العدد : ١٦٨٤٢ - الجمعة ٠٣ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٢ - الجمعة ٠٣ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ شوّال ١٤٤٥هـ

الثقافي

أعيدوا لنا بسمة ضيعها الخوف

بقلم: علي الستراوي

السبت ١٨ نوفمبر ٢٠٢٣ - 02:00

أعيدوا‭ ‬إليَّ‭ ‬ضحكةٌ‭ ‬مذبوحةٌ‭ ‬بثقل‭ ‬قصف‭ ‬الطائرات‭ ‬

وبدخان‭ ‬حرائق‭ ‬الفتك‭ ‬البغيض‭..‬

هدموا‭ ‬البيت‭ ‬يا‭ ‬أمي‭..‬

ويا‭ ‬طفلتي‭ ‬الصغيرة‭ ‬المخضبة‭ ‬بالدماء‭  ‬

ويا‭ ‬أختي‭ ‬المحشورة‭ ‬بين‭ ‬ثقل‭ ‬الطوب‭ ‬دون‭ ‬نجاة‭ ‬

هدموا‭ ‬مدرستك‭.. ‬ومستشفى‭ ‬الحكيمات‭ ‬

تركوا‭ ‬الخراب‭ ‬للخراب‭! ‬

فلا‭ ‬صنبور‭ ‬ماء‭ ‬بقي‭..‬

ولا‭ ‬كنيسة‭ ‬أو‭ ‬مسجد‭..‬

أو‭ ‬لقمة‭ ‬بقدر‭ ‬ينتظرها‭ ‬الجياع‭ ‬

لا‭ ‬شجر‭ ‬أخضر‭..‬

ولا‭ ‬طائر‭ ‬يزقُ‭ ‬صغاره‭ ‬بدفء‭..‬

أشعلُ‭ ‬الأرض‭ ‬والسماء‭ ‬بضوضاء‭ ‬وروع‭  ‬

الذئبُ‭ ‬يعوي‭ .. ‬

وصراخ‭ ‬الثكالى‭ ‬يشقُ‭ ‬الفضاء‭ ‬

تركتُ‭ ‬لعيني‭ ‬دموع‭ ‬حبيسة‭..‬

جمَّدها‭ ‬الصمتُ‭ ‬الرهيب‭  ‬

دون‭ ‬أن‭ ‬أرى‭ ‬في‭ ‬المنام‭ ‬لعب‭ ‬الصغار

هواهم‭ ‬على‭ ‬ساقية‭ ‬الظمأ‭ ‬شفاه‭ ‬يابسة

ثقيلة‭ ‬بالبكاء‭ ‬

يتراكضون‭ ‬كالطرائد‭ ‬خوفًا‭ ‬من‭ ‬الموت‭ ‬

لأن‭ ‬جوعهم‭ ‬أضاع‭ ‬عكازتين‭ ‬فوق‭ ‬الجسد‭ ‬العليل

تركتُ‭ ‬وجعي‭ ‬للعراء‭..‬

أنبشُ‭ ‬الأرض‭ ‬بأظافر‭ ‬من‭ ‬حديد‭ ‬

لأنهم‭ ‬على‭ ‬قارعة‭ ‬الطريق‭ ‬

ينوسون‭ ‬بخطب‭ ‬كبير

علا‭ ‬فوق‭ ‬بحر‭ ‬من‭ ‬دماء‭ ‬

واستوى‭ ‬فوق‭ ‬ناطحات‭ ‬السحاب

هدير‭ ‬لطائرات‭ ‬لا‭ ‬ترى‭ ‬في‭ ‬البطولة‭.. ‬

موضع‭ ‬لملاقاة‭ ‬الرجال‭ ‬

سوى‭ ‬الفقد‭ ‬بالبذور‭ ‬في‭ ‬مدار‭ ‬ضيقٍ‭ ‬من‭ ‬الأرض

أصحو‭ ‬وكلُّ‭ ‬ما‭ ‬حولي‭ ‬شاشة‭ ‬لعرائس‭ ‬محناة‭ ‬بالدم‭ ‬

ولفتية‭ ‬يسحبون‭ ‬أجسادهم‭ ‬الطرية‭ ‬من‭ ‬تحت‭ ‬الركام‭ ‬

من‭ ‬يفتحُ‭ ‬بالدعاء‭ ‬أبواب‭ ‬السماء‭..‬

ويسألُ‭ ‬الله‭ ‬بقلب‭ ‬خاشع‭ ‬بالدعاء‭ ‬

فتحتَ‭ ‬الثرى‭ ‬سنابلُ‭ ‬زيتونة‭ ‬قبرت‭ ‬قبل‭ ‬طوفان‭ ‬نوح‭ ..‬

‭  ‬عادت‭ ‬لتذكرنا‭ ‬أن‭ ‬لمريم‭ ‬العذراء‭ ‬وعيسى‭ ‬ومحمد‭..‬

‭ ‬وطنا‭ ‬مغتصبا‭  ‬سليب‭.. ‬

ولنا‭ ‬في‭ ‬الكتاب‭ ‬مآذن‭ ‬الصلاة‭..‬

أعيدوا‭ ‬لنا‭ ‬بسمة‭ ‬ضيعها‭ ‬الخوف‭ ‬

قالها‭ ‬الفتى‭ ‬العربي‭ ...‬

ملتحفًا‭ ‬برنسًا‭ ‬من‭ ‬ورق‭ ‬البرتقال‭..‬

طوفان‭ ‬أزمنة‭ ‬مرت‭ ‬عليك‭ ‬يا‭ ‬قدس‭..‬

ولم‭ ‬يكسرك‭ ‬انحدار‭ ‬سيول‭ ‬الغياب‭ ‬

على‭ ‬شرفتي‭ ‬أرقبُ‭ ‬ضوءك‭ ‬من‭ ‬شقوق‭ ‬الجدار‭ ‬

وعلى‭ ‬ظهري‭ ‬أحمل‭ ‬ثقل‭ ‬جرابي‭ .. ‬

ألثمُ‭ ‬وجه‭ ‬الشمس‭ ‬وأحلبُ‭ ‬عمري‭ ‬بصبر‭ ‬الجبال‭ ‬

فلسطين‭ ‬يا‭ ‬شجراً‭ ‬لا‭ ‬ينحني‭ ..‬

واقفٌ‭ ‬يسحبُ‭ ‬حبل‭ ‬أسره‭ ‬ويذهب‭ ‬حيثُ‭ ‬تذهب‭ ‬الشهب‭ ‬

لتعيد‭ ‬من‭ ‬الصلب‭ ‬ضوءا‭ ‬شديد‭ ‬الحياة‭.!‬

a‭.‬astrawi@gmail‭.‬cmm‭ ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا