العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

ظاهرة الاكتظاظ المروري في الفضاء

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

الاثنين ١٨ ديسمبر ٢٠٢٣ - 02:00

كل‭ ‬إنسان‭ ‬يعيش‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬الأرض‭ ‬ويسكن‭ ‬المدن‭ ‬الكبيرة،‭ ‬فإنه‭ ‬يشهد‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬الزحمة‭ ‬المرورية‭ ‬واكتظاظ‭ ‬الشوارع‭ ‬بالسيارات،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬ساعات‭ ‬الذروة‭ ‬أو‭ ‬الساعات‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬اليوم‭ ‬والليل،‭ ‬وهذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬أصبحت‭ ‬الآن‭ ‬تشكل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المدن‭ ‬وباءً‭ ‬بيئياً‭ ‬وصحياً‭ ‬واجتماعياً‭ ‬يصعب‭ ‬حله‭ ‬جذرياً،‭ ‬واستئصاله‭ ‬كلياً‭ ‬من‭ ‬مدن‭ ‬العالم‭. ‬فدول‭ ‬العالم‭ ‬سمحت‭ ‬بالزيادة‭ ‬السنوية‭ ‬المطردة‭ ‬بالسيارات‭ ‬بشكلٍ‭ ‬عشوائي‭ ‬غير‭ ‬منهجي‭ ‬وبدون‭ ‬أي‭ ‬تخطيط‭ ‬أو‭ ‬رقابة‭ ‬علمية،‭ ‬وبدون‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬جاهزة‭ ‬ومستعدة‭ ‬لوجستياً‭ ‬لإدارة‭ ‬هذه‭ ‬الأعداد‭ ‬المهولة‭ ‬من‭ ‬السيارات‭ ‬التي‭ ‬تسير‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬المدن‭.‬

واليوم‭ ‬نشهد‭ ‬حالة‭ ‬وظاهرة‭ ‬مماثلة،‭ ‬ولكنها‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬الأرض،‭ ‬وإنما‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬أعالي‭ ‬السماء،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬نُطلق‭ ‬عليه‭ ‬بالمدارات‭ ‬السماوية‭ ‬في‭ ‬الفضاء،‭ ‬سواء‭ ‬أكانت‭ ‬الشوارع‭ ‬والمدارات‭ ‬المنخفضة‭ ‬حول‭ ‬الأرض،‭ ‬أو‭ ‬المدارات‭ ‬العالية‭ ‬والمرتفعة‭ ‬جداً‭ ‬فوق‭ ‬سطح‭ ‬الأرض‭.‬

ولكن‭ ‬الفرق‭ ‬يكمن‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الازدحام‭ ‬المروري‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬الأرض‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬إنسان‭ ‬صغير‭ ‬أو‭ ‬كبير،‭ ‬عالم‭ ‬أو‭ ‬جاهل‭ ‬يشهد‭ ‬ويتحسس‭ ‬تداعيات‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬المتفاقمة‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬النواحي،‭ ‬ولكن‭ ‬الازدحام‭ ‬المروري‭ ‬فوق‭ ‬سطح‭ ‬الأرض‭ ‬وفي‭ ‬أعالي‭ ‬السماء‭ ‬لا‭ ‬يراه‭ ‬الإنسان‭ ‬العادي،‭ ‬ولا‭ ‬يستشعر‭ ‬خطورته‭ ‬معظم‭ ‬سكان‭ ‬الأرض،‭ ‬إلا‭ ‬العلماء‭ ‬المختصون‭ ‬الذين‭ ‬يتابعون‭ ‬بأجهزتهم‭ ‬ومعداتهم‭ ‬تطورات‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬العلوية،‭ ‬ويراقبونها‭ ‬عن‭ ‬بعد،‭ ‬فهم‭ ‬فقط‭ ‬يدركون‭ ‬تداعياتها‭ ‬والمخاطر‭ ‬المحتملة‭ ‬التي‭ ‬تنجم‭ ‬عنها،‭ ‬فلا‭ ‬يعلمون‭ ‬علم‭ ‬اليقين‭ ‬وبالدقة‭ ‬المطلوبة‭ ‬العواقب‭ ‬الوخيمة‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القريب‭ ‬والبعيد‭ ‬التي‭ ‬ستنجم‭ ‬عنها‭ ‬عاجلاً‭ ‬أم‭ ‬آجلاً‭.‬

وهذا‭ ‬الازدحام‭ ‬المروري‭ ‬الذي‭ ‬يزيد‭ ‬ويتفاقم‭ ‬يوماً‭ ‬بعد‭ ‬يوم،‭ ‬نجم‭ ‬في‭ ‬تقديري‭ ‬عن‭ ‬عدة‭ ‬أسباب،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬مصادر‭. ‬أما‭ ‬المصدر‭ ‬الأول‭ ‬فهو‭ ‬الأقمار‭ ‬الصناعية‭ ‬التي‭ ‬يُطلقها‭ ‬الإنسان‭ ‬لأسباب‭ ‬كثيرة‭ ‬متنوعة‭ ‬منها‭ ‬للاتصالات‭ ‬وشبكة‭ ‬الإنترنت،‭ ‬أو‭ ‬المناخ‭ ‬والأرصاد‭ ‬ومراقبة‭ ‬تغيرات‭ ‬الطقس‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الأرض‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دولة،‭ ‬أو‭ ‬البيئة‭ ‬ومراقبة‭ ‬ورصد‭ ‬الملوثات‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬الجوي،‭ ‬أو‭ ‬التجسس‭ ‬على‭ ‬المواقع‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬أو‭ ‬تحديد‭ ‬المواقع‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬الأرض،‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬نعلم‭ ‬عنها‭ ‬شيئاً‭. ‬فمنذ‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬عام‭ ‬1957،‭ ‬أي‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬66‭ ‬عاماً،‭ ‬انْطلقَ‭ ‬القمر‭ ‬الصناعي‭ ‬الروسي‭ ‬الأول‭ ‬إلى‭ ‬الفضاء‭ ‬واستقر‭ ‬في‭ ‬مداره‭ ‬فوق‭ ‬سطح‭ ‬الأرض،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭ ‬إيذاناً‭ ‬بالبدء‭ ‬في‭ ‬غزو‭ ‬الفضاء‭ ‬واستعماره‭ ‬بمختلف‭ ‬أنواع‭ ‬وأحجام‭ ‬الأجسام‭ ‬الفضائية،‭ ‬وكان‭ ‬جرس‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬علمي‭ ‬جديد‭ ‬هو‭ ‬دراسة‭ ‬التطبيقات‭ ‬الفضائية‭ ‬خدمة‭ ‬للإنسانية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬القطاعات‭. ‬واليوم‭ ‬نشهد‭ ‬انفجاراً‭ ‬في‭ ‬انطلاقات‭ ‬جديدة‭ ‬سنوية‭ ‬وبوتيرة‭ ‬متزايدة‭ ‬ومتسارعة‭ ‬لهذه‭ ‬الأقمار‭ ‬الصناعية‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬والشركات‭ ‬الخاصة‭ ‬بأحجام‭ ‬وأوزان‭ ‬متفاوتة،‭ ‬فمنها‭ ‬الذي‭ ‬يزن‭ ‬طناً‭ ‬واحداً،‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬كيلوجرام،‭ ‬ومنها‭ ‬الأقمار‭ ‬الصناعية‭ ‬الصغيرة‭ ‬جداً‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتعدى‭ ‬كيلوجرامات‭ ‬بسيطة،‭ ‬وكأنها‭ ‬ألعاب‭ ‬الأطفال‭. ‬

وهناك‭ ‬اليوم‭ ‬شركات‭ ‬متخصصة‭ ‬تجارية‭ ‬وبحثية‭ ‬وخاصة‭ ‬للدول‭ ‬تقوم‭ ‬بتصنيع‭ ‬هذه‭ ‬الأقمار‭ ‬الصناعية‭ ‬حسب‭ ‬الطلب،‭ ‬وتدشينها‭ ‬في‭ ‬مداراتها‭ ‬فوق‭ ‬سطح‭ ‬الأرض،‭ ‬مثل‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬سبيس‭ ‬إكس‮»‬‭ (‬Space‭ ‬X‭) ‬الذي‭ ‬أَطلق‭ ‬مشروعه‭ ‬المعروف‭ ‬‮«‬ستار‭ ‬لينك‮»‬‭ (‬Starlink‭)‬،‭ ‬ويهدف‭ ‬إلى‭ ‬إرسال‭ ‬12‭ ‬ألف‭ ‬قمر‭ ‬صناعي‭ ‬صغير‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2025‭. ‬كذلك‭ ‬فإن‭ ‬شركات‭ ‬الأمازون‭ ‬ستكون‭ ‬لها‭ ‬أقمارها‭ ‬الصناعية‭ ‬لشبكة‭ ‬الإنترنت،‭ ‬والتي‭ ‬قد‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬قرابة‭ ‬3200‭. ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬عدة‭ ‬تقديرات‭ ‬متعلقة‭ ‬بعدد‭ ‬الأقمار‭ ‬الصناعية‭ ‬التي‭ ‬تحوم‭ ‬حول‭ ‬الأرض‭ ‬في‭ ‬مداراتها‭ ‬الأرضية‭ ‬المنخفضة،‭ ‬فبعض‭ ‬التقديرات‭ ‬تفيد‭ ‬بوجود‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬12200‭ ‬قمر‭ ‬صناعي،‭ ‬بحسب‭ ‬وكالة‭ ‬الفضاء‭ ‬الأوروبية،‭ ‬وهذا‭ ‬العدد‭ ‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬يرتفع‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬60‭ ‬ألفا‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030‭.‬

والمصدر‭ ‬الثاني‭ ‬الأقل‭ ‬عدداً،‭ ‬والأكبر‭ ‬حجماً،‭ ‬والأقل‭ ‬تأثيراً‭ ‬على‭ ‬الاكتظاظ‭ ‬المروري‭ ‬في‭ ‬أعالي‭ ‬الفضاء،‭ ‬فهو‭ ‬المركبات‭ ‬والسفن‭ ‬الفضائية‭ ‬ومحطات‭ ‬الأبحاث‭ ‬التي‭ ‬تُطلقها‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬ومن‭ ‬أشهرها‭ ‬السفينة‭ ‬الفضائية‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬أُطلقت‭ ‬في‭ ‬20‭ ‬نوفمبر‭ ‬1998،‭ ‬وستنتهي‭ ‬صلاحيتها‭ ‬في‭ ‬2031‭ ‬بعد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ربع‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬والإنجازات‭ ‬والتجارب‭ ‬النافعة‭.‬

وأما‭ ‬المصدر‭ ‬الثالث‭ ‬الذي‭ ‬يسبب‭ ‬ازدحاماً‭ ‬مروريا‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬السماء‭ ‬فوق‭ ‬سطح‭ ‬الأرض،‭ ‬فهو‭ ‬المخلفات‭ ‬الفضائية‭ ‬التي‭ ‬تنجم‭ ‬عادة‭ ‬من‭ ‬الأقمار‭ ‬الصناعية‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬عن‭ ‬العمل،‭ ‬أو‭ ‬تنتهي‭ ‬صلاحيتها،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬بقايا‭ ‬أجزاء‭ ‬الصواريخ‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬الأقمار‭ ‬الصناعية‭ ‬والسفن‭ ‬الفضائية،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬حوادث‭ ‬الاصطدامات‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الأجسام‭ ‬في‭ ‬المدارات‭ ‬فوق‭ ‬سطح‭ ‬الأرض،‭ ‬فتُكون‭ ‬أجساماً‭ ‬أصغر‭ ‬تسير‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الشوارع‭ ‬وتسبب‭ ‬الازدحام‭ ‬المروري‭. ‬وقد‭ ‬طرح‭ ‬عالم‭ ‬أمريكي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1978‭ ‬نظرية‭ ‬سُميت‭ ‬باسمه،‭ ‬وهي‭ ‬‮«‬ظاهرة‭ ‬كسلر‮»‬‭ (‬Kessler‭ ‬Syndrome‭)‬،‭ ‬ومُلخصها‭ ‬أن‭ ‬المخلفات‭ ‬الصغيرة‭ ‬الحجم‭ ‬تصطدم‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬وتكون‭ ‬مخلفات‭ ‬أكثر‭ ‬وأصغر،‭ ‬واحتمال‭ ‬الاصطدام‭ ‬يزيد‭ ‬يوماً‭ ‬بعد‭ ‬يوم،‭ ‬فكل‭ ‬حادثة‭ ‬اصطدام‭ ‬تُولد‭ ‬مخلفات‭ ‬جديدة‭ ‬صغيرة‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬احتمال‭ ‬الاصطدام‭ ‬مرة‭ ‬ثانية‭ ‬فيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬نمو‭ ‬وتكوين‭ ‬حزام‭ ‬من‭ ‬المخلفات‭ ‬حول‭ ‬الأرض‭ ‬يشكل‭ ‬تهديداً‭ ‬للسفن‭ ‬الفضائية‭ ‬والأقمار‭ ‬الصناعية‭ ‬الأخرى‭.‬

والآن‭ ‬يقف‭ ‬الإنسان‭ ‬حائراً‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬ارتكبت‭ ‬يداه‭ ‬من‭ ‬ظاهرة‭ ‬فضائية‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يتوقعها‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬بهذا‭ ‬الحجم،‭ ‬وأن‭ ‬تنكشف‭ ‬بهذه‭ ‬السرعة،‭ ‬ولا‭ ‬يعلم‭ ‬أحد‭ ‬عدد‭ ‬وحجم‭ ‬هذه‭ ‬المخلفات،‭ ‬أو‭ ‬الأجسام‭ ‬الفضائية‭ ‬التي‭ ‬تحوم‭ ‬حول‭ ‬الأرض،‭ ‬وكأنها‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬لا‭ ‬نهاية‭ ‬له‭. ‬وقد‭ ‬قدَّر‭ ‬‮«‬مكتب‭ ‬برنامج‭ ‬مخلفات‭ ‬المدار‮»‬‭ (‬Orbital‭ ‬Debris‭ ‬Program‭ ‬Office‭) ‬التابع‭ ‬لناسا‭ ‬عدد‭ ‬المخلفات‭ ‬بنحو‭ ‬36500‭ ‬قطعة‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬سنتيمترات،‭ ‬ومليون‭ ‬جسيم،‭ ‬أو‭ ‬قطعة‭ ‬مخلفات‭ ‬يتراوح‭ ‬حجمها‭ ‬بين‭ ‬1‭ ‬إلى‭ ‬10‭ ‬سم،‭ ‬و330‭ ‬مليون‭ ‬قطعة‭ ‬مخلفات‭ ‬أصغر‭ ‬من‭ ‬1‭ ‬سم‭ ‬وأكبر‭ ‬من‭ ‬1‭ ‬ملم‭.‬

وهذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬الاكتظاظ‭ ‬المروري‭ ‬الفضائي‭ ‬لها‭ ‬سلبيات‭ ‬كثيرة‭ ‬ولها‭ ‬علاقة‭ ‬بأمن‭ ‬وسلامة‭ ‬السفن‭ ‬والمركبات‭ ‬الفضائية‭ ‬ورواد‭ ‬الفضاء،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الأقمار‭ ‬الصناعية‭. ‬ولذلك‭ ‬أصدر‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬في‭ ‬18‭ ‬يونيو‭ ‬2018‭ ‬قراراً‭ ‬توجيهياً‭ ‬حول‭ ‬سياسة‭ ‬الفضاء‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬السياسة‭ ‬الوطنية‭ ‬لإدارة‭ ‬الحركة‭ ‬الفضائية‮»‬‭. ‬وهذه‭ ‬السياسة‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬مدخل‭ ‬جديد‭ ‬لإدارة‭ ‬الحركة‭ ‬الفضائية،‭ ‬منها‭ ‬وضع‭ ‬معايير‭ ‬ومواصفات‭ ‬السلامة،‭ ‬وتحديد‭ ‬أفضل‭ ‬الممارسات‭ ‬والإجراءات‭ ‬وأكثرها‭ ‬ثقة‭ ‬ومصداقية‭ ‬للتنسيق‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الحركة‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬والأنشطة‭ ‬الأخرى‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬نشرت‭ ‬دليلاً‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2007‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬المبادئ‭ ‬التوجيهية‭ ‬لتخفيف‭ ‬مخلفات‭ ‬الفضاء‮»‬‭ (‬UN‭ ‬Debris‭ ‬Mitigation‭ ‬Guidelines‭)‬،‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬أصدرت‭ ‬لجنة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬حول‭ ‬الاستخدامات‭ ‬السلمية‭ ‬للفضاء‭ ‬الخارجي‭ ‬خطوط‭ ‬ومبادئ‭ ‬عريضة‭ ‬لحماية‭ ‬البيئة‭ ‬الفضائية‭.‬

وهذه‭ ‬المشكلة‭ ‬الحديثة‭ ‬المشتركة‭ ‬والعامة‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬الازدحام‭ ‬المروري‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬وتفاقم‭ ‬أعداد‭ ‬وأحجام‭ ‬المخلفات‭ ‬في‭ ‬المدارات‭ ‬الأرضية‭ ‬العليا‭ ‬سيكون‭ ‬حلها‭ ‬مثل‭ ‬حل‭ ‬القضايا‭ ‬الأخرى،‭ ‬كالتغير‭ ‬المناخي،‭ ‬والمخلفات‭ ‬البحرية،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬المخلفات‭ ‬البلاستيكية،‭ ‬وقضية‭ ‬استخراج‭ ‬المعادن‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬المحيطات،‭ ‬فالحل‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬مصالح‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭ ‬المتقدمة‭ ‬والمتنفذة‭ ‬على‭ ‬القرار‭ ‬الدولي،‭ ‬والحل‭ ‬يكون‭ ‬لما‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬مصلحتهم‭ ‬وليس‭ ‬للمصلحة‭ ‬العامة،‭ ‬أي‭ ‬مصلحة‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬الفقيرة‭ ‬ومصلحة‭ ‬كوكبنا‭ ‬بشكلٍ‭ ‬عام‭.‬

bncftpw@batelco‭.‬com‭.‬bh

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا