العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

القضية الفلسطينية في مداولات مؤتمر «تغير المناخ»

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الجمعة ٠٨ ديسمبر ٢٠٢٣ - 02:00

برغم‭ ‬فداحة‭ ‬المخاطر‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض‭ ‬نتيجة‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية،‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬أجلها‭ ‬توجه‭ ‬قادة‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬دبي‮»‬،‭ ‬لحضور‭ ‬مؤتمر‭ ‬‮«‬كوب‭ ‬28‮»‬؛‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬تمر‭ ‬به‭ ‬‮«‬القضية‭ ‬الفلسطينية‮»‬،‭ ‬منذ‭ ‬اندلاع‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬أكتوبر،‭ ‬وما‭ ‬أحدثته‭ ‬آلة‭ ‬القتل‭ ‬والتدمير‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬من‭ ‬مجازر‭ ‬بحق‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬وبناهم‭ ‬التحتية،‭ ‬قد‭ ‬فرض‭ ‬لهذه‭ ‬القضية‭ ‬حضورًا‭ ‬بارزا‭ ‬في‭ ‬القمة،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬توجهاتها‭ ‬الأساسية‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬المناخية،‭ ‬والحد‭ ‬منها‭ ‬والتخفيف‭ ‬من‭ ‬آثارها‭.‬

ومنذ‭ ‬أحداث‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر،‭ ‬استشهد‭ ‬ما‭ ‬يربو‭ ‬على‭ ‬16‭.‬000‭ ‬شخص‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬داخل‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ (‬بينهم‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬6‭ ‬آلاف‭ ‬طفل،‭ ‬و4‭ ‬آلاف‭ ‬امرأة‭)‬،‭ ‬بينما‭ ‬تجاوز‭ ‬عدد‭ ‬المصابين‭ ‬36‭ ‬ألفا‭ (‬أكثر‭ ‬من‭ ‬75%‭ ‬منهم‭ ‬أطفال‭ ‬ونساء‭)‬،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تدمير‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬60%‭ ‬من‭ ‬المنازل،‭ ‬وقصف‭ ‬المستشفيات‭ ‬والمدارس،‭ ‬ودور‭ ‬العبادة،‭ ‬وإجبار‭ ‬المدنيين‭ ‬على‭ ‬النزوح‭ ‬إلى‭ ‬جنوب‭ ‬القطاع،‭ ‬وفرض‭ ‬حصار‭ ‬خانق‭ ‬شمل‭ ‬الحرمان‭ ‬من‭ ‬الغذاء،‭ ‬والماء،‭ ‬والدواء،‭ ‬والوقود،‭ ‬وعرقلة‭ ‬وصول‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭. ‬

وقبيل‭ ‬انعقاد‭ ‬‮«‬كوب‭ ‬28‮»‬،‭ ‬كان‭ ‬ثمة‭ ‬من‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬علاقة‭ ‬بين‭ ‬استمرار‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬والتغير‭ ‬المناخي‭. ‬واعتبرت‭ ‬‮«‬مؤسسات‭ ‬حقوقية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬إطالة‭ ‬أمد‭ ‬الحرب‭ ‬واتساع‭ ‬نطاقها،‭ ‬قد‭ ‬يؤثر‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬ما‭ ‬ينعكس‭ ‬على‭ ‬قدرة‭ ‬البلاد‭ ‬الأكثر‭ ‬ثراءً،‭ ‬واستعدادها‭ ‬لمساعدة‭ ‬البلدان‭ ‬الأكثر‭ ‬فقرًا‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬تحديات‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬تخوف‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أحداث‭ ‬العدوان‭ ‬قد‭ ‬تصرف‭ ‬الأنظار‭ ‬عن‭ ‬الأجندة‭ ‬المناخية‭. ‬

وقبل‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬انعقاده،‭ ‬صرح‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأردني‭ ‬‮«‬أيمن‭ ‬الصفدي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬بلاده‭ ‬لن‭ ‬توقع‭ ‬اتفاقًا‭ ‬لتبادل‭ ‬الطاقة‭ ‬والمياه‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل،‭ ‬متسائلاً‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬لوزير‭ ‬أردني‭ ‬أن‭ ‬يجلس‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬وزير‭ ‬إسرائيلي‭ ‬لتوقيع‭ ‬اتفاق‭ ‬بينما‭ ‬تقتل‭ ‬إسرائيل‭ ‬أهلنا‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬ورأى‭ ‬مراقبون‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬القطاع‭. ‬وقبل‭ ‬‮«‬كوب‭ ‬28‮»‬،‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬التوقيع‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬المناخية‭ ‬على‭ ‬الاتفاق‭ ‬النهائي،‭ ‬فيما‭ ‬يُعرف‭ ‬باتفاق‭ ‬‮«‬الكهرباء‭ ‬مقابل‭ ‬الماء‮»‬،‭ ‬بين‭ ‬الأردن‭ ‬وإسرائيل‭ ‬والإمارات،‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬التوصل‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2021،‭ ‬لتطوير‭ ‬محطات‭ ‬طاقة‭ ‬شمسية‭ ‬كهروضوئية‭ ‬في‭ ‬الأردن‭ ‬تصدر‭ ‬كامل‭ ‬إنتاجها‭ ‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬النظيفة‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬التي‭ ‬ستقوم‭ ‬بدورها‭ ‬بتزويد‭ ‬الأردن‭ ‬بالمياه‭ ‬المحلاة‭.‬

ولدى‭ ‬تسليم‭ ‬رئاسة‭ ‬المؤتمر‭ ‬في‭ ‬30‭ ‬نوفمبر‭ ‬إلى‭ ‬وزير‭ ‬الصناعة‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬المتقدمة‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭ ‬‮«‬سلطان‭ ‬الجابر‮»‬‭ ‬‭ ‬في‭ ‬‮«‬إكسبو2020‮»‬‭ ‬بدبي‭ ‬‭ ‬والذي‭ ‬يشارك‭ ‬فيه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬70‭ ‬ألف‭ ‬شخص،‭ ‬من‭ ‬198‭ ‬دولة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬وفود‭ ‬ووسائل‭ ‬إعلام‭ ‬ومنظمات‭ ‬مجتمع‭ ‬مدني‭ ‬ومنظمين‭ ‬وعاملين،‭ ‬فيما‭ ‬يحضره‭ ‬نحو‭ ‬180‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬العالم‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬رؤساء‭ ‬دول‭ ‬وحكومات؛‭ ‬دعا‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬المصري‭ ‬‮«‬سامح‭ ‬شكري‮»‬‭ ‬‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬رئيسة‭ ‬‮«‬كوب27‮»‬‭ ‬‭ ‬إلى‭ ‬الوقوف‭ ‬دقيقة‭ ‬حداد‭ ‬على‭ ‬أرواح‭ ‬جميع‭ ‬المدنيين‭ ‬الذين‭ ‬قتلوا‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

وفيما‭ ‬غادر‭ ‬وفد‭ ‬إيران‭ ‬المؤتمر‭ ‬احتجاجًا‭ ‬على‭ ‬حضور‭ ‬مسؤولي‭ ‬إسرائيل،‭ ‬فقد‭ ‬ألغى‭ ‬الرئيس‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬كلمته،‭ ‬بعد‭ ‬طغيان‭ ‬استئناف‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬على‭ ‬المداولات‭ ‬بشأن‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭. ‬وفي‭ ‬كلمته،‭ ‬قال‭ ‬الرئيس‭ ‬التركي‭ ‬‮«‬رجب‭ ‬طيب‭ ‬أردوغان‮»‬‭: ‬إنه‭ ‬‮«‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬عدم‭ ‬الولوج‭ ‬إلى‭ ‬الأزمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المجاورة‭ ‬لنا،‭ ‬نتيجة‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تبريره‭ ‬تحت‭ ‬أي‭ ‬ظرف‭ ‬من‭ ‬الظروف‮»‬،‭ ‬واعتبر‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬مأساة‭ ‬إنسانية‮»‬،‭ ‬و«جريمة‭ ‬حرب‮»‬‭.‬

واستمرارا،‭ ‬حذر‭ ‬الرئيس‭ ‬التركي‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬يواجه‭ ‬تبعات‭ ‬كارثية‭ ‬للمجازر‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وأن‭ ‬فرصة‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭ ‬بعد‭ ‬الهدنة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬قد‭ ‬ضاعت‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي؛‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬وصفه‭ ‬بـ‮«‬سلوك‭ ‬إسرائيل‭ ‬المتشدد‮»‬،‭ ‬وصرح‭ ‬بأنه‭ ‬أكد‭ ‬دائمًا‭ ‬ضرورة‭ ‬الوقف‭ ‬الدائم‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار،‭ ‬وليس‭ ‬وقفًا‭ ‬لأسباب‭ ‬إنسانية‭. ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬حاضرة‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬كوب28،‭ ‬في‭ ‬لقاءاته‭ ‬التي‭ ‬شملت‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الياباني،‭ ‬ورئيسة‭ ‬الوزراء‭ ‬الإيطالية،‭ ‬ورئيس‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭.‬

وفي‭ ‬كلماتهما‭ ‬الافتتاحية،‭ ‬وصف‭ ‬رئيسا‭ ‬‮«‬كولومبيا‮»‬،‭ ‬و«كوبا‮»‬،‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬إبادة‭ ‬جماعية‮»‬‭. ‬من‭ ‬جانبه،‭ ‬قال‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬‮«‬أنطونيو‭ ‬غوتيريش‮»‬‭: ‬‮«‬كما‭ ‬نرى‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬تتسبب‭ ‬النزاعات‭ ‬في‭ ‬معاناة‭ ‬هائلة،‭ ‬وتؤجج‭ ‬المشاعر،‭ ‬لقد‭ ‬سمعنا‭ ‬على‭ ‬التو‭ ‬أنباء‭ ‬عن‭ ‬تجدد‭ ‬القتال‭ ‬في‭ ‬غزة‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬أدان‭ ‬الرئيس‭ ‬العراقي‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬داعيًا‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬إلى‭ ‬الوقوف‭ ‬بحزم‭ ‬في‭ ‬وجهه؛‭ ‬فقد‭ ‬علق‭ ‬رئيس‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬‮«‬رامافوزا‮»‬،‭ ‬بأن‭ ‬بلاده‭ ‬قد‭ ‬روعها‭ ‬المأساة‭ ‬الجارية‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬والحرب‭ ‬ضد‭ ‬الأبرياء،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬‮«‬جريمة‭ ‬حرب‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتوقف‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬كلمة‭ ‬العاهل‭ ‬الأردني‭ ‬الملك‭ ‬‮«‬عبد‭ ‬الله‭ ‬الثاني‮»‬،‭ ‬أكد‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬بمعزل‭ ‬عن‭ ‬المآسي‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬نراها‭ ‬حولنا‮»‬،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬ما‭ ‬يواجهه‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬تهديد‭ ‬مباشر‭ ‬يطال‭ ‬حياتهم‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬السكان‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬يعيشون‭ ‬على‭ ‬كميات‭ ‬ضئيلة‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬النظيفة،‭ ‬ودون‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬الغذاء،‭ ‬وتزيد‭ ‬التهديدات‭ ‬المناخية‭ ‬من‭ ‬فظاعة‭ ‬مآسي‭ ‬الحرب،‭ ‬وضرورة‭ ‬أن‭ ‬يشمل‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬تحديات‭ ‬المناخ‭ ‬الفئات‭ ‬الأكثر‭ ‬هشاشة،‭ ‬لافتًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬تأثروا‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬نتيجة‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭.‬

وعلى‭ ‬هامش‭ ‬القمة،‭ ‬قال‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬‮«‬إيمانويل‭ ‬ماكرون‮»‬،‭ ‬إن‭ ‬هدف‭ ‬إسرائيل‭ ‬المعلن‭ ‬بالقضاء‭ ‬الكامل‭ ‬على‭ ‬حماس،‭ ‬قد‭ ‬يجر‭ ‬حربًا‭ ‬تمتد‭ ‬10‭ ‬سنوات،‭ ‬داعيًا‭ ‬إلى‭ ‬مضاعفة‭ ‬الجهود‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬وقف لإطلاق‭ ‬النار،‭ ‬والحاجة‭ ‬إلى‭ ‬هدنة‭ ‬جديدة،‭ ‬قد‭ ‬تفضي‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬دائم‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار،‭ ‬ومشددا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تزويد‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬بالمساعدات‭ ‬التي‭ ‬يحتاجون‭ ‬إليها‭ ‬بشكل‭ ‬عاجل‭.‬

وفيما‭ ‬تخلل‭ ‬انتقاد‭ ‬سلوك‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬عدوانها‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬الكلمات‭ ‬الافتتاحية‭ ‬لقادة‭ ‬الوفود‭ ‬في‭ ‬المؤتمر،‭ ‬فقد‭ ‬حفلت‭ ‬المظاهر‭ ‬خارج‭ ‬القاعات‭ ‬الرسمية‭ ‬بالتعبير‭ ‬عن‭ ‬التضامن‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ارتداء‭ ‬الوشاح‭ ‬الفلسطيني‭ ‬التقليدي،‭ ‬والوقفات‭ ‬الاحتجاجية‭ ‬التي‭ ‬رفع‭ ‬فيها‭ ‬المتظاهرون‭ ‬لافتات‭ ‬تطالب‭ ‬بوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬بل‭ ‬قام‭ ‬بعضهم‭ ‬باستعراض‭ ‬قائمة‭ ‬طويلة‭ ‬بأسماء‭ ‬وأعمار‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الذين‭ ‬استشهدوا‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

وخلال‭ ‬لقاء‭ ‬رئيس‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات،‭ ‬مع‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬المؤتمر،‭ ‬تم‭ ‬تأكيد‭ ‬ضرورة‭ ‬التحرك‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حماية‭ ‬المدنيين،‭ ‬وضمان‭ ‬وصول‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬الكافية‭ ‬إليهم،‭ ‬ضمن‭ ‬آليات‭ ‬آمنة‭ ‬ودائمة‭ ‬وعلى‭ ‬نطاق‭ ‬واسع،‭ ‬ورفض‭ ‬التهجير‭ ‬القسري‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬وضرورة‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬منع‭ ‬اتساع‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وفتح‭ ‬أفق‭ ‬للسلام‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬حل‭ ‬الدولتين،‭ ‬كونه‭ ‬السبيل‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬الإقليمي،‭ ‬وخلق‭ ‬البيئة‭ ‬المناسبة‭ ‬لتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬حذر‭ ‬الرئيس‭ ‬المصري‭ ‬‮«‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬خطورة‭ ‬الموقف‭ ‬الحالي‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وشدد‭ ‬خلال‭ ‬لقائه‭ ‬نائبة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬‮«‬كامالا‭ ‬هاريس‮»‬،‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬الحيلولة‭ ‬دون‭ ‬اتساع‭ ‬دائرة‭ ‬الصراع،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬تردي‭ ‬الأوضاع‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬يستوجب‭ ‬تحرك‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬فورًا،‭ ‬لتوفير‭ ‬الاستجابة‭ ‬الإنسانية‭ ‬والإغاثية‭ ‬العاجلة‭ ‬للمدنيين،‭ ‬والتخفيف‭ ‬من‭ ‬وطأة‭ ‬معاناتهم،‭ ‬مشددًا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬استعادة‭ ‬الهدنة،‭ ‬ورفض‭ ‬تعريض‭ ‬الأبرياء‭ ‬لسياسات‭ ‬العقاب‭ ‬الجماعي،‭ ‬بما‭ ‬يخالف‭ ‬الالتزامات‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني‭. ‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬موقف‭ ‬مصر‭ ‬ثابت‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتسوية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬عادل‭ ‬وشامل،‭ ‬يضمن‭ ‬حقوق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وإقامة‭ ‬دولته‭ ‬المستقلة،‭ ‬وفق‭ ‬مرجعيات‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭. ‬فيما‭ ‬علقت‭ ‬‮«‬هاريس‮»‬،‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬جهود‭ ‬تسوية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تنجح‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬تمت‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬أفق‭ ‬سياسي‭ ‬واضح‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬نحو‭ ‬دولة‭ ‬تقودها‭ ‬سلطة‭ ‬فلسطينية‭ ‬فاعلة،‭ ‬وتحظى‭ ‬بدعم‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬والمنطقة‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬لقائه‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬‮«‬ماكرون‮»‬،‭ ‬استعرض‭ ‬رؤية‭ ‬مصر،‭ ‬بشأن‭ ‬ضرورة‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬والتوسع‭ ‬في‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬واستقبال‭ ‬المصابين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬لعلاجهم،‭ ‬وإجلاء‭ ‬الرعايا‭ ‬الأجانب‭. ‬واتفق‭ ‬الطرفان‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬عاجلة‭ ‬للأزمة‭ ‬الجارية،‭ ‬والبدء‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬سياسية‭ ‬شاملة؛‭ ‬بهدف‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬تسوية‭ ‬عادلة‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭.‬

وفي‭ ‬إدراك‭ ‬لأهمية‭ ‬هذه‭ ‬القضية،‭ ‬أكد‭ ‬الرئيس‭ ‬المصري‭ ‬أثناء‭ ‬لقائه‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬اليابان،‭ ‬ضرورة‭ ‬حماية‭ ‬المدنيين،‭ ‬ورفض‭ ‬التهجير‭ ‬القسري‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬وأعرب‭ ‬الطرفان‭ ‬عن‭ ‬أسفهما‭ ‬الشديد‭ ‬لاستئناف‭ ‬القتال‭ ‬وسقوط‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الضحايا،‭ ‬والضرورة‭ ‬القصوى‭ ‬لتوفير‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬والعمل‭ ‬بحزم‭ ‬على‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬عادل‭ ‬وشامل‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وفق‭ ‬المرجعيات‭ ‬الدولية‭.‬

وفي‭ ‬الإطار‭ ‬ذاته،‭ ‬تناول‭ ‬خلال‭ ‬لقائه‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬النرويج،‭ ‬تطورات‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬غزة‭ -‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬الزخم‭ ‬الإقليمي‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬‮«‬قمة‭ ‬القاهرة‭ ‬للسلام‮»‬،‭ ‬و«القمة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‮»‬‭ ‬‭ ‬وأكد‭ ‬الطرفان‭ ‬أن‭ ‬المخرج‭ ‬الوحيد‭ ‬للوضع‭ ‬المتأزم‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬هو‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬دائم‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التداعيات‭ ‬الإنسانية‭ ‬الخطيرة‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬المدنيين؛‭ ‬بسبب‭ ‬مواصلة‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وإمكانية‭ ‬امتداد‭ ‬تداعيات‭ ‬هذه‭ ‬العمليات‭ ‬الأمنية‭ ‬والسياسية‭ ‬إلى‭ ‬استقرار‭ ‬وأمن‭ ‬المنطقة‭ ‬برمتها‭. ‬وفي‭ ‬لقائه،‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬بريطانيا‭ ‬‮«‬ريتشي‭ ‬سوناك‮»‬،‭ ‬أكد‭ ‬ضرورة‭ ‬السعي‭ ‬نحو‭ ‬إيجاد‭ ‬الأفق‭ ‬السياسي‭ ‬الملائم،‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬خلال‭ ‬مؤتمر‭ ‬‮«‬كوب28‮»‬،‭ ‬حضرت‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬كلمات‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الوفود‭ ‬وخارج‭ ‬قاعات‭ ‬المؤتمر،‭ ‬وعلى‭ ‬هامشه،‭ ‬وما‭ ‬زاد‭ ‬من‭ ‬زخم‭ ‬هذا‭ ‬الحضور‭ ‬استئناف‭ ‬القتال،‭ ‬وانهيار‭ ‬الهدنة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬أثناء‭ ‬إلقاء‭ ‬الكلمات‭ ‬الافتتاحية‭ ‬للقادة‭. ‬فيما‭ ‬عبر‭ ‬هذا‭ ‬الحضور‭ ‬أيضا‭ ‬للقضية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المحفل،‭ ‬وما‭ ‬سبقه‭ ‬من‭ ‬محافل‭ ‬إقليمية‭ ‬ودولية‭ ‬عن‭ ‬استعادتها‭ ‬لمكانتها‭ ‬في‭ ‬بؤرة‭ ‬الاهتمامات‭ ‬الدولية؛‭ ‬ما‭ ‬يبشر‭ ‬بقرب‭ ‬ظهور‭ ‬توجه‭ ‬عالمي‭ ‬نحو‭ ‬إيجاد‭ ‬مخرج‭ ‬لها،‭ ‬مع‭ ‬إجماع‭ ‬يكاد‭ ‬يكون‭ ‬كاملاً‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المخرج،‭ ‬هو‭ ‬إقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستقلة‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬1967،‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية،‭ ‬وفق‭ ‬المرجعيات‭ ‬الدولية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا