العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

روسيا والخليج العربي: مسارات الشراكة ومضامينها

بقلم: د. أشرف محمد كشك {

الاثنين ١١ ديسمبر ٢٠٢٣ - 02:00

في‭ ‬السادس‭ ‬من‭ ‬ديسمبر‭ ‬2023‭ ‬أجرى‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭ ‬زيارة‭ ‬رسمية‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬ودولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬وتعد‭ ‬هي‭ ‬الزيارة‭ ‬الثانية‭ ‬للرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬للمنطقة‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019‭  ‬،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مجالات‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬روسيا‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬عموماً‭ ‬فإن‭ ‬تلك‭ ‬الزيارة‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ظروف‭ ‬ذات‭ ‬خصوصية‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الإقليمي‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬أحداث‭ ‬غزة‭ ‬وتأثيرها‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬ككل،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الجدل‭ ‬حول‭ ‬قدرة‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬أوكرانيا‭ ‬وتأثير‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬الحرب‭ ‬الراهنة‭ ‬لجهة‭ ‬إمكانية‭ ‬التفاوض‭ ‬بين‭ ‬الجانبين،‭ ‬ومع‭ ‬أهمية‭ ‬مجالات‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬روسيا‭ ‬والخليج‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬الطاقة‭ ‬والاستثمار‭ ‬والتجارة‭ ‬فإن‭ ‬الشراكة‭ ‬الخليجية‭ ‬مع‭ ‬روسيا‭ ‬تكتسب‭ ‬أهميتها‭ ‬وقد‭ ‬عبر‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭  ‬السعودي‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬بالقول‭ ‬‮«‬نتشاطر‭ ‬مع‭ ‬روسيا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المصالح‭ ‬والملفات‭ ‬التي‭ ‬نعمل‭ ‬عليها‭ ‬سويا‭ ‬لمصلحة‭ ‬بلدينا‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والعالم‭ ‬أيضاً‮»‬‭ ‬أما‭  ‬الرئيس‭  ‬الروسي‭  ‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭ ‬فقد‭ ‬قال‭ ‬‮«‬إن‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬السعودية‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬السبع‭ ‬الماضية‮»‬،‭ ‬وخلال‭ ‬لقائه‭ ‬أيضاً‭ ‬برئيس‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬أشاد‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬‮«‬بدور‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭ ‬وخاصة‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬وجهودها‭ ‬التي‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬استقرار‭ ‬الأوضاع‭ ‬حول‭ ‬العالم‮»‬‭ ‬ومن‭ ‬جانبه‭ ‬أكد‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬أن‭ ‬الإمارات‭ ‬‮«‬تدعم‭ ‬تسوية‭ ‬كل‭ ‬النزاعات‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬عبر‭ ‬الحوار‭ ‬والدبلوماسية‮»‬،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثالثة‭ ‬وخلال‭ ‬اعتماده‭ ‬أوراق‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬السفراء‭ ‬المعتمدين‭ ‬لدى‭ ‬روسيا‭ ‬في‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬الشهر‭ ‬ذاته‭ ‬ومن‭ ‬بينهم‭ ‬سفير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬قال‭ ‬الرئيس‭ ‬بوتين‭ ‬‮«‬إن‭ ‬روسيا‭ ‬تعتبر‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬الكويت‭ ‬من‭ ‬أولوياتها‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬تلك‭ ‬الزيارة‭ ‬فإن‭ ‬اهتمام‭ ‬روسيا‭ ‬بمنطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ليس‭ ‬وليد‭ ‬اليوم،‭ ‬إذ‭ ‬يمتد‭ ‬لعقود‭ ‬طويلة‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬واضحاً‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭-‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬الثمانينيات‭ ‬عندما‭ ‬أعلن‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬آنذاك‭ ‬إرسال‭ ‬سبع‭ ‬سفن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬لحماية‭ ‬ناقلات‭ ‬النفط‭ ‬من‭ ‬الاعتداءات‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الحرب‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬ذروة‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة،‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬التحالف‭ ‬البحري‭ ‬الذي‭ ‬أعلنه‭ ‬الرئيس‭ ‬ريجان‭ ‬للغرض‭ ‬ذاته،‭  ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬مبادرات‭ ‬روسيا‭ ‬لأمن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ففي‭ ‬يوليو‭ ‬2019‭ ‬أعلنت‭ ‬روسيا‭ ‬مبادرة‭ ‬بعنوان‭: ‬‮«‬مفهوم‭ ‬روسيا‭ ‬للأمن‭ ‬الجماعي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‮»‬‭ ‬ومضمونها‭  ‬تأسيس‭ ‬نظام‭ ‬أمني‭ ‬متعدد‭ ‬الأطراف‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بحيث‭ ‬يكون‭ ‬على‭ ‬مراحل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إجراءات‭ ‬بناء‭ ‬الثقة‭ ‬والمحادثات‭ ‬الثنائية،‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬الأهداف‭ ‬مواجهة‭ ‬الإرهاب‭ ‬والهدف‭ ‬بعيد‭ ‬المدى‭ ‬هو‭ ‬إنشاء‭ ‬منظمة‭ ‬للأمن‭ ‬والتعاون‭ ‬تضم‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬ويكون‭ ‬فيها‭ ‬مراقبون‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬المنطقة‭ ‬مثل‭ ‬روسيا‭ ‬والصين،‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬تعلن‭ ‬فيها‭ ‬روسيا‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬المبادرة،‭ ‬حيث‭ ‬طرحتها‭ ‬في‭ ‬عامي‭ ‬2004م‭ ‬و2007م‭ ‬بمضامين‭ ‬مشابهة‭ ‬وتعديلات‭ ‬طفيفة‭.‬

ومع‭ ‬التسليم‭ ‬بأهمية‭ ‬تطور‭ ‬العلاقات‭ ‬الروسية‭- ‬الخليجية‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬توصف‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الباحثين‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬الاحتياج‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬المتبادل‮»‬‭ ‬فإن‭ ‬التساؤل‭ ‬الذي‭ ‬يطرح‭ ‬ذاته‭ ‬هو‭ ‬هل‭ ‬تلبي‭ ‬تلك‭ ‬الشراكة‭ ‬بالفعل‭ ‬احتياجات‭ ‬الجانبين؟‭ ‬وفي‭ ‬الواقع‭ ‬توجد‭ ‬أسس‭ ‬لتطور‭ ‬تلك‭ ‬الشراكة‭ ‬فمن‭ ‬جانبها‭ ‬روسيا‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬تكتسب‭ ‬أهميتها‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الطاقة‭ ‬والاستثمارات‭ ‬والتجارة‭ ‬والحرص‭ ‬الروسي‭ ‬على‭ ‬تفعيل‭ ‬العلاقات‭ ‬الشعبية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إعفاء‭ ‬مواطني‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬من‭ ‬تأشيرة‭ ‬الدخول‭ ‬لروسيا‭ ‬،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬بدء‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬الاهتمام‭ ‬بتدريس‭ ‬اللغة‭ ‬الروسية‭ ‬،‭ ‬ومن‭ ‬جانبها‭ ‬ترى‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭  ‬أن‭ ‬روسيا‭ ‬شريك‭ ‬دولي‭ ‬مهم‭ ‬ذو‭ ‬تأثير‭ ‬في‭ ‬أسواق‭ ‬النفط‭ ‬وكذلك‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬التجمعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المهمة‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬تجمع‭ ‬البريكس‭ ‬الذي‭ ‬انضمت‭ ‬إليه‭ ‬مؤخراً‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬ودولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬روسيا‭ ‬كأحد‭ ‬الأعضاء‭ ‬دائمي‭ ‬العضوية‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬فإن‭ ‬رؤية‭ ‬روسيا‭ ‬لتأثير‭ ‬منظومة‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬تظل‭ ‬أمراً‭ ‬مهماً‭ ‬ضمن‭ ‬مسار‭ ‬الشراكة‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬علاقات‭ ‬روسيا‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬عديدة‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬المجال‭ ‬العسكري،‭ ‬ومن‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لروسيا‭ ‬علاقات‭ ‬متعددة‭ ‬مع‭ ‬الأطراف‭ ‬الإقليمية‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬زيارة‭ ‬الرئيس‭ ‬الإيراني‭ ‬لروسيا‭  ‬في‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬ديسمبر‭ ‬2023‭ ‬التي‭ ‬أعقبت‭ ‬جولته‭ ‬الخليجية‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬تلبي‭ ‬الشراكة‭ ‬الخليجية‭- ‬الروسية‭ ‬احتياجات‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬الأمنية،‭ ‬ففي‭ ‬مشاركة‭ ‬كاتب‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬في‭ ‬النسخة‭ ‬الثالثة‭ ‬لمؤتمر‭ ‬‮«‬روسيا‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬عالم‭ ‬جديد‮»‬‭ ‬بمدينة‭ ‬سانت‭ ‬بطرسبرج‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬2023‭ ‬كان‭ ‬لافتاً‭  ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬اهتماما‭ ‬روسيا‭ ‬ملحوظا‭ ‬بمنطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والخليج‭ ‬العربي‭ ‬وتدرك‭ ‬روسيا‭ ‬جيداً‭ ‬أن‭ ‬المدخل‭ ‬الأساسي‭ ‬لتلك‭ ‬الشراكات‭ ‬هو‭ ‬‮«‬الأمن‭ ‬غير‭ ‬العسكري‮»‬‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬محددة‭  ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬تصوري‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تحديات‭ ‬لابد‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬جوهر‭ ‬تلك‭ ‬الشراكة‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬الانتشار‭ ‬النووي‭ ‬وتأثيره‭ ‬في‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمي‭  ‬وتهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬وسوء‭ ‬توظيف‭ ‬الجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭  ‬للتكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬لتهديد‭ ‬أمن‭ ‬الدول‭ ‬ومنشآتها‭ ‬الحيوية‭ ‬وكذلك‭ ‬احتدام‭ ‬الأزمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬وتأثيرها‭ ‬في‭ ‬أمن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وهي‭ ‬قضايا‭ ‬يمكن‭ ‬لروسيا‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬دوراً‭ ‬مهماً‭ ‬تجاهها‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنسيق‭ ‬المواقف‭ ‬مع‭ ‬شركائها‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬قدرات‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬توظيف‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الدفاع‭.‬

وفي‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬التقاء‭ ‬المصالح‭ ‬الخليجية‭- ‬الروسية‭ ‬يتجاوز‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ابتداءً‭ ‬بتجمع‭ ‬البريكس‭ ‬ومروراً‭ ‬بمنظمة‭ ‬الأوبك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اتفاق‭ ‬أوبك‭ ‬بلس‭ ‬وانتهاءً‭ ‬بالتنسيق‭ ‬الخليجي‭- ‬الروسي‭ ‬بشأن‭ ‬قضايا‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭.‬

ربما‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬بشأن‭ ‬تحديد‭ ‬الأولويات‭ ‬والقدرات‭ ‬وآلية‭ ‬العمل‭ ‬المشترك‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حقائق‭ ‬ثلاث‭ ‬أولها‭: ‬زيادة‭ ‬اهتمام‭ ‬الأطراف‭ ‬الدولية‭ ‬الأخرى‭ ‬بمنطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬وثانيها‭: ‬وجود‭ ‬تهديدات‭ ‬مشتركة‭ ‬تتطلب‭ ‬التنسيق‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى،‭ ‬وثالثها‭: ‬علاقة‭ ‬التأثير‭ ‬والتأثر‭ ‬بين‭ ‬الأمن‭ ‬العالمي‭ ‬ونظيره‭ ‬الإقليمي‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬الأزمة‭ ‬الأوكرانية‭ ‬الراهنة‭.‬

والأخذ‭ ‬بالاعتبار‭ ‬خصوصية‭ ‬وأهمية‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬عموماً‭ ‬حيث‭ ‬أكدت‭ ‬الأزمات‭ ‬أنها‭ ‬شريك‭ ‬مهم‭ ‬للأطراف‭ ‬الدولية‭ ‬والإقليمية‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭.‬

وآخراً‭ ‬وليس‭ ‬أخيراً‭ ‬فإن‭ ‬العلاقات‭ ‬الخليجية‭- ‬الروسية‭ ‬تأتي‭ ‬ضمن‭ ‬تنويع‭ ‬شراكات‭ ‬الخليج‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عالم‭ ‬تتسارع‭ ‬وتيرة‭ ‬تحولاته‭ ‬بما‭ ‬يفرض‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬ترتيب‭ ‬أولوياتها‭ ‬والمنافع‭ ‬النسبية‭ ‬من‭ ‬الشراكات‭ ‬الجديدة‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يتعارض‭ ‬مع‭ ‬شراكاتها‭ ‬التقليدية‭ ‬وتحقيق‭ ‬مفهوم‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬للأمن‭. ‬

 

{ مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا