العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

من قمة «العشرين» إلى «البريكس».. مكاسب للقضية الفلسطينية

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الجمعة ٠١ ديسمبر ٢٠٢٣ - 02:00

اكتسبت‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬منذ‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬‮«‬اهتمامًا‭ ‬دوليًا‮»‬،‭ ‬لم‭ ‬تحظ‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقود‭. ‬وقبل‭ ‬قمتي‭ ‬‮«‬العشرين‮»‬،‭ ‬و«البريكس‮»‬،‭ ‬الأخيرتين‭ ‬انطلقت‭ ‬فعاليات‭ ‬عديدة‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬‮«‬مؤتمر‭ ‬القاهرة‭ ‬للسلام‮»‬،‭ ‬و«قمة‭ ‬الخليج‭ ‬الآسيان‮»‬،‭ ‬و«مؤتمر‭ ‬باريس‭ ‬الإنساني‭ ‬الدولي‭ ‬لمساعدة‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬غزة‮»‬،‭ ‬و«القمة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‮»‬‭ ‬في‭ ‬الرياض،‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬جميعا‭ ‬دور‭ ‬واضح‭ ‬في‭ ‬إبراز‭ ‬القضية،‭ ‬وإعادة‭ ‬الزخم‭ ‬حولها‭ ‬والسعي‭ ‬لإيجاد‭ ‬حلول‭ ‬جادة‭ ‬لها‭. ‬

وفي‭ ‬محاولة‭ ‬لتخفيف‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬ووقف‭ ‬التصعيد،‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬الوضع‭ ‬الإنساني‭ ‬المتدهور،‭ ‬وحماية‭ ‬المدنيين‭ ‬من‭ ‬القصف‭ ‬المتواصل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي؛‭ ‬دعت‭ ‬‮«‬القاهرة‮»‬،‭ ‬بعد‭ ‬إلغاء‭ ‬القمة‭ ‬الرباعية‭ (‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬‭ ‬مصر‭ ‬‭ ‬فلسطين‭ ‬‭ ‬الأردن‭)‬،‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬مؤتمر‭ ‬السلام‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬انعقد‭ ‬بعد‭ ‬أسبوعين‭ ‬من‭ ‬بداية‭ ‬الحرب،‭ ‬بمشاركة‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الملوك،‭ ‬والرؤساء،‭ ‬ورؤساء‭ ‬الوزراء،‭ ‬ووزراء‭ ‬الخارجية،‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭. ‬وفي‭ ‬كلمات‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬زعيمًا‭ ‬ومسؤولاً‭ ‬دوليًا‭ ‬خلاله،‭ ‬كانت‭ ‬فكرة‭ ‬رفض‭ ‬تهجير‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬حاضرة‭ ‬بقوة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ضرورة‭ ‬حل‭ ‬الدولتين،‭ ‬وإقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬1967،‭ ‬فيما‭ ‬كان‭ ‬التوافق‭ ‬أيضًا‭ ‬بشأن‭ ‬دخول‭ ‬المساعدات‭ ‬لقطاع‭ ‬غزة،‭ ‬واحترام‭ ‬حقوق‭ ‬المدنيين‭.‬

وفي‭ ‬وقت‭ ‬متزامن‭ ‬تقريبًا،‭ ‬كانت‭ ‬قمة‭ ‬الخليج‭ ‬‮«‬الآسيان‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬انعقدت‭ ‬في20‭ ‬أكتوبر‭ ‬بالرياض،‭ ‬بمشاركة‭ ‬قادة‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬وقادة‭ ‬دول‭ ‬رابطة‭ ‬الآسيان،‭ ‬وفيها‭ ‬تم‭ ‬تأكيد‭ ‬ضرورة‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وإدخال‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬للمدنيين،‭ ‬وأن‭ ‬سبب‭ ‬المشكلة‭ ‬هو‭ ‬احتلال‭ ‬إسرائيل‭ ‬للأراضي‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وأن‭ ‬الحل‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬67،‭ ‬فيما‭ ‬أدان‭ ‬بيانها‭ ‬الختامي‭ ‬جميع‭ ‬الهجمات‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين،‭ ‬واستهدافهم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال،‭ ‬وطالب‭ ‬بالالتزام‭ ‬بالقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬ودعم‭ ‬مبادرة‭ ‬السعودية،‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬وجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية؛‭ ‬لإرساء‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬مصر،‭ ‬والأردن،‭ ‬وحل‭ ‬النزاع‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وجيرانها‭ ‬وفقًا‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭.‬

وفي‭ ‬9‭ ‬نوفمبر،‭ ‬انطلق‭ ‬‮«‬المؤتمر‭ ‬الإنساني‭ ‬الدولي‭ ‬لمساعدة‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬غزة‮»‬،‭ ‬في‭ ‬قصر‭ ‬الإليزيه‭ ‬بباريس،‭ ‬بدعوة‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬‮«‬إيمانويل‭ ‬ماكرون‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يوجه‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وإيران،‭ ‬وروسيا،‭ ‬فيما‭ ‬غاب‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬لبنان،‭ ‬وسوريا،‭ ‬واليمن،‭ ‬وليبيا،‭ ‬والسودان؛‭ ‬وحضر‭ ‬وشارك‭ ‬بفعالية‭ ‬رؤساء‭ ‬قبرص،‭ ‬واليونان،‭ ‬وإيرلندا،‭ ‬ولوكسمبورج،‭ ‬ورئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأوروبي،‭ ‬ورئيسة‭ ‬المفوضية‭ ‬الأوروبية،‭ ‬ووكيلة‭ ‬‮«‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‮»‬،‭ ‬للأمن‭ ‬المدني‭. ‬وسعى‭ ‬المؤتمر‭ ‬إلى‭ ‬حشد‭ ‬الموارد‭ ‬المالية‭ ‬للفلسطينيين‮»‬،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قدرت‭ ‬‮«‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬‭ ‬الاحتياجات‭ ‬العاجلة‭ ‬بـ‭ ‬1‭.‬1‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭. ‬

واتساقا‭ ‬مع‭ ‬هذا،‭ ‬تناول‭ ‬المؤتمر‭ ‬الوضع‭ ‬الإنساني‭ ‬الحرج‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬المتضرر‭ ‬من‭ ‬القصف،‭ ‬والافتقار‭ ‬إلى‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬الضرورية،‭ ‬فيما‭ ‬تعهد‭ ‬‮«‬ماكرون‮»‬،‭ ‬بزيادة‭ ‬مساعدة‭ ‬فرنسا‭ ‬لفلسطين‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬مليون‭ ‬يورو‭ ‬إلى‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬يورو،‭ ‬وتعهدت‭ ‬رئيسة‭ ‬المفوضية‭ ‬الأوروبية،‭ ‬بمضاعفة‭ ‬المساعدات‭ ‬المقررة‭ ‬لغزة‭ ‬أربع‭ ‬مرات‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬يورو،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬جسر‭ ‬جوي‭ ‬عبر‭ ‬مطار‭ ‬العريش‭. ‬وقد‭ ‬طغت‭ ‬موضوعات‭ ‬المساعدات‭ ‬والحاجة‭ ‬إلى‭ ‬هدن‭ ‬إنسانية،‭ ‬ووقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬وضرورة‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬المسار‭ ‬السياسي‭ ‬وحل‭ ‬الدولتين،‭ ‬وتجنب‭ ‬تمدد‭ ‬الحرب،‭ ‬وتحولها‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭ ‬إقليمية‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭.‬

وفي‭ ‬11‭ ‬نوفمبر،‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‮»‬،‭ ‬بالرياض،‭ ‬بحضور‭ ‬زعماء‭ ‬وقادة‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي،‭ ‬التي‭ ‬رسمت‭ ‬خطوطًا‭ ‬حمراء‭ ‬للاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ -‬الذي‭ ‬ينفذ‭ ‬عدوانًا‭ ‬غاشمًا،‭ ‬وحرب‭ ‬إبادة‭ ‬على‭ ‬غزة‭- ‬أول‭ ‬هذه‭ ‬الخطوط‭ ‬رفض‭ ‬التهجير‭ ‬القسري‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬داخل‭ ‬غزة‭ ‬وخارجها،‭ ‬والحصار،‭ ‬ومسؤولية‭ ‬الاحتلال‭ ‬عن‭ ‬الجرائم‭ ‬المرتكبة،‭ ‬والتي‭ ‬هي‭ ‬‮«‬جرائم‭ ‬حرب‮»‬،‭ ‬ومطالبة‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬الأمن‮»‬،‭ ‬باتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬فوري‭ ‬يدين‭ ‬تدمير‭ ‬إسرائيل‭ ‬الهمجي‭ ‬للمستشفيات،‭ ‬ومنع‭ ‬إدخال‭ ‬الدواء،‭ ‬والغذاء،‭ ‬والوقود،‭ ‬وقطع‭ ‬الكهرباء‭ ‬والمياه‭ ‬والخدمات‭ ‬الأساسية،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬الاتصال،‭ ‬والإنترنت،‭ ‬باعتباره‭ ‬‮«‬عقابًا‭ ‬جماعيًا‮»‬،‭ ‬يمثل‭ ‬‮«‬جريمة‭ ‬حرب‮»‬،‭ ‬وفق‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭. ‬

واستمرارا،‭ ‬دعت‭ ‬القمة‭ ‬إلى‭ ‬فتح‭ ‬تحقيق‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المدعي‭ ‬العام‭ ‬للمحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب،‭ ‬والجرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية،‭ ‬التي‭ ‬ترتكبها‭ ‬إسرائيل‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬وأكدت‭ ‬بلورة‭ ‬تحرك‭ ‬دولي‭ ‬لوقف‭ ‬الحرب،‭ ‬وإطلاق‭ ‬عملية‭ ‬سياسية‭ ‬جادة‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلام‭ ‬الدائم‭ ‬والشامل،‭ ‬وفق‭ ‬المرجعيات‭ ‬الدولية‭ ‬المعتمدة‭. ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬تحركت‭ ‬لجنة‭ ‬مشكلة‭ ‬من‭ ‬وزراء‭ ‬خارجية‭ ‬السعودية،‭ ‬والأردن،‭ ‬ومصر،‭ ‬وفلسطين،‭ ‬وإندونيسيا،‭ ‬وأمين‭ ‬عام‭ ‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي،‭ ‬إلى‭ ‬عواصم‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حل‭ ‬عادل‭ ‬مستدام‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭.‬

وفي‭ ‬نوفمبر21‭ ‬انعقدت‭ ‬‮«‬قمة‭ ‬بريكس‮»‬،‭ ‬الافتراضية‭ ‬الاستثنائية،‭ ‬بدعوى‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا؛‭ ‬لبحث‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬بمشاركة‭ ‬رؤساء‭ ‬المجموعة؛‭ (‬جنوب‭ ‬إفريقيا،‭ ‬البرازيل،‭ ‬روسيا،‭ ‬الهند،‭ ‬الصين‭)‬،‭ ‬ومن‭ ‬تمت‭ ‬دعوتهم‭ ‬للانضمام،‭ ‬مثل‭ (‬السعودية،‭ ‬والأرجنتين،‭ ‬ومصر،‭ ‬وإثيوبيا،‭ ‬وإيران،‭ ‬والإمارات‭). ‬وخلالها،‭ ‬انتقدت‭ ‬‮«‬جنوب‭ ‬إفريقيا‮»‬،‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬وطالب‭ ‬رئيسها‭ -‬مع‭ ‬أربع‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭- ‬‮«‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬بإجراء‭ ‬تحقيق‭ ‬في‭ ‬الجرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬ارتكابها‭ ‬في‭ ‬القطاع،‭ ‬وفتح‭ ‬تحقيق‭ ‬فوري‭ ‬ضد‭ ‬الأشخاص‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬تصرفات‭ ‬إسرائيل‭ ‬تنتهك‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬وميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬واتفاقية‭ ‬جنيف‭ ‬بكل‭ ‬بروتوكولاتها،‭ ‬فيما‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬استدعت‭ ‬دبلوماسييها‭ ‬من‭ ‬إسرائيل‭ ‬فور‭ ‬بدء‭ ‬العدوان‭. ‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬دعا‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي،‭ ‬‮«‬بوتين‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬السبيل‭ ‬الوحيد‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلام‭ ‬الدائم‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬هو‭ ‬إقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية،‭ ‬محملا‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬المسؤولية‭ ‬عن‭ ‬الحرب‭ ‬الحالية،‭ ‬ومتهمًا‭ ‬إياها‭ ‬بالإضرار‭ ‬بعملية‭ ‬السلام،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬تنجح‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬في‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬لها،‭ ‬كما‭ ‬شدد‭ ‬على‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬مستدام،‭ ‬وطويل‭ ‬الأمد‭ ‬للصراع،‭ ‬وأنه‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬عدم‭ ‬جر‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬إليه‭.‬

وفي‭ ‬كلمته،‭ ‬أكد‭ ‬الرئيس‭ ‬الصيني‭ ‬ضرورة‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬وحماية‭ ‬المدنيين،‭ ‬وتقديم‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وضمان‭ ‬انسيابها،‭ ‬ووقف‭ ‬العقاب‭ ‬الجماعي،‭ ‬والحيلولة‭ ‬دون‭ ‬توسع‭ ‬رقعة‭ ‬الصراع،‭ ‬ودعم‭ ‬قرار‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬27‭ ‬أكتوبر،‭ ‬مرجعًا‭ ‬السبب‭ ‬فيما‭ ‬حدث‭ ‬إلى‭ ‬تجاهل‭ ‬حقوق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬دولته،‭ ‬وأن‭ ‬الحل‭ ‬الرئيسي‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬الأزمة‭ ‬الحالية،‭ ‬وتحقيق‭ ‬السلام‭ ‬الدائم‭ ‬هو‭ ‬حل‭ ‬الدولتين،‭ ‬واستعادة‭ ‬الحقوق‭ ‬الوطنية‭ ‬المشروعة‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬وإقامة‭ ‬دولتهم‭ ‬المستقلة،‭ ‬داعيًا‭ ‬إلى‭ ‬مؤتمر‭ ‬دولي‭ ‬للسلام‭ ‬لحل‭ ‬الأزمة‭ ‬الحالية‭. ‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أكد‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬السعودي‭ ‬الأمير‭ ‬‮«‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‮»‬،‭ ‬ضرورة‭ ‬إقامة‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬67،‭ ‬داعيًا‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬تصدير‭ ‬الأسلحة‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل،‭ ‬ومطالبًا‭ ‬بإطلاق‭ ‬عملية‭ ‬سلام‭ ‬جادة‭ ‬وشاملة‭ ‬لحل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وإدخال‭ ‬المساعدات‭ ‬بشكل‭ ‬فوري‭ ‬إلى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭. ‬فيما‭ ‬أدان‭ ‬البيان‭ ‬الختامي‭ ‬جميع‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬المدنيين،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب،‭ ‬وأي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬النقل‭ ‬القسري،‭ ‬والترحيل‭ ‬الفردي‭ ‬والجماعي‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬أراضيهم،‭ ‬سواء‭ ‬إلى‭ ‬داخل‭ ‬غزة‭ ‬أو‭ ‬خارجها،‭ ‬وطالب‭ ‬بهدنة‭ ‬فورية‭ ‬دائمة،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬الحل‭ ‬العادل‭ ‬والدائم‭ ‬يتم‭ ‬التوصل‭ ‬إليه‭ ‬بالطرق‭ ‬السلمية‭.‬

وفي‭ ‬22‭ ‬نوفمبر،‭ ‬انعقدت‭ ‬‮«‬قمة‭ ‬العشرين‮»‬،‭ ‬الافتراضية،‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬أكبر‭ ‬20‭ ‬اقتصادا‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬حيث‭ ‬طغت‭ ‬عليها‭ ‬أحداث‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭. ‬وفي‭ ‬بيانها‭ ‬الختامي،‭ ‬أكد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الهندي‭ ‬‮«‬نار‭ ‬يندرا‭ ‬مودي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬المجموعة،‭ ‬قد‭ ‬توصلت‭ ‬إلى‭ ‬توافق‭ ‬في‭ ‬الآراء‭ ‬بشأن‭ ‬حل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬حل‭ ‬الدولتين،‭ ‬وأن‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬والحوار‭ ‬هما‭ ‬السبيل‭ ‬الوحيد‭ ‬لحل‭ ‬التوترات‭ ‬الجيوسياسية،‭ ‬وأن‭ ‬التكتل‭ ‬مستعد‭ ‬لتقديم‭ ‬كل‭ ‬دعم‭ ‬ممكن‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬وأن‭ ‬قتل‭ ‬الأبرياء،‭ ‬لاسيما‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬غير‭ ‬مقبول،‭ ‬وينبغي‭ ‬إيصال‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬بأسرع‭ ‬ما‭ ‬يمكن،‭ ‬فيما‭ ‬حذر‭ ‬من‭ ‬تحول‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭ ‬إقليمية‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬وجه‭ ‬الرئيس‭ ‬المصري‭ ‬‮«‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي‮»‬،‭ ‬كلمة‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬انتقد‭ ‬فيها‭ ‬الانتقائية‭ ‬في‭ ‬تعامل‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬مع‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬فلسطين،‭ ‬فيما‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬آلة‭ ‬الحرب‭ ‬تحصد‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬الضحايا،‭ ‬وتخلف‭ ‬الدمار‭ ‬والتشريد،‭ ‬برغم‭ ‬التحذيرات‭ ‬الدولية‭ ‬المطالبة‭ ‬بضرورة‭ ‬حماية‭ ‬المدنيين‭ ‬واحترام‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬وحصول‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬على‭ ‬حقه‭ ‬المشروع‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬دولته،‭ ‬والعيش‭ ‬بسلام‭ ‬وأمن‭ ‬بجانب‭ ‬إسرائيل‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬أكد‭ ‬رئيس‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات،‭ ‬الشيخ‭ ‬‮«‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬تشهد‭ ‬‮«‬وضعًا‭ ‬خطيرًا‮»‬،‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تحرك‭ ‬دولي‭ ‬جاد‭ ‬وعادل‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬وحماية‭ ‬المدنيين‭ ‬وضمان‭ ‬وصول‭ ‬المساعدات،‭ ‬وأن‭ ‬استمرار‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬يجلب‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬المآسي،‭ ‬ويهدد‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‭.‬

وفي‭ ‬كلمته،‭ ‬اعتبر‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي،‭ ‬أن‭ ‬مساعدة‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬‮«‬واجب‭ ‬مقدس‮»‬،‭ ‬وتساءل‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬يَصدم‭ ‬زعماء‭ ‬العالم،‭ ‬عبارة‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬‮«‬أنطونيو‭ ‬غوتيريش‮»‬،‭ ‬إن‭ ‬‮«‬غزة‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬مقبرة‭ ‬ضخمة‭ ‬للأطفال‮»‬‭. ‬وأعرب‭ ‬الرئيس‭ ‬التركي،‭ ‬عن‭ ‬أمله‭ ‬في‭ ‬إرساء‭ ‬وقف‭ ‬دائم‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬تصرفات‭ ‬إسرائيل‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تبريرها‭ ‬بالدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس‭. ‬وتساءل‭ ‬رئيس‭ ‬الوفد‭ ‬الإندونيسي‭ -‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬الفظائع‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭- ‬ماذا‭ ‬الذي‭ ‬فعلناه‭ ‬بشكل‭ ‬جماعي‭ ‬كقادة‭ ‬لمجموعة‭ ‬العشرين‭ ‬لتحسين‭ ‬الوضع‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬مشددًا‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬بلاده‭ ‬الثابت‭ ‬للقضية،‭ ‬وأن‭ ‬حكومته‭ ‬تعتقد‭ ‬أن‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬يشكل‭ ‬السبيل‭ ‬الوحيد‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬الأزمة‭ ‬لكلا‭ ‬الطرفين‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفعاليات،‭ ‬اكتسبت‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬النقاط،‭ ‬تمثل‭ ‬أولها،‭ ‬في‭ ‬الاهتمام‭ ‬الدولي‭ ‬الكبير‭ ‬بالقضية‭ ‬حتى‭ ‬إنها‭ ‬طغت‭ ‬على‭ ‬غيرها،‭ ‬وثانيها،‭ ‬فضح‭ ‬التصرفات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المنتهكة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬والمواثيق،‭ ‬والأعراف‭ ‬الدولية،‭ ‬وهي‭ ‬تصرفات‭ ‬لا‭ ‬يبررها‭ ‬حق‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس،‭ ‬وثالثها،‭ ‬حشد‭ ‬الإجماع‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬وامتداده‭ ‬إلى‭ ‬عملية‭ ‬سياسية‭ ‬تفضي‭ ‬إلى‭ ‬قيام‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستقلة‭ ‬على‭ ‬أراضي‭ ‬1967،‭ ‬وضرورة‭ ‬إنقاذ‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بوتيرة‭ ‬منتظمة‭ ‬وكافية‭ ‬وانسياب‭ ‬آمن‭ ‬للمساعدات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬ووجود‭ ‬اتجاه‭ ‬قوي‭ ‬نحو‭ ‬محاكمة‭ ‬قادة‭ ‬إسرائيل‭ ‬عن‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭. ‬

ويبقى‭ ‬أن،‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬لن‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تصم‭ ‬آذانها‭ ‬عما‭ ‬انتهت‭ ‬إليه‭ ‬تلك‭ ‬الفعاليات‭ ‬الدولية،‭ ‬إذ‭ ‬إنها‭ ‬بذلك‭ ‬تخسر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬نفوذها‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬لصالح‭ ‬منافسيها،‭ ‬فيما‭ ‬يعد‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬العالمي‭ ‬مقدمة‭ ‬نحو‭ ‬انعقاد‭ ‬مؤتمر‭ ‬دولي‭ ‬للسلام‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬يعكس‭ ‬التغير‭ ‬الحادث‭ ‬في‭ ‬البيئة‭ ‬الدولية،‭ ‬ويتلافى‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬تعطل‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية،‭ ‬وأوصلت‭ ‬إلى‭ ‬الموقف‭ ‬الراهن‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا