العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

استراتيجيات حروب المدن.. خبرات إقليمية وعالمية

بقلم: د. أشرف محمد كشك {

الاثنين ٠٦ نوفمبر ٢٠٢٣ - 02:00

إذا‭ ‬كانت‭ ‬الأزمات‭ ‬تمثل‭ ‬تحديًا‭ ‬للدول‭ ‬والمنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬فإنها‭ ‬تعد‭ ‬تحديًا‭ ‬للباحثين‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬إذ‭ ‬تكون‭ ‬الفضائيات‭ ‬هي‭ ‬محل‭ ‬الاهتمام‭ ‬الأول‭ ‬للرأي‭ ‬العام‭ ‬العالمي‭ ‬لمتابعة‭ ‬تطورات‭ ‬الأزمة‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬خلال‭ ‬الأزمات‭ ‬تثار‭ ‬أفكار‭ ‬تبدو‭ ‬محل‭ ‬اهتمام‭ ‬وتفكير‭ ‬استراتيجي‭ ‬ليس‭ ‬بالضرورة‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ذا‭ ‬صلة‭ ‬بأزمة‭ ‬ما‭ ‬ولكن‭ ‬ضمن‭ ‬استراتيجيات‭ ‬الصراعات‭ ‬عموماً‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬تلك‭ ‬الأفكار‭ ‬حروب‭ ‬المدن،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬الحديث‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬قد‭ ‬تمحور‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬حول‭ ‬تغير‭ ‬مفهوم‭ ‬الأمن‭ ‬والتهديدات‭ ‬الأمنية‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التطور‭ ‬التكنولوجي‭ ‬الذي‭ ‬ألقى‭ ‬بظلاله‭ ‬على‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬الأمنية‭ ‬والدفاعية‭  ‬للدول‭ ‬ولكن‭ ‬دون‭ ‬الحديث‭ ‬بشكل‭ ‬كاف‭ ‬عن‭ ‬حروب‭ ‬المدن‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬خبرات‭ ‬إقليمية‭ ‬ودولية‭ ‬بشأن‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬المواجهات‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬‮»‬الناتو‮«‬‭ ‬أعلن‭ ‬أن‭ ‬لديه‭ ‬استراتيجية‭ ‬غير‭ ‬معلنة‭ ‬بشأن‭ ‬حروب‭ ‬المدن‭ ‬ومن‭ ‬المعروف‭ ‬أن‭ ‬خطط‭ ‬واستراتيجيات‭ ‬الحلف‭ ‬تكون‭ ‬حكرا‭ ‬على‭ ‬دوله‭ ‬الأعضاء‭ ‬باعتباره‭ ‬تحالفا‭ ‬دفاعيا،‭ ‬ربما‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬الاستشارات‭ ‬التي‭ ‬يقدمها‭ ‬الحلف‭ ‬للشركاء‭ ‬ضمن‭ ‬شراكاته‭ ‬ولكن‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يطال‭ ‬ذلك‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬والخطط‭ ‬الخاصة‭ ‬بالحلف‭.‬

وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬المسميات‭ ‬فالبعض‭ ‬يطلق‭ ‬عليها‭ ‬حروب‭ ‬شوارع‭ ‬أو‭ ‬مواجهات‭ ‬جيوش‭ ‬نظامية‭ ‬مع‭ ‬جماعات‭ ‬مسلحة‭ ‬فإن‭  ‬المضمون‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الحروب‭ ‬تجري‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬غير‭ ‬اعتيادية‭ ‬للحروب‭ ‬وأطراف‭ ‬متباينة‭ ‬في‭ ‬القدرات‭ ‬والتكتيكات،‭ ‬وتوجد‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬والتقارير‭ ‬التي‭ ‬تناولت‭ ‬تلك‭ ‬القضية‭ ‬بشكل‭ ‬تحليلي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أمثلة‭ ‬محددة‭ ‬ومنها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭  ‬معركة‭ ‬مدينة‭  ‬ستالينجراد‭  ‬الروسية‭ ‬واستمرت‭ ‬زهاء‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬وكانت‭ ‬نتيجتها‭ ‬هزيمة‭ ‬القوات‭ ‬الألمانية‭ ‬أمام‭ ‬قوات‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬آنذاك‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬معركة‭ ‬حاسمة‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المواجهات‭.‬

ولم‭ ‬تكن‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬منشأة‭ ‬لمفهوم‭ ‬حروب‭ ‬المدن‭ ‬ولكنها‭ ‬تمتد‭ ‬إلى‭ ‬آلاف‭ ‬السنين‭ ‬والتاريخ‭ ‬يتضمن‭ ‬أمثلة‭ ‬ونماذج‭ ‬عديدة‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬عصور‭ ‬سحيقة‭ ‬لا‭ ‬مجال‭ ‬لذكرها‭ ‬في‭ ‬مساحة‭  ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬المحدودة،‭ ‬ولكن‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬أثيرت‭ ‬تلك‭ ‬القضية‭ ‬خلال‭ ‬المواجهات‭ ‬بين‭ ‬القوات‭ ‬الروسية‭ ‬والأوكرانية‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬باخموت‭ ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬فيها‭ ‬المواجهات‭ ‬أشهرا‭ ‬طويلة،‭ ‬وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬العربي‭ ‬يوجد‭ ‬مثالان‭ ‬بارزان‭ ‬أولهما‭: ‬الصراع‭ ‬الدائر‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬وخاصة‭ ‬المواجهات‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬الخرطوم،‭ ‬وثانيها‭: ‬معركة‭ ‬الموصل‭ ‬والفلوجة‭ ‬عام‭ ‬2004‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬خلال‭ ‬المواجهات‭ ‬مع‭ ‬القوات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬المواجهات‭ ‬مع‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬والتي‭ ‬استغرقت‭ ‬حوالي‭ ‬9‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬القوات‭ ‬الأمريكية‭ ‬وقوات‭ ‬الأمن‭ ‬العراقية‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬التنظيم‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬العامل‭ ‬الحاسم‭ ‬هو‭ ‬نوع‭ ‬الأسلحة‭ ‬ولكن‭ ‬الحروب‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬والتي‭ ‬أسفرت‭ ‬وفقاً‭ ‬لبعض‭ ‬التقديرات‭ ‬عن‭ ‬مصرع‭ ‬حوالي‭ ‬11‭ ‬ألفا‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭.‬

‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬معروفا‭ ‬للبعض‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬حروب‭ ‬المدن‭  ‬تثير‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإشكاليات‭ ‬وتتضمن‭ ‬دروساً‭ ‬مستفادة‭ ‬للدول‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بتصميم‭ ‬المدن‭ ‬ضمن‭  ‬خطط‭ ‬التوسع‭ ‬العمراني،‭ ‬وأولى‭ ‬تلك‭ ‬الإشكاليات‭ ‬كيفية‭ ‬حماية‭ ‬السكان‭ ‬المدنيين‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬المواجهات،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني‭ ‬يتضمن‭ ‬سبل‭ ‬حماية‭ ‬هؤلاء‭ ‬المدنيين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اتفاقيات‭ ‬جنيف‭ ‬وبروتوكولاتها‭ ‬الإضافية‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬ثمة‭ ‬فجوة‭ ‬بين‭ ‬النصوص‭ ‬القانونية‭ ‬والواقع‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬احتدام‭ ‬بعض‭ ‬الصراعات‭ ‬وعدم‭ ‬قدرة‭ ‬ممثلي‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬المعنية‭ ‬من‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬حقيقة‭ ‬الأوضاع‭ ‬من‭ ‬قرب،‭ ‬أما‭ ‬الإشكالية‭ ‬الثانية‭ ‬فهي‭ ‬كيفية‭ ‬إدارة‭ ‬المواجهات‭ ‬داخل‭ ‬تلك‭ ‬المدن،‭ ‬ربما‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬فرص‭ ‬للمناورة‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬والمساحات‭ ‬المفتوحة‭ ‬ولكن‭ ‬المدن‭ ‬وخاصة‭ ‬تلك‭ ‬المكتظة‭ ‬بالسكان‭ ‬لا‭ ‬تتيح‭ ‬قدراً‭ ‬كبيراً‭ ‬من‭ ‬المناورة‭ ‬ولا‭ ‬تترك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الخيارات‭ ‬ففي‭ ‬مايو‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬قال‭ ‬الجنرال‭ ‬مارك‭ ‬ميلي‭  ‬وهو‭ ‬ضابط‭ ‬أمريكي‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى‭ ‬خلال‭ ‬كلمة‭ ‬له‭  ‬أمام‭ ‬الأكاديمية‭ ‬العسكرية‭  ‬الأمريكية‭ ‬موجهاً‭ ‬نصائحه‭ ‬إلى‭ ‬الخريجين‭ ‬الجدد‭ ‬من‭ ‬تلك‭  ‬الأكاديمية‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬سيتعين‭ ‬عليهم‭ ‬التأقلم‭ ‬مع‭ ‬المدن‮»‬‭ ‬محذراً‭ ‬‮«‬من‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬سيغير‭ ‬الجيوش‭ ‬مع‭  ‬وجود‭ ‬تداعيات‭ ‬هائلة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬ابتداءً‭ ‬بأنماط‭ ‬التمويه‭ ‬والأسلحة‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬تصميم‭ ‬المركبات‭ ‬والخدمات‭ ‬اللوجستية‮»‬‭ ‬،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬الخطاب‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المضمون‭ ‬أو‭ ‬التوقيت‭ ‬يعكس‭ ‬قناعة‭ ‬مهمة‭ ‬مؤداها‭ ‬أن‭ ‬الحروب‭ ‬في‭ ‬شكلها‭ ‬التقليدي‭ ‬أو‭ ‬بالأحرى‭ ‬المواجهات‭ ‬غير‭ ‬النظامية‭ ‬آخذة‭ ‬في‭ ‬التزايد‭ ‬ضمن‭ ‬مناطق‭ ‬صراعات‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬العالم،‭ ‬أما‭ ‬الإشكالية‭ ‬الثالثة‭ ‬فهي‭ ‬تدمير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬للمدن‭ ‬خلال‭ ‬المواجهات‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬التأثير‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬الخدمات‭ ‬الأساسية‭ ‬للمواطنين،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬آثار‭ ‬الدمار‭ ‬الهائلة‭ ‬لاسيما‭ ‬الأماكن‭ ‬الأثرية‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش‭ ‬في‭ ‬العراق‭.‬

‭ ‬وفي‭ ‬تصوري‭ ‬أن‭ ‬قضية‭ ‬حروب‭ ‬المدن‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬بشأنها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬التي‭ ‬تتناول‭ ‬جوانبها‭ ‬المختلفة‭ ‬سوى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التحليلات‭ ‬العسكرية‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬أيضاً‭ ‬إلى‭ ‬مناقشة‭ ‬الدروس‭ ‬المستفادة‭ ‬مستقبلاً‭ ‬للدول‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بإنشاء‭ ‬مدن‭ ‬ضمن‭ ‬خطط‭ ‬التوسع‭ ‬الحضري‭ ‬وأولها‭: ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬شبكات‭ ‬اتصالات‭ ‬مؤمنة‭ ‬لديها‭ ‬بدائل‭ ‬للعمل‭ ‬خلال‭ ‬الأزمات‭ ‬وكان‭ ‬لافتاً‭ ‬عندما‭ ‬تضررت‭ ‬بعض‭ ‬محطات‭ ‬الكهرباء‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬كان‭ ‬لديها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بدائل‭ ‬مؤمنة‭  ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬ينسحب‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬القطاعات‭ ‬الأخرى‭ ‬ومنها‭ ‬الاتصالات‭ ‬لأنه‭ ‬خلال‭ ‬الأزمات‭ ‬من‭ ‬الأهمية‭ ‬بمكان‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬شبكة‭ ‬اتصالات‭ ‬مؤمنة‭ ‬تجنبا‭ ‬لحرب‭ ‬الشائعات،‭ ‬وثانيها‭: ‬تصميم‭ ‬المدن‭ ‬بطريقة‭ ‬تسمح‭ ‬بوجود‭ ‬ملاجئ‭ ‬مؤمنة‭ ‬لحماية‭ ‬المدنيين‭ ‬خلال‭ ‬المواجهات‭ ‬العسكرية،‭ ‬وثالثها‭: ‬وجود‭ ‬خطط‭ ‬طوارئ‭ ‬تتيح‭ ‬للمدنيين‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬الأساسية‭ ‬خلال‭ ‬المواجهات‭ ‬وهذا‭ ‬يثير‭ ‬مسألة‭ ‬التخطيط‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬خلال‭ ‬الأزمات‭ ‬وخاصة‭ ‬المواجهات‭ ‬المسلحة،‭ ‬ورابعها‭: ‬توظيف‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬المدن‭ ‬وتأمينها‭ ‬وخاصة‭ ‬أجهزة‭ ‬الاستشعار‭ ‬والإنذار‭ ‬المبكر‭.‬

‭ ‬وربما‭ ‬تكون‭ ‬المقترحات‭ ‬مفيدة‭ ‬بشأن‭ ‬المدن‭ ‬الجديدة‭  ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المعضلة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬القائمة‭ ‬بالفعل‭ ‬والتي‭ ‬ازداد‭ ‬عددها‭ ‬وكثافتها‭ ‬السكانية‭ ‬بما‭ ‬يضاعف‭ ‬من‭ ‬أعداد‭ ‬الضحايا‭ ‬المدنيين‭ ‬خلال‭ ‬الصراعات‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬يقول‭ ‬أنتوني‭ ‬كينج‭ ‬مؤلف‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬حرب‭  ‬المدن‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين‮»‬‭ ‬إنه‭ ‬قبل‭ ‬ثمانين‭ ‬عاماً‭ ‬قاتل‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬مليون‭ ‬محارب‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬مدينة‭ ‬ستالينجراد،‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬عدد‭ ‬سكانها‭ ‬قبل‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬حوالي‭ ‬400000‭ ‬نسمة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬اليوم‭ ‬فإن‭ ‬المدن‭ ‬تطوق‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬وهي‭ ‬كلمات‭ ‬ذات‭ ‬دلالة‭ ‬وتعكس‭ ‬التحدي‭ ‬الهائل‭ ‬الذي‭ ‬يواجه‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬خلال‭ ‬المواجهات‭ ‬في‭ ‬المدن‭. ‬ويعني‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬حروب‭ ‬المدن‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أبعادها‭ ‬العسكرية‭ ‬المهمة‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬تتضمن‭ ‬جوانب‭ ‬إنسانية‭ ‬وقانونية‭ ‬تحتاج‭ ‬ربما‭ ‬إلى‭ ‬دراسات‭ ‬مستفيضة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الباحثين‭ ‬لكونها‭ ‬أضحت‭ ‬إحدى‭ ‬ساحات‭ ‬المواجهات‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الصراعات‭ ‬بما‭ ‬يتطلبه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬إجراءات‭ ‬احترازية‭ ‬تتضمن‭ ‬حماية‭ ‬المدنيين‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬تأمين‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬الأساسية‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬المواجهات‭ ‬وربما‭ ‬يكون‭ ‬مفيداً‭ ‬دراسة‭ ‬التجارب‭ ‬التاريخية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭.  ‬

{مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬

والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا