العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

قراءة في نتائج القمة الخليجية بالدوحة

بقلم: د. نبيل العسومي

السبت ٠٩ ديسمبر ٢٠٢٣ - 02:00

اختتمت‭ ‬القمة‭ ‬الخليجية‭ ‬للمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬في‭ ‬دورتها‭ ‬الـ44‭ ‬والتي‭ ‬استضافتها‭ ‬العاصمة‭ ‬القطرية‭ ‬الدوحة‭ ‬بعد‭ ‬خمس‭ ‬قمم‭ ‬استضافتها‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة‭ ‬بحضور‭ ‬أصحاب‭ ‬الجلالة‭ ‬والسمو‭ ‬القادة‭ ‬الخليجيين‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬ينوب‭ ‬عنهم‭ ‬والتي‭ ‬حضرها‭ ‬الرئيس‭ ‬التركي‭ ‬رجب‭ ‬طيب‭ ‬أردوغان‭ ‬بدعوة‭ ‬من‭ ‬أمير‭ ‬دولة‭ ‬قطر‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬تميم‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬ثاني‭ ‬رئيس‭ ‬الدورة‭ ‬الحالية‭ ‬للمجلس‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬إقليمية‭ ‬ودولية‭ ‬بالغة‭ ‬الدقة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التهديدات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬المنطقة‭ ‬عامة‭ ‬والدول‭ ‬الخليجية‭ ‬خاصة‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬أخطرها‭ ‬التصعيد‭ ‬العسكري‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬حيث‭ ‬طغت‭ ‬على‭ ‬أعمال‭ ‬القمة‭ ‬الخليجية‭ ‬أحداث‭ ‬غزة‭ ‬بسبب‭ ‬العدوان‭ ‬الصهيوني‭ ‬الغاشم‭ ‬وما‭ ‬سببه‭ ‬من‭ ‬خراب‭ ‬ودمار‭ ‬شامل‭ ‬للبنية‭ ‬التحتية‭ ‬طال‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬حتى‭ ‬المستشفيات‭ ‬والمدارس‭ ‬والمراكز‭ ‬والجامعات‭ ‬ودور‭ ‬العبادة‭ ‬لم‭ ‬تسلم‭ ‬من‭ ‬آلة‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬آلاف‭ ‬القتلى‭ ‬والجرحى‭ ‬أغلبهم‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬وكبار‭ ‬السن‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬غزة‭ ‬مقبرة‭ ‬للأطفال‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬التقارير‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬الصمت‭ ‬الغربي‭ ‬غير‭ ‬المفهوم‭ ‬وغير‭ ‬المبرر‭ ‬الذي‭ ‬تقوده‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بذريعة‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس‭ ‬حيث‭ ‬طالبت‭ ‬القمة‭ ‬إسرائيل‭ ‬بوقف‭ ‬هذا‭ ‬العدوان‭ ‬وإنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬وفك‭ ‬الحصار‭ ‬الذي‭ ‬تفرضه‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وفتح‭ ‬المعابر‭ ‬وإفساح‭ ‬المجال‭ ‬لدخول‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والطبية‭ ‬والغذائية‭ ‬وتزويد‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬بالطاقة‭ ‬والماء‭ ‬ووقف‭ ‬عملية‭ ‬تهجير‭ ‬سكان‭ ‬القطاع‭ ‬من‭ ‬أراضيهم‭ ‬ومساكنهم‭ ‬وبدء‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭ ‬لإنهاء‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬للأراضي‭ ‬العربية‭  ‬وإقامة‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المستقلة‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬عام‭ ‬1967‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬لتمكين‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الشقيق‭ ‬من‭ ‬بناء‭ ‬دولته‭ ‬والعيش‭ ‬بسلام‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬ولتنعم‭ ‬المنطقة‭ ‬بالأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬ووضع‭ ‬حد‭ ‬لهذا‭ ‬الصراع‭ ‬الذي‭ ‬مضى‭ ‬عليه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سبعة‭ ‬عقود‭ ‬وسبب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المعاناة‭ ‬والمآسي‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الشقيق‭ ‬الذي‭ ‬يرزح‭ ‬تحت‭ ‬الاحتلال‭ ‬ويعاني‭ ‬من‭ ‬الهمجية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تراعي‭ ‬أبسط‭ ‬مفاهيم‭ ‬وقيم‭ ‬الإنسانية،‭ ‬والالتزام‭ ‬بالقرارات‭ ‬الدولية‭ ‬المتعقلة‭ ‬بالقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وبوقف‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭.‬

كما‭ ‬ناقشت‭ ‬القمة‭ ‬الخليجية‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الملفات‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬أهمها‭ ‬الملفات‭ ‬السياسية‭ ‬والأمنية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والتنسيق‭ ‬بشأنها‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬المصالح‭ ‬الخليجية‭ ‬المشتركة‭ ‬وتوحيد‭ ‬الموقف‭ ‬الخليجي‭ ‬تجاه‭ ‬القضايا‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬ليكون‭ ‬الموقف‭ ‬الخليجي‭ ‬واحدا‭ ‬قويا‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬مصالحنا‭ ‬وقادرا‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬المنطقة‭ ‬لتحقيق‭ ‬آمال‭ ‬وتطلعات‭ ‬شعوبنا‭ ‬ودولنا‭ ‬لتنعم‭ ‬المنطقة‭ ‬بالأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬منظومة‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬باعتبارها‭ ‬كيانا‭ ‬قائما‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬عقود‭ ‬رغم‭ ‬الصعوبات‭ ‬والتحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬التي‭ ‬واجهت‭ ‬المجلس‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬بفضل‭ ‬إرادة‭ ‬قادة‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬والتفاف‭ ‬شعوب‭ ‬المنقطة‭ ‬حول‭ ‬القادة‭ ‬استطاع‭ ‬المجلس‭ ‬تجاوز‭ ‬كل‭ ‬العقبات‭ ‬التي‭ ‬اعترضته‭ ‬بعكس‭ ‬الكيانات‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تستطع‭ ‬الصمود‭ ‬انتهت‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬لها‭ ‬وجود‭.‬

ومن‭ ‬القضايا‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬بحثتها‭ ‬القمة‭ ‬الخليجية‭ ‬في‭ ‬الدوحة‭ ‬استكمال‭ ‬مقومات‭ ‬الوحدة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والمنظومتين‭ ‬الدفاعية‭ ‬والأمنية‭ ‬المشتركة‭ ‬وتنسيق‭ ‬المواقف‭ ‬بما‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬تضامن‭ ‬واستقرار‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬مصالحها‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تنفيذ‭ ‬رؤية‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود‭ ‬ملك‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬مقترح‭ ‬العاهل‭ ‬السعودي‭ ‬الراحل‭ ‬الملك‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬بالانتقال‭ ‬من‭ ‬مرحلة‭ ‬التعاون‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬الاتحاد‭ ‬ومواصلة‭ ‬الجهود‭ ‬واتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬اللازمة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاتحاد‭ ‬بين‭ ‬دولنا‭ ‬الخليجية‭ ‬ككيان‭ ‬واحد‭ ‬قوي‭.‬

بالرغم‭ ‬من‭ ‬النجاح‭ ‬الذي‭ ‬حققته‭ ‬قمة‭ ‬الدوحة‭ ‬الخليجية،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فإننا‭ ‬كشعب‭ ‬خليجي‭ ‬طموحنا‭ ‬كبير‭ ‬ونتطلع‭ ‬إلى‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬نرى‭ ‬فيه‭ ‬العملة‭ ‬الخليجية‭ ‬الواحدة‭ ‬والسوق‭ ‬الخليجية‭ ‬المشتركة‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬اعتماد‭ ‬التأشيرة‭ ‬السياحية‭ ‬الموحدة‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬لشبك‭ ‬مصالحنا‭ ‬وتقوية‭ ‬مواقفنا‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬لا‭ ‬يقبل‭ ‬إلا‭ ‬بوجود‭ ‬كيانات‭ ‬اقتصادية‭ ‬وسياسية‭ ‬قوية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا