العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

غزة تعيد الاعتبار إلى محورية القضية الفلسطينية

بقلم: د. رمزي بارود

الخميس ١٦ نوفمبر ٢٠٢٣ - 02:00

لقد‭ ‬غيرت‭ ‬غزة‭ ‬المعادلة‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬تداعيات‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬المدمرة‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬المعادلة‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬برمته،‭ ‬وإعادة‭ ‬مركزة‭ ‬فلسطين‭ ‬باعتبارها‭ ‬الأزمة‭ ‬السياسية‭ ‬الأكثر‭ ‬إلحاحا‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬لسنوات‭ ‬قادمة‭.‬

منذ‭ ‬قيام‭ ‬إسرائيل،‭ ‬بتيسير‭ ‬من‭ ‬بريطانيا‭ ‬وبحماية‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ودول‭ ‬غربية‭ ‬أخرى،‭ ‬كانت‭ ‬الأولويات‭ ‬إسرائيلية‭ ‬بالكامل‭.‬

‮«‬الأمن‭ ‬الإسرائيلي‮»‬،‭ ‬و«التفوق‭ ‬العسكري‮»‬‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬و«حق‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسها‮»‬،‭ ‬وغيرها‭ ‬الكثير،‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬حددت‭ ‬الخطاب‭ ‬السياسي‭ ‬الغربي‭ ‬حول‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬والفصل‭ ‬العنصري‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭.‬

إن‭ ‬هذا‭ ‬الفهم‭ ‬الأمريكي‭ ‬الغربي‭ ‬الغريب‭ ‬لما‭ ‬يسمى‭ ‬الصراع،‭ ‬والذي‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الظالم‭ ‬لديه‭ ‬‮«‬حقوق‮»‬‭ ‬على‭ ‬المضطهدين،‭ ‬قد‭ ‬مكن‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬احتلالها‭ ‬العسكري‭ ‬للأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والذي‭ ‬استمر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬56‭ ‬عامًا‭.‬

كما‭ ‬أنها‭ ‬مكّنت‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬إهمال‭ ‬جذور‭ ‬هذا‭ ‬‮«‬الصراع‮»‬،‭ ‬أي‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬لفلسطين‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1948،‭ ‬وحق‭ ‬العودة‭ ‬للاجئين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الذي‭ ‬حرموا‭ ‬منه‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬تم‭ ‬رفض‭ ‬كل‭ ‬مبادرة‭ ‬فلسطينية‭ ‬عربية‭ ‬للسلام،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬عملية‭ ‬السلام‮»‬‭ ‬المفترضة،‭ ‬أي‭ ‬اتفاقيات‭ ‬أوسلو،‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬فرصة‭ ‬لتل‭ ‬أبيب‭ ‬لترسيخ‭ ‬احتلالها‭ ‬العسكري،‭ ‬وتوسيع‭ ‬مستوطناتها،‭ ‬وحصار‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬بانتوستان‭. ‬مثل‭ ‬المساحات‭ ‬المهينة‭ ‬والفصل‭ ‬العنصري‭.‬

لقد‭ ‬اصطف‭ ‬بعض‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬سواء‭ ‬أغرتهم‭ ‬الهبات‭ ‬الأمريكية‭ ‬أو‭ ‬حطمهم‭ ‬شعورهم‭ ‬بالهزيمة،‭ ‬لتلقي‭ ‬ثمار‭ ‬السلام‭ ‬الأمريكي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬ـ‭ ‬من‭ ‬الفتات‭ ‬المثير‭ ‬للشفقة‭ ‬ومن‭ ‬الهيبة‭ ‬الزائفة،‭ ‬والألقاب‭ ‬الفارغة،‭ ‬والسلطة‭ ‬المحدودة،‭ ‬التي‭ ‬منحتها‭ ‬إسرائيل‭ ‬نفسها‭ ‬والتي‭ ‬أفرغتها‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬محتوى‭. ‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬بدأت‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬الراهن‭ ‬المؤلم‭.‬

إن‭ ‬تأكيد‭ ‬إسرائيل‭ ‬المستمر‭ ‬أن‭ ‬حربها‭ ‬القاتلة‭ ‬هي‭ ‬ضد‭ ‬حماس،‭ ‬وضد‭ ‬‮«‬الإرهاب‮»‬،‭ ‬وضد‭ ‬الأصولية‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬عدا‭ ‬ذلك،‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬أقنع‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬هم‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬لقبول‭ ‬الرواية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬للأحداث‭ ‬في‭ ‬ظاهرها‭.‬

ولكن‭ ‬مع‭ ‬تراكم‭ ‬جثث‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬والآلاف‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬الأطفال،‭ ‬في‭ ‬مشارح‭ ‬مستشفيات‭ ‬غزة،‭ ‬وفي‭ ‬الشوارع‭ ‬بشكل‭ ‬مأساوي،‭ ‬بدأت‭ ‬الرواية‭ ‬تتغير‭.‬

إن‭ ‬جثث‭ ‬الأطفال‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬المسحوقة،‭ ‬وعائلات‭ ‬بأكملها‭ ‬لقيت‭ ‬حتفها‭ ‬معًا،‭ ‬تقف‭ ‬شاهدة‭ ‬على‭ ‬وحشية‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وعلى‭ ‬الدعم‭ ‬غير‭ ‬الأخلاقي‭ ‬من‭ ‬حلفائها،‭ ‬وعلى‭ ‬وحشية‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬يكافئ‭ ‬القاتل‭ ‬ويوبخ‭ ‬الضحية‭.‬

من‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬التصريحات‭ ‬المتحيزة‭ ‬التي‭ ‬أدلى‭ ‬بها‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن،‭ ‬ربما‭ ‬كان‭ ‬التصريح‭ ‬الذي‭ ‬أشار‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬يكذبون‭ ‬بشأن‭ ‬إحصاء‭ ‬قتلاهم‭ ‬هو‭ ‬الأكثر‭ ‬لا‭ ‬إنسانية‭.‬

ربما‭ ‬لم‭ ‬تدرك‭ ‬واشنطن‭ ‬ذلك‭ ‬بعد،‭ ‬لكن‭ ‬تداعيات‭ ‬دعمها‭ ‬غير‭ ‬المشروط‭ ‬لإسرائيل‭ ‬ستكون‭ ‬كارثية‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬سئمت‭ ‬الحرب‭ ‬والهيمنة‭ ‬والمعايير‭ ‬المزدوجة‭ ‬والانقسامات‭ ‬الطائفية‭ ‬والصراع‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬نهاية‭ ‬له‭.‬

لكن‭ ‬التأثير‭ ‬الأكبر‭ ‬سيكون‭ ‬محسوسا‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬نفسها‭.‬

عندما‭ ‬ألقى‭ ‬السفير‭ ‬الفلسطيني‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬رياض‭ ‬منصور،‭ ‬خطاباً‭ ‬عاطفياً‭ ‬قوياً‭ ‬في‭ ‬26‭ ‬أكتوبر،‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬حبس‭ ‬دموعه‭. ‬صفقت‭ ‬الوفود‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬دون‭ ‬توقف،‭ ‬مما‭ ‬يعكس‭ ‬الدعم‭ ‬المتزايد‭ ‬لفلسطين،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬مئات‭ ‬المدن‭ ‬والبلدات،‭ ‬وفي‭ ‬زوايا‭ ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬الشوارع‭ ‬حول‭ ‬العالم‭.‬

عندما‭ ‬ألقى‭ ‬سفير‭ ‬إسرائيل‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬جلعاد‭ ‬إردان،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬رأس‭ ‬الحربة‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأكاذيب‭ ‬التي‭ ‬نشرتها‭ ‬تل‭ ‬أبيب،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬الأولى‭ ‬للحرب،‭ ‬كلمته،‭ ‬لم‭ ‬يصفق‭ ‬أحد‭.‬

ومن‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬الرواية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬قد‭ ‬انهارت،‭ ‬وتحطمت‭ ‬إلى‭ ‬ألف‭ ‬قطعة‭. ‬والواقع‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬معزولة‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬قبل‭. ‬وهذا‭ ‬بالتأكيد‭ ‬ليس‭ ‬‮«‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الجديد‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬تنبأ‭ ‬به‭ ‬نتنياهو‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬أمام‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬22‭ ‬سبتمبر‭.‬

وبسبب‭ ‬عجزها‭ ‬عن‭ ‬فهم‭ ‬كيف‭ ‬تحول‭ ‬التعاطف‭ ‬الأولي‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬بسرعة‭ ‬إلى‭ ‬ازدراء‭ ‬صريح،‭ ‬لجأت‭ ‬إسرائيل‭ ‬إلى‭ ‬التكتيكات‭ ‬القديمة‭.‬

وفي‭ ‬يوم‭ ‬25‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023م،‭ ‬طالب‭ ‬إردان‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أنطونيو‭ ‬غوتيريش‭ ‬بالاستقالة‭ ‬لأنه‭ ‬‮«‬غير‭ ‬مؤهل‭ ‬لقيادة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬‭. ‬إن‭ ‬جريمة‭ ‬غوتيريش‭ ‬التي‭ ‬يفترض‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تغتفر‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬هجمات‭ ‬حماس‭ ‬لم‭ ‬تحدث‭ ‬من‭ ‬فراغ‮»‬‭.‬

 

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بإسرائيل‭ ‬والمحسنين‭ ‬الأمريكيين،‭ ‬فلا‭ ‬يجوز‭ ‬لأي‭ ‬سياق‭ ‬أن‭ ‬يلوث‭ ‬الصورة‭ ‬المثالية‭ ‬التي‭ ‬خلقتها‭ ‬إسرائيل‭ ‬للإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬التي‭ ‬ترتكبها‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المثالي،‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬لأحد‭ ‬أن‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬الاحتلال‭ ‬العسكري،‭ ‬أو‭ ‬الحصار،‭ ‬أو‭ ‬غياب‭ ‬الأفق‭ ‬السياسي،‭ ‬أو‭ ‬غياب‭ ‬السلام‭ ‬العادل‭ ‬للفلسطينيين‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‭ ‬قالت‭ ‬في‭ ‬بيانها‭ ‬إن‭ ‬كلا‭ ‬الجانبين‭ ‬ارتكبا‭ ‬‮«‬انتهاكات‭ ‬خطيرة‭ ‬للقانون‭ ‬الإنساني‭ ‬الدولي،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‮»‬،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬مازالت‭ ‬تهاجمها،‭ ‬متهمة‭ ‬هذه‭ ‬المنظمة‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬معادية‭ ‬للسامية‮»‬‭.‬

لأنه،‭ ‬في‭ ‬تفكير‭ ‬إسرائيل،‭ ‬لا‭ ‬يُسمح‭ ‬حتى‭ ‬لجماعة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬الدولية‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬بوضع‭ ‬الفظائع‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬سياقها‭ ‬أو‭ ‬التجرؤ‭ ‬على‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬‮«‬الأسباب‭ ‬الجذرية‮»‬‭ ‬للصراع‭ ‬هو‭ ‬‮«‬نظام‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المفروض‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الفلسطينيين‮»‬‭.‬

ولم‭ ‬تعد‭ ‬إسرائيل‭ ‬تتمتع‭ ‬بالقوة‭ ‬المطلقة،‭ ‬كما‭ ‬تريدنا‭ ‬أن‭ ‬نعتقد‭. ‬لقد‭ ‬أثبتت‭ ‬الأحداث‭ ‬الأخيرة‭ ‬أن‭ ‬‮«‬جيش‭ ‬إسرائيل‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يقهر‮»‬‭ - ‬وهي‭ ‬العلامة‭ ‬التجارية‭ ‬التي‭ ‬سمحت‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بأن‭ ‬تصبح،‭ ‬اعتبارا‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬عاشر‭ ‬أكبر‭ ‬مصدر‭ ‬عسكري‭ ‬دولي‭ ‬في‭ ‬العالم‭ - ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬نمر‭ ‬من‭ ‬ورق‭.‬

هذا‭ ‬هو‭ ‬فعلا‭ ‬أكثر‭ ‬ما‭ ‬يثير‭ ‬غضب‭ ‬إسرائيل‭. ‬وقال‭ ‬عضو‭ ‬الكنيست‭ ‬السابق،‭ ‬موشيه‭ ‬فيجلين،‭ ‬في‭ ‬مقابلة‭ ‬مع‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬آروتس‭ ‬شيفا‭-‬إسرائيل‭ ‬ناشيونال‭ ‬نيوز‮»‬‭: ‬‮«‬لم‭ ‬يعد‭ ‬المسلمون‭ ‬خائفين‭ ‬منا‮»‬‭. ‬ولاستعادة‭ ‬هذا‭ ‬الخوف،‭ ‬دعا‭ ‬السياسي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المتطرف‭ ‬إلى‭ ‬حرق‭ ‬‮«‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬رماد‭ ‬فورا‮»‬‭.‬

لكن‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬سيحول‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬رماد،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬12‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬المتفجرات‭ ‬التي‭ ‬أسقطت‭ ‬على‭ ‬القطاع‭ ‬في‭ ‬الأسبوعين‭ ‬الأولين‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬قد‭ ‬أحرقت‭ ‬بالفعل‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬45%‭ ‬من‭ ‬الوحدات‭ ‬السكنية‭ ‬في‭ ‬القطاع،‭ ‬وفقا‭ ‬لمكتب‭ ‬الشؤون‭ ‬الإنسانية‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭.‬

إن‭ ‬غزة‭ ‬لن‭ ‬تموت‭ ‬لأنها‭ ‬فكرة‭ ‬قوية‭ ‬راسخة‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬وعقول‭ ‬كل‭ ‬عربي‭ ‬ومسلم‭ ‬وملايين‭ ‬البشر‭ ‬حول‭ ‬العالم‭.‬

تتحدى‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭ ‬الجديدة‭ ‬الاعتقاد‭ ‬السائد‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬بأن‭ ‬العالم‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تلبية‭ ‬أولويات‭ ‬إسرائيل‭ ‬وأمنها‭ ‬وتعريفاتها‭ ‬الأنانية‭ ‬للسلام‭ ‬وجميع‭ ‬الأوهام‭ ‬الأخرى‭.‬

وينبغي‭ ‬للمناقشة‭ ‬الآن‭ ‬أن‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬ينبغي‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬دائماً‭: ‬أولويات‭ ‬المضطهَدين،‭ ‬أي‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬وليس‭ ‬المضطهِدين،‭ ‬أي‭ ‬المحتلين‭ ‬الإسرائيليين‭.‬

لقد‭ ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬أن‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬الحقوق‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والأمن‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وحق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬بل‭ ‬واجبه،‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭.‬

لقد‭ ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬لكي‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬العدالة‭ ‬العدالة‭ ‬الحقيقية‭ ‬‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬نتيجتها‭ ‬غير‭ ‬قابلة‭ ‬للتفاوض‭: ‬المساواة،‭ ‬الحقوق‭ ‬السياسية‭ ‬الكاملة،‭ ‬الحرية‭ ‬وحق‭ ‬العودة‭.‬

لقد‭ ‬علمتنا‭ ‬غزة‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬بكثير‭. ‬لقد‭ ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬الآن‭ ‬لكي‭ ‬نستمع‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬تقوله‭ ‬غزة‭.‬

{ أكاديمي‭ ‬وكاتب‭ ‬صحفي

‭ ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا