العدد : ١٦٨٤٦ - الثلاثاء ٠٧ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٦ - الثلاثاء ٠٧ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ شوّال ١٤٤٥هـ

اطلالة

هالة كمال الدين

halakamal99@hotmail.com

الإنسانية محيط

مؤخرا‭ ‬أعلن‭ ‬المرصد‭ ‬الأورومتوسطي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬أن‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬قتل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشرة‭ ‬آلاف‭ ‬طفل‭ ‬ورضيع‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬بينهم‭ ‬مئات‭ ‬تحت‭ ‬الأنقاض‭ ‬منذ‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬وعشرين‭ ‬ألف‭ ‬ضحية‭ ‬والبقية‭ ‬تأتي‭.‬

ووسط‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المجازر‭ ‬تأتي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لتصعقنا‭ ‬جميعا‭ ‬وكعادتها‭ ‬باستخدام‭ ‬الفيتو‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬لمنع‭ ‬صدور‭ ‬أي‭ ‬قرار‭ ‬يدين‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬أو‭ ‬يوقف‭ ‬هذه‭ ‬الإبادة،‭ ‬في‭ ‬تحدٍ‭ ‬فج‭ ‬للغضب‭ ‬العربي،‭ ‬ضاربة‭ ‬عرض‭ ‬الحائط‭ ‬بالإرادة‭ ‬العالمية،‭ ‬ومقرة‭ ‬بكل‭ ‬تبجح‭ ‬بمبدأ‭ ‬الغابة،‭ ‬معلنة‭ ‬بذلك‭ ‬انهيار‭ ‬تام‭ ‬للنظام‭ ‬الإنساني‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الأرض‭.‬

أمريكا‭ ‬لم‭ ‬تعبأ‭ ‬بالإدانات‭ ‬الدولية‭ ‬الواسعة‭ ‬لاستخدام‭ ‬الفيتو‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬وباعتباره‭ ‬شراكة‭ ‬صارخة‭ ‬مع‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬جرائمه،‭ ‬مسجلة‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬تواطؤها‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬صهيوني،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬ليس‭ ‬بغريب‭ ‬عليها،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يمثل‭ ‬الضوء‭ ‬الأخضر‭ ‬لإسرائيل‭ ‬لمواصلة‭ ‬عدوانها‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬فغداة‭ ‬إعلان‭ ‬حق‭ ‬الفيتو‭ ‬ضد‭ ‬قرار‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬لأسباب‭ ‬إنسانية‭ ‬سقط‭ ‬حوالي‭ ‬71‭ ‬شهيدا‭ ‬خلال‭ ‬24‭ ‬ساعة‭ ‬فقط،‭ ‬ولم‭ ‬لا،‭ ‬فالعالم‭ ‬أجمع‭ ‬بات‭ ‬يشاهد‭ ‬مذابحها‭ ‬ويتابع‭ ‬إبادتها‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بكل‭ ‬دم‭ ‬بارد،‭ ‬ليبقى‭ ‬السؤال‭:‬

متى‭ ‬يتوقف‭ ‬هذا‭ ‬السعار‭ ‬الإسرائيلي؟

وإلى‭ ‬أين‭ ‬سيأخذ‭ ‬العالم؟

وهل‭ ‬بالفعل‭ ‬بتنا‭ ‬نعيش‭ ‬اليوم‭ ‬عصر‭ ‬اللا‭ ‬إنسانية؟

هناك‭ ‬رأي‭ ‬جميل‭ ‬للأديب‭ ‬العالمي‭ ‬نجيب‭ ‬محفوظ‭ ‬يقول‭:‬

‮«‬من‭ ‬يستهين‭ ‬بحق‭ ‬إنسان‭ ‬في‭ ‬أقصى‭ ‬الأرض‭ ‬لا‭ ‬في‭ ‬بيته‭.. ‬فقد‭ ‬استهان‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسانية‭ ‬جميعا‮»‬‭!‬

نعم‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬فعلته‭ ‬وتفعله‭ ‬إسرائيل‭ ‬دوما،‭ ‬استهانة‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسانية‭ ‬جميعا،‭ ‬لتبرهن‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬لحظة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الإنسانية‭ ‬رتبة‭ ‬يصل‭ ‬إليها‭ ‬بعض‭ ‬البشر‭ ‬ويموت‭ ‬آخرون‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الوصول‭ ‬إليها،‭ ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬افتقدت‭ ‬أبسط‭ ‬مبادئها‭ ‬وللأبد،‭ ‬فهذا‭ ‬لا‭ ‬ينفي‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬أجمل‭ ‬ما‭ ‬يميز‭ ‬بني‭ ‬آدم،‭ ‬وأنه‭ ‬لولاها‭ ‬لهلك‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحياة،‭ ‬فهي‭ ‬المشاعر‭ ‬والقيم‭ ‬الدالة‭ ‬على‭ ‬قيمة‭ ‬الإنسان،‭ ‬والتي‭ ‬تميزه‭ ‬عن‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬الكائنات‭ ‬الحية‭.‬

لذلك‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نفقد‭ ‬الأمل‭ ‬فيها،‭ ‬فكما‭ ‬قال‭ ‬المهاتما‭ ‬غاندي‭:‬

‮«‬الإنسانية‭ ‬محيط،‭ ‬وإذا‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬بضع‭ ‬قطراته‭ ‬قذرة‭.. ‬فلا‭ ‬يصبح‭ ‬المحيط‭ ‬بأكمله‭ ‬قذرا‮»‬‭!‬

إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا