العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الأسرى الفلسطينيون: «فجر» الحرية بعد «ظلام» السجن

بقلم: د. أسعد عبدالرحمن

الأحد ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٣ - 02:00

نستذكر‭ ‬إعلان‭ (‬محمد‭ ‬الضيف‭) ‬قائد‭ ‬كتائب‭ ‬القسام‭ ‬‭ ‬ظل‭ ‬المقاومة‭ ‬وصوتها‭ ‬‭ ‬عن‭ ‬بدء‭ ‬‮«‬طوفان‭ ‬الأقصى‮»‬‭ ‬صباح‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي،‭ ‬ملاحظين‭ ‬كيف‭ ‬أنه‭ ‬خص‭ ‬الأسرى‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بالاهتمام‭ ‬الاستثنائي،‭ ‬مؤكداً‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬مقاصد‭ ‬المعركة‭ ‬هو‭ ‬إطلاق‭ ‬سراحهم‭. ‬ومنذئذٍ،‭ ‬واصلت‭ ‬إدارة‭ ‬سجون‭ ‬الاحتلال،‭ ‬منذ‭ ‬يوم‭ ‬بدء‭ ‬‮«‬طوفان‭ ‬الأقصى‮»‬‭ ‬تحديداً،‭ ‬التصعيد‭ ‬ضد‭ ‬الأسرى‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬سجونها،‭ ‬والذي‭ ‬تزداد‭ ‬حدته‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬السجون،‭ ‬مستهدفة‭ ‬بشكل‭ ‬رئيس‭ ‬قيادات‭ ‬من‭ ‬الحركة‭ ‬الأسيرة‭ ‬ومن‭ ‬ذوي‭ ‬الأحكام‭ ‬العالية،‭ ‬وأسرى‭ ‬قدامى‭. ‬

ويترافق‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬اعتداءات‭ ‬بالضرب‭ ‬والتنكيل،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تصاعد‭ ‬عمليات‭ ‬العزل‭ ‬الانفرادي‭ ‬بحقهم‭. ‬كما‭ ‬لجأت‭ ‬إدارة‭ ‬سجون‭ ‬الاحتلال‭ ‬إلى‭ ‬عمليات‭ ‬نقل‭ ‬تعسفية‭ ‬جماعية‭ ‬بحق‭ ‬المعتقلين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬سجونها،‭ ‬سواء‭ ‬إلى‭ ‬الأقسام‭ ‬داخل‭ ‬السجن،‭ ‬أو‭ ‬زنازين‭ ‬العزل‭ ‬الانفرادي،‭ ‬أو‭ ‬إلى‭ ‬سجون‭ ‬أخرى،‭ ‬والتي‭ ‬طالت‭ ‬المئات‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬مرضى،‭ ‬ونفذت‭ ‬اعتداءات‭ ‬واسعة‭ ‬بالمعتقلين‭. ‬

بل‭ ‬إن‭ ‬الوزير‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬المفعم‭ ‬بالرعونة‭ ‬والتطرف‭ ‬‮«‬إيتمار‭ ‬بن‭ ‬غفير‮»‬‭ (‬الذي‭ ‬‮«‬استحق‮»‬‭ ‬لقب‭ ‬القاتل‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭) ‬أصدر‭ ‬تعليمات‭ ‬أدت‭ ‬الى‭ ‬استشهاد‭ ‬عدد‭ ‬متنام‭ ‬من‭ ‬الأسرى‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬عملية‭ ‬‮«‬الطوفان‮»‬‭ ‬كان‭ ‬سادسهم‭ ‬يوم‭ ‬18‭ ‬الجاري‭ ‬الشهيد‭ ‬ثائر‭ ‬سميح‭ ‬أبو‭ ‬عصب‭. ‬

وكان‭ ‬قد‭ ‬سبقه،‭ ‬على‭ ‬التوالي،‭ ‬الشهداء‭ ‬الأسرى‭: ‬عمر‭ ‬دراغمة‭ ‬وعرفات‭ ‬حمدان‭ ‬وماجد‭ ‬زقول‭ ‬والشهيد‭ ‬الرابع‭ ‬لم‭ ‬تعرف‭ ‬هويته‭ ‬بعد‭ ‬وقد‭ ‬استشهد‭ ‬في‭ ‬معسكر‭ (‬عنتوت‭) ‬وعبد‭ ‬الرحمن‭ ‬مرعي‭ .‬

تتجلى‭ ‬مقارفات‭ ‬الاحتلال‭ ‬بحق‭ ‬المعتقلين،‭ ‬والتي‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬ذروتها‭ ‬منذ‭ ‬‮«‬طوفان‭ ‬الأقصى‮»‬،‭ ‬عبر‭ ‬جملة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬التنكيلية‭ ‬التي‭ ‬تمس‭ ‬مقومات‭ ‬حياتهم‭ ‬كافة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الاعتداءات‭ ‬الواسعة‭ ‬التي‭ ‬خلفت‭ ‬إصابات‭ ‬بين‭ ‬صفوفهم،‭ ‬امتدادا‭ ‬لنهج‭ ‬الاحتلال‭ ‬المتواصل‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬والقائم‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬الانتقام‭ ‬المستمر‭ ‬من‭ ‬المعتقلين،‭ ‬وبالتأكيد‭ ‬فإنها‭ ‬لم‭ ‬تبدأ‭ ‬مع‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬أعلن‭ (‬بن‭ ‬غفير‭) ‬أن‭ ‬لجنة‭ ‬برلمانية‭ ‬تابعة‭ ‬للكنيست‭ ‬ناقشت‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬‮«‬إعدام‭ ‬أسرى‭ ‬فلسطينيين‮»‬،‭ ‬تمهيدا‭ ‬لطرحه‭ ‬لتصويت‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للكنيست‭ ‬في‭ ‬قراءة‭ ‬أولى‭. ‬ودعا‭ (‬بن‭ ‬غفير‭) ‬الجميع‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬القانون‭ ‬‮«‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للكنيست‭ ‬قد‭ ‬صادقت‭ ‬عليه‭ ‬بالقراءة‭ ‬التمهيدية‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬الماضي‮»‬‭.‬

وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬حظي‭ ‬بمصادقة‭ ‬اللجنة‭ ‬الوزارية‭ ‬لشؤون‭ ‬التشريع‭. ‬ويعد‭ ‬القانون‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬الاتفاقات‭ ‬التي‭ ‬جرى‭ ‬توقيعها‭ ‬لإبرام‭ ‬صفقة‭ ‬تشكيل‭ ‬الائتلاف‭ ‬الحكومي‭ ‬برئاسة‭ (‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭) ‬مع‭ (‬بن‭ ‬غفير‭) ‬أواخر‭ ‬2022‭.‬

‭ ‬وينص‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬‮«‬إيقاع‭ ‬عقوبة‭ ‬الموت‭ ‬بحق‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬يتسبب‭ ‬عن‭ ‬قصد‭ ‬أو‭ ‬بسبب‭ ‬اللامبالاة‭ ‬في‭ ‬وفاة‭ ‬مواطن‭ ‬إسرائيلي‭ ‬بدافع‭ ‬عنصري‭ ‬أو‭ ‬كراهية‭ ‬ولإلحاق‭ ‬الضرر‭ ‬بإسرائيل‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬ظل‭ ‬المخطط‭ ‬الصهيوني‭ ‬المستمر‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الإبادة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وعمليات‭ ‬القتل‭ ‬والاعتقالات‭ ‬المتنامية‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬تمر‭ ‬الحركة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الأسيرة‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬بمرحلة‭ ‬‮«‬استفراد‮»‬‭ ‬صهيوني‭ ‬بانتظار‭ ‬فرج‭ ‬يبدو‭ ‬أنه‭ ‬بات‭ ‬في‭ ‬الأفق‭ ‬القريب‭ ‬بفضل‭ ‬صفقات‭ ‬لتبادل‭ ‬الأسرى،‭ ‬متتالية،‭ ‬قد‭ ‬تبدأ‭ ‬وشيكاً‭.‬

وكانت‭ ‬عملية‭ ‬‮«‬طوفان‭ ‬الأقصى‮»‬‭ ‬قد‭ ‬شددت،‭ ‬ومنذ‭ ‬البيان‭ ‬الأول،‭ ‬على‭ ‬مركزية‭ ‬وصدارة‭ ‬محنة‭ ‬الأسرى‭ ‬بين‭ ‬أهدافها‭ ‬الأساسية‭ ‬المعلنة‭. ‬وفي‭ ‬الانتظار،‭ ‬نستذكر‭ ‬النشيد‭ ‬العتيق‭ ‬الذي‭ ‬نظمه‭ ‬الأستاذ‭ ‬نجيب‭ ‬الريس‭ ‬في‭ ‬سجن‭ ‬الاحتلال‭ ‬الفرنسي‭ ‬بدمشق‭ ‬عام‭ ‬1922‭ ‬والذي‭ ‬مطلعه‭ (‬يا‭ ‬ظلام‭ ‬السجن‭ ‬خيم‮…‬‭ ‬إننا‭ ‬نهوى‭ ‬الظلاما‭ ‬‭ ‬ليس‭ ‬بعد‭ ‬الليل‭ ‬إلا‭.. ‬فجر‭ ‬مجد‭ ‬يتسامى‭).‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا