العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

خطاب اعتذار واجب إلى الشعب الفلسطيني

بقلم: د. أسامة الغزالي حرب

الخميس ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٣ - 02:00

هذا‭ ‬اعتذار‭ ‬أعلنه‭ ‬أنا‭ ‬أسامة‭ ‬الغزالي‭ ‬حرب‭ ‬‭ ‬كاتب‭ ‬هذه‭ ‬الكلمات،‭ ‬عن‭ ‬موقفي‭ ‬الذي‭ ‬اتخذته،‭ ‬كواحد‭ ‬من‭ ‬مثقفي‭ ‬مصر‭ ‬والعالم‭ ‬العربي،‭ ‬إزاء‭ ‬الصراع‭ ‬العربي‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬بعد‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬المعايشة‭ ‬ومئات‭ ‬الدراسات‭ ‬والأبحاث‭ ‬العلمية‭ ‬والمقالات‭ ‬الصحفية،‭ ‬والمقابلات‭ ‬الصحفية،‭ ‬والزيارات‭ ‬الميدانية‭!‬

‭ ‬إنني‭ ‬أتذكر‭ ‬وقائع‭ ‬العدوان‭ ‬الثلاثي‭ ‬الذي‭ ‬شاركت‭ ‬فيه‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬واحتلال‭ ‬سيناء‭ ‬عام‭ ‬1956،‭ ‬أتذكر‭ ‬بالتفصيل‭ ‬أحداث‭ ‬الهزيمة‭ ‬المريرة‭ ‬1967‭. ‬

وأتذكر‭ ‬أيام‭ ‬حرب‭ ‬الاستنزاف،‭ ‬التي‭ ‬أعقبتها‭ ‬حرب‭ ‬أكتوبر‭ ‬المجيدة‭ ‬عام‭ ‬1973‭. ‬وتابعت‭ ‬‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬كمواطن،‭ ‬وإنما‭ ‬كدارس‭ ‬للعلوم‭ ‬السياسية‭ ‬‭ ‬مبادرة‭ ‬السلام‭ ‬الشجاعة‭ ‬التي‭ ‬أعلنها‭ ‬الرئيس‭ ‬السادات‭ ‬وما‭ ‬أعقبها‭ ‬من‭ ‬اتفاقيات‭ ‬للسلام‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭.‬

وقمت‭ ‬عقب‭ ‬تلك‭ ‬المبادرة‭ ‬بزيارة‭ ‬إسرائيل‭ ‬مع‭ ‬وفد‭ ‬برئاسة‭ ‬الراحل‭ ‬الكبير‭ ‬د‭. ‬أسامة‭ ‬الباز‭ ‬المستشار‭ ‬السياسي‭ ‬للرئيس‭ ‬الراحل‭ ‬حسني‭ ‬مبارك‭. ‬

وتفاءلت‭ ‬بعد‭ ‬توقيع‭ ‬اتفاقات‭ ‬السلام‭ ‬مع‭ ‬الأردن‭ (‬1994‭) ‬ثم‭ ‬مع‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬بين‭ ‬ياسر‭ ‬عرفات‭ ‬وإسحق‭ ‬رابين‭ (‬أوسلو1،‭ ‬أوسلو2‭) ‬برعاية‭ ‬أمريكية‭.‬

وتحملت‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬الإدانات‭ ‬من‭ ‬معارضي‭ ‬‮«‬التطبيع‮»‬‭ ‬من‭ ‬المثقفين‭ ‬المصريين‭ ‬والنقابات‭ ‬المهنية‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬نقابة‭ ‬الصحفيين‭..‬

وكان‭ ‬رأيي،‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استعادت‭ ‬مصر‭ ‬كل‭ ‬شبر‭ ‬من‭ ‬أرضها،‭ ‬رافعة‭ ‬رأسها‭ ‬ومؤكدة‭ ‬كرامتها،‭ ‬يمكنها‭ ‬إقامة‭ ‬وبناء‭ ‬علاقات‭ ‬سلام‭ ‬رسمية،‭ ‬مع‭ ‬الحق‭ ‬الثابت‭ ‬للمواطن‭ ‬المصري‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يتقبلها‭ ‬أو‭ ‬يرفضها‭.‬

وكنت‭ ‬أنا‭ ‬ممن‭ ‬قبلوها،‭ ‬متفائلا‭ ‬بأن‭ ‬تسهم‭ ‬تلك‭ ‬الخطوات‭ ‬في‭ ‬استكمال‭ ‬السلام‭ ‬الذى‭ ‬يعيد‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬حقوقهم‭ ‬السليبة‭!.‬

إنني‭ ‬اليوم‭ ‬‭ ‬وقد‭ ‬تابعت‭ ‬بغضب‭ ‬وسخط‭ ‬وألم‭ ‬‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬وفظائع‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬يندى‭ ‬لها‭ ‬جبين‭ ‬الإنسانية،‭ ‬يقتل‭ ‬فيها‭ ‬آلاف‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء،‭ ‬وتدمر‭ ‬فيها‭ ‬المنازل‭ ‬والمباني‭ ‬على‭ ‬رءوس‭ ‬البشر،‭ ‬وتصطف‭ ‬فيها‭ ‬جثث‭ ‬الأبرياء‭ ‬لا‭ ‬تجد‭ ‬من‭ ‬يدفنها‭.....‬،

أقول‭ ‬إني‭ ‬أعتذر‭ ‬عن‭ ‬حسن‭ ‬ظني‭ ‬بالإسرائيليين،‭ ‬الذين‭ ‬كشفوا‭ ‬عن‭ ‬روح‭ ‬عنصرية‭ ‬إجرامية‭ ‬بغيضة‭.‬

أعتذر‭ ‬لشهداء‭ ‬غزة،‭ ‬ولكل‭ ‬طفل‭ ‬وامرأة‭ ‬ورجل‭ ‬فلسطيني‭. ‬

إني‭ ‬أعتذر‭!‬

{‭ ‬مستشار مركز‭ ‬الأهرام‭ ‬للدراسات‭ ‬السياسية‭ ‬والاستراتيجية

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا