ‬الأمريكي‭ ‬ممثلاً‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬بالمصادقة‭ ‬في‭ ‬6‭ ‬ديسمبر‭ ‬2023‭ ‬على‭ ‬قرار‭ ‬ينص‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬معاداة‭ ‬الصهيونية‭ ‬هي‭ ‬معاداة‭ ‬للسامية‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬تقديري‭ ‬فإن‭ ‬الخطوة‭ ‬الأخيرة‭ ‬للخطة‭ ‬الصهيونية‭ ‬ستكون‭ ‬‮«‬معاداة‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬جريمة‭ ‬كمعاداة‭ ‬السامية‭ ‬والصهيونية‮»‬،‭ ‬فهو‭ ‬إذن‭ ‬كيان‭ ‬يهودي‭ ‬مقدس‭ ‬من‭ ‬شعب‭ ‬الله‭ ‬المختار‭ ‬ولا‭ ‬يجوز‭ ‬انتقاده،‭ ‬ولا‭ ‬إبداء‭ ‬الرأي‭ ‬حول‭ ‬سياساته،‭ ‬وممارساته‭ ‬وجرائمه‭ ‬التي‭ ‬امتدت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬75‭ ‬عاماً،‭ ‬وبذلك‭ ‬يكون‭ ‬الكيان‭ ‬قد‭ ‬نال‭ ‬الغطاء‭ ‬الدولي‭ ‬الشرعي‭ ‬الذي‭ ‬يمنع‭ ‬أي‭ ‬أحد،‭ ‬سواء‭ ‬أكان‭ ‬فرداً،‭ ‬أو‭ ‬منظمة‭ ‬أممية‭ ‬حقوقية‭ ‬وإنسانية،‭ ‬أو‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬ملاحقة‭ ‬تعدياته،‭ ‬أو‭ ‬محاسبته‭ ‬ومعاقبته‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬خطأ،‭ ‬أو‭ ‬جريمة‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬نوعها‭. ‬وأخيراً‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬هي‭ ‬تعميم‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬القوانين‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬بها‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التشريعات‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬استثناء،‭ ‬بدءاً‭ ‬بفرضها‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬مع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬ثم‭ ‬باقي‭ ‬دول‭ ‬العالم‭. ‬

وهناك‭ ‬ثلاثة‭ ‬تعريفات‭ ‬مُقدمة‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬جهات‭ ‬حول‭ ‬‮«‬معاداة‭ ‬السامية‮»‬‭ ‬‭(‬anti‭-‬Semitism‭)‬،‭ ‬منها‭ ‬أولاً‭ ‬التعريف‭ ‬الأكثر‭ ‬شيوعاً‭ ‬واستخداماً‭ ‬والمُقدم‭ ‬من‭ ‬‮«‬التحالف‭ ‬الدولي‭ ‬لإحياء‭ ‬ذكرى‭ ‬المحرقة‮»‬‭ ‬(International Holocaust Remembrance Alliance)‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬27‭ ‬يونيو‭ ‬2016‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬التعريف‭ ‬العملي‭ ‬لمعاداة‭ ‬السامية‮»‬،‭ ‬علماً‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬التحالف‭ ‬يتكون‭ ‬من‭ ‬31‭ ‬دولة‭ ‬عضو‭ ‬في‭ ‬الاتحاد،‭ ‬منها‭ ‬24‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬سبع‭ ‬منظمات‭ ‬دولية‭. ‬وقد‭ ‬اعتمد‭ ‬التحالف‭ ‬التعريف‭ ‬التالي‭ ‬لمعاداة‭ ‬السامية‭: ‬‮«‬تَصَوُّرْ‭ ‬مُحدد‭ ‬عن‭ ‬اليهود،‭ ‬والذي‭ ‬يمكن‭ ‬التعبير‭ ‬عنه‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬كراهية‭ ‬لليهود‭ ‬سواء‭ ‬بالأقوال‭ ‬أو‭ ‬الأفعال‮»‬،‭ ‬وهذا‭ ‬التعريف‭ ‬الغامض‭ ‬سيء‭ ‬النية‭ ‬والسمعة‭ ‬تم‭ ‬اعتماده‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الحكومات،‭ ‬والمعاهد‭ ‬العلمية‭ ‬والجامعات،‭ ‬والمنظمات‭ ‬الأممية،‭ ‬ولكن‭ ‬الآن‭ ‬يستخدم‭ ‬هذا‭ ‬التعريف‭ ‬ويستغل‭ ‬ليس‭ ‬للحوار‭ ‬والنقاش‭ ‬وإنما‭ ‬لتكميم‭ ‬الأفواه،‭ ‬وإسكات‭ ‬الناس،‭ ‬وضرب‭ ‬حرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير‭ ‬بيدٍ‭ ‬من‭ ‬حديد‭ ‬بحجة‭ ‬ومبرر‭ ‬معاداة‭ ‬السامية،‭ ‬بل‭ ‬يتعدى‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬تَحَمُّل‭ ‬وقبول‭ ‬أي‭ ‬انتقاد‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬أو‭ ‬‮«‬دولة‭ ‬إسرائيل‮»‬‭. ‬ولذلك‭ ‬فالتعريف‭ ‬يُقدم‭ ‬11‭ ‬مثالاً‭ ‬ونموذجاً‭ ‬على‭ ‬معاداة‭ ‬السامية‭ ‬منها‭ ‬7‭ ‬أمثلة‭ ‬تُركز‭ ‬على‭ ‬‮«‬دولة‭ ‬إسرائيل‮»‬،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬استغلال‭ ‬هذا‭ ‬التعريف‭ ‬ومنع‭ ‬وحظر‭ ‬أي‭ ‬انتقاد‭ ‬للممارسات‭ ‬الصهيونية‭ ‬من‭ ‬قَبْلْ‭ ‬أو‭ ‬اليوم‭ ‬والمتمثلة‭ ‬في‭ ‬الهجمات‭ ‬البربرية‭ ‬التي‭ ‬نشهدها‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬وتشريد‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬غزة،‭ ‬وقتل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬22‭ ‬ألف‭ ‬وجرح‭ ‬قرابة‭ ‬50‭ ‬ألفا،‭ ‬وهدم‭ ‬المواقع‭ ‬الأثرية‭ ‬التاريخية‭ ‬التراثية‭ ‬للإنسانية‭ ‬جمعاء‭. ‬فكل‭ ‬هذه‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬للبشر‭ ‬والحجر‭ ‬والشجر‭ ‬لو‭ ‬تم‭ ‬انتقادها‭ ‬يعني‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬هذا‭ ‬التعريف‭ ‬معاداة‭ ‬للسامية،‭ ‬وكراهية‭ ‬لليهود‭ ‬ودولة‭ ‬إسرائيل‭ ‬وعدم‭ ‬الاعتراف‭ ‬بحقها‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬والعيش‭ ‬بسلام‭ ‬وحقها‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭. ‬ولذلك‭ ‬طوال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬بسبب‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬التعريف‭ ‬وتجريم‭ ‬معاداة‭ ‬السامية،‭ ‬نجح‭ ‬الكيان‭ ‬في‭ ‬الإفلات‭ ‬من‭ ‬العقاب،‭ ‬وعدم‭ ‬محاسبته‭ ‬وملاحقته‭ ‬على‭ ‬جرائمه‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭. ‬

وهناك‭ ‬التعريف‭ ‬الثاني‭ ‬الذي‭ ‬صدر‭ ‬في‭ ‬القدس‭ ‬في‭ ‬26‭ ‬مارس‭ ‬2021‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬العلماء‭ ‬اليهود‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭: ‬‮«‬إعلان‭ ‬القدس‭ ‬حول‭ ‬معاداة‭ ‬السامية‮»‬‭ ‬(Jerusalem Declaration on Antisemitism). وهذا‭ ‬الإعلان‭ ‬يُعرِّف‭ ‬معاداة‭ ‬السامية‭ ‬بأنها‭: ‬‮«‬التمييز،‭ ‬أو‭ ‬التحيز،‭ ‬أو‭ ‬العداء،‭ ‬أو‭ ‬العنف‭ ‬ضد‭ ‬اليهود‭ ‬كيهود‮»‬‭. ‬وهذا‭ ‬الإعلان‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬15‭ ‬بنداً‭ ‬استرشادياً‭ ‬حول‭ ‬تفاصيل‭ ‬تعريف‭ ‬معاداة‭ ‬السامية،‭ ‬ويُقدم‭ ‬توجهاً‭ ‬بديلاً‭ ‬نوعاً‭ ‬ما‭ ‬وجديداً،‭ ‬وهو‭ ‬بذلك‭ ‬يُعد‭ ‬أكثر‭ ‬عدلاً‭ ‬وتوازناً‭ ‬من‭ ‬التعريف‭ ‬الأول،‭ ‬حيث‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬التوازن‭ ‬والتوفيق‭ ‬بين‭ ‬محاربة‭ ‬ومعاداة‭ ‬السامية‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وحماية‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭ ‬وحماية‭ ‬الحوارات‭ ‬الدائرة‭ ‬المفتوحة‭ ‬حول‭ ‬مستقبل‭ ‬إسرائيل‭ ‬وفلسطين‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭.‬

وأما‭ ‬التعريف‭ ‬الثالث‭ ‬فهو‭ ‬متضمن‭ ‬في‭ ‬‮«‬وثيقة‭ ‬نكسيس‮»‬‭ (‬Nexus‭ ‬Document)، والمُقدم‭ ‬من‭ ‬فريق‭ ‬عمل‭ ‬من‭ ‬كلية‭ ‬بارنارد‭ ‬(Barnard College) وجامعة‭ ‬جنوب‭ ‬كاليفورنيا‭. ‬وهذا‭ ‬التعريف‭ ‬يفيد‭ ‬بأن‭ ‬معاداة‭ ‬السامية‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭: ‬‮«‬المعتقدات‭ ‬والمشاعر‭ ‬السلبية‭ ‬تجاه‭ ‬اليهود،‭ ‬والسلوك‭ ‬العدائي‭ ‬الموجه‭ ‬ضد‭ ‬اليهود‭ (‬لأنهم‭ ‬يهود‭)‬،‭ ‬والظروف‭ ‬التي‭ ‬تميز‭ ‬ضد‭ ‬اليهود،‭ ‬وتعيق‭ ‬بشكلٍ‭ ‬كبير‭ ‬قدرتهم‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬على‭ ‬قدم‭ ‬المساواة‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬السياسية،‭ ‬أو‭ ‬الدينية،‭ ‬أو‭ ‬الثقافية،‭ ‬أو‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬أو‭ ‬الاجتماعية‮»‬‭. ‬كذلك‭ ‬تتضمن‭ ‬الوثيقة‭ ‬بياناً‭ ‬بأن‭: ‬‮«‬حتى‭ ‬الانتقادات‭ ‬المثيرة‭ ‬للجدل،‭ ‬أو‭ ‬الحادة،‭ ‬أو‭ ‬القاسية‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بسبب‭ ‬سياساتها‭ ‬وأفعالها،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬إسرائيل،‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاتها‭ ‬غير‭ ‬شرعية،‭ ‬أو‭ ‬معادية‭ ‬للسامية‮»‬‭. ‬وهذا‭ ‬التعريف‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬خطوط‭ ‬استرشادية‭ ‬وتوجيهية‭ ‬لمتخذي‭ ‬القرار‭ ‬ولرجال‭ ‬السياسة‭ ‬ورجال‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع‭.‬

وفي‭ ‬المقابل‭ ‬هناك‭ ‬جهود‭ ‬خجولة‭ ‬ومحاولات‭ ‬ضعيفة‭ ‬للوقوف‭ ‬ضد‭ ‬هذه‭ ‬المخططات‭ ‬الشيطانية‭ ‬الصهيونية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتجريم‭ ‬معاداة‭ ‬السامية،‭ ‬والصهيونية،‭ ‬ودولة‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭. ‬وهذه‭ ‬المحاولات‭ ‬لا‭ ‬ترقى‭ ‬إلى‭ ‬قوة‭ ‬ونفوذ‭ ‬واتساع‭ ‬سلطة‭ ‬الجانب‭ ‬الصهيوني‭ ‬الآخر،‭ ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬الخطاب‭ ‬الموجه‭ ‬إلى‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬4‭ ‬أبريل‭ ‬2023‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬منظمة‭ ‬لرفض‭ ‬التعريفات‭ ‬السابقة‭ ‬لمعاداة‭ ‬السامية،‭ ‬لأنها‭ ‬تُستغل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الصهاينة‭ ‬ومن‭ ‬والاهم‭ ‬واتبع‭ ‬خطاهم‭ ‬لإلقاء‭ ‬التهمة‭ ‬البغيضة‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬ينتقد‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬بأنه‭ ‬يعادي‭ ‬اليهود‭ ‬والسامية‭. ‬ونُشر‭ ‬الخطاب‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬ومجموعات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬الأخرى‭ ‬تحث‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬احترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬ضد‭ ‬معاداة‭ ‬السامية‮»‬‭. ‬وجاء‭ ‬فيه‭ ‬بأننا‭ ‬نُمثل‭ ‬104‭ ‬منظمات‭ ‬مجتمع‭ ‬مدني،‭ ‬لنؤكد‭ ‬لك‭ ‬دعمنا‭ ‬القوي‭ ‬لالتزامات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لمحاربة‭ ‬معاداة‭ ‬السامية،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬يؤكد‭ ‬الخطاب‭ ‬أن‭ ‬تعريف‭ ‬معاداة‭ ‬السامية‭ ‬قد‭: ‬‮«‬تم‭ ‬استغلاله‭ ‬عمداً‭ ‬لتصنيف‭ ‬انتقاد‭ ‬إسرائيل‭ ‬بأنه‭ ‬عمل‭ ‬معاد‭ ‬للسامية،‭ ‬ولذلك‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬قمع‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬السلمية‭ ‬والأنشطة‭ ‬والخطابات‭ ‬المنتقدة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬والصهيونية،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬المقرر‭ ‬الخاص‭ ‬السابق‭ ‬‮«‬أشيومي‮»‬‭ ‬المعني‭ ‬بالعنصرية‭ ‬قد‭ ‬تعرض‭ ‬لسوء‭ ‬استخدام‭ ‬هذا‭ ‬التعريف‮»‬‭.‬

ومثل‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬الخيَّرة‭ ‬لمقاومة‭ ‬تيار‭ ‬الصهاينة‭ ‬الجارف‭ ‬الشديد‭ ‬القوة،‭ ‬والواسع‭ ‬النفوذ‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يدعم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومات‭ ‬والمنظمات‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬القوى‭ ‬الإنسانية‭ ‬والمعتدلة‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬والمجموعات‭ ‬اليهودية‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬ضد‭ ‬الصهيونية،‭ ‬ويجب‭ ‬إنشاء‭ ‬تيار‭ ‬يساوي،‭ ‬بل‭ ‬يزيد‭ ‬في‭ ‬شدته‭ ‬على‭ ‬تيار‭ ‬الشر‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬القوة‭ ‬والهيمنة‭ ‬حتى‭ ‬ينجح‭ ‬في‭ ‬إضعافه‭ ‬وكسره‭ ‬وتحوير‭ ‬مساره‭. ‬

 

bncftpw@batelco‭.‬com‭.‬bh

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا