العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

معركة تقرر مصير المنطـقة

بقلم: محمد ياغي {

الاثنين ٢٣ أكتوبر ٢٠٢٣ - 02:00

أيا‭ ‬كان‭ ‬حجم‭ ‬الدماء‭ ‬التي‭ ‬سيدفعها‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وحلفاؤه‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المعركة،‭ ‬يجب‭ ‬منع‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬انتصار‭ ‬فيها،‭ ‬لأن‭ ‬ثمن‭ ‬انتصارها‭ ‬سيكون‭ ‬حسم‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬لعقود‭ ‬قادمة‭.‬

إن‭ ‬حرمانهم‭ ‬الانتصار‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬أقل‭ ‬تقدير‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬هدفهم‭ ‬في‭ ‬الإجهاز‭ ‬على‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يفتح‭ ‬الطريق‭ ‬لتسويات‭ ‬سياسية‭ ‬على‭ ‬الجبهات‭ ‬الفلسطينية‭ ‬واللبنانية‭ ‬والسورية‭ ‬تعيد‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭ ‬إلى‭ ‬أصحابها‭ ‬وتفرض‭ ‬على‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬الاعتراف‭ ‬بأن‭ ‬قوتها‭ ‬العسكرية‭ ‬ووزنها‭ ‬السياسي‭ ‬وحجمها‭ ‬السكاني‭ ‬وجغرافيتها‭ ‬الصغيرة‭ ‬لا‭ ‬تسمح‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تتصرف‭ ‬كدولة‭ ‬مارقة‭ ‬وفاجرة‭ ‬في‭ ‬محيط‭ ‬من‭ ‬العرب‭.‬

بهذا‭ ‬المعنى‭ ‬هذه‭ ‬معركة‭ ‬مصير،‭ ‬نتائجها‭ ‬ستقرر‭ ‬مصير‭ ‬المنطقة‭.‬

إما‭ ‬شرق‭ ‬أوسط‭ ‬خاضع‭ ‬لإسرائيل‭ ‬ومن‭ ‬يحميها‭ ‬في‭ ‬الغرب،‭ ‬وهو‭ ‬شرق‭ ‬أوسط‭ ‬يستمر‭ ‬فيه‭ ‬القتل‭ ‬والدمار‭ ‬والذل‭ ‬لشعوب‭ ‬المنطقة،‭ ‬وإما‭ ‬شرق‭ ‬أوسط،‭ ‬ينعم‭ ‬بالسلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬والحرية‭ ‬والكرامة‭.‬

لقد‭ ‬كشفت‭ ‬أحداث‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬أن‭ ‬‮«‬فجور‮»‬‭ ‬إسرائيل‭ ‬سببه‭ ‬هذا‭ ‬الدعم‭ ‬الغربي‭ ‬غير‭ ‬المحدود‭ ‬وغير‭ ‬المشروط،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬المعركة‭ ‬الدائرة‭ ‬حالياً‭ ‬ليست‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬وحدها‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬يرعاها‭ ‬ويحميها‭ ‬من‭ ‬العقاب‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬ترتكبه‭ ‬من‭ ‬جرائم‭.‬

لا‭ ‬يكفي‭ ‬وصف‭ ‬السلوك‭ ‬الغربي‭ ‬بالنفاق‭ ‬وازدواجية‭ ‬المعاير‭ ‬وبانعدام‭ ‬احترامهم‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬فهم‭ ‬شركاء‭ ‬في‭ ‬جرائم‭ ‬إسرائيل‭ ‬بحق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وشعوب‭ ‬المنطقة‭.‬

والحقيقة‭ ‬إنه‭ ‬لم‭ ‬يتبق‭ ‬دعم‭ ‬لم‭ ‬يقدمه‭ ‬قادة‭ ‬الغرب‭ ‬لإسرائيل‭ ‬سوى‭ ‬أن‭ ‬يقود‭ ‬الجنرالات‭ ‬بايدن،‭ ‬وشولتز،‭ ‬وماكرون،‭ ‬وسوناك‭ ‬الدبابات‭ ‬بأنفسهم‭ ‬لاقتحام‭ ‬غزة‭.‬

لذلك‭ ‬بعد‭ ‬هذا‭ ‬الاصطفاف‭ ‬الغربي‭ ‬الفاضح‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬إسرائيل،‭ ‬فإن‭ ‬المعركة‭ ‬معها‭ ‬ومع‭ ‬رعاتها‭ ‬ستكون‭ ‬طويلة‭ ‬ومؤلمة‭ ‬وقاسية،‭ ‬ولكنها‭ ‬معركة‭ ‬مصيرية،‭ ‬فهي‭ ‬إما‭ ‬أن‭ ‬تفضي‭ ‬إلى‭ ‬نكبة‭ ‬جديدة‭ ‬وإما‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬عادل‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وعودة‭ ‬الأراضي‭ ‬اللبنانية‭ ‬والسورية‭ ‬إلى‭ ‬أصحابها‭.‬

القصف‭ ‬المتعمد‭ ‬لبيوت‭ ‬المدنيين‭ ‬وللمستشفيات‭ ‬والمدارس‭ ‬وإسقاط‭ ‬المنشورات‭ ‬التي‭ ‬تطالب‭ ‬أهل‭ ‬شمال‭ ‬غزة‭ ‬بترك‭ ‬بيوتهم‭ ‬والرحيل‭ ‬إلى‭ ‬الجنوب،‭ ‬وقبلها‭ ‬مطالبة‭ ‬مصر‭ ‬بفتح‭ ‬المعبر‭ ‬لعبورهم‭ ‬إلى‭ ‬مصر،‭ ‬،‭ ‬كلها‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬المخطط‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬‭ ‬الغربي‭ ‬هو‭ ‬تهجير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬حتى‭ ‬تتمكن‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬الدخول‭ ‬بدباباتها‭ ‬لتصفية‭ ‬المقاومة‭ ‬بقتل‭ ‬قادتها‭ ‬ومقاوميها‭ ‬وتدمير‭ ‬أسلحتها‭.‬

من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الخيار‭ ‬هو‭ ‬المطروح‭ ‬حالياً‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬مجرمي‭ ‬حرب‭ ‬إسرائيل‭ ‬لأن‭ ‬الخيار‭ ‬الثاني‭ ‬الذي‭ ‬تفضله‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬هو‭ ‬استسلام‭ ‬المقاومة‭ ‬وتسليم‭ ‬أسلحتها‭ ‬لإسرائيل‭ ‬أو‭ ‬لطرف‭ ‬ثالث‭ (‬أمريكا‭ ‬مثلاً‭) ‬دون‭ ‬اجتياح‭ ‬بري‭.‬

الخيار‭ ‬الثاني‭ ‬هو‭ ‬تكرار‭ ‬لما‭ ‬جرى‭ ‬عام‭ ‬1982‭ ‬عندما‭ ‬وافقت‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬مغادرة‭ ‬بيروت‭.‬

لكن‭ ‬هذه‭ ‬فلسطين‭ ‬وليست‭ ‬لبنان،‭ ‬وهذه‭ ‬المقاومة‭ ‬بين‭ ‬شعبها‭ ‬وعلى‭ ‬أرضها‭ ‬وليست‭ ‬في‭ ‬المنفى،‭ ‬وهذه‭ ‬المقاومة‭ ‬ليست‭ ‬وحدها‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1982‭. ‬وبالتالي،‭ ‬فإن‭ ‬خيار‭ ‬اجتياح‭ ‬غزة‭ ‬وإعادة‭ ‬احتلاله‭ ‬هو‭ ‬الخيار‭ ‬الأقوى،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬بعد‭ ‬حملة‭ ‬قصف‭ ‬جوي‭ ‬طويلة‭ ‬وعنيفة‭ ‬لغزة‭ ‬تقتل‭ ‬فيها‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭ ‬لإجبارهم‭ ‬على‭ ‬الرحيل‭ ‬كما‭ ‬فعلت‭ ‬في‭ ‬المستشفى‭ ‬الأهلي‭ ‬المعمداني‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭.‬

أيا‭ ‬كانت‭ ‬استراتيجية‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال،‭ ‬فإن‭ ‬خيار‭ ‬الاجتياح‭ ‬والاحتلال‭ ‬المباشر‭ ‬لغزة‭ ‬وبالتالي‭ ‬التهجير‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬هو‭ ‬خيارها‭ ‬الأساسي،‭ ‬ويبدو‭ ‬أنها‭ ‬أخذت‭ ‬ضوءاً‭ ‬أخضر‭ ‬بذلك‭ ‬من‭ ‬أمريكا‭ ‬والغرب‭ ‬عموماً،‭ ‬وأن‭ ‬الهزيمة‭ ‬التي‭ ‬لحقت‭ ‬بها‭ ‬يوم‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬قد‭ ‬كسرت‭ ‬الحواجز‭ ‬السابقة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تمنعها‭ ‬من‭ ‬القيام‭ ‬بذلك‭ ‬مسبقاً‭ ‬مثل‭ ‬الخشية‭ ‬من‭ ‬وقوع‭ ‬خسائر‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬صفوفها‭ ‬والخوف‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬عن‭ ‬القطاع‭ ‬فيما‭ ‬لو‭ ‬احتلته‭.‬

بتهجير‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬هنالك‭ ‬ضرورة‭ ‬للإجابة‭ ‬عن‭ ‬سؤال‭ ‬من‭ ‬سيحكم‭ ‬غزة‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬احتلالها‭ ‬ومن‭ ‬سيتعامل‭ ‬مع‭ ‬سكانها،‭ ‬فالأرض‭ ‬ستكون‭ ‬بلا‭ ‬سكان‭ ‬ويمكن‭ ‬الإعلان‭ ‬بكل‭ ‬سهولة‭ ‬وبمباركة‭ ‬الغرب‭ ‬أنها‭ ‬أصبحت‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬أرض‭ ‬إسرائيل،‭ ‬والغرب‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬لدية‭ ‬مشكلة‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬فهو‭ ‬بلا‭ ‬أخلاق‭ ‬أو‭ ‬مبادئ‭ ‬ولا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬سبب‭ ‬لمباركة‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬‮«‬بقرته‭ ‬المقدسة‮»‬‭.‬

وإذا‭ ‬ما‭ ‬نجحت‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬فإن‭ ‬الفرصة‭ ‬ستتوفر‭ ‬لها‭ ‬لضم‭ ‬مناطق‭ ‬‮«‬جيم‮»‬‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬فوراً‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬تأخير،‭ ‬وقد‭ ‬يصاحب‭ ‬ذلك،‭ ‬وتحت‭ ‬نشوة‭ ‬الانتصار،‭ ‬شن‭ ‬حرب‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬المستوطنين‭ ‬وبدعم‭ ‬مباشر‭ ‬من‭ ‬جيشهم‭ ‬بارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬على‭ ‬طريقة‭ ‬مذبحة‭ ‬صبرا‭ ‬وشاتيلا‭ ‬وتحديداً‭ ‬في‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬لتهجيرهم‭ ‬منها‭.‬

الوضع‭ ‬إذا‭ ‬مصيري‭ ‬ويتطلب‭ ‬مواجهة‭ ‬المشروع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬‭ ‬الغربي‭ ‬بكل‭ ‬الوسائل‭ ‬الممكنة‭ ‬لهزيمته‭ ‬إن‭ ‬أمكن،‭ ‬أو‭ ‬لمنعه‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافه‭ ‬على‭ ‬الأقل‭. ‬وهذا‭ ‬ممكن‭ ‬إذا‭ ‬تجمعت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬العوامل‭:‬

الأول‭ ‬هو‭ ‬صمود‭ ‬المقاومة‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬مهما‭ ‬طالت‭ ‬الحرب‭ ‬ومهما‭ ‬كانت‭ ‬الخسائر‭ ‬والتضحيات‭. ‬وهذا‭ ‬الصمود‭ ‬بالطبع‭ ‬يتطلب‭ ‬الدعم‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬ومن‭ ‬جانب‭ ‬فلسطيني‭ ‬عام‭ ‬1948‭ ‬وفي‭ ‬الخارج‭ ‬أيضاً‭.‬

وهو‭ ‬يتطلب‭ ‬أيضاً‭ ‬ان‭ ‬يستمر‭ ‬حلفاء‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بالقيام‭ ‬بواجبهم‭ ‬كما‭ ‬يفعلون‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬المعركة‭ ‬وأن‭ ‬يصعدوا‭ ‬كلما‭ ‬كان‭ ‬هنالك‭ ‬ضرورة‭ ‬لذلك،‭ ‬وأن‭ ‬يوسعوا‭ ‬دائرة‭ ‬المواجهة‭ ‬لتنضم‭ ‬سورية‭ ‬والعراق‭ ‬لها،‭ ‬فهذه‭ ‬الحرب‭ ‬تستهدفهم‭ ‬أيضاً‭.‬

والثاني‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بإعلان‭ ‬تشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬وحدة‭ ‬وطنية‭ ‬تضم‭ ‬في‭ ‬صفوفها‭ ‬قوى‭ ‬المقاومة‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

لقد‭ ‬قامت‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬بتشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬وحدة‭ ‬وطنية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يفعله‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬لأنهم‭ ‬أصحاب‭ ‬الحق‭ ‬ولأن‭ ‬قتالهم‭ ‬عادل‭.‬

ليس‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬القوى‭ ‬فيها‭ ‬عملياً،‭ ‬ولكن‭ ‬مجرد‭ ‬إعلانها‭ ‬سيوفر‭ ‬بعضاً‭ ‬من‭ ‬الحماية‭ ‬للمقاومة‭ ‬وسيعطيها‭ ‬الشرعية‭ ‬الرسمية‭ ‬التي‭ ‬تحتاجها‭ ‬بعد‭ ‬حصولها‭ ‬على‭ ‬الشرعية‭ ‬الشعبية‭.‬

دعونا‭ ‬نُذكر‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬سياسة‭ ‬إسرائيل،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬الكشف‭ ‬مؤخراً‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬إسرائيل‭ ‬نفسها،‭ ‬ووفق‭ ‬لما‭ ‬قاله‭ ‬توماس‭ ‬فريدمان‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬نيويورك‭ ‬تايمز،‭ ‬كانت‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬إبقاء‭ ‬الانقسام‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وتغذيته‭ ‬لادعاء‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬شريك‭ ‬فلسطيني‭ ‬للتفاوض‭ ‬معه‭.‬

هنا‭ ‬يمكن‭ ‬استنساخ‭ ‬التجربة‭ ‬اللبنانية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭. ‬الحكومة‭ ‬تفاوض‭ ‬والمقاومة‭ ‬تقاوم‭ ‬وتدافع‭.‬

والأخير‭ ‬هو‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الشعبي‭ ‬العربي‭ ‬والرسمي‭ ‬والدولي‭ ‬لخلق‭ ‬رأي‭ ‬عام‭ ‬ضاغط‭ ‬لوقف‭ ‬الجرائم‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ولوقف‭ ‬الحرب‭.‬

تظاهرات‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬تؤرق‭ ‬الاحتلال‭ ‬وداعميه‭ ‬دون‭ ‬أدنى‭ ‬شك‭. ‬الرفض‭ ‬العربي‭ ‬الرسمي‭ ‬للتعاطي‭ ‬مع‭ ‬المشاريع‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬والأمريكية‭ ‬يحبطهم‭ ‬أيضا‭. ‬والتظاهرات‭ ‬الدولية‭ ‬تفضح‭ ‬أكاذيبهم‭ ‬التي‭ ‬استخدموها‭ ‬لحشد‭ ‬رأي‭ ‬عام‭ ‬غربي‭ ‬مؤيد‭ ‬لتصفية‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وقضيتهم‭.‬

الوضع‭ ‬خطير‭ ‬ويتطلب‭ ‬الوحدة‭ ‬والصمود‭ ‬والصبر‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬الهدف‭ ‬إفشال‭ ‬مشاريعهم‭ ‬وتحويل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬إلى‭ ‬فرصة‭ ‬لاستعادة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والعرب‭ ‬حقوقهم‭.‬

{‭ ‬كاتب‭ ‬من‭ ‬فلسطين

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا