العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

أضواء على كلمة جلالة الملك المعظم بمناسبة الأعياد الوطنية المجيدة

بقلم: د. أسعد حمود السعدون

الأربعاء ٢٠ ديسمبر ٢٠٢٣ - 02:00

في‭ ‬السادس‭ ‬عشر‭ ‬والسابع‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬ديسمبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬يحتفل‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬الوفي‭ ‬المعطاء‭ ‬المثابر‭ ‬بأعياده‭ ‬الوطنية‭ ‬المشهودة‭ ‬التي‭ ‬تزامنت‭ ‬فيها‭ ‬أغلى‭ ‬مناسباته‭ ‬الوطنية‭ ‬الخالدة،‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬مناسبته‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬وقفة‭ ‬مع‭ ‬التاريخ‭ ‬المجيد‭ ‬الحافز،‭ ‬حيث‭ ‬تمكن‭ ‬الشيخ‭ ‬أحمد‭ ‬الفاتح‭ ‬من‭ ‬تحرير‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬التبعية‭ ‬والاحتلال‭ ‬الفارسي‭ ‬البغيض‭ ‬عام‭ ‬1783‭ ‬ميلادية،‭ ‬وأقام‭ ‬فيها‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬مستقلة،‭ ‬آمنة،‭ ‬ومستقرة،‭ ‬ونظم‭ ‬أوضاعها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والسياسية،‭ ‬ووطد‭ ‬علاقاتها‭ ‬بالإمارات‭ ‬العربية‭ ‬القائمة‭ ‬آنذاك‭ ‬وبالدول‭ ‬الصديقة،‭ ‬ومناسبته‭ ‬الثانية‭ ‬الاحتفال‭ ‬باليوم‭ ‬الوطني‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يمثله‭ ‬هذا‭ ‬المصطلح‭ ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬اعتبارية‭ ‬رائدة‭ ‬واعتزاز‭ ‬بالبحرين‭ ‬أرضا‭ ‬وشعبا‭ ‬وقيادة،‭ ‬ماضيا‭ ‬وحاضرا‭ ‬ومستقبلا،‭ ‬حيث‭ ‬أنهت‭ ‬البلاد‭ ‬علاقتها‭ ‬مع‭ ‬بريطانيا،‭ ‬وانضمت‭ ‬إلى‭ ‬هيئة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬مستقلة‭ ‬كاملة‭ ‬العضوية‭ ‬عام‭ ‬1971‭. ‬ومناسبته‭ ‬الثالثة‭ ‬الاحتفال‭ ‬بذكرى‭ ‬جلوس‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬وتسلمه‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬عام‭ ‬1999،‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬ولاء‭ ‬لجلالته‭ ‬وتجديد‭ ‬لبيعته‭ ‬والتزام‭ ‬بنهجه‭ ‬الإصلاحي‭ ‬ولرؤيته‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬وعرفان‭ ‬بما‭ ‬تحقق‭ ‬في‭ ‬حقبة‭ ‬قيادته‭ ‬للبلاد‭ ‬من‭ ‬منجزات‭ ‬نوعية‭ ‬وضعت‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬طليعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬النمو‭ ‬والحراك‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬والنضج‭ ‬السياسي‭ ‬والتعاضد‭ ‬والتكافل‭ ‬والتكامل‭ ‬بين‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬والحكومة،‭ ‬وفي‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المستجدات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والعالمية‭ ‬ومواجهة‭ ‬أعتى‭ ‬التحديات،‭ ‬والصمود‭ ‬والنصر‭ ‬على‭ ‬أقسى‭ ‬المؤامرات،‭ ‬ودحر‭ ‬مخططات‭ ‬الاعداء‭ ‬ما‭ ‬خفي‭ ‬منها‭ ‬وما‭ ‬ظهر‭ . ‬ومناسبته‭ ‬الرابعة‭ ‬احتفال‭ ‬شعبنا‭ ‬بيوم‭ ‬الشهيد،‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬إقراره‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬تكريما‭ ‬وإجلالا‭ ‬لشهداء‭ ‬البحرين‭ ‬الأبرار‭. ‬وقد‭ ‬اعتاد‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬الأبي‭ ‬أن‭ ‬يحتفل‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبات‭ ‬احتفاء‭ ‬يليق‭ ‬بها،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تظهر‭ ‬للعيان‭ ‬عظمة‭ ‬قيادة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬العصور‭ ‬وحنكتها‭ ‬ورشدها‭ ‬وتميزها‭ ‬النهضوي‭ ‬من‭ ‬جانب،‭ ‬وعظمة‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬الوفي‭ ‬وإخلاصه‭ ‬ووعيه‭ ‬وولائه‭ ‬لقيادته‭ ‬ووطنه‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬فرصة‭ ‬مضافة‭ ‬ليستمع‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬قائد‭ ‬مسيرته‭ ‬المظفرة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬المعظم‭ ‬وهو‭ ‬يؤشر‭ ‬معالم‭ ‬النهضة‭ ‬والتقدم‭ ‬والرقي‭ ‬التي‭ ‬وصلت‭ ‬إليها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وتوجيهات‭ ‬جلالته‭ ‬الثمينة‭ ‬لشعبه‭ ‬في‭ ‬مواصلة‭ ‬مسيرة‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭. ‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬وجه‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬كلمته‭ ‬السامية‭ ‬أثناء‭ ‬رعايته‭ ‬للاحتفال‭ ‬المقام‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبات‭ ‬الوطنية‭ ‬العزيزة‭ ‬مبتدئا‭ ‬بحمد‭ ‬الله‭ ‬وشكره‭ ‬على‭ ‬نعمه،‭ ‬ومرحبا‭ ‬بالحضور‭ ‬الكرام،‭ ‬ومقدما‭ ‬أطيب‭ ‬التهاني‭ ‬لهم‭ ‬ومن‭ ‬خلالهم‭ ‬لشعب‭ ‬البحرين‭ ‬الوفي،‭ ‬داعيا‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬أن‭ ‬يعيده‭ ‬على‭ ‬الأسرة‭ ‬البحرينية‭ ‬الواحدة‭ ‬بمزيد‭ ‬من‭ ‬الرخاء‭ ‬والطمأنينة،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬الخالد‭ ‬‮«‬تتجدد‭ ‬مشاعر‭ ‬الفرح‭ ‬بحس‭ ‬المسؤولية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الشعور‭ ‬بالثقة‭ ‬في‭ ‬تصاعد‭ ‬البناء،‭ ‬وبالفخر‭ ‬بما‭ ‬تنجزه‭ ‬التجربة‭ ‬البحرينية‭ ‬الملتزمة‭ ‬باستقرار‭ ‬وتطور‭ ‬مؤسساتها،‭ ‬وبترسيخ‭ ‬أمنها‭ ‬وحفظ‭ ‬استقرارها،‭ ‬صونا‭ ‬وإعلاء‭ ‬للمصلحة‭ ‬العليا‭ ‬للبلاد‭. ‬ولاريب‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬أشار‭ ‬اليه‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬هدفا‭ ‬أسمى‭ ‬لكل‭ ‬الشعوب‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬يشهده‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬اضطراب‭ ‬وحروب‭ ‬وركود‭ ‬وتضخم‭ ‬اقتصادي،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬كان‭ ‬ولم‭ ‬يزل‭ ‬منهجا‭ ‬وطنيا‭ ‬لا‭ ‬تراجع‭ ‬عنه،‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الظروف‭. ‬وقد‭ ‬أثبت‭ ‬نجاعته‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬وحدة‭ ‬واستقرار‭ ‬واستقلال‭ ‬البلاد‭ ‬واستمرار‭ ‬تطورها‭.‬

وقد‭ ‬أعرب‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬عن‭ ‬اعتزازه‭ ‬بحماسة‭ ‬ونشاط‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬ميادين‭ ‬العمل‭ ‬والإنتاج‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬موقعها‭ ‬المتقدم‭ ‬في‭ ‬المؤشرات‭ ‬التنموية‭ ‬والبشرية‭ ‬والتقنية‭ ‬الاقليمية‭ ‬والعالمية‭. ‬كما‭ ‬أشاد‭ ‬جلالته‭ ‬برواد‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬الذين‭ ‬يمثلون‭ ‬نماذج‭ ‬خيرة‭ ‬لشعب‭ ‬البحرين‭ ‬المعطاء‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬العصور‭ ‬والأزمان‭.‬

وفي‭ ‬ختام‭ ‬كلمته‭ ‬وجه‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬رسالة‭ ‬البحرين‭ ‬وشعبها‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬ليعمل‭ ‬على‭ ‬‮«‬أن‭ ‬ينال‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الشقيق‭ ‬حقوقه‭ ‬كاملة،‭ ‬كما‭ ‬سائر‭ ‬الشعوب،‭ ‬وذلك‭ ‬بإقامة‭ ‬دولته‭ ‬المستقلة‭ ‬كاملة‭ ‬السيادة،‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس،‭ ‬وعلى‭ ‬الدول‭ ‬الفاعلة‭ ‬والمؤثرة‭ ‬أن‭ ‬تبدأ‭ ‬باتخاذ‭ ‬الخطوات‭ ‬المؤدية‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬النبيل‮»‬‭ ‬تحية‭ ‬وتهنئة‭ ‬خالصة‭ ‬وولاء‭ ‬ما‭ ‬بعده‭ ‬ولاء‭ ‬لصاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬ولصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬الأمين‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬سلمه‭ ‬الله،‭ ‬ولعموم‭ ‬الأسرة‭ ‬الخليفية‭ ‬الكريمة،‭ ‬ولشعب‭ ‬البحرين‭ ‬الوفي،‭ ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬والبحرين‭ ‬قلعة‭ ‬خليفية‭ ‬خليجية‭ ‬عربية‭ ‬مسلمة‭ ‬شامخة‭ ‬وراياتها‭ ‬خفاقة‭ ‬بعون‭ ‬الله‭ ‬وتوفيقه‭. ‬

 

{ أكاديمي‭ ‬وخبير‭ ‬اقتصادي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا