العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

سلاح المقاطعة

هذه‭ ‬ظاهرة‭ ‬عربية‭ ‬شديدة‭ ‬الإيجابية‭ ‬ويجب‭ ‬ان‭ ‬نعتز‭ ‬بها‭ ‬ونفتخر‭.‬

نعني‭ ‬ظاهرة‭ ‬ان‭ ‬أعدادا‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وفي‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬اقدموا‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬على‭ ‬مقاطعة‭ ‬منتجات‭ ‬وسلع‭ ‬ومطاعم‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬تشارك‭ ‬عمليا‭ ‬في‭ ‬العدوان‭ ‬الهمجي‭ ‬على‭ ‬أهلنا‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

بحكم‭ ‬المتابعة‭ ‬الشخصية‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬والتقارير‭ ‬التي‭ ‬اقرأها‭ ‬عن‭ ‬باقي‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬لاحظت‭ ‬ان‭ ‬المواطنين‭ ‬العرب‭ ‬ينفذون‭ ‬هذه‭ ‬المقاطعة‭ ‬من‭ ‬تلقاء‭ ‬انفسهم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬توجيهات‭ ‬من‭ ‬احد،‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬حتى‭ ‬وجود‭ ‬حملات‭ ‬سياسية‭ ‬او‭ ‬إعلامية‭ ‬تدعو‭ ‬الى‭ ‬هذه‭ ‬المقاطعة‭.‬

المواطنون‭ ‬انفسهم‭ ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬يدعون‭ ‬الكل‭ ‬الى‭ ‬الحذو‭ ‬حذوهم‭ ‬ومقاطعة‭ ‬منتجات‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬عبر‭ ‬مواقع‭ ‬الانترنت‭ ‬والتواصل‭ ‬الاجتماعي‭. ‬والبعض‭ ‬يرسل‭ ‬قوائم‭ ‬بالشركات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬والمحلات‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يتم‭ ‬مقاطعتها‭.‬

هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬تجسد‭ ‬أعلى‭ ‬درجات‭ ‬الوعي‭ ‬والاحساس‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬الوطنية‭ ‬والعروبية‭.‬

‭ ‬مفهوم‭ ‬بالطبع‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬دفعت‭ ‬المواطنين‭ ‬العرب‭ ‬الى‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬العروبي‭.‬

‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬تقف‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬جبهة‭ ‬واحدة‭ ‬مع‭ ‬الكيان‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬وتشارك‭ ‬معه‭ ‬بكل‭ ‬السبل‭ ‬العملية‭ ‬فيما‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬إبادة‭ ‬لغزة،‭ ‬شعبا‭ ‬وأرضا‭.‬

الدول‭ ‬الغربية‭ ‬بهذا‭ ‬الذي‭ ‬تفعله‭ ‬تعلن‭ ‬عمليا‭ ‬الحرب‭ ‬علينا‭ ‬جميعا‭.. ‬على‭ ‬كل‭ ‬العرب‭.‬

الشركات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬تغرق‭ ‬دولنا‭ ‬ببضائعها‭ ‬ومنتجاتها،‭ ‬وبأفرع‭ ‬مطاعمها‭ ‬ومقاهيها،‭ ‬تسابقت‭ ‬لتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬المالي‭ ‬للكيان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬وتفاخرت‭ ‬بإعلان‭ ‬ذلك‭.‬

لنلاحظ‭ ‬ان‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬والمطاعم‭ ‬بما‭ ‬تفعله‭ ‬تجعل‭ ‬منا‭ ‬نحن‭ ‬العرب‭ ‬شركاء‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭. ‬الأموال‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬للكيان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬لدعم‭ ‬جرائمه‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يستهان‭ ‬به‭ ‬منها‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬دولنا‭ ‬عبر‭ ‬المبيعات‭ ‬والأرباح‭ ‬الضخمة‭ ‬التي‭ ‬تحققها‭ ‬بشرائنا‭ ‬لمنتجاتها‭ ‬والاقبال‭ ‬على‭ ‬مطاعمها‭.‬

لهذا،‭ ‬فإن‭ ‬استمرارنا‭ ‬في‭ ‬الاقبال‭ ‬على‭ ‬منتجات‭ ‬وسلع‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬هذه‭ ‬وعلى‭ ‬ارتياد‭ ‬مطاعمها‭ ‬ومقاهيها‭ ‬يعتبر‭ ‬جريمة‭ ‬بكل‭ ‬معنى‭ ‬الكلمة‭. ‬

البعض‭ ‬قد‭ ‬يقول‭ ‬ان‭ ‬مقاطعة‭ ‬المواطنين‭ ‬العرب‭ ‬لمنتجات‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬والمحلات‭ ‬التابعة‭ ‬لها‭ ‬لن‭ ‬يغير‭ ‬من‭ ‬الوضع‭ ‬كثيرا،‭ ‬ولن‭ ‬يدفع‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬الى‭ ‬تغيير‭ ‬مواقفها،‭ ‬أي‭ ‬ليس‭ ‬للمقاطعة‭ ‬تأثير‭ ‬كبير‭.‬

وهذا‭ ‬ليس‭ ‬صحيحا‭.‬

الدول‭ ‬الغربية‭ ‬لا‭ ‬يوجعها‭ ‬شيء‭ ‬قدر‭ ‬تضرر‭ ‬مصالحها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭.‬

لو‭ ‬ان‭ ‬هذه‭ ‬المقاطعة‭ ‬الشعبية‭ ‬لمنتجات‭ ‬ومحال‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬اتسع‭ ‬نطاقها‭ ‬فسوف‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬كبير‭ ‬جدا‭ ‬اكبر‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬تأثير‭ ‬المواقف‭ ‬الرسمية‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬اجمالا‭ ‬دون‭ ‬المستوى‭ ‬بكثير‭ ‬وليست‭ ‬لها‭ ‬أي‭ ‬فعالية‭ ‬حقيقية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الهجمة‭ ‬العدوانية‭ ‬التي‭ ‬نتعرض‭ ‬لها‭.‬

وهناك‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭.‬

المواقف‭ ‬الشعبية‭ ‬الغاضبة‭ ‬العارمة‭ ‬التي‭ ‬عبرت‭ ‬عنها‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬هذه‭ ‬المقاطعة‭ ‬الشعبية،‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬ان‭ ‬تمثل‭ ‬عنصر‭ ‬ضغط‭ ‬على‭ ‬الحكومات‭ ‬العربية‭ ‬كي‭ ‬تتخذ‭ ‬مواقف‭ ‬عملية‭ ‬اكثر‭ ‬فعالية‭.‬

وفي‭ ‬كل‭ ‬الأحوال،‭ ‬هذه‭ ‬المقاطعة‭ ‬التي‭ ‬تنفذها‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬تلقائيا‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬توجيه‭ ‬من‭ ‬اكبر‭ ‬دواعي‭ ‬الأمل‭ ‬رغم‭ ‬بشاعة‭ ‬الهجمة‭ ‬علينا‭ ‬ورغم‭ ‬كل‭ ‬الألم‭ ‬والأسى‭ ‬الذي‭ ‬يشعر‭ ‬به‭ ‬الجميع‭. ‬هذه‭ ‬المقاطعة‭ ‬تثبت‭ ‬ان‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬حية‭ ‬ولديها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الصمود‭ ‬والمقاومة‭.‬

باختصار،‭ ‬المقاطعة‭ ‬سلاح‭ ‬فعال‭ ‬جدا‭.‬

لهذا،‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬جميعا‭.. ‬كل‭ ‬المواطنين‭ ‬العرب‭ ‬بلا‭ ‬استثناء‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬ان‭ ‬ننفذ‭ ‬هذه‭ ‬المقاطعة‭ ‬للدول‭ ‬الغربية‭ ‬المجرمة‭ ‬ومنتجاتها‭ ‬وسلعها‭ ‬والمحلات‭ ‬التابعة‭ ‬لها‭.‬

الكل‭ ‬يجب‭ ‬الا‭ ‬يكتفي‭ ‬بالمقاطعة‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يعلم‭ ‬ابناءه‭ ‬واحفاده،‭ ‬لماذا‭ ‬نفعل‭ ‬هذا،‭ ‬ولماذا‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬ندافع‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬عن‭ ‬أهلنا‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬وإنما‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬دولنا‭ ‬وشعوبنا‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬هؤلاء‭ ‬الهمج‭. ‬

ويبقى‭ ‬ان‭ ‬للمقاطعة‭ ‬جوانب‭ ‬وطنية‭ ‬مهمة‭ ‬أخرى‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا