العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

أوباما ودوره في الجرائم الصهيونية

هذا‭ ‬الفيديو‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتوقف‭ ‬عنده‭ ‬مطولا‭ ‬ونتأمل‭ ‬ما‭ ‬يعنيه‭ ‬بالضبط‭.‬

نعني‭ ‬الفيديو‭ ‬الذي‭ ‬اجتاح‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬والعالم‭ ‬لمسؤول‭ ‬أمريكي‭ ‬كبير‭ ‬سابق‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬باراك‭ ‬أوباما‭ ‬يسب‭ ‬فيه‭ ‬الرسول‭ ‬الكريم‭ ‬والقرآن‭ ‬الكريم‭ ‬بأقبح‭ ‬العبارات،‭ ‬ثم‭ ‬يقول‭: ‬لقد‭ ‬قتلنا‭ ‬4‭ ‬آلاف‭ ‬طفل‭ ‬فلسطيني‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬يكفي‭.‬

قد‭ ‬يقول‭ ‬البعض‭ ‬إنه‭ ‬ليس‭ ‬غريبا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حالة‭ ‬العداء‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬والعرب‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬أن‭ ‬يقول‭ ‬أي‭ ‬أمريكي‭ ‬أو‭ ‬أوروبي‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الكلام‭ ‬ويعبر‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬العنصرية‭ ‬وهذا‭ ‬التأييد‭ ‬للجرائم‭ ‬الصهيونية‭.‬

لكن‭ ‬الأمر‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬هذا‭. ‬

هذا‭ ‬المسؤول‭ ‬ويدعى‭ ‬ستيوارت‭ ‬سيلدوويتز‭ ‬احتل‭ ‬مناصب‭ ‬رفيعة‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬أوباما‭. ‬كان‭ ‬مديرا‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬القومي،‭ ‬ودبلوماسيا‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬خدم‭ ‬خلال‭ ‬خمس‭ ‬رئاسات‭ ‬وكان‭ ‬القائم‭ ‬بأعمال‭ ‬مدير‭ ‬مديرية‭ ‬جنوب‭ ‬آسيا‭ ‬التابعة‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬من‭ ‬فبراير‭ ‬2009‭ ‬إلى‭ ‬يناير‭ ‬2011‭ ‬ونائب‭ ‬مدير‭ ‬مكتب‭ ‬الشؤون‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬والفلسطينية‭ ‬التابع‭ ‬لوزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1999‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬2003‭.‬

هو‭ ‬إذن‭ ‬أحد‭ ‬أركان‭ ‬إدارة‭ ‬أوباما‭ ‬الكبار،‭ ‬ومن‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬كلامه‭ ‬محسوبا،‭ ‬لكنه‭ ‬أظهر‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬العنصرية‭ ‬وكل‭ ‬هذا‭ ‬الحقد‭ ‬والحماس‭ ‬للجرائم‭ ‬الصهيونية‭. ‬ومن‭ ‬الملاحظ‭ ‬أنه،‭ ‬وهو‭ ‬مواطن‭ ‬أمريكي،‭ ‬يتحدث‭ ‬باعتباره‭ ‬صهيونيا‭ ‬حين‭ ‬يقول‭ ‬متفاخرا‭: ‬لقد‭ ‬قتلنا‭ ‬4‭ ‬آلاف‭ ‬طفل‭ ‬فلسطيني‭.‬

ما‭ ‬فعله‭ ‬هذا‭ ‬المسؤول‭ ‬الأمريكي‭ ‬يثير‭ ‬قضية‭ ‬مهمة‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬تغيب‭ ‬عن‭ ‬بالنا،‭ ‬وهي‭ ‬دور‭ ‬الرئيس‭ ‬الأسبق‭ ‬أوباما‭ ‬وإدارته‭ ‬في‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬والإبادة‭ ‬الصهيونية‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

أوباما‭ ‬لعب‭ ‬دورا‭ ‬أساسيا‭ ‬في‭ ‬تكريس‭ ‬حالة‭ ‬العداء‭ ‬والكراهية‭ ‬للعرب‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬والغرب‭ ‬عموما،‭ ‬والتي‭ ‬قادت‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬التأييد‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬للجرائم‭ ‬الصهيونية‭ ‬اليوم‭. ‬

أوباما‭ ‬كان‭ ‬يعتبر‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭ ‬عامة‭ ‬هي‭ ‬سبب‭ ‬ومنبع‭ ‬الإرهاب‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬كله‭. ‬وكان‭ ‬يكِنّ‭ ‬احتقارا‭ ‬شديدا‭ ‬للدول‭ ‬والشعوب‭ ‬العربية‭ ‬ولم‭ ‬يتردد‭ ‬في‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬مواقفه‭ ‬وتصريحاته‭.. ‬قال‭ ‬علنا‭ ‬إنه‭ ‬يعتبر‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬متخلفة‭ ‬خارجة‭ ‬عن‭ ‬العصر‭ ‬ولا‭ ‬يشغلها‭ ‬إلا‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتدمير،‭ ‬ولا‭ ‬أمل‭ ‬في‭ ‬إصلاحها،‭ ‬وأن‭ ‬الشباب،‭ ‬والمجتمعات‭ ‬العربية‭ ‬لا‭ ‬تفكر‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬القتل‭ ‬والإرهاب‭ ‬والتدمير،‭ ‬ولا‭ ‬تفكر‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الارتقاء‭ ‬بأوضاعها‭.‬

وكان‭ ‬أوباما‭ ‬شديد‭ ‬الإعجاب‭ ‬بإيران‭ ‬ويعتقد‭ ‬بأحقيتها‭ ‬في‭ ‬الهيمنة‭ ‬على‭ ‬المنطقة،‭ ‬وأعرب‭ ‬مرارا‭ ‬عن‭ ‬إعجابه‭ ‬بقدرتها‭ ‬على‭ ‬فرض‭ ‬ما‭ ‬تريد‭ ‬بالقوة‭.‬

وأوباما‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬القادة‭ ‬الغربيين‭ ‬الذي‭ ‬لعبوا‭ ‬دورا‭ ‬أساسيا‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬مخططات‭ ‬تدمير‭ ‬وتخريب‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وإسقاط‭ ‬النظم‭ ‬الوطنية‭. ‬دور‭ ‬إدارته‭ ‬في‭ ‬2011‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬وتأييد‭ ‬القوى‭ ‬الانقلابية‭ ‬والطائفية‭ ‬والسعي‭ ‬لتمكينها‭ ‬من‭ ‬تنفيذ‭ ‬مؤامراتها‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬والبحرين‭ ‬ودول‭ ‬عربية‭ ‬أخرى‭ ‬معروفة‭ ‬تفاصيله‭.‬

نريد‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬أوباما‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬أساسي‭ ‬في‭ ‬إشاعة‭ ‬وترسيخ‭ ‬العداء‭ ‬والكراهية‭ ‬للعرب‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬والعالم،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬وفر‭ ‬مناخا‭ ‬مواتيا‭ ‬لكل‭ ‬المواقف‭ ‬العدائية‭ ‬ضدنا‭.‬

هذا‭ ‬المناخ‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬تفسر‭ ‬ما‭ ‬نشهده‭ ‬اليوم‭ ‬وما‭ ‬فوجئ‭ ‬به‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬التأييد‭ ‬الغربي‭ ‬العام‭ ‬لجرائم‭ ‬الحرب‭ ‬والإبادة‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني،‭ ‬وكل‭ ‬هذه‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬إبادة‭ ‬العرب‭.‬

وليس‭ ‬غريبا‭ ‬أن‭ ‬يخرج‭ ‬أحد‭ ‬أركان‭ ‬إدارة‭ ‬أوباما‭ ‬بمثل‭ ‬هذا‭ ‬الكلام‭ ‬القبيح‭ ‬شديد‭ ‬العنصرية‭ ‬والهمجية‭ ‬في‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬قتل‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬أطفال‭ ‬غزة‭ ‬وسب‭ ‬الإسلام‭.‬

بالطبع،‭ ‬ليست‭ ‬إدارة‭ ‬أوباما‭ ‬وحدها‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬مناخ‭ ‬العداء‭ ‬والكراهية‭ ‬للعرب‭ ‬والمسلمين‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬التي‭ ‬تفسر‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬اليوم،‭ ‬لكن‭ ‬بالتأكيد‭ ‬دوره‭ ‬أساسي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نتجاهله‭ ‬أو‭ ‬ننساه‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا