العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

دروس ومعانٍ في الاحتفال بأعيادنا الوطنية المجيدة

بقلم: د. نبيل العسومي

السبت ١٦ ديسمبر ٢٠٢٣ - 02:00

تحتفل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬16‭ ‬و17‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬ديسمبر‭ ‬بأعيادنا‭ ‬الوطنية‭ ‬المجيدة‭ ‬وعيد‭ ‬جلوس‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬تعبيرا‭ ‬عن‭ ‬معاني‭ ‬الفرحة‭ ‬والاعتزاز‭ ‬بما‭ ‬تحقق‭ ‬لوطننا‭ ‬العزيز‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬وبالتضحيات‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬الأجيال‭ ‬السابقة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬البحرين‭ ‬ويحق‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نحتفل‭ ‬بكل‭ ‬اعتزاز‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬الوطنية‭ ‬السعيدة‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬الاحتفال‭ ‬بالأعياد‭ ‬الوطنية‭ ‬يتضمن‭ ‬عدة‭ ‬أبعاد‭ ‬مهمة‭ ‬وأساسية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نستذكرها‭ ‬وأن‭ ‬نعلمها‭ ‬لأبنائنا‭ ‬من‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة‭ ‬حتى‭ ‬تترسخ‭ ‬هذه‭ ‬المعاني‭ ‬جيلا‭ ‬بعد‭ ‬جيل‭:‬

أولا‭: ‬معنى‭ ‬تأسيس‭ ‬الدولة‭ ‬البحرينية‭ ‬العربية‭ ‬المستقلة‭ ‬وهو‭ ‬المعنى‭ ‬الذي‭ ‬يرتبط‭ ‬بهوية‭ ‬التأسيس‭ ‬وهوية‭ ‬العروبة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تثبيتها‭ ‬وتحقيقها‭ ‬للبحرين‭ ‬منذ‭ ‬أحمد‭ ‬الفاتح‭ ‬وإلى‭ ‬عهد‭ ‬سيدي‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭ ‬وهو‭ ‬رحلة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬التثبيت‭ ‬للدولة‭ ‬البحرينية‭ ‬الحديثة‭ ‬المعاصرة‭ ‬والتي‭ ‬تكرست‭ ‬فيها‭ ‬خلال‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬قرنين‭ ‬ونيف‭ ‬من‭ ‬الزمان‭ ‬لتكون‭ ‬راية‭ ‬البحرين‭ ‬العربية‭ ‬الخليفية‭ ‬خفاقة‭ ‬ترفرف‭ ‬في‭ ‬سماء‭ ‬الحرية‭ ‬والاستقلال‭.‬

ثانيا‭: ‬معنى‭ ‬الاستقلال‭ ‬الوطني‭ ‬لتدخل‭ ‬البحرين‭ ‬فجرا‭ ‬جديدا‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬نطلق‭ ‬عليه‭ ‬معنى‭ ‬يوم‭ ‬الاستقلال‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬أصبحت‭ ‬فيه‭ ‬البحرين‭ ‬تدير‭ ‬شأنها‭ ‬بنفسها‭ ‬وتتعامل‭ ‬مع‭ ‬العالم‭ ‬بندية‭ ‬كاملة‭ ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬البحرين‭ ‬عضوا‭ ‬كامل‭ ‬العضوية‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬الدولية‭ ‬والإقليمية‭ ‬تمارس‭ ‬دورها‭ ‬الدولي‭ ‬والإقليمي‭ ‬والإنساني‭ ‬بكل‭ ‬حرية‭ ‬واستقلالية‭.‬

ثالثا‭: ‬معنى‭ ‬الاحتفال‭ ‬بجلوس‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬بالمشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬والذي‭ ‬غير‭ ‬وجه‭ ‬البحرين‭ ‬ونقلها‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬إلى‭ ‬فضاء‭ ‬التقدم‭ ‬والديمقراطية‭ ‬وحولها‭ ‬إلى‭ ‬مملكة‭ ‬دستورية‭ ‬وتضمن‭ ‬المشاركة‭ ‬لأبناء‭ ‬الشعب‭ ‬ومنحتهم‭ ‬حقوقهم‭ ‬السياسية‭ ‬الكاملة‭ ‬غير‭ ‬منقوصة‭ ‬بل‭ ‬ومنحتهم‭ ‬الشراكة‭ ‬الكاملة‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬شؤون‭ ‬الدولة‭ ‬فعهد‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬هو‭ ‬عهد‭ ‬التقدم‭ ‬والحرية‭ ‬والديمقراطية‭ ‬الكاملة‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬عهد‭ ‬المؤسسات‭ ‬والتشريعيات‭ ‬التي‭ ‬عززت‭ ‬حقوق‭ ‬المواطن‭ ‬ووفرت‭ ‬له‭ ‬كل‭ ‬المستلزمات‭ ‬الحياتية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إدارة‭ ‬شؤون‭ ‬الدولة‭ ‬بشكل‭ ‬مؤسسي‭ ‬وشفاف‭ ‬وحكيم‭.‬

إن‭ ‬هذه‭ ‬المعاني‭ ‬والدلالات‭ ‬المشار‭ ‬إليها‭ ‬هي‭ ‬مجرد‭ ‬نقاط‭ ‬نستذكرها‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬السعيدة‭ ‬والعزيزة‭ ‬علينا‭ ‬ليس‭ ‬للتعبير‭ ‬العاطفي‭ ‬والفرحة‭ ‬والاعتزاز‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬نحتفي‭ ‬بها‭ ‬ونحن‭ ‬نستذكر‭ ‬ما‭ ‬كنا‭ ‬عليه‭ ‬وما‭ ‬أصبحنا‭ ‬عليه‭  ‬خاصة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬أبناء‭ ‬جيلي‭ ‬عندما‭ ‬نقارن‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬كنا‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬الستينيات‭ ‬والوقت‭ ‬الحالي‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‭ ‬فنجد‭ ‬أننا‭ ‬انتقلنا‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬كاملة‭ ‬من‭ ‬نهوض‭ ‬اقتصادي‭ ‬شامل‭ ‬إلى‭ ‬تعليم‭ ‬متطور‭ ‬نسبة‭ ‬الأمية‭ ‬فيه‭ ‬هي‭ ‬الأقل‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬العربي‭ ‬وآلاف‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬خريجي‭ ‬الجامعات‭ ‬والمعاهد‭ ‬يشاركون‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬وطنهم‭ ‬لتحقيق‭ ‬الازدهار‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬عصرية‭ ‬متقدمة‭ ‬يحكمها‭ ‬العدل‭ ‬والقانون‭ ‬والمساواة‭.‬

وإذا‭ ‬نظرنا‭ ‬إلى‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬وما‭ ‬تحقق‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬نجد‭ ‬أننا‭ ‬انتقلنا‭ ‬نقلة‭ ‬زمنية‭ ‬حضارية‭ ‬كبيرة‭ ‬لا‭ ‬ينكرها‭ ‬إلا‭ ‬الجاحدون‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يرون‭ ‬أي‭ ‬خير‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬ولا‭ ‬يعترفون‭ ‬بما‭ ‬تحقق‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬نوعية‭ ‬جعلت‭ ‬البحرين‭ ‬بلدا‭ ‬يطيب‭ ‬في‭ ‬العيش‭ ‬للجميع‭ ‬رغم‭ ‬الصعوبات‭ ‬والتحديات‭.‬

في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأعياد‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نستذكر‭ ‬ويستذكر‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬بكل‭ ‬اعتراف‭ ‬بالجميل‭ ‬وبكل‭ ‬إخلاص‭ ‬أن‭ ‬قيادة‭ ‬وطننا‭ ‬العزيز‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬وعدت‭ ‬ووفت‭ ‬بوعدها‭ ‬لتطوير‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬وبنائه‭ ‬وبناء‭ ‬تقدمه‭ ‬الذي‭ ‬يحسدنا‭ ‬عليه‭ ‬القاصي‭ ‬والداني‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يستذكر‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬رد‭ ‬الجميل‭ ‬للوطن‭ ‬بالحفاظ‭ ‬عليه‭ ‬وعلى‭ ‬الاستقلال‭ ‬الذي‭ ‬صنعه‭ ‬الآباء‭ ‬والأجداد‭ ‬وألا‭ ‬يتآمر‭ ‬ضده‭ ‬وألا‭ ‬يشارك‭ ‬أو‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يضره‭ ‬وينتقص‭ ‬من‭ ‬حريته‭ ‬واستقلاله‭.‬

ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬فإننا‭ ‬ونحن‭ ‬نحتفل‭ ‬بأعيادنا‭ ‬الوطنية‭ ‬لا‭ ‬نملك‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬نرفع‭ ‬أسمى‭ ‬وأجمل‭ ‬التهاني‭ ‬والتبريكات‭ ‬لقائد‭ ‬سفينة‭ ‬الوطن‭ ‬وقبطانها‭ ‬الماهر‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬وإلى‭ ‬سيدي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬وإلى‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬الوفي‭ ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬وبحريننا‭ ‬العزيزة‭ ‬بخير‭ ‬وازدهار‭ ‬ورقي‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا