العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

صفحات من تاريخ غزة وحضارتها

بقلم: د. رمزي بارود {

الخميس ١٤ ديسمبر ٢٠٢٣ - 02:00

من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬ليسوا‭ ‬على‭ ‬دراية‭ ‬بغزة‭ ‬وتاريخها‭ ‬يربطوا‭ ‬غزة‭ ‬دائمًا‭ ‬بالدمار‭ ‬والركام‭ ‬والإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬الإسرائيلية‭.‬

ولا‭ ‬يمكن‭ ‬إلقاء‭ ‬اللوم‭ ‬على‭ ‬هؤلاء‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬كثيرا‭ ‬عن‭ ‬غزة‭ ‬وتاريخها‭. ‬في‭ ‬يوم‭ ‬3‭ ‬نوفمبر،‭ ‬أعلن‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإنمائي‭ ‬ولجنة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬لغربي‭ ‬آسيا‭ (‬الإسكوا‭) ‬أن‭ ‬45‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬الوحدات‭ ‬السكنية‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬قد‭ ‬دمرت‭ ‬أو‭ ‬تضررت‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

لكن‭ ‬تاريخ‭ ‬غزة‭ ‬هو‭ ‬أيضًا‭ ‬تاريخ‭ ‬الحضارات‭ ‬الإنسانية‭ ‬العظيمة‭ ‬المتعاقبة،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬تاريخ‭ ‬النهضة‭ ‬والولادة‭ ‬من‭ ‬جديد‭.. ‬من‭ ‬تحت‭ ‬الركام‭.‬

وقبل‭ ‬وقت‭ ‬قصير‭ ‬من‭ ‬الحرب،‭ ‬وتحديداً‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬23‭ ‬سبتمبر‭ ‬2023م،‭ ‬أعلن‭ ‬علماء‭ ‬الآثار‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬عن‭ ‬اكتشاف‭ ‬أربع‭ ‬مقابر‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬العصر‭ ‬الروماني‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬غزة‭.‬

وقد‭ ‬ذكرت‭ ‬شبكة‭ ‬ARTNews‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬القطع‭ ‬تشمل‭ ‬‮«‬تابوتين‭ ‬من‭ ‬الرصاص،‭ ‬أحدهما‭ ‬منحوت‭ ‬بدقة‭ ‬بزخارف‭ ‬الحصاد‭ ‬والآخر‭ ‬مع‭ ‬دلافين‭ ‬تنزلق‭ ‬عبر‭ ‬الماء‮»‬‭.‬

وبحسب‭ ‬علماء‭ ‬آثار‭ ‬فلسطينيين‭ ‬وفرنسيين،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬المقابر‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬العصر‭ ‬الروماني‭ ‬ويعود‭ ‬تاريخها‭ ‬إلى‭ ‬2000‭ ‬عام‭.‬

وقد‭ ‬سبق‭ ‬هذا‭ ‬الاكتشاف،‭ ‬قبل‭ ‬شهرين،‭ ‬أي‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬يوليو‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد،‭ ‬أمر‭ ‬أكثر‭ ‬إثارة‭ ‬للدهشة‭ ‬يتعلق‭ ‬باكتشاف‭ ‬أثري‭ ‬كبير،‭ ‬لما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬125‭ ‬مقبرة،‭ ‬معظمها‭ ‬بها‭ ‬هياكل‭ ‬عظمية‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬سليمة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬اثنين‭ ‬من‭ ‬التوابيت‭ ‬المصنوعة‭ ‬من‭ ‬الرصاص‭ ‬النادرة‭ ‬للغاية‭.‬

إذا‭ ‬كنت‭ ‬تفترض‭ ‬أن‭ ‬الاكتشافات‭ ‬الأثرية‭ ‬العظيمة‭ ‬كانت‭ ‬أحداثًا‭ ‬معزولة،‭ ‬فيجدر‭ ‬بك‭ ‬أن‭ ‬تعيد‭ ‬التفكير‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭.‬

في‭ ‬الواقع،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬غزة‭ ‬موجودة‭ ‬منذ‭ ‬مئات‭ ‬السنين‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬آلاف‭ ‬السنين‭ ‬من‭ ‬تدمير‭ ‬الوطن‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الحديث‭ ‬خلال‭ ‬النكبة،‭ ‬والحروب‭ ‬اللاحقة‭ ‬وجميع‭ ‬الأخبار‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬غزة‭ ‬ولا‭ ‬شيء‭ ‬سوى‭ ‬العنف‭.‬

لقد‭ ‬نشأت‭ ‬في‭ ‬مخيم‭ ‬النصيرات‭ ‬للاجئين‭ ‬وسط‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭. ‬عندما‭ ‬كنت‭ ‬طفلا،‭ ‬علمت‭ ‬أن‭ ‬شيئًا‭ ‬عظيمًا‭ ‬قد‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬النصيرات‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬أقدّر‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬عظمته‭ ‬وجذوره‭ ‬التاريخية‭ ‬العميقة‭.‬

مازلت‭ ‬أذكر‭ ‬أنني‭ ‬كنت‭ ‬لسنوات‭ ‬أتسلق‭ ‬تل‭ ‬العجول‭ ‬الواقع‭ ‬إلى‭ ‬الشمال‭ ‬الشرقي‭ ‬من‭ ‬مخيم‭ ‬النصيرات،‭ ‬بين‭ ‬الشاطئ‭ ‬ووادي‭ ‬غزة‭ ‬‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬السحاتيت،‭ ‬وهو‭ ‬مصطلح‭ ‬استخدمناه‭ ‬للإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬عملة‭ ‬قديمة‭.‬

كنا‭ ‬نجمع‭ ‬القطع‭ ‬المعدنية‭ ‬الصدئة‭ ‬والمخدوشة‭ ‬غالبًا‭ ‬ونأخذها‭ ‬إلى‭ ‬المنزل،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬سوى‭ ‬القليل‭ ‬عن‭ ‬قيمة‭ ‬هذه‭ ‬الاكتشافات‭ ‬الغريبة‭. ‬كنت‭ ‬دائمًا‭ ‬أهدي‭ ‬كنوزي‭ ‬إلى‭ ‬أمي،‭ ‬التي‭ ‬احتفظت‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬درج‭ ‬خشبي‭ ‬صغير‭ ‬داخل‭ ‬ماكينة‭ ‬الخياطة‭ ‬من‭ ‬ماركة‭ ‬سنجر‭ ‬الخاصة‭ ‬بها‭.‬

ما‭ ‬زلت‭ ‬أفكر‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الكنز‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬التخلص‭ ‬منه‭ ‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬والدتي‭ ‬المفاجئة‭. ‬الآن‭ ‬فقط‭ ‬أدركت‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬عملات‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬عصور‭ ‬حكم‭ ‬الهكسوس‭ ‬والرومان‭ ‬والبيزنطيين‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬العالم‭. ‬

وبمجرد‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬أمي‭ ‬بفرك‭ ‬السحاتيت‭ ‬بعصير‭ ‬الليمون‭ ‬والخل،‭ ‬تظهر‭ ‬الكتابة‭ ‬اللاتينية‭ ‬الغامضة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الكتابات‭ ‬والرموز،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الرؤوس‭ ‬المتوجة‭ ‬لملوك‭ ‬الماضي‭ ‬العظماء‭. ‬وعلمت‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬القطع‭ ‬القديمة‭ ‬كان‭ ‬يستخدمها‭ ‬شعبنا‭ ‬الذي‭ ‬سكن‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬منذ‭ ‬الأزل‭.‬

كانت‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬أقيم‭ ‬فوقها‭ ‬مخيم‭ ‬النصيرات‭ ‬للاجئين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬مأهولة‭ ‬بالكنعانيين‭ ‬القدماء،‭ ‬الذين‭ ‬يمكن‭ ‬الشعور‭ ‬بوجودهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاكتشافات‭ ‬الأثرية‭ ‬العديدة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬فلسطين‭ ‬التاريخية‭.‬

ولعل‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬منطقة‭ ‬النصيرات‭ ‬فريدة‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬هو‭ ‬مركزيتها‭ ‬الجغرافية‭ ‬في‭ ‬فطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وما‭ ‬تمتاز‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬استراتيجي‭ ‬على‭ ‬ساحل‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تضاريسها‭ ‬الطبيعية‭ ‬الفريدة‭.‬

ومما‭ ‬لاشك‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬المناطق‭ ‬الجبلية‭ ‬نسبياً‭ ‬غرب‭ ‬النصيرات‭ ‬والتي‭ ‬تشمل‭ ‬وادي‭ ‬غزة‭ ‬جعلت‭ ‬النصيرات‭ ‬صالحة‭ ‬للسكن‭ ‬منذ‭ ‬العصور‭ ‬القديمة‭ ‬وحتى‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر‭.‬

إن‭ ‬شواهد‭ ‬الحضارات‭ ‬الهكسوسية‭ ‬والرومانية‭ ‬والبيزنطية‭ ‬والإسلامية‭ ‬وغيرها‭ ‬التي‭ ‬سكنت‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬منذ‭ ‬آلاف‭ ‬السنين،‭ ‬هي‭ ‬شهادة‭ ‬على‭ ‬الأهمية‭ ‬التاريخية‭ ‬للمنطقة‭.‬

عندما‭ ‬حكم‭ ‬الهكسوس‭ ‬فلسطين‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬العصر‭ ‬البرونزي‭ ‬الأوسط‭ ‬الثاني‭ (‬حوالي‭ ‬2000‭-‬1500‭ ‬قبل‭ ‬الميلاد‭)‬،‭ ‬قاموا‭ ‬ببناء‭ ‬حضارة‭ ‬عظيمة‭ ‬امتدت‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬سوريا‭.‬

كانت‭ ‬سلالة‭ ‬الهكسوس‭ ‬قوية‭ ‬جدًا‭ ‬لدرجة‭ ‬أنها‭ ‬وسعت‭ ‬نطاق‭ ‬سلطتها‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬القديمة،‭ ‬وبقوا‭ ‬هناك‭ ‬حتى‭ ‬طردتهم‭ ‬شعوب‭ ‬البحر‭.‬

ورغم‭ ‬هزيمة‭ ‬الهكسوس‭ ‬في‭ ‬النهاية،‭ ‬إلا‭ ‬أنهم‭ ‬تركوا‭ ‬وراءهم‭ ‬قصورًا‭ ‬ومعابد‭ ‬وخنادق‭ ‬دفاعية‭ ‬وآثارًا‭ ‬مختلفة،‭ ‬ويمكن‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬أكبرها‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬وسط‭ ‬غزة،‭ ‬وتحديدًا‭ ‬عند‭ ‬نقطة‭ ‬انطلاق‭ ‬وادي‭ ‬غزة‭.‬

وعلى‭ ‬غرار‭ ‬تل‭ ‬العجول،‭ ‬كان‭ ‬تل‭ ‬أم‭ ‬العمر‭ ‬موقعًا‭ ‬لمدينة‭ ‬مسيحية‭ ‬قديمة،‭ ‬بها‭ ‬مجمع‭ ‬دير‭ ‬كبير‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬خمس‭ ‬كنائس‭ ‬ومنازل‭ ‬وحمامات‭ ‬وفسيفساء‭ ‬هندسية‭ ‬وسرداب‭ ‬كبير‭ ‬وكنيسة‭. ‬

وكانت‭ ‬اكتشافات‭ ‬تل‭ ‬أم‭ ‬العمر‭ ‬حديثة‭. ‬وفقًا‭ ‬لصندوق‭ ‬الآثار‭ ‬العالمي‭ (‬WMF‭)‬،‭ ‬تم‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬المدينة‭ ‬المسيحية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ضرب‭ ‬زلزال‭ ‬كبير‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬السابع‭. ‬بدأت‭ ‬عملية‭ ‬التنقيب‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1999،‭ ‬وبدأت‭ ‬الحملة‭ ‬الأكثر‭ ‬جدية‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الآثار‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2010‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭.‬

وفي‭ ‬عام‭ ‬2018،‭ ‬بدأ‭ ‬ترميم‭ ‬الدير‭ ‬نفسه‭. ‬يعد‭ ‬اكتشاف‭ ‬دير‭ ‬القديس‭ ‬هيلاريون‭ ‬من‭ ‬أغلى‭ ‬الاكتشافات‭ ‬الأثرية،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬الساحلية‭ ‬الجنوبية‭ ‬لقطاع‭ ‬غزة،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬بأكمله‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭.‬

وهناك‭ ‬أيضاً‭ ‬مقبرة‭ ‬الشوباني‭ ‬المطوية‭ ‬بجانب‭ ‬البحر‭ ‬وتقع‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬المدخل‭ ‬الغربي‭ ‬للنصيرات،‭ ‬وتل‭ ‬أبو‭ ‬الحسين‭ ‬في‭ ‬الجزء‭ ‬الشمالي‭ ‬الغربي‭ ‬من‭ ‬المخيم،‭ ‬وهو‭ ‬أيضاً‭ ‬قريب‭ ‬من‭ ‬البحر،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مواقع‭ ‬أخرى‭ ‬ذات‭ ‬أهمية‭ ‬كبيرة‭. ‬تعكس‭ ‬تاريخ‭ ‬وماضي‭ ‬النصيرات‭.‬

أخبرني‭ ‬أحد‭ ‬مؤرخي‭ ‬غزة‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬شبه‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬تل‭ ‬أبو‭ ‬حسين‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬صلة‭ ‬ما‭ ‬بالحملة‭ ‬العسكرية‭ ‬التي‭ ‬شنها‭ ‬السلطان‭ ‬صلاح‭ ‬الدين‭ ‬الأيوبي‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬والتي‭ ‬انتهت‭ ‬بهزيمة‭ ‬الصليبيين‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬وطردهم‭ ‬من‭ ‬المنطقة‭ ‬عام‭ ‬1187‭.‬

إن‭ ‬تاريخ‭ ‬مخيم‭ ‬اللاجئين‭ ‬القديم‭ ‬الذي‭ ‬كنت‭ ‬أعيش‭ ‬فيه‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬تاريخ‭ ‬غزة‭ ‬بأكملها،‭ ‬وهو‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬لعب‭ ‬دورًا‭ ‬مهمًا‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬التاريخ‭ ‬القديم‭ ‬والحديث،‭ ‬وجغرافيته‭ ‬السياسية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬لحظاته‭ ‬المأساوية‭ ‬والانتصارية‭.‬

إن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬الآن‭ ‬ليس‭ ‬سوى‭ ‬حلقة‭ ‬صادمة‭ ‬ولكنه‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬مجرد‭ ‬فصل‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬شعب‭ ‬أثبت‭ ‬أنه‭ ‬متين‭ ‬وصامد‭ ‬وقوي‭ ‬الإرادة‭ ‬مثل‭ ‬التاريخ‭ ‬نفسه‭.‬

{ أكاديمي‭ ‬وكاتب‭ ‬صحفي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا