العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

حرب الإبادة في غزة وأزمة الضمير العالمي

بقلم: عبدالله السناوي

الخميس ٢١ ديسمبر ٢٠٢٣ - 02:00

‮«‬الموضوع‭ ‬بسيط،‭ ‬أوقفوا‭ ‬قتل‭ ‬الناس،‭ ‬لا‭ ‬تقتلوا‭ ‬الناس،‭ ‬توقفوا‮»‬‭.‬

كانت‭ ‬تلك‭ ‬كلمات‭ ‬قاطعة‭ ‬تطلب‭ ‬وقف‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬نشرتها‭ ‬صحيفة‭ ‬الـ«نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬فتاة‭ ‬يهودية‭ ‬غاضبة‭.‬

لفت‭ ‬نظر‭ ‬الصحيفة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬واسعة‭ ‬الانتشار‭ ‬والتأثير،‭ ‬الانقسام‭ ‬الجيلي‭ ‬الحاد‭ ‬داخل‭ ‬الأسرة‭ ‬اليهودية‭ ‬الواحدة‭. ‬فأجرت‭ ‬تحقيقاً‭ ‬حاولت‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬تلمّ‭ ‬بطبيعة‭ ‬وحدود‭ ‬ذلك‭ ‬التصدع‭ ‬وتداعياته‭ ‬المحتملة‭.‬

‮«‬يبدو‭ ‬أنه‭ ‬أبسط‭ ‬مطلب‮»‬،‭ ‬هكذا‭ ‬تضيف‭ ‬الفتاة،‭ ‬‮«‬لكن‭ ‬رد‭ ‬أمي‭ ‬دائماً‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬ليس‭ ‬بمثل‭ ‬هذه‭ ‬البساطة‮»‬‭.‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬رب‭ ‬العائلة،‭ ‬كما‭ ‬تروي‭ ‬الصحيفة‭ ‬الأمريكية‭: ‬‮«‬جوديث‭ ‬وأنا‭ ‬نتحدث‭ ‬دوماً‭.. ‬ألم‭ ‬نعلّم‭ ‬أبناءنا‭ ‬ما‭ ‬يكفي‭ ‬عن‭ ‬معاداة‭ ‬السامية‭ ‬والهولوكوست‮»‬‭. ‬إنه‭ ‬صدام‭ ‬بين‭ ‬جيلين‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬حرب‭ ‬غزة‭.‬

أولهما‭ - ‬تستغرقه‭ ‬سردية‭ ‬العداء‭ ‬للسامية‭ ‬والهولوكوست،‭ ‬وما‭ ‬أنتجته‭ ‬‮«‬هوليوود‮»‬‭ ‬من‭ ‬أفلام‭ ‬عن‭ ‬عذابات‭ ‬المحرقة‭ ‬النازية‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬وأن‭ ‬ذلك‭ ‬يسوّغ‭ ‬لإسرائيل‭ ‬ارتكاب‭ ‬كل‭ ‬الجرائم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬حساب‭.‬

وثانيهما‭ - ‬ينظر‭ ‬في‭ ‬الهولوكوست‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الماثل،‭ ‬ويرى‭ ‬ألا‭ ‬شيء‭ ‬يبرر‭ ‬ما‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭ ‬أهل‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬أهوال‭ ‬وبشاعات‭ ‬غير‭ ‬قابلة‭ ‬للتصديق‭ ‬أن‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬عصرنا‭ ‬بذريعة‭ ‬‮«‬حق‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسها‮»‬‭. ‬إنها‭ ‬أزمة‭ ‬ضمير‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬المجتمع‭ ‬اليهودي‭ ‬الأمريكي،‭ ‬كما‭ ‬لم‭ ‬تحدث‭ ‬من‭ ‬قبل‭.‬

كانت‭ ‬تلك‭ ‬أول‭ ‬حرب‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬المعاصر‭ ‬تتجاوز‭ ‬مشاهدها‭ ‬الإعلام‭ ‬التقليدي‭ ‬وآليات‭ ‬السيطرة‭ ‬عليه‭. ‬إثر‭ ‬ثورة‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصالات،‭ ‬ونقل‭ ‬الصور‭ ‬عبر‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ممكناً‭ ‬حجب‭ ‬الحقيقة،‭ ‬أو‭ ‬منع‭ ‬أزمات‭ ‬الضمير‭.‬

نشأت‭ ‬موجات‭ ‬غضب‭ ‬وتظاهرات‭ ‬احتجاج‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬متخيلة‭ ‬في‭ ‬أوساط‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة‭ ‬تكاد‭ ‬تشبه‭ ‬في‭ ‬أحجامها‭ ‬ورسائلها‭ ‬وتداعياتها‭ ‬احتجاجات‭ ‬ستينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬ضد‭ ‬التورط‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬الفيتنامية‭.‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬العرب‭ ‬طرفاً‭ ‬من‭ ‬قريب‭ ‬أو‭ ‬بعيد‭ ‬بما‭ ‬حاق‭ ‬باليهود‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬النازي‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬لكنهم‭ ‬دفعوا‭ ‬فواتير‭ ‬دم‭ ‬باهظة‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬النازيين‭ ‬الجدد‭. ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬خطاباً‭ ‬عربياً‭ ‬معتاداً،‭ ‬يخاطبون‭ ‬به‭ ‬أنفسهم‭. ‬الآن‭ ‬يطرح‭ ‬الخطاب‭ ‬نفسه‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭ ‬اليهودي‭ ‬الأمريكي‭.‬

لسنوات‭ ‬طويلة‭ ‬ارتفع‭ ‬صوت‭ ‬عالم‭ ‬اللغويات‭ ‬الأشهر‭ ‬نعوم‭ ‬تشومسكي،‭ ‬داعماً‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭. ‬لم‭ ‬نلتفت‭ ‬بما‭ ‬يكفي‭ ‬إلى‭ ‬عمق‭ ‬تأثير‭ ‬ذلك‭ ‬المفكر‭ ‬اليساري‭ ‬اليهودي،‭ ‬الذي‭ ‬ربطته‭ ‬صداقة‭ ‬عميقة‭ ‬مع‭ ‬المفكر‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الراحل‭ ‬إدوارد‭ ‬سعيد،‭ ‬على‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة‭.‬

إنه‭ ‬الأب‭ ‬الروحي‭ ‬لجماعة‭ ‬‮«‬أصوات‭ ‬يهودية‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬برزت‭ ‬في‭ ‬تظاهرات‭ ‬واحتجاجات‭ ‬المدن‭ ‬الأمريكية‭ ‬الكبرى،‭ ‬وشلّت‭ ‬الحركة‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬على‭ ‬الطرق‭ ‬السريعة‭ ‬في‭ ‬لوس‭ ‬أنجلوس‭.‬

في‭ ‬الأيام‭ ‬الأولى‭ ‬للحرب،‭ ‬حاولت‭ ‬تلك‭ ‬الجماعة‭ ‬اقتحام‭ ‬مبنى‭ ‬الكونجرس‭ ‬لكي‭ ‬تقول‭: ‬‮«‬ليس‭ ‬باسمنا‮»‬‭. ‬باطراد‭ ‬صرخات‭ ‬الضمير‭ ‬وتظاهرات‭ ‬الاحتجاج‭ ‬باتساع‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬تغيرت‭ ‬حسابات‭ ‬ومواقف‭ ‬دول،‭ ‬ووجد‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬مأزق‭ ‬سياسي‭ ‬يصعب‭ ‬الخروج‭ ‬منه‭.‬

صورته‭ ‬تآكلت‭ ‬إثر‭ ‬إخفاقه‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬حربَي‭ ‬أوكرانيا‭ ‬وغزة،‭ ‬وفرصه‭ ‬تقلصت‭ ‬في‭ ‬تجديد‭ ‬ولايته‭ ‬الرئاسية‭ ‬بانتخابات‭ ‬2024‭.‬

الأفدح‭ ‬ما‭ ‬تتعرض‭ ‬له‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬عزلة‭ ‬دولية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬منذ‭ ‬صعودها‭ ‬إثر‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬إلى‭ ‬منصة‭ ‬القوة‭ ‬العظمى‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬صوّتت‭ ‬وحدها‭ ‬ضد‭ ‬قرار‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬وأجهضته‭ ‬بحق‭ ‬النقض‭.‬

ثم‭ ‬لحقت‭ ‬بها‭ ‬هزيمة‭ ‬دبلوماسية‭ ‬تؤشر‭ ‬على‭ ‬التراجع‭ ‬الفادح‭ ‬في‭ ‬مكانتها‭ ‬الدولية،‭ ‬بالتصويت‭ ‬على‭ ‬القرار‭ ‬نفسه‭ ‬بما‭ ‬يشبه‭ ‬الإجماع‭ ‬بالجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭.‬

إثر‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬الصاخبة‭ ‬في‭ ‬عواصم‭ ‬بلدانهم‭ ‬ضد‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬تغيرت‭ ‬مواقف‭ ‬الحلفاء‭ ‬بدرجات‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬مستويات‭ ‬دعم‭ ‬إسرائيل‭. ‬حسابات‭ ‬الضمير‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬كادت‭ ‬تغلب‭ ‬حسابات‭ ‬المصالح‭ ‬في‭ ‬القصور‭.‬

هكذا‭ ‬أحكم‭ ‬المأزق‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن،‭ ‬الحرب‭ ‬مكلفة‭ ‬أخلاقياً‭ ‬وإستراتيجياً،‭ ‬والقصف‭ ‬العشوائي‭ ‬يقتل‭ ‬ويدمر‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬رؤية‭ ‬لما‭ ‬بعدها،‭ ‬حسب‭ ‬وصفه‭!‬

لتخفيف‭ ‬وطأة‭ ‬الأزمة‭ ‬على‭ ‬بلاده‭ ‬حاول‭ ‬إحداث‭ ‬تعديلات‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬الحرب،‭ ‬كأن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬جدول‭ ‬زمني‭ ‬لإيقافها‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬أسابيع‭ ‬وليس‭ ‬خلال‭ ‬أشهر‭ - ‬كما‭ ‬صرح‭ ‬وزير‭ ‬خارجيته‭ ‬أنتوني‭ ‬بلينكن‭.‬

بمترادفات‭ ‬سياسية‭ ‬دعت‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬إلى‭ ‬تخفيض‭ ‬درجة‭ ‬العشوائية‭ ‬في‭ ‬القصف‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬أو‭ ‬درجة‭ ‬الحدة،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الهجمات‭ ‬أكثر‭ ‬دقة‭! ‬بتعبير‭ ‬مستشار‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الأمريكي‭ ‬جاك‭ ‬سوليفان‭ ‬كمفهوم‭ ‬مستحدث‭ ‬لـ«حماية‭ ‬المدنيين‮»‬‭.!‬

انتقد‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬الأداء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬قائلاً‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬انتخابي‭ ‬مغلق‭: ‬إن‭ ‬الدعم‭ ‬الدولي‭ ‬أخذ‭ ‬في‭ ‬التراجع‭. ‬كما‭ ‬دعا‭ ‬نتنياهو‭ ‬إلى‭ ‬إدخال‭ ‬تعديلات‭ ‬على‭ ‬التشكيل‭ ‬الحكومي‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬إيتمار‭ ‬بن‭ ‬غفير‮»‬‭ ‬بالاسم‭.‬

لماذا‭ ‬‮«‬بن‭ ‬غفير‮»‬‭ ‬بالذات؟‭ ‬لأنه‭ ‬بموقعه‭ ‬وزيراً‭ ‬للأمن‭ ‬القومي‭ ‬يتحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬الأولى‭ ‬عن‭ ‬تصاعد‭ ‬اقتحامات‭ ‬المستوطنين‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬كأنه‭ ‬يصب‭ ‬مزيداً‭ ‬من‭ ‬الزيت‭ ‬على‭ ‬النيران‭ ‬المشتعلة‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬فيما‭ ‬تسعى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لعدم‭ ‬فتح‭ ‬جبهات‭ ‬جديدة‭.‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬ممكناً‭ ‬أن‭ ‬يتقبل‭ ‬نتنياهو‭ ‬اقتراح‭ ‬بايدن،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬حكومته‭ ‬تعتمد‭ ‬في‭ ‬وجودها‭ ‬على‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف،‭ ‬إذا‭ ‬انقلب‭ ‬عليه‭ ‬يطاح‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬أقرب‭ ‬وقت‭ ‬ممكن،‭ ‬وربما‭ ‬محاكمته‭ ‬وإيداعه‭ ‬السجن‭!‬

لا‭ ‬يمانع‭ ‬بايدن‭ ‬في‭ ‬تمديد‭ ‬الحرب‭ ‬حتى‭ ‬تنتهي‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬الرئيسة‭ ‬في‭ ‬تقويض‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬وعودة‭ ‬الرهائن‭ ‬وتغيير‭ ‬معادلة‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬علامة‭ ‬نصر‭ ‬واحدة‭.‬

التباينات‭ ‬السياسية‭ ‬مشروع‭ ‬صدامات‭ ‬محتملة‭ ‬بعد‭ ‬وقت‭ ‬أو‭ ‬آخر‭. ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تناهض‭ ‬إعادة‭ ‬احتلال‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬أو‭ ‬تقليص‭ ‬مساحتها،‭ ‬أو‭ ‬إنشاء‭ ‬مناطق‭ ‬عازلة،‭ ‬فيما‭ ‬نتنياهو‭ ‬يرفض‭ ‬بصورة‭ ‬مطلقة‭ ‬‮«‬حل‭ ‬الدولتين‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬عودة‭ ‬السلطة‭ ‬إلى‭ ‬غزة‭ ‬بصيغة‭ ‬سياسية‭ ‬‮«‬متجددة‮»‬،‭ ‬ولا‭ ‬توافق‭ ‬على‭ ‬التهجير‭ ‬القسري‭ ‬خشية‭ ‬خسارة‭ ‬حلفائها‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

ليست‭ ‬هناك‭ ‬خلافات‭ ‬جوهرية‭ ‬بين‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬وحكومة‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬بشأن‭ ‬الحرب‭ ‬وإمداد‭ ‬السلاح،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬أي‭ ‬آفاق‭ ‬سياسية‭ ‬مشتركة‭ ‬لما‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭.‬

يكاد‭ ‬تصريح‭ ‬وزير‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬يوآف‭ ‬جالانت،‭ ‬يلخص‭ ‬تعقيدات‭ ‬الموقف‭: ‬‮«‬مستمرون‭ ‬في‭ ‬الحرب،‭ ‬لكننا‭ ‬لا‭ ‬نستغني‭ ‬عن‭ ‬الدعم‭ ‬الأمريكي‮»‬‭.‬

في‭ ‬الخطاب‭ ‬المعلن‭ ‬تراجع‭ ‬الأمريكيون‭ ‬خطوة‭ ‬للخلف‭: ‬‮«‬لا‭ ‬نفرض‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬شيئاً‭!‬‮»‬،‭ ‬لكن‭ ‬هل‭ ‬لا‭ ‬يمارسون‭ ‬الضغط‭ ‬في‭ ‬الغرف‭ ‬المغلقة‭.‬

هكذا‭ ‬أعيد‭ ‬طرح‭ ‬الهدن‭ ‬الإنسانية‭ ‬المؤقتة‭ ‬وصفقات‭ ‬تبادل‭ ‬الرهائن‭ ‬والأسرى‭ ‬من‭ ‬جديد‭. ‬ورقة‭ ‬الرهائن‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬تملكه‭ ‬المقاومة‭ ‬المسلحة‭ ‬لوقف‭ ‬الحرب،‭ ‬والقرار‭ ‬قد‭ ‬يتعلق‭ ‬به‭ ‬مصيرها‭.‬

في‭ ‬جميع‭ ‬السيناريوهات‭ ‬والاحتمالات،‭ ‬فإن‭ ‬قوة‭ ‬الضمير‭ ‬الإنساني،‭ ‬باحتجاجاته‭ ‬وضغوطه،‭ ‬هو‭ ‬العامل‭ ‬الأكثر‭ ‬تأثيراً‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬مراكز‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭.‬

{ كاتب‭ ‬صحفي‭ ‬مصري

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا