العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

وضع البترول في اجتماعات التغير المناخي

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

الجمعة ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٣ - 02:00

من‭ ‬أهم‭ ‬محاور‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإطارية‭ ‬حول‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬التي‭ ‬وقع‭ ‬عليها‭ ‬معظم‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬ريو‭ ‬دي‭ ‬جانيرو‭ ‬البرازيلية‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬الأرض‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1992‭ ‬هو‭ ‬المحور‭ ‬المتعلق‭ ‬بمكافحة‭ ‬المصادر‭ ‬والعوامل‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬وقوع‭ ‬ظاهرة‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬وارتفاع‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬الأرض‭.‬

وقد‭ ‬أجمع‭ ‬العلماء‭ ‬بأن‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسي‭ ‬لسخونة‭ ‬الأرض‭ ‬هو‭ ‬حرق‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬البترول،‭ ‬والفحم،‭ ‬والغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬وانبعاث‭ ‬الغازات‭ ‬الدفيئة،‭ ‬أو‭ ‬غازات‭ ‬الاحتباس‭ ‬الحراري‭ ‬عند‭ ‬حرق‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الوقود‭ ‬في‭ ‬السيارات،‭ ‬والطائرات،‭ ‬والمصانع،‭ ‬ومحطات‭ ‬توليد‭ ‬الكهرباء‭ ‬وغيرها،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬انطلاق‭ ‬غاز‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭.‬

فهذا‭ ‬الغاز‭ ‬موجود‭ ‬طبيعياً‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬الجوي،‭ ‬أي‭ ‬خلقه‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬بقدر‭ ‬واعتدال‭ ‬بتركيز‭ ‬قرابة‭ ‬280‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭ ‬في‭ ‬المليون‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الهواء‭ ‬الجوي،‭ ‬بحيث‭ ‬يقوم‭ ‬بواجبه‭ ‬ودوره‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬تكوين‭ ‬الغذاء‭ ‬للحياة‭ ‬الفطرية‭ ‬النباتية،‭ ‬أو‭ ‬إحداث‭ ‬التوازن‭ ‬في‭ ‬مناخ‭ ‬كوكبنا‭ ‬وفي‭ ‬درجة‭ ‬حرارتها،‭ ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬التوازن‭ ‬الرباني‭ ‬اختل‭ ‬وانكسر‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أطلقَ‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬لا‭ ‬تعد‭ ‬ولا‭ ‬تحصى‭ ‬منذ‭ ‬زهاء‭ ‬200‭ ‬عام‭ ‬وفي‭ ‬معظم‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬غاز‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭ ‬إلى‭ ‬الهواء‭ ‬الجوي‭ ‬بشكلٍ‭ ‬مستمر‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬ثانية‭ ‬من‭ ‬اليوم،‭ ‬حتى‭ ‬بلغ‭ ‬التركيز‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬422‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭ ‬في‭ ‬المليون‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الهواء‭. ‬وهنا‭ ‬وعندما‭ ‬زاد‭ ‬تركيزه‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬مرتفعة‭ ‬جداً،‭ ‬تحول‭ ‬هذا‭ ‬الغاز‭ ‬من‭ ‬داعمٍ‭ ‬للحياة‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬الأرض‭ ‬إلى‭ ‬غازٍ‭ ‬ملوث‭ ‬للهواء‭ ‬الجوي‭ ‬يحبس‭ ‬الحرارة‭ ‬المنطلقة‭ ‬من‭ ‬سطح‭ ‬الأرض‭ ‬فيمنع‭ ‬انتشارها‭ ‬وتخفيفها‭ ‬ويرفع‭ ‬من‭ ‬حرارتها‭ ‬وسخونتها،‭ ‬ويسبب‭ ‬نتيجة‭ ‬لذلك‭ ‬كوارث‭ ‬مناخية‭ ‬يشهد‭ ‬الآن‭ ‬الجميع‭ ‬تداعياتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والأمنية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والصحية‭.‬

ونتيجة‭ ‬لهذه‭ ‬الحالة‭ ‬الكارثية‭ ‬المؤثرة‭ ‬على‭ ‬استدامة‭ ‬عطاء‭ ‬كوكبنا،‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬انبعاث‭ ‬غاز‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬خفض،‭ ‬أو‭ ‬منع‭ ‬الانبعاثات‭ ‬كلياً‭ ‬عند‭ ‬حرق‭ ‬الفحم،‭ ‬أو‭ ‬النفط،‭ ‬أو‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي،‭ ‬أو‭ ‬بعبارة‭ ‬الأخرى‭ ‬التخلي‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬البعيد‭ ‬عن‭ ‬استخدام‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭ ‬ووضع‭ ‬حد‭ ‬زمني‭ ‬لذلك‭. ‬ومنذ‭ ‬أن‭ ‬وافق‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬السياسة‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1992،‭ ‬أي‭ ‬قبل‭ ‬ثلاثين‭ ‬عاماً،‭ ‬مازال‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭ ‬يراوح‭ ‬في‭ ‬مكانه،‭ ‬ومازال‭ ‬يفرض‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬كالوقود‭ ‬الأفضل‭ ‬والأكثر‭ ‬ثقة‭ ‬ومصداقية‭ ‬لتحريك‭ ‬عجلة‭ ‬التنمية،‭ ‬ولذلك‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬الاجماع‭ ‬على‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري،‭ ‬ولم‭ ‬ينجح‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬سقفٍ‭ ‬زمني‭ ‬للتخلص‭ ‬منه‭ ‬كلياً،‭ ‬فالبديل،‭ ‬أو‭ ‬البدائل‭ ‬الأفضل‭ ‬غير‭ ‬متوافرة‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬الاعتماد‭ ‬عليها‭ ‬كلياً‭.‬

فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬وبعد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬عاماً،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬في‭ ‬الاجتماع‭ ‬رقم‭ (‬26‭) ‬أو‭ ‬كوب‭ ‬26‭ ‬الذي‭ ‬عُقد‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬جلاسجو‭ ‬البريطانية‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬وبعد‭ ‬مناقشات‭ ‬ماراثونية‭ ‬عصيبة‭ ‬استمرت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬14‭ ‬يوماً‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬المفاوضون‭ ‬على‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬قرار‭ ‬جماعي‭ ‬مشترك‭ ‬لوقف‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭. ‬وفي‭ ‬الدقائق‭ ‬الأخيرة‭ ‬قبل‭ ‬اغلاق‭ ‬الاجتماع،‭ ‬توصلت‭ ‬الوفود‭ ‬المشاركة‭ ‬باقتراح‭ ‬من‭ ‬الهند‭ ‬والدول‭ ‬النامية‭ ‬إلى‭ ‬صيغة‭ ‬قرار‭ ‬ضعيفة‭ ‬ومخففة‭ ‬ومرنة‭ ‬ومكونة‭ ‬أساساً‭ ‬من‭ ‬كلمة‭ ‬واحدة‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬ثلاثة‭ ‬حروف‭ ‬فقط،‭ ‬وهي‭ ‬الخفض‭ ‬التدريجي‭ ‬لاستخدام‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭ ‬عبر‭ ‬السنوات‭ ‬القادمة‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬تكون‭ ‬مقبولة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للانبعاثات‭ ‬التي‭ ‬تنطلق‭ ‬منه‭ (‬phase‭ ‬down‭)‬،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الصيغة‭ ‬الأولية‭ ‬وهي‭ ‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬استخدام‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭ ‬والتخلص‭ ‬منه‭ ‬نهائياً‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬محددة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ (‬phase‭ ‬out‭)‬،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬المناقشات‭ ‬الطويلة‭ ‬دارت‭ ‬حول‭ ‬كلمتي‭ (‬down‭) ‬و‭ (‬out‭).‬

وفي‭ ‬تقديري،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬السياسة‭ ‬الدولية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالوقود‭ ‬الأحفوري‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬استعماله‭ ‬لن‭ ‬تتغير‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القريب،‭ ‬وإدمان‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬الفحم،‭ ‬أو‭ ‬البترول،‭ ‬أو‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬لن‭ ‬يتوقف‭ ‬قريباً،‭ ‬فالوقود‭ ‬الأحفوري‭ ‬سيظل‭ ‬مرافقاً‭ ‬لكل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬قادمة‭.‬

والوقائع‭ ‬الحالية‭ ‬تؤكد‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬تمويل‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬والشركات‭ ‬الاستثمارية‭ ‬لمشاريع‭ ‬الفحم‭ ‬والنفط‭ ‬والغاز،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬استخراج‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭ ‬من‭ ‬تحت‭ ‬الأرض‭ ‬أو‭ ‬البحر،‭ ‬ومعظم‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬أعلنت‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬بأنها‭ ‬ستمتنع‭ ‬عن‭ ‬استخدام‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري،‭ ‬عادت‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬تمويل‭ ‬المشاريع‭ ‬المتعلقة‭ ‬باستخراج‭ ‬الفحم،‭ ‬أو‭ ‬النفط،‭ ‬أو‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭. ‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬لتمويل‭ ‬البنوك‭ ‬لمشاريع‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري،‭ ‬فقد‭ ‬كَتبتْ‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الفايننشال‭ ‬تايمز‮»‬‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬الأمور‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬31‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬بأن‭ ‬البنوك‭ ‬أقرضت‭ ‬شركات‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬150‭ ‬بليون‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬للقيام‭ ‬بعمليات‭ ‬وبرامج‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬بنوع‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭ ‬من‭ ‬تنقيب،‭ ‬واستخراج،‭ ‬وتكرير،‭ ‬وإنشاء‭ ‬محطات‭ ‬توليد‭ ‬الطاقة‭.‬

فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر،‭ ‬أعلنت‭ ‬ألمانيا‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬وزير‭ ‬شؤون‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والمناخ‭ ‬في‭ ‬10‭ ‬أغسطس‭ ‬2023‭ ‬بأنها‭ ‬ستبدأ‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬استخراج‭ ‬الفحم‭ ‬من‭ ‬المناجم،‭ ‬وستعمل‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬تشغيل‭ ‬ومَدِ‭ ‬عُمر‭ ‬محطات‭ ‬إنتاج‭ ‬الطاقة‭ ‬بالفحم‭ ‬إلى‭ ‬أجل‭ ‬غير‭ ‬مسمى،‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬إغلاقها‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬السابقة،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تزويد‭ ‬ألمانيا‭ ‬بالطاقة‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إليها‭ ‬للاستمرار‭ ‬في‭ ‬مشاريع‭ ‬التنمية‭ ‬وتوليد‭ ‬الكهرباء،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬سياسة‭ ‬ألمانيا‭ ‬ودول‭ ‬كثيرة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭ (‬Phase‭ ‬out‭) ‬والمتمثل‭ ‬في‭ ‬الفحم‭ ‬سيتم‭ ‬تأجيلها‭ ‬إلى‭ ‬سنوات‭ ‬قادمة‭ ‬غير‭ ‬محددة‭.‬

وهذه‭ ‬الردة‭ ‬الدولية‭ ‬الجديدة‭ ‬نحو‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭ ‬يعني‭ ‬بأن‭ ‬اجتماع‭ ‬دبي‭ ‬للتغير‭ ‬المناخي‭ ‬لن‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬المساس‭ ‬بمستقبل‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري،‭ ‬أو‭ ‬وضع‭ ‬حدود،‭ ‬أو‭ ‬سقف‭ ‬زمني‭ ‬للتخلص‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الوقود‭. ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أيضاً‭ ‬بأن‭ ‬ملوثات‭ ‬المناخ‭ ‬ستستمر‭ ‬في‭ ‬الانبعاث‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬حرق‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري،‭ ‬وستزيد‭ ‬نتيجة‭ ‬لذلك‭ ‬سخونة‭ ‬الأرض‭ ‬والتداعيات‭ ‬الأخرى‭ ‬للتغير‭ ‬المناخي‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬كارثية،‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الحقيقة‭ ‬التقرير‭ ‬المنشور‭ ‬في‭ ‬20‭ ‬نوفمبر‭ ‬2023‭ ‬من‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للبيئة،‭ ‬حيث‭ ‬أفاد‭ ‬بأن‭ ‬سخونة‭ ‬الأرض‭ ‬سترتفع‭ ‬من‭ ‬2‭.‬5‭ ‬إلى‭ ‬2‭.‬9‭ ‬درجة‭ ‬مئوية‭ ‬بحلول‭ ‬نهاية‭ ‬القرن‭ (‬21‭) ‬فوق‭ ‬مستويات‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الثورة‭ ‬الصناعية‭.‬

ولذلك‭ ‬فسيركز‭ ‬الاجتماع‭ ‬بهدف‭ ‬خفض‭ ‬انبعاث‭ ‬غازات‭ ‬المناخ‭ ‬على‭ ‬تشجيع‭ ‬الدول‭ ‬لاستخدام‭ ‬الوقود‭ ‬النظيف‭ ‬والمتجدد،‭ ‬كلما‭ ‬تيسر‭ ‬ذلك‭ ‬للدول،‭ ‬وكان‭ ‬متاحاً‭ ‬لهم‭ ‬ومتوافراً‭ ‬بكثرة‭ ‬وبأسعار‭ ‬رخيصة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الجانب‭ ‬المتعلق‭ ‬بتقنيات‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭ (‬carbon‭ ‬capture‭ ‬technologies‭) ‬قبل‭ ‬انبعاثه‭ ‬إلى‭ ‬الهواء‭. ‬وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬فستَطرح‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬الموضوع‭ ‬المؤجل‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬وهو‭ ‬تمويل‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭ ‬المتقدمة‭ ‬الغنية‭ ‬لصندوق‭ ‬الخسائر‭ ‬والأضرار،‭ ‬وستكون‭ ‬هناك‭ ‬مفاجأة‭ ‬غير‭ ‬سارة‭ ‬ستطرحها‭ ‬الدول‭ ‬الغنية،‭ ‬وخاصة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وهي‭ ‬مطالبة‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬والصين‭ ‬بالمساهمة‭ ‬بحصة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصندوق‭.‬

 

bncftpw@batelco‭.‬com‭.‬bh

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا