العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

نحو مؤسسات تعليمية ومجتمعية صديقة للبيئة

بقلم: د. فاطمة ناصر

الثلاثاء ٣١ أكتوبر ٢٠٢٣ - 02:00

في‭ ‬عصر‭ ‬يتسم‭ ‬بالتغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬وتدهور‭ ‬البيئة،‭ ‬أصبحت‭ ‬الاستدامة‭ ‬أمرًا‭ ‬ضروريًّا‭ ‬لضمان‭ ‬مستقبل‭ ‬مستدام‭ ‬ومزدهر،‭ ‬وأصبحت‭ ‬العديد‭ ‬من‭  ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬تعتبر‭ ‬الاستدامة‭ ‬جزءًا‭ ‬أساسيًّا‭ ‬من‭ ‬رؤيتها‭ ‬واستراتيجيتها،‭ ‬وتحاول‭ ‬الالتزام‭  ‬لتحقيق‭ ‬التقدم‭ ‬والنجاح‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬خدمة‭ ‬مصالح‭ ‬جميع‭ ‬منتسبي‭ ‬المؤسسة‭ ‬التعليمية،‭ ‬والمجتمعات‭ ‬الواقعة‭ ‬ضمن‭ ‬محيطها،‭  ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬دمج‭ ‬المواضيع‭ ‬البيئية،‭ ‬وخاصة‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬ضمن‭ ‬مناهج‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬بجميع‭ ‬مستوياتها‭ ‬يعد‭ ‬ذا‭ ‬أهمية‭ ‬كبيرة،‭ ‬والتي‭ ‬أصبحت‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬القضايا‭ ‬البيئية‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬العالمية،‭ ‬هذا‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬المملكة‭  ‬للعمل‭ ‬على‭ ‬دمج‭ ‬المصطلحات‭ ‬البيئية‭ ‬داخل‭ ‬المناهج‭ ‬التعليمية‭ ‬عبر‭ ‬تدريس‭ ‬منهج‭ ‬التربية‭ ‬البيئية،‭ ‬حيثُ‭ ‬إن‭ ‬تثقيف‭ ‬المجتمع‭ ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬إنشاء‭ ‬مؤسسة‭ ‬تعليمية‭ ‬نموذجية‭ ‬تكون‭ ‬صديقة‭ ‬للبيئة،‭ ‬ويكون‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬تثقيف‭ ‬المجتمع‭ ‬حول‭ ‬أهمية‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬انبعاثات‭ ‬الكربون‭ ‬والعيش‭ ‬حياة‭ ‬مستدامة‭ ‬بيئيًّا‭. ‬ويتطلب‭ ‬كذلك‭ ‬تفعيل‭ ‬قنوات‭ ‬التواصل‭ ‬الآمنة‭ ‬بانتظام‭ ‬مع‭ ‬المؤسسة‭ ‬التعليمية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الرسائل‭ ‬الإخبارية‭ ‬أو‭ ‬صفحة‭ ‬على‭ ‬موقع‭ ‬الإنترنت،‭ ‬لبيان‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬تطبيقه‭ ‬من‭ ‬ممارسات‭ ‬ناجحة‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬التأثيرات‭ ‬البيئية‭ ‬الكثيرة‭.‬

إن‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشروع‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬والمجتمعية‭ ‬الخضراء‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬المسؤولة‭ ‬عملية‭ ‬ذات‭ ‬أبعاد‭ ‬وطنية،‭ ‬وتسهم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬اقتصاد‭ ‬متنوع‭ ‬ومستدام،‭ ‬وذلك‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تحديد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية،‭ ‬والتي‭ ‬توفر‭ ‬بيئة‭ ‬استثنائية‭ ‬جاذبة،‭ ‬مثًلا‭ ‬احتواؤها‭ ‬على‭ ‬ملاعب‭ ‬وصالات‭ ‬رياضية‭ ‬خضراء‭ ‬لجذب‭ ‬الطلاب،‭ ‬ومن‭ ‬الأفكار‭ ‬التي‭ ‬يمكننا‭ ‬تنفيذها‭ ‬والتعاون‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬وتجهيز‭ ‬المساحات‭ ‬غير‭ ‬المستغلة‭ ‬بزراعات‭ ‬بسيطة،‭ ‬وتجهيز‭ ‬فصل‭ ‬مفتوح‭ ‬للعمل‭ ‬البيئي‭ ‬والاستدامة‭ ‬لعقد‭ ‬جلسات‭ ‬نقاشية‭ ‬أو‭ ‬فعاليات‭ ‬بيئية،‭ ‬وتطوير‭ ‬الواجهات‭ ‬الخارجية‭ ‬ودورات‭ ‬المياه‭ ‬والممرات‭ ‬والأبواب‭ ‬في‭ ‬المؤسسة‭ ‬التعليمية،‭ ‬فضًلا‭ ‬عن‭ ‬تنفيذ‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬عبر‭ ‬مشروع‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬وإنتاج‭ ‬الطاقة‭ ‬الكهربائية‭ ‬لعينة‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬والمجتمعية‭ ‬كتجربة‭ ‬أولية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ضرورة‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬إعداد‭ ‬برامج‭ ‬تدريبية‭ ‬وتوعوية‭ ‬حول‭ ‬مفاهيم‭ ‬القضايا‭ ‬البيئية،‭ ‬ودعم‭ ‬مهارات‭ ‬مجتمع‭ ‬المؤسسة‭ ‬التعليمية‭  ‬من‭ ‬الهيئات‭ ‬الإدارية‭ ‬والتعليمية‭ ‬لتنمية‭ ‬الوعي‭ ‬الطلابي،‭ ‬وتفعيل‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬متطلبات‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬ودمج‭ ‬المفاهيم‭ ‬البيئية،‭ ‬وخاصة‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬داخل‭ ‬المواد‭ ‬الدراسية‭ ‬بتقديم‭ ‬نبذة‭ ‬مختصرة‭ ‬ومبسطة‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬المفاهيم‭ ‬وترجمتها‭ ‬داخل‭ ‬الفصول‭ ‬الدراسية‭. ‬

ثمة‭ ‬خطوات‭ ‬جادة‭ ‬وطموحة‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬وهي‭ ‬العمل‭ ‬عبر‭ ‬مؤسساتها‭ ‬التعليمية‭ ‬والمجتمعية‭ ‬المستدامة؛‭ ‬والتفكير‭ ‬جديًا‭ ‬نحو‭ ‬إيجاد‭ ‬طرق‭  ‬بشأن‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وتؤثر‭ ‬في‭ ‬حاضر‭ ‬ومستقبل‭ ‬هذا‭ ‬الكوكب‭ ‬حيث‭ ‬المنشأ‭ ‬والحياة،‭ ‬وهي‭ ‬قضية‭ ‬‮«‬التغيرات‭ ‬المناخية‮»‬،‭ ‬لإيجاد‭ ‬سبل‭ ‬للنجاة‭ ‬نحو‭ ‬مستقبل‭ ‬أفضل‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة،‭ ‬لضمان‭ ‬مستويات‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬جودة‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬بيئة‭ ‬صحية،‭ ‬وآمنة،‭ ‬وتنمية‭ ‬مستدامة‭ ‬خضراء،‭ ‬إن‭ ‬المستقبل‭ ‬الطبيعي‭ ‬والصحي‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة،‭ ‬والذي‭ ‬يمثل‭ ‬طلابنا‭ ‬نسبة‭ ‬كبيرة،‭ ‬لن‭ ‬يتحقق‭ ‬إلَّا‭ ‬بتضافر‭ ‬كل‭ ‬الجهود‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬والقطاعات‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬آخذين‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬تتجاوز‭ ‬حدود‭ ‬المحلية،‭ ‬لما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬أبعاد‭ ‬عالمية،‭ ‬وتاريخية،‭ ‬إذ‭ ‬تنعكس‭ ‬عليها‭ ‬ممارسات‭ ‬الأجيال‭ ‬السابقة،‭ ‬وتبنى‭ ‬عليها‭ ‬النتائج‭ ‬التي‭ ‬ستحصدها‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة،‭ ‬وتعود‭ ‬بالنفع‭ ‬والفائدة‭ ‬على‭ ‬مجتمعاتنا‭.‬

ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق،‭ ‬فإن‭ ‬الهدف‭ ‬الأساسي‭ ‬الذي‭ ‬نسعى‭ ‬إليه‭ ‬هو‭ ‬تنمية‭ ‬وعي‭ ‬الطلبة‭ ‬بهذه‭ ‬القضايا‭ ‬المحورية،‭ ‬والتي‭ ‬تعد‭ ‬قضية‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬أهمها،‭ ‬إن‭ ‬العمل‭ ‬بشكل‭ ‬متكامل‭ ‬على‭ ‬تنمية‭ ‬وعي‭ ‬الهيئة‭ ‬التعليمية‭ ‬والإدارية‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬يعتبر‭ ‬أمرًا‭ ‬ضروريًا،‭ ‬ويمكننا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توجيه‭ ‬إعداد‭ ‬حقائب‭ ‬تعليمية‭ ‬شاملة‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المرجوة‭ ‬للتعليم‭ ‬البيئي‭ ‬ومتطلباته،‭ ‬والتي‭ ‬يتجه‭ ‬نحو‭  ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬أجيال‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬البيئة،‭ ‬والتحكم‭ ‬في‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حماية‭ ‬حقوق‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة،‭ ‬وإيمانًا‭ ‬بأنَّ‭ ‬التوعية‭ ‬بقضايا‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬وزيادة‭ ‬المعارف‭ ‬حولها،‭ ‬وتغيير‭ ‬السلوكيات‭ ‬التي‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬والمناخ،‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬التدريبات،‭ ‬وبرامج‭ ‬التوعية‭ ‬التي‭ ‬نجتمع‭ ‬بشأنها‭ ‬اليوم،‭ ‬لذا‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬تضمينها‭ ‬أيضًا‭ ‬داخل‭ ‬مناهج‭ ‬التعليم‭ ‬الجديدة،‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬2030،‭ ‬في‭ ‬مجالي‭ ‬التعليم‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭.‬

ولتحقيق‭ ‬مفهوم‭ ‬المؤسسة‭ ‬التعليمية‭ ‬المستدامة‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬اتباع‭ ‬مجموعة‭ ‬معايير‭ ‬واشتراطات‭ ‬معتمدة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الهيئات‭ ‬والمنظمات‭ ‬التعليمية‭ ‬الدولية،‭ ‬بعضها‭ ‬يتعلق‭ ‬بمواصفات‭ ‬المباني‭ ‬والإنشاءات،‭ ‬وبعضها‭ ‬يتعلق‭ ‬بتطوير‭ ‬المناهج‭ ‬ودمج‭ ‬قضايا‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬فيها،‭ ‬وبعضها‭ ‬يتعلق‭ ‬بالممارسات‭ ‬والأنشطة‭ ‬التي‭ ‬يتفاعل‭ ‬معها‭ ‬الطلبة،‭ ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬التقييم‭ ‬وقياس‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬المدرسة‭ ‬المستدامة‭ ‬من‭ ‬أهداف،‭ ‬ثمة‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬البصمة‭ ‬البيئية‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬أداة‭ ‬تستخدم‭ ‬فيها‭ ‬مبادئ‭ ‬حسابية‭ ‬لقياس‭ ‬الموارد‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬استغلالها‭ ‬واستهلاكها،‭ ‬وكذلك‭ ‬متطلّبات‭ ‬استيعاب‭ ‬ما‭ ‬يتخلف‭ ‬عن‭ ‬مجموعة‭ ‬بشرية‭ ‬ما،‭ ‬وإعادة‭ ‬تدوير‭ ‬المخلفات‭ ‬مع‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬البصمة‭ ‬البيئية‭ ‬في‭ ‬المؤسسة‭ ‬التعليمية،‭ ‬تشتمل‭ ‬على‭ ‬الفائض‭ ‬في‭ ‬الطاقة‭ ‬المستخدمة،‭ ‬والفضاء‭ ‬أو‭ ‬المساحة‭ ‬للبنى‭ ‬التحتية،‭ ‬وما‭ ‬يستهلك‭ ‬من‭ ‬موارد‭ ‬وخدمات‭ ‬بيئية‮»‬‭ ‬وهناك‭ ‬العديد‭ ‬التجارب‭ ‬العالمية‭ ‬الملهمة‭ ‬الجديرة‭ ‬بالوقوف‭ ‬أمامها،‭ ‬منها‭ ‬التجربة‭ ‬اليابانية‭ ‬التي‭ ‬يتضمنها‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بنظام‭ ‬‮«‬توكاتسو‮»‬‭ ‬التربوي‭ ‬الذي‭ ‬تناوله‭ ‬بالتفصيل‭ ‬تقرير‭ ‬حديث‭ ‬يحمل‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬عالم‭ ‬التوكاتسو‮»‬،‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬جامعة‭ ‬طوكيو،‭ ‬ويشير‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬نظام‭ ‬تتوسع‭ ‬فيه‭ ‬المجالات‭ ‬والأنشطة‭ ‬الصفية‭ ‬وغير‭ ‬الصفية‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬تنمية‭ ‬الشعور‭ ‬بالجماعة‭ ‬والمسؤولية‭ ‬لدى‭ ‬الطلاب‭ ‬تجاه‭ ‬المجتمع‭ ‬والبيئة‭ ‬المدرسية‭ ‬المحيطة،‭ ‬وتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المتوازنة‭ ‬بين‭ ‬الجوانب‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والبيئية‭ ‬والأكاديمية،‭ ‬وكذلك‭ ‬‮«‬تجربة‭ ‬نيجيريا‮»‬‭ ‬لنشر‭ ‬الوعي‭ ‬بمواجهة‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬آثارًا‭ ‬مدمرة‭ ‬لتغير‭ ‬المناخ‭ ‬بسبب‭ ‬زيادة‭ ‬هطول‭ ‬الأمطار‭ ‬والفيضانات‭ ‬الكارثية،‭ ‬حيثُ‭ ‬قرر‭ ‬الفنانون‭ ‬في‭ ‬نيجيريا‭ ‬ألا‭ ‬يتعاملوا‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الأزمات‭ ‬بشكل‭ ‬تقليدي،‭ ‬وبدأوا‭ ‬في‭ ‬استغلال‭ ‬المسرح‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬وآثاره‭ ‬على‭ ‬المجتمع،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إنتاج‭ ‬مسرحيات‭ ‬ذات‭ ‬تكلفة‭ ‬منخفضة‭ ‬لتوعية‭ ‬الجماهير‭ ‬بخطر‭ ‬الفيضانات،‭ ‬ومساعدتهم‭ ‬على‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬آثار‭ ‬الطقس‭  ‬المتطرفة‭.‬

ختامًا،‭ ‬يوجد‭ ‬هناك‭ ‬توجه‭ ‬واتجاه‭ ‬عالمي‭ ‬متعاظم‭ ‬للتوسُّع‭ ‬في‭ ‬منظومات‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬والمجتمعية‭ ‬المستدامة‭. ‬ومنذ‭ ‬مطلع‭ ‬الألفية،‭ ‬بدأت‭ ‬بالفعل‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬للعمل‭ ‬على‭ ‬تحويل‭ ‬مدارسها‭ ‬التقليدية،‭ ‬إلى‭ ‬مدارس‭ ‬مستقبلية‭ ‬مستدامة،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تبين‭ ‬ما‭ ‬تحمله‭ ‬من‭ ‬فوائد‭ ‬كبيرة‭ ‬تدفع‭ ‬بقوة‭ ‬نحو‭ ‬تحسين‭ ‬جودة‭ ‬الحياة‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬وبناء‭ ‬مستقبل‭ ‬واعد‭. ‬وللوصول‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬يشترط‭ ‬وجود‭ ‬مسؤولية‭ ‬تشاركية‭ ‬تتعاون‭ ‬فيها‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬والمنظمات‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭. ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭  ‬التعاون‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬إمكانات‭ ‬تعديل‭ ‬السلوكيات‭ ‬الفردية‭ ‬والجماعية‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬إيجابي‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬والإنتاج‭ ‬المستدام،‭ ‬واللافت‭ ‬للنظر‭ ‬أن‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬تعمل‭ ‬جاهدة‭ ‬على‭ ‬تشجيع‭ ‬ورفع‭ ‬وعي‭ ‬الطلبة‭ ‬بالاهتمام‭ ‬بالقضايا‭ ‬البيئية،‭ ‬ما‭ ‬سينعكس‭ ‬بالتأكيد‭ ‬إيجابًا‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬مستقبل‭ ‬أفضل‭ ‬وأكثر‭ ‬استدامة‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة،‭ ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬الملفات‭ ‬لتحقيق‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬والاستدامة،‭ ‬حيث‭ ‬تعمل‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬على‭ ‬ترسيخ‭ ‬مفاهيم‭ ‬البيئة‭ ‬والاستدامة‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات،‭ ‬كما‭ ‬تحرص‭ ‬على‭ ‬دمج‭ ‬البُعد‭ ‬البيئي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأنشطة‭ ‬الطلابية‭ ‬والثقافية‭ ‬والفنية،‭ ‬وتهدف‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬صديقة‭ ‬للبيئة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الملفات‭ ‬مثل‭ ‬إدارة‭ ‬المخلفات‭ ‬والمياه‭ ‬والأبحاث‭ ‬العلمية‭ ‬والتغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬والأزمات‭.‬

{‭ ‬مختصة‭ ‬في‭ ‬فلسفة‭ ‬الدراسات‭ ‬

البيئية‭ ‬وآليات‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا