العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

القائد العام والمهمة الوطنية الكبرى

المشير‭ ‬الركن‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬‏القائد‭ ‬العام‭ ‬لقوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬رعى‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬حفل‭ ‬تكريم‭ ‬الوحدات‭ ‬الحائزة‭  ‬المراكز‭ ‬الأولى‭ ‬‏في‭ ‬اختبارات‭ ‬الجاهزية‭ ‬القتالية‭ ‬والإدارية‭ ‬لعام‭ ‬2023‭.‬

القائد‭ ‬العام‭ ‬ألقى‭ ‬كلمة‭ ‬تحدث‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬تاريخ‭ ‬جاهزية‭ ‬قوة‭ ‬الدفاع‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬إمدادها‭ ‬بالمنظومات‭ ‬العسكرية‭ ‬الحديثة‭ ‬والذي‭ ‬بدا‭ ‬منذ‭ ‬إنشاء‭ ‬القوة‭.‬

‭ ‬تطرق‭ ‬القائد‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬إلى‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬وما‭ ‬يطرحه‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬ويفرضه‭ ‬من‭ ‬مهام‭ ‬وطنية‭. ‬

‭ ‬مع‭ ‬ان‭ ‬القائد‭ ‬العام‭ ‬تطرق‭ ‬باختصار‭ ‬الى‭ ‬القضية‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬قدم‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬رؤية‭ ‬استراتيجية‭ ‬واضحة‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬نتوقف‭ ‬عندها‭ ‬بالتأمل‭ ‬والتحليل‭.‬

‭ ‬أربعة‭ ‬جوانب‭ ‬كبرى‭ ‬طرحها‭ ‬القائد‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬هي‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬التالي‭:‬

أولا‭: ‬قال‭ ‬ان‭ ‬‮«‬أمتنا‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬مستهدفة‭ ‬في‭ ‬أوطانها‭ ‬وفي‭ ‬شعوبها‭ ‬وفي‭ ‬خيرات‭ ‬أراضيها‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬مجال‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬دينها‮»‬‭.‬

هذا‭ ‬توصيف‭ ‬دقيق‭ ‬لما‭ ‬تتعرض‭ ‬له‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬اليوم‭.‬

الدول‭ ‬العربية‭ ‬بالذات‭ ‬تتعرض‭ ‬لأخطار‭ ‬وجودية‭ ‬بكل‭ ‬معنى‭ ‬الكلمة‭. ‬هي‭ ‬أخطار‭ ‬وجودية‭ ‬لأنها‭ ‬تستهدف‭ ‬جوهر‭ ‬وجود‭ ‬دولنا‭ ‬وجوهر‭ ‬هويتنا‭ ‬وحضارتنا‭ ‬وحتى‭ ‬ديننا‭.‬

نعرف‭ ‬أن‭ ‬المخططات‭ ‬الغربية‭ ‬والصهيونية‭ ‬لتدمير‭ ‬أوطاننا‭ ‬ونهب‭ ‬ثروات‭ ‬بلادنا‭ ‬وتمزيقنا‭ ‬الى‭ ‬دويلات‭ ‬طائفية‭ ‬متناحرة‭ ‬مخططات‭ ‬قديمة‭. ‬وهي‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬مخططات‭ ‬فقط‭ ‬لكن‭ ‬شهدنا‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬في‭ ‬التطبيق‭ ‬العملي‭ ‬ترجمة‭ ‬لها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭. ‬رأينا‭ ‬دولا‭ ‬عربية‭ ‬يتم‭ ‬تدميرها‭ ‬وتمزيقها،‭ ‬وباقي‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ينتظرها‭ ‬نفس‭ ‬المصير‭ ‬ان‭ ‬استمرت‭ ‬الأوضاع‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬عليه‭.‬

إذن،‭ ‬القائد‭ ‬العام‭ ‬برؤيته‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬أراد‭ ‬أن‭ ‬ينبه‭ ‬إلى‭ ‬فداحة‭ ‬الأخطار‭ ‬والتهديدات‭ ‬لدولنا‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭.‬

ثانيا‭: ‬قال‭ ‬القائد‭ ‬العام‭: ‬‮«‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬يجري‭ ‬حالياً‭ ‬في‭ ‬غزة‮»‬‭.‬

‭ ‬يقصد‭ ‬هنا‭ ‬ان‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وما‭ ‬يتابعه‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬وإبادة‭ ‬يرتكبها‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬هو‭ ‬تجسيد‭ ‬واضح‭ ‬للتهديدات‭ ‬والأخطار‭ ‬التي‭ ‬تواجهنا‭.‬

إشارة‭ ‬القائد‭ ‬العام‭ ‬الى‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬قراءة‭ ‬استراتيجية‭ ‬دقيقة‭. ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬ليس‭ ‬مقصودا‭ ‬به‭ ‬فلسطين‭ ‬وحدها‭ ‬ولا‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وحده‭. ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬يندرج‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬نفس‭ ‬مخطط‭ ‬تدمير‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬إذ‭ ‬تعتبر‭ ‬الدوائر‭ ‬الصهيونية‭ ‬والغربية‭ ‬أن‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وطرد‭ ‬أهلها‭ ‬الى‭ ‬الخارج‭ ‬خطوة‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذا‭ ‬المخطط‭.‬

ثالثا‭: ‬وقال‭ ‬القائد‭ ‬العام‭: ‬‮«‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‮»‬‭.‬

المقصود‭ ‬هنا‭ ‬بالطبع‭ ‬انه‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬والمواقف‭ ‬والتطورات‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وفي‭ ‬العالم،‭ ‬فإن‭ ‬علينا‭ ‬ألا‭ ‬نستبعد‭ ‬أي‭ ‬تطورات‭ ‬خطيرة‭ ‬تجري‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬بمقدوره‭ ‬اليوم‭ ‬ان‭ ‬يتكهن‭ ‬بما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬لكن‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬أن‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب‭ ‬والبعيد‭ ‬مفتوح‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الاحتمالات‭.‬

رابعا‭: ‬إن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬يقتضي‭ ‬استعدادا‭ ‬لمواجهة‭ ‬التهديدات‭ ‬الحالية‭ ‬والمتوقعة‭ ‬التي‭ ‬تفرضها‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭. ‬ويعني‭ ‬هذا‭ ‬اول‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬درجة‭ ‬من‭ ‬الجاهزية‭ ‬والاستعداد‭ ‬وامدادها‭ ‬بأحدث‭ ‬المنظومات‭ ‬العسكرية‭ ‬الجديدة‭.‬

كما‭ ‬نرى،‭ ‬أراد‭ ‬القائد‭ ‬العام‭ ‬ان‭ ‬ينبه‭ ‬الى‭ ‬خطورة‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وما‭ ‬يحمله‭ ‬من‭ ‬أخطار‭ ‬وتهديدات‭ ‬جسيمة‭ ‬للبحرين‭ ‬كما‭ ‬لكل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭. ‬وأراد‭ ‬أن‭ ‬ينبه‭ ‬إلى‭ ‬أننا‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬نستبعد‭ ‬أي‭ ‬احتمالات‭ ‬بتطورات‭ ‬خطيرة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب‭ ‬والبعيد‭.‬

هذا‭ ‬التنبيه‭ ‬يعني‭ ‬ان‭ ‬المهمة‭ ‬الكبرى‭ ‬اليوم‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬لها‭ ‬الأولوية‭ ‬المطلقة‭ ‬هي‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬ومواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الأخطار‭. ‬

بعبارة‭ ‬أدق‭ ‬يعني‭ ‬ان‭ ‬المهمة‭ ‬الكبرى‭ ‬اليوم‭ ‬هي‭ ‬حماية‭ ‬أمن‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني‭.‬

واذا‭ ‬كانت‭ ‬مهمة‭ ‬حماية‭ ‬أمن‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني‭ ‬تقتضي‭ ‬أول‭ ‬ما‭ ‬تقتضي‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬قوة‭ ‬الدفاع‭ ‬أعلى‭ ‬درجة‭ ‬من‭ ‬الجاهزية‭ ‬والاستعداد‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬القائد‭ ‬العام،‭ ‬فإن‭ ‬المسؤولية‭ ‬ليست‭ ‬مسؤولية‭ ‬القوة‭ ‬وحدها‭.‬

حماية‭ ‬أمن‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني‭ ‬اليوم‭ ‬مهمة‭ ‬كل‭ ‬مؤسسات‭ ‬وقوى‭ ‬المجتمع‭ ‬بلا‭ ‬استثناء‭. ‬الكل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتحلى‭ ‬اليوم‭ ‬بأقصى‭ ‬درجات‭ ‬الإحساس‭ ‬بالمسئولية‭ ‬الوطنية‭ ‬تجاه‭ ‬الوطن‭ ‬والمجتمع‭ ‬وأن‭ ‬يتصرف‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬ذلك‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا