العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

قراءة في أحوال سوق النفط العالمية

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

السبت ١٦ ديسمبر ٢٠٢٣ - 02:00

على‭ ‬مدى‭ ‬ستة‭ ‬أسابيع‭ ‬متتالية‭ ‬استمرت‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬في‭ ‬الانخفاض،‭ ‬محققة‭ ‬خسارة‭ ‬بنسبة‭ ‬18%‭ ‬عن‭ ‬مستواها‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭. ‬وتعزز‭ ‬هذا‭ ‬الانخفاض‭ ‬إثر‭ ‬إعلان‭ ‬إرجاء‭ ‬اجتماع‭ ‬‮«‬أوبك‭ ‬بلس‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬مقررًا‭ ‬له‭ ‬يوم‭ ‬26‭ ‬نوفمبر،‭ ‬إلى‭ ‬30‭ ‬من‭ ‬الشهر‭ ‬ذاته،‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬أخبار‭ ‬عن‭ ‬اختلاف‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬حول‭ ‬مستويات‭ ‬الإنتاج،‭ ‬حيث‭ ‬تراجعت‭ ‬الأسعار‭ ‬بعد‭ ‬الإعلان‭ ‬بنسبة‭ ‬5%،‭ ‬ثم‭ ‬انخفضت‭ ‬إلى1%‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي،‭ ‬وبلغ‭ ‬سعر‭ ‬خام‭ ‬برنت‭ ‬78‭.‬65‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل،‭ ‬وسعر‭ ‬خام‭ ‬غرب‭ ‬تكساس‭ ‬74‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل‭.‬

وفيما‭ ‬كانت‭ ‬السعودية‭ ‬قد‭ ‬أعلنت‭ ‬استعدادها‭ ‬لتمديد‭ ‬خفض‭ ‬الإنتاج‭ ‬بمقدار‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬إلى‭ ‬العام‭ ‬الجديد؛‭ ‬فقد‭ ‬رفضت‭ ‬‮«‬أنجولا‮»‬،‭ ‬و«نيجيريا‮»‬،‭ ‬التخفيضات‭ ‬التي‭ ‬دعت‭ ‬إليها‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭. ‬ومن‭ ‬المعلوم،‭ ‬أن‭ ‬كبار‭ ‬منتجي‭ ‬‮«‬أوبك‭ ‬بلس‮»‬‭ (‬السعودية،‭ ‬وروسيا‭)‬،‭ ‬كانتا‭ ‬قد‭ ‬أجريتا‭ ‬تخفيضات‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لتعزيز‭ ‬الأسعار‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬لضغوط؛‭ ‬بسبب‭ ‬التباطؤ‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭. ‬وبينما‭ ‬يسحب‭ ‬ارتفاع‭ ‬الإنتاج‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬غير‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬المنظمة،‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬سوق‭ ‬الأخيرة،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬أيضًا‭ ‬توقعات‭ ‬أن‭ ‬تلجأ‭ ‬‮«‬أوبك‭ ‬بلس‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬الإنتاج‭ ‬حفاظًا‭ ‬على‭ ‬حصتها‭ ‬السوقية،‭ ‬وأن‭ ‬تتجه‭ ‬لإجراء‭ ‬خفض‭ ‬جماعي‭ ‬أعمق‭ ‬في‭ ‬إنتاجها‭ ‬اليومي،‭ ‬كحصانة‭ ‬ضد‭ ‬الضعف‭ ‬المحتمل‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬خلال‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬لعام‭ ‬2024،‭ ‬وكانت‭ ‬‮«‬الرياض‮»‬،‭ ‬و«موسكو‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬أكدتا‭ ‬التزامهما‭ ‬بتخفيضات‭ ‬الإنتاج‭ ‬البالغ‭ ‬إجماليها‭ ‬1‭.‬3‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬ديسمبر‭ ‬2023‭.‬

وفي‭ ‬اجتماع‭ ‬30‭ ‬نوفمبر،‭ ‬أعلنت‭ ‬‮«‬المنظمة‮»‬،‭ ‬اتفاق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأعضاء‭ ‬على‭ ‬إجراء‭ ‬تخفيضات‭ ‬طوعية‭ ‬في‭ ‬الإنتاج‭ ‬بإجمالي‭ ‬2‭.‬2‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬لعام‭ ‬2024،‭ ‬حيث‭ ‬تقود‭ ‬‮«‬السعودية‮»‬،‭ -‬أكبر‭ ‬مصدر‭ ‬للنفط‭ ‬الخام‭ ‬في‭ ‬العالم‭- ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تمديد‭ ‬خفض‭ ‬الإنتاج‭ ‬الطوعي‭ ‬بمقدار‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬مارس‭ ‬2024،‭ ‬وتخفض‭ ‬‮«‬روسيا‮»‬،‭ ‬إنتاجها‭ ‬بمقدار‭ ‬500‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬والعراق‭ ‬223‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬والإمارات‭ ‬163‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬والكويت‭ ‬135‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬وكازاخستان‭ ‬82‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬والجزائر‭ ‬51‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬وسلطنة‭ ‬عُمان‭ ‬42‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الاجتماع‭ ‬تم‭ ‬إعلان‭ ‬انضمام‭ ‬البرازيل‭ ‬إلى‭ ‬التحالف‭ ‬النفطي‭.‬

وجاءت‭ ‬هذه‭ ‬التخفيضات‭ ‬الطوعية‭ ‬بعد‭ ‬رفض‭ ‬وزراء‭ ‬‮«‬المنظمة‮»‬،‭ ‬إعلان‭ ‬تخفيضات‭ ‬رسمية‭ ‬جديدة‭ ‬لإنتاج‭ ‬النفط،‭ ‬مؤكدين‭ ‬التزامهم‭ ‬بضمان‭ ‬‮«‬سوق‭ ‬نفط‭ ‬مستقرة‭ ‬ومتوازنة‮»‬‭. ‬ويُذكر‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الخفض‭ ‬الطوعي‭ ‬سبقه‭ ‬آخر‭ ‬يبدأ‭ ‬في‭ ‬أبريل2023،‭ ‬ويمتد‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬ديسمبر‭ ‬2024،‭ ‬حيث‭ ‬تخفض‭ ‬السعودية‭ ‬بمقدار‭ (‬500‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭)‬،‭ ‬والجزائر‭ (‬48‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭)‬،‭ ‬وسلطنة‭ ‬عُمان،‭ (‬40‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭)‬،‭ ‬والكويت‭ (‬128‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭)‬،‭ ‬وعليه،‭ ‬فإن‭ ‬السعودية‭ ‬و8‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬تكون‭ ‬قد‭ ‬أعلنت‭ ‬تمديد‭ ‬خفضها‭ ‬الطوعي‭ ‬الإضافي‭ ‬الذي‭ ‬بدأت‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬مايو‭ ‬2023‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬2024‭ ‬بإجمالي‭ ‬1‭.‬7‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭.‬

وفي‭ ‬اجتماعه‭ ‬الوزاري‭ ‬الأخير‭ ‬في‭ ‬4‭ ‬يونيو2023،‭ ‬كان‭ ‬تحالف‭ ‬‮«‬أوبك‭ ‬بلس‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬قرر‭ ‬تثبيت‭ ‬سياسة‭ ‬خفض‭ ‬الإنتاج‭ ‬دون‭ ‬تغيير‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬العام،‭ ‬وأعلن‭ ‬تعديل‭ ‬مستويات‭ ‬إنتاج‭ ‬النفط‭ ‬الإجمالية‭ ‬إلى‭ ‬46‭.‬40‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬يناير‭ ‬2024‭ ‬حتى‭ ‬31‭ ‬ديسمبر‭ ‬2024،‭ ‬وشدد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬دوله‭ ‬ستخضع‭ ‬لتقييم‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬ثلاثة‭ ‬مصادر‭ ‬متخصصة‭ ‬مستقلة‭ ‬بحلول‭ ‬نهاية‭ ‬يونيو‭ ‬2024،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحديد‭ ‬القدرات‭ ‬الإنتاجية‭ ‬للدول‭ ‬الأعضاء؛‭ ‬لاستعمالها‭ ‬بوصفها‭ ‬‮«‬مستويات‭ ‬إنتاج‭ ‬مرجعية‭ ‬لعام‭ ‬2025‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬توقع‭ ‬‮«‬التحالف‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬يبلغ‭ ‬إجمالي‭ ‬الطلب‭ ‬العالمي‭ ‬104‭.‬36‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬بزيادة‭ ‬2‭.‬25‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬عن‭ ‬العام‭ ‬السابق‭ -‬تستأثر‭ ‬مجموعة‭ ‬دول‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتنمية‮»‬‭ ‬بـ46‭.‬1‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الطلب‭- ‬كما‭ ‬توقع‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬إجمالي‭ ‬المعروض‭ ‬من‭ ‬خارجه‭ ‬إلى‭ ‬68‭.‬17‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬بزيادة‭ ‬نحو‭ ‬1‭.‬38‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬عن‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬وتأتي‭ ‬معظم‭ ‬هذه‭ ‬الزيادة‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وكندا،‭ ‬والبرازيل،‭ ‬والنرويج‭.‬

وفيما‭ ‬يبلغ‭ ‬نصيب‭ ‬‮«‬السعودية‮»‬،‭ ‬من‭ ‬تخفيضات‭ ‬الإنتاج‭ ‬قرابة‭ ‬النصف،‭ ‬فقد‭ ‬أعلن‭ ‬وزير‭ ‬الطاقة‭ ‬لديها‭ ‬الأمير‭ ‬‮«‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬بن‭ ‬سلمان‮»‬‭ ‬في‭ ‬4‭ ‬ديسمبر،‭ ‬أن‭ ‬تخفيضات‭ ‬إنتاج‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬‮«‬أوبك‭ ‬بلس‮»‬،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تستمر‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬نهاية‭ ‬مارس‭ ‬2024‭ ‬إذا‭ ‬لزم‭ ‬الأمر،‭ ‬وسيتم‭ ‬الالتزام‭ ‬بها‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭.‬

وقبيل‭ ‬اجتماع‭ ‬‮«‬التحالف‮»‬،‭ ‬كانت‭ ‬التوترات‭ ‬السياسية‭ ‬تنبئ‭ ‬أن‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬سوف‭ ‬تتجه‭ ‬صعودًا‭. ‬وتوقع‭ ‬‮«‬البنك‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬150‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل،‭ ‬لكن‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬انحسرت‭ ‬المخاوف‭ ‬بشأن‭ ‬تأثير‭ ‬هذه‭ ‬التوترات،‭ ‬واستمرت‭ ‬الأسعار‭ ‬في‭ ‬اتجاهها‭ ‬النزولي،‭ ‬مع‭ ‬اتجاه‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬تخفيض‭ ‬عقوباتها‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬فنزويلا،‭ ‬ما‭ ‬يضيف‭ ‬500‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬إلى‭ ‬المعروض‭ ‬النفطي،‭ ‬والأداء‭ ‬المخيب‭ ‬للآمال‭ ‬بشأن‭ ‬استعادة‭ ‬عافية‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الصيني،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬استهدف‭ ‬معدل‭ ‬نمو‭ ‬5%،‭ ‬فيما‭ ‬تبلغ‭ ‬مشترياته‭ ‬اليومية‭ ‬11‭.‬53‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭.‬

فضلا‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬عززت‭ ‬مخاوف‭ ‬الركود‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬انخفاض‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭. ‬وتوقع‭ ‬‮«‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬تراجع‭ ‬معدل‭ ‬نمو‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬من‭ (‬3.5%‭ ‬في‭ ‬2022،‭ ‬إلى‭ ‬3%‭ ‬في‭ ‬2023‭ ‬و2024‭)‬،‭ ‬وزيادة‭ ‬مخزونات‭ ‬النفط‭ ‬الأمريكي‭ -‬التي‭ ‬ارتفعت‭ ‬بمقدار‭ ‬1‭.‬33‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬في‭ ‬10‭ ‬نوفمبر‭ ‬بعد‭ ‬زيادة‭ ‬قدرها‭ ‬11‭.‬9‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬في‭ ‬الأسبوع‭ ‬السابق‭- ‬كذلك‭ ‬زيادة‭ ‬إنتاج‭ ‬وصادرات‭ ‬النفط‭ ‬الإيراني،‭ ‬التي‭ ‬بلغت‭ ‬أعلى‭ ‬مستوياتها‭ ‬في‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬برغم‭ ‬العقوبات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬حيث‭ ‬بلغ‭ ‬إنتاجها‭ ‬نحو‭ ‬3‭ ‬ملايين‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬والصادرات‭ ‬نحو‭ ‬1‭.‬5‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬بلغت‭ ‬الإيرادات‭ ‬النفطية‭ ‬السعودية‭ ‬752‭ ‬مليار‭ ‬ريال‭ ‬في‭ ‬ميزانية‭ ‬2023،‭ ‬مقابل‭ ‬توقعات‭ ‬بـ749‭ ‬مليار‭ ‬ريال‭ ‬من‭ ‬متوسط‭ ‬إنتاج‭ ‬يومي‭ ‬بلغ‭ ‬9‭.‬6‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬على‭ ‬سعر‭ ‬82‭ ‬دولارا‭ ‬لخام‭ ‬برنت؛‭ ‬فقد‭ ‬قدرت‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬الراجحي‭ ‬كابتل‮»‬،‭ ‬سعر‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬ميزانية‭ ‬2024‭ ‬عند‭ ‬مستوى‭ ‬80‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل‭. ‬

وبشكل‭ ‬عام،‭ ‬يتأثر‭ ‬نمو‭ ‬الاقتصاد‭ ‬السعودي‭ ‬‮«‬صعودًا‭ ‬وهبوطًا‮»‬،‭ ‬بتغييرات‭ ‬أسعار‭ ‬النفط،‭ ‬وكميات‭ ‬الإنتاج‭ ‬والصادرات‭ ‬النفطية،‭ ‬فبعد‭ ‬نسب‭ ‬نمو‭ ‬منخفضة‭ ‬لاقتصادها‭ ‬بلغت‭ (‬2.75%‭) ‬عام‭ ‬2018،‭ ‬و‭(‬0.82%‭) ‬في‭ ‬2019،‭ ‬و‭(-‬4.38%‭) ‬عام2020؛‭ ‬بلغ‭ ‬معدل‭ ‬النمو‭ ‬3‭.‬92%‭ ‬في‭ ‬2021،‭ ‬و8‭.‬85%‭ ‬عام2022،‭ ‬مسجلاً‭ ‬أعلى‭ ‬وتيرة‭ ‬نمو‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬العشرين‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬حققت‭ ‬‮«‬المملكة‮»‬،‭ ‬إيرادات‭ ‬نفطية‭ ‬بقيمة‭ ‬857‭ ‬مليار‭ ‬ريال،‭ ‬وغير‭ ‬نفطية‭ ‬411‭ ‬مليار‭ ‬ريال،‭ ‬فيما‭ ‬كان‭ ‬متوسط‭ ‬سعر‭ ‬برميل‭ ‬النفط‭ ‬73‭.‬16‭ ‬دولارا‭ ‬في‭ ‬2018،‭ ‬و54‭.‬9‭ ‬دولارا‭ ‬في‭ ‬2019،‭ ‬و40‭.‬05‭ ‬دولارا‭ ‬في‭ ‬2020،‭ ‬و75‭.‬22‭ ‬دولارا‭ ‬في‭ ‬2021،‭ ‬و79،91‭ ‬دولارا‭ ‬في‭ ‬2022‭.‬

وفي‭ ‬الميزانية‭ ‬السعودية‭ ‬2024‭ ‬تبلغ‭ ‬الإيرادات‭ ‬الإجمالية‭ ‬1‭.‬172‭ ‬تريليون‭ ‬ريال،‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬1‭.‬13‭ ‬تريليون‭ ‬ريال‭ ‬في‭ ‬ميزانية‭ ‬2023،‭ ‬والنفقات‭ ‬الإجمالية‭ ‬1‭.‬251‭ ‬تريليون‭ ‬ريال،‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬1‭.‬16‭ ‬تريليون‭ ‬ريال‭ ‬في‭ ‬ميزانية‭ ‬2023،‭ ‬بعجز‭ ‬محدود‭ ‬في‭ ‬ميزانية‭ ‬2024‭ ‬عند‭ ‬79‭ ‬مليار‭ ‬ريال‭ ‬بنسبة‭ ‬1‭.‬9%‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي،‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬عجز‭ ‬بنحو‭ ‬82‭ ‬مليار‭ ‬ريال‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬نتيجة‭ ‬تراجع‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬مقارنة‭ ‬مع‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬نتج‭ ‬عنه‭ ‬إيرادات‭ ‬نفطية‭ ‬بلغت‭ ‬752‭ ‬مليار‭ ‬ريال،‭ ‬بينما‭ ‬كانت‭ ‬857‭ ‬مليار‭ ‬ريال‭ ‬في‭ ‬2022،‭ ‬مع‭ ‬توقع‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬الحقيقي‭ ‬نموًا‭ ‬بنسبة‭ ‬0‭.‬03%‭ ‬في‭ ‬2023‭ ‬و4‭.‬4%‭ ‬في‭ ‬2024‭.‬

وتقدر‭ ‬الإيرادات‭ ‬النفطية‭ ‬لعام‭ ‬2024‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬سعر85‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل‭. ‬وتوقعت‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬فيتش‮»‬،‭ ‬للتصنيف‭ ‬الائتماني‭ ‬يوم‭ ‬9‭ ‬ديسمبر‭ ‬في‭ ‬تقريرها‭ ‬لآفاق‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي،‭ ‬أن‭ ‬تبلغ‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬المتوسط‭ ‬80‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬القادم‭ ‬بينما‭ ‬كان‭ ‬متوسط‭ ‬سعره‭ ‬82‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬فيما‭ ‬سجل‭ ‬خام‭ ‬برنت،‭ ‬وخام‭ ‬غرب‭ ‬تكساس‭ ‬انخفاضًا‭ ‬للأسبوع‭ ‬السابع‭ ‬على‭ ‬التوالي‭ ‬في‭ ‬أطول‭ ‬سلسلة‭ ‬انخفاضات‭ ‬أسبوعية‭ ‬في‭ ‬خمسة‭ ‬أعوام،‭ ‬وسط‭ ‬مخاوف‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬وجود‭ ‬فائض‭ ‬في‭ ‬الأسواق،‭ ‬وسجلت‭ ‬العقود‭ ‬الآجلة‭ ‬لخام‭ ‬برنت‭ ‬75.84‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل،‭ ‬وغرب‭ ‬تكساس‭ ‬71‭.‬32‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل‭.‬

وإذا‭ ‬كان‭ ‬قرار‭ ‬‮«‬الرياض‮»‬،‭ ‬بتمديد‭ ‬خفض‭ ‬الإنتاج‭ ‬الطوعي‭ ‬لإنتاجها‭ ‬النفطي‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬2023،‭ ‬قد‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬جهود‭ ‬‮«‬أوبك‭ ‬بلس‮»‬،‭ ‬لجهة‭ ‬استقرار‭ ‬سوق‭ ‬النفط؛‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬أثر‭ ‬واضح‭ ‬على‭ ‬أدائها‭ ‬الاقتصادي‭. ‬وأعلنت‭ ‬‮«‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للإحصاء‮»‬،‭ ‬السعودية‭ ‬أن‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬قد‭ ‬انكمش‭ ‬بنسبة‭ ‬4‭.‬5%‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬سنوي‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الثالث‭ ‬لعام‭ ‬2023،‭ ‬ويعد‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬أكبر‭ ‬انكماش‭ ‬منذ‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭. ‬

وفي‭ ‬الثلاثة‭ ‬أشهر‭ ‬الأولى‭ ‬لعام‭ ‬2023،‭ ‬استمر‭ ‬الإمداد‭ ‬النفطي‭ ‬للمملكة‭ ‬عند‭ ‬مستوى‭ ‬10‭.‬5‭ ‬ملايين‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬وتراجع‭ ‬إلى‭ ‬10‭.‬4‭ ‬ملايين‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬في‭ ‬أبريل،‭ ‬وانخفض‭ ‬إلى‭ ‬10‭ ‬ملايين‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬ويونيو،‭ ‬ثم‭ ‬انخفض‭ ‬إلى‭ ‬9‭ ‬ملايين‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬في‭  ‬يوليو‭ ‬وأغسطس،‭ ‬ثمّ‭ ‬مددت‭ ‬الخفض‭ ‬الطوعي‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬مارس‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تستمر‭ ‬هذه‭ ‬التخفيضات‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬التاريخ‭. ‬وعليه،‭ ‬فقد‭ ‬ظهرت‭ ‬أهمية‭ ‬استراتيجية‭ ‬تنمية‭ ‬القطاعات‭ ‬غير‭ ‬النفطية‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬السعودي،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬لتراجع‭ ‬الإيرادات‭ ‬النفطية‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أكثر‭ ‬تأثيرًا‭ ‬فيما‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬القطاعات‭ ‬غير‭ ‬النفطية‭ ‬قد‭ ‬نشطت‭ ‬وغطت‭ ‬النفقات‭ ‬في‭ ‬الميزانية‭ ‬من‭ ‬17%‭ ‬في‭ ‬2015‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬35%‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023‭.‬

ومع‭ ‬أن‭ ‬النفط‭ ‬يظل‭ ‬هو‭ ‬العامل‭ ‬المهيمن‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬الميزانية‭ ‬الكويتية؛‭ ‬فإن‭ ‬انخفاض‭ ‬الإنتاج‭ ‬مع‭ ‬انخفاض‭ ‬الأسعار‭ ‬قد‭ ‬أديا‭ ‬إلى‭ ‬عجز‭ ‬متوقع‭ ‬في‭ ‬الميزانية‭ ‬الكويتية‭ (‬2023/2024‭) ‬يقدر‭ ‬بنحو‭ ‬9‭ ‬مليارات‭ ‬دولار،‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬فائض‭ ‬بلغ‭ ‬6‭.‬1‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬ميزانية‭ (‬2022/2023‭) ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬من‭ ‬9‭ ‬سنوات،‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الميزانية‭ ‬بلغ‭ ‬متوسط‭ ‬سعر‭ ‬برميل‭ ‬النفط‭ ‬97‭.‬1‭ ‬دولارا،‭ ‬بينما‭ ‬في‭ ‬ميزانية‭ (‬2023/2024‭) ‬نحو‭ ‬85‭.‬7‭ ‬دولارا‭. ‬وتحوطًا‭ ‬اعتمد‭ ‬مشروع‭ ‬ميزانية‭ ‬‮«‬البحرين‮»‬‭ (‬2023/2024‭)‬،‭ ‬لسعر‭ ‬برميل‭ ‬النفط‭ ‬60‭ ‬دولارا،‭ ‬فيما‭ ‬يحقق‭ ‬42‭.‬2‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل‭ ‬سعر‭ ‬التعادل‭ ‬للنفط‭ ‬في‭ ‬‮«‬قطر‮»‬،‭ ‬ومن‭ ‬ثمّ،‭ ‬تعد‭ ‬الأقل‭ ‬انكشافًا‭ ‬لتقلبات‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬العالمية،‭ ‬فيما‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬سلطنة‭ ‬عُمان‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬حددت‭ ‬لموازنتها‭ ‬في‭ ‬2023‭ ‬سعر‭ ‬النفط‭ ‬55‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل‭. ‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬فقد‭ ‬اتجهت‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬إجمالاً‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬انكشاف‭ ‬اقتصاداتها‭ ‬للصدمات‭ ‬السوقية،‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬دور‭ ‬القطاعات‭ ‬غير‭ ‬النفطية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكدته‭ ‬رؤاها‭ ‬المستقبلية،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬يتعرض‭ ‬فيه‭ ‬أيضًا‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭ ‬لضغوط‭ ‬عالية؛‭ ‬بسبب‭ ‬إسهام‭ ‬استهلاكه‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬وتيرة‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭. ‬وعليه،‭ ‬قدر‭ ‬‮«‬البنك‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬القطاعات‭ ‬غير‭ ‬النفطية‭ ‬ستقود‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬2024و2025،‭ ‬والمقدر‭ ‬له‭ ‬3‭.‬6%،‭ ‬حيث‭ ‬بدأت‭ ‬جهود‭ ‬التنويع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬تؤتي‭ ‬ثمارها‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا