العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

الثقافي

الشاعرة السعودية فايزة سعيد: لــ «أخبار الخليج الثقافي»: ولدت القصيدة معي منذ الصغر!

السبت ١٤ أكتوبر ٢٠٢٣ - 02:00

الأدب هو التزام أخلاقي لكل القضايا المصيرية ولكل ما يحدث لنا على الأرض

حاورها‭: ‬علي‭ ‬الستراوي‭ ‬

 

هي‭ ‬شاعرة‭ ‬متواضعة‭ ‬لا‭ ‬تدعي‭ ‬أنها‭ ‬قائدة‭ ‬لحراك‭ ‬ثقافي‭ ‬أو‭ ‬لإثارة‭ ‬هاجس‭ ‬جديد‭ ‬لأحوال‭ ‬تقلب‭ ‬ميزان‭ ‬الأدب‭ ‬والثقافة،‭ ‬إلا‭ ‬إنها‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬خريطة‭ ‬الشعراء‭ ‬والشاعرات‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬الشاعرات‭ ‬اللواتي‭ ‬نقلن‭ ‬القصيدة‭ ‬إلى‭ ‬شكل‭ ‬مختلف‭ ‬ومعنى‭ ‬مغاير‭ ‬لقصيدة‭ ‬الأمس‭.‬

فهي‭ ‬من‭ ‬الجيل‭ ‬الذي‭ ‬تعامل‭ ‬مع‭ ‬النقلة‭ ‬النوعية‭ ‬للحاسوب،‭ ‬وبروز‭ ‬الإنترنت‭ ‬ومواقع‭ ‬التواصل‭ ‬وتعد‭ ‬من‭ ‬شاعرات‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬مثلها‭ ‬مثل‭ ‬الشاعرة‭ ‬هيلدا‭ ‬إسماعيل‭ ‬وحميدة‭ ‬سنان‭ ‬وشاعرات‭ ‬أخريات،‭ ‬نهجن‭ ‬الصدق‭ ‬في‭ ‬قصائدهن‭ ‬دون‭ ‬تكلف‭ ‬فرسمت‭ ‬فايزة‭ ‬مفردة‭ ‬قصائدها‭ ‬بثيمة‭ ‬الحبيب،‭ ‬متجاوزة‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يمنعها‭ ‬عن‭ ‬البوح،‭ ‬وتقدمت‭ ‬بتقدم‭ ‬امرأة‭ ‬ترى‭ ‬في‭ ‬المرأة‭ ‬حياة‭ ‬متفردة‭ ‬في‭ ‬تعاطيها‭ ‬الزمني‭.‬

مع‭ ‬الشاعرة‭ ‬السعودية‭ ‬فايزة‭ ‬سعيد‭ ‬التي‭ ‬خصت‭ ‬أخبار‭ ‬الخليج‭ ‬الثقافي‭ ‬بهذا‭ ‬الحوار‭ ‬الذي‭ ‬بدأناه‭: ‬

*‭ ‬فايزة‭ ‬سعيد‭ ‬في‭ ‬السيرة‭ ‬الذاتية‭ ‬الأدبية‭ ‬،‭ ‬متى‭ ‬ولدت‭ ‬القصيدة‭ ‬لديها‭ ‬وهل‭ ‬تقدمها‭ ‬إشكال‭ ‬جدلي؟

‭- ‬القصيدة‭ ‬شعر‭ ‬والشعر‭ ‬من‭ ‬الشعور،‭ ‬الناس‭ ‬عدة‭ ‬أصناف‭ ‬في‭ ‬مستويات‭ ‬المشاعر‭ ‬والأحاسيس‭ ‬فهناك‭ ‬من‭ ‬يمتلك‭ ‬مشاعر‭ ‬عادية‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬لديه‭ ‬مشاعر‭ ‬جياشة‭ ‬وزخم‭ ‬من‭ ‬الأحاسيس‭ ‬الطاغية‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يجد‭ ‬لها‭ ‬متنفسا‭ ‬سوى‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التعبير‭ ‬بكل‭ ‬أشكاله‭. ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬التعبير‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬قصيدة‭ ‬شعرية‭ ‬أو‭ ‬لوحة‭ ‬أو‭ ‬رواية‭ ‬أو‭ ‬صور‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬صور‭ ‬التعبير‭ ‬المختلفة‭.‬

 

وعن‭ ‬نفسي‭ ‬أنا‭ ‬فايزة‭ ‬سعيد‭ ‬ولدت‭ ‬القصيدة‭ ‬معي‭ ‬منذ‭ ‬الصغر‭. ‬وأذكر‭ ‬ذات‭ ‬صباح‭ ‬أنني‭ ‬قلت‭ ‬لجدي‭ ‬وكنت‭ ‬في‭ ‬السابعة‭ ‬من‭ ‬عمري‭ ‬إنني‭ ‬حلمت‭ ‬بأنني‭ ‬أشرب‭ ‬عسلا‭ ‬وكنت‭ ‬فعلا‭ ‬حلمت‭!‬

بأنني‭ ‬أشرب‭ ‬عسلاً،‭ ‬ابتسم‭ ‬جدي‭ ‬حينها‭ ‬وقال‭: ‬لا‭ ‬تحدثي‭ ‬أحدا‭ ‬عن‭ ‬حلمك‭ ‬لأنك‭ ‬سوف‭ ‬تصبحين‭ ‬شاعرة‭.‬

وتمر‭ ‬الأيام‭ ‬وفي‭ ‬سن‭ ‬المراهقة‭ ‬بدأت‭ ‬قصتي‭ ‬مع‭ ‬الحرف‭ ‬والكتابة‭ ‬وخاصة‭ ‬القصيدة‭ ‬النثرية‭. ‬

لكنني‭ ‬في‭ ‬حينها‭ ‬لم‭ ‬أتبين‭ ‬حقيقة‭ ‬أنني‭ ‬فعلا‭ ‬أكتب‭ ‬شعرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬صرت‭ ‬في‭ ‬الثامنة‭ ‬عشر‭ ‬فعلا‭ ‬أكتب‭ ‬شعراً‭. ‬

عندما‭ ‬نشرت‭ ‬لي‭ ‬جريدة‭ ‬المدينة‭ ‬حين‭ ‬ذاك‭ ‬أول‭ ‬نص‭ ‬لي‭ ‬كان‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬نص‭ ‬شعري‭ ‬عن‭ ‬كائن‭ ‬يحاول‭ ‬اكتشاف‭ ‬ذاته‭ ‬والعالم‭ ‬من‭ ‬حوله‭. ‬ثم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬جريدة‭ ‬القدس‭ ‬اللندنية‭ ‬حينها‭ ‬أدركت‭ ‬أنني‭ ‬أنا‭ ‬والقصيدة‭ ‬ولدنا‭ ‬توأمين‭ ‬وأن‭ ‬الشعر‭ ‬هو‭ ‬قدري‭ ‬دون‭ ‬شك‭.‬

*‭ ‬الكتابة‭ ‬في‭ ‬الأدب‭ ‬كالكتابة‭ ‬في‭ ‬بركان‭ ‬ناري‭ ‬لا‭ ‬يهدأ،‭ ‬فهل‭ ‬أنت‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬القول‭ ‬أم‭ ‬لك‭ ‬رؤية‭ ‬أخرى؟‭ ‬

‭- ‬الأدب‭ ‬هو‭ ‬التزام‭ ‬أخلاقي‭ ‬لكل‭ ‬القضايا‭ ‬المصيرية‭ ‬ولكل‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬لنا‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬وفي‭ ‬العالم‭. ‬من‭ ‬حولنا،‭ ‬الكتابة‭ ‬في‭ ‬الأدب‭ ‬هي‭ ‬مثل‭ ‬الذي‭ ‬يرمي‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬النار،‭ ‬ظنا‭ ‬منه‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يحترق‭ ‬والواقع‭ ‬يقول‭: ‬إنه‭ ‬سيحترق‭!‬

وحين‭ ‬تكتب‭ ‬ستجد‭ ‬نفسك‭ ‬مطالبا‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬صادقاً‭. ‬أولا‭ ‬مع‭ ‬نفسك‭ ‬ثانيا‭ ‬مع‭ ‬الحرف‭ ‬الذي‭ ‬تكتب‭ ‬به‭.‬

ومن‭ ‬الحروف‭ ‬تتناسل‭ ‬اللغة‭ ‬والكلمات‭ ‬والمعنى‭ ‬والعالم‭ ‬والإنسان‭ ‬والكتب‭ ‬والحقيقة‭ ‬وجميع‭ ‬الأشياء‭ ‬والمكونات‭ ‬وعناصر‭ ‬الذات‭ ‬البشرية‭ ‬كما‭ ‬الأفكار‭.‬

*في‭ ‬محيط‭ ‬أسرتك‭ ‬هل‭ ‬وجدت‭ ‬عقبات‭ ‬صادفت‭ ‬كتابتك‭ ‬للقصيدة،‭ ‬أم‭ ‬العكس؟

‭- ‬تربيت‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬حرة‭ ‬من‭ ‬الداخل،‭ ‬لذا‭ ‬عندما‭ ‬بدأت‭ ‬أناملي‭ ‬تشاغب‭ ‬الحروف‭ ‬وتداعب‭ ‬الكلمات‭ ‬وتشاكس‭ ‬اللغة،‭ ‬لم‭ ‬أفكر‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬لا‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬البيت‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬البيت،‭ ‬سوى‭ ‬كيف‭ ‬أروي‭ ‬عطشي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شغفي‭ ‬بالكتابة‭ ‬وجنون‭ ‬البدايات‭ ‬الأولى‭ ‬خلال‭ ‬شغفي‭ ‬بالكتابة‭ ‬وجنون‭ ‬البدايات‭ ‬الأولى‭ ‬والأحلام‭ ‬الأولى‭ ‬والنظرة‭ ‬الأولى‭ ‬نعم‭ ‬كتبت‭ ‬وكنت‭ ‬أكتب‭ ‬دون‭ ‬الالتفات‭ ‬إلى‭ ‬أحد‭ ‬حتى‭ ‬إلى‭ ‬نفسي،‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬تقبلت‭ ‬العائلة‭ ‬إن‭ ‬بينهم‭ ‬نفسي‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬تقبلت‭ ‬العائلة‭ ‬إنه‭ ‬هناك‭ ‬عنصرا‭ ‬آخر‭ ‬مختلفا‭ ‬عنهم‭ ‬كثيرًا‭ ‬لذا‭ ‬رضخوا‭ ‬لواقع‭ ‬الحال‭ ‬الذي‭ ‬يقول‭: ‬إن‭ ‬ثمة‭ ‬شاعرة‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬تفتح‭ ‬نوافذ‭ ‬البيت‭ ‬للشمس‭ ‬والنهار‭ ‬والنور،‭ ‬

والعصافير‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬حياة‭ ‬وجمال‭ ‬ونبض‭ ‬وعناصر‭ ‬وجود‭ ‬كما‭ ‬أبدع‭ ‬الله‭ ‬الخالق‭.‬

*‭ ‬لا‭ ‬يخلو‭ ‬أديب‭ ‬من‭ ‬وجع‭ ‬يومي‭ ‬يطارده،‭ ‬فما‭ ‬هو‭ ‬هذا‭ ‬الوجع‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬يسكنك‭ ‬ممكن‭ ‬الحديث‭ ‬عنه؟

‭- ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬الألم‭ ‬الذي‭ ‬يولد‭ ‬مع‭ ‬الإنسان‭ ‬منذ‭ ‬صرخة‭ ‬الولادة‭ ‬الأولى‭ ‬حتى‭ ‬حشرجة‭ ‬الموت‭ ‬الأخيرة‭.‬

والشعراء‭ ‬هم‭ ‬أكثر‭ ‬الناس‭ ‬ألماً‭ ‬ويعود‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬أنهم‭ ‬كائنات‭ ‬مرهفة‭ ‬المشاعر‭ ‬والأحاسيس‭.‬

وعن‭ ‬نفسي‭ ‬وجعي‭ ‬وألمي‭ ‬هو‭ ‬رحيل‭ ‬أبي‭ ‬قبل‭ ‬سنة،‭ ‬ذلك‭ ‬الرحيل‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلي‭ ‬صدمة‭ ‬كبيرة‭ ‬جعلتني‭ ‬أعيد‭ ‬حساباتي‭ ‬مع‭ ‬نفسي‭ ‬كي‭ ‬أدرك‭ ‬أنني‭ ‬هنا‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬كي‭ ‬أعرف‭ ‬الله‭ ‬أولاً‭. ‬

وأعرف‭ ‬أنني‭ ‬في‭ ‬دار‭ ‬ابتلاء‭ ‬وامتحان‭ ‬وشقاء‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬بعد‭ ‬الموت‭ ‬بعثا‭ ‬آخر‭ ‬وهناك‭ ‬حساب،

إما‭ ‬جنة‭ ‬وإما‭ ‬نار‭ ‬نعوذ‭ ‬بالله‭ ‬من‭ ‬النار‭ ‬لذلك‭ ‬أجد‭ ‬سلامي‭ ‬مع‭ ‬نفسي‭ ‬وروحي‭ ‬بقربي‭ ‬من‭ ‬الله،‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬أعمل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬يحبه‭ ‬الله‭ ‬ويرضى‭ ‬عنه‭ ‬سبحانه‭.‬

*منذ‭ ‬ولادة‭ ‬الشعر‭ ‬والحراك‭ ‬الجدلي‭ ‬مصاحب‭ ‬له‭ ‬وقد‭ ‬أودى‭ ‬هذا‭ ‬الحراك‭ ‬ببعض‭ ‬الشعراء‭ ‬منذ‭ ‬فجر‭ ‬التاريخ‭ ‬الإنساني‭ ‬بهلاكه‭ ‬أو‭ ‬تغيبه،‭ ‬كالشاعر‭ ‬طرفة‭ ‬بن‭ ‬العبد‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬الشعراء‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬التاريخ‭ ‬والسؤال‭ ‬لماذا‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬الشاعر‭ ‬المبدع؟

‭- ‬الظلم‭ ‬يقع‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الناس‭ ‬لكن‭ ‬لأن‭ ‬الشاعر‭ ‬يملك‭ ‬قوة‭ ‬التعبير‭ ‬فهو‭ ‬أكثر‭ ‬حساسية‭ ‬في‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬مظلوميته‭ ‬بقوة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الشعر‭ ‬كطرفة‭ ‬ابن‭ ‬العبد‭ ‬وامرؤ‭ ‬القيس‭ ‬والمتنبي‭.‬

أما‭ ‬عن‭ ‬حراك‭ ‬الشعر‭ ‬فمن‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الشعر‭ ‬ودنيا‭ ‬الشعر‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الشعر‭ ‬يتطور‭ ‬بتطور‭ ‬الأزمنة،‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬العصور،‭ ‬فالشعر‭ ‬الجاهلي‭ ‬مختلف‭ ‬عن‭ ‬العصر‭ ‬الإسلامي‭ ‬لأن‭ ‬كلا‭ ‬يذهب‭ ‬حسب‭ ‬هواه،‭ ‬كالشعر‭ ‬الأموي‭ ‬له‭ ‬خصائص‭ ‬مختلفة‭ ‬عن‭ ‬شعراء‭ ‬الدولة‭ ‬العباسية‭ ‬والفاطمية‭ ‬أو‭ ‬الفترة‭ ‬الأندلسية،‭ ‬شعراء‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بالشعر‭ ‬الأندلسي،‭ ‬وكل‭ ‬شاعر‭ ‬هو‭ ‬لسان‭ ‬حال‭ ‬زمنه‭ ‬وعصره‭.‬

فهناك‭ ‬شعراء‭ ‬يكتبون‭ ‬خارج‭ ‬أزمنتهم‭ ‬يسابقون‭ ‬الريح‭ ‬إلى‭ ‬الشمس‭ ‬وهم‭ ‬يمتطون‭ ‬صهوة‭ ‬الضوء‭ ‬يشربون‭ ‬اللغة‭ ‬فيشربهم‭ ‬الحنين‭ ‬إلى‭ ‬مدن‭ ‬الدهشة‭ ‬والأحلام‭ ‬كما‭ ‬الغربة‭ ‬والأحزان‭ ‬ويبقى‭ ‬الشعراء‭ ‬هم‭ ‬لسان‭ ‬حال‭ ‬عصورهم‭ ‬وعنوانها‭ ‬الكبير‭.‬

*في‭ ‬تجربتك‭ ‬الشعرية‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشرة‭ ‬أعوام،‭ ‬التصقت‭ ‬بقصيدة‭ ‬الشفافية‭ ‬إن‭ ‬جاز‭ ‬لي‭ ‬تسميتها‭ ‬وعَبّدتِ‭ ‬صورة‭ ‬المرأة‭ ‬المظلومة‭ ‬بحثا‭ ‬في‭ ‬سيرة‭ ‬الحب‭ ‬لديها،‭ ‬لماذا‭ ‬هذا‭ ‬الإصرار،‭ ‬هل‭ ‬لكونك‭ ‬أنثى؟

‭- ‬أنا‭ ‬تجربتي‭ ‬الشعرية‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬سبعة‭ ‬عشر‭ ‬عاماً،‭ ‬حيث‭ ‬إنني‭ ‬من‭ ‬الجيل‭ ‬الذي‭ ‬برز‭ ‬عام‭ ‬2005‭ ‬ومن‭ ‬جيلي‭ ‬رجاء‭ ‬الصانع‭ ‬كاتبة‭ ‬روائية،‭ ‬هيلدا‭ ‬إسماعيل‭ ‬شاعرة‭ ‬وأسماء‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬تحضرني‭.‬

هذا‭ ‬الجيل‭ ‬أخذ‭ ‬على‭ ‬عاتقه‭ ‬مسؤولية‭ ‬إدخال‭ ‬كل‭ ‬أساليب‭ ‬الحداثة‭ ‬والتجارب‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الأدب‭ ‬والشعر،‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬شعراً‭ ‬أم‭ ‬رواية‭ ‬أم‭ ‬قصة‭ ‬قصيرة‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬أصبحت‭ ‬تتمتع‭ ‬بمساحة‭ ‬من‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬ذاتها،‭ ‬فلم‭ ‬تعد‭ ‬هي‭ ‬المرأة‭ ‬المظلومة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬حالاتها،‭ ‬بل‭ ‬صاحبة‭ ‬حق‭ ‬في‭ ‬طرح‭ ‬ما‭ ‬تريده‭ ‬بصورة‭ ‬المناسبة‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظرها‭ ‬وهي‭ ‬بمعزل‭ ‬عن‭ ‬الرجل‭ ‬وبعيدة‭ ‬عنهً‭.!‬

*‭ ‬هل‭ ‬ترين‭ ‬أنك‭ ‬مظلومة‭ ‬في‭ ‬تجربتك‭ ‬الشعرية؟

‭- ‬ليس‭ ‬ظلما‭ ‬بمعنى‭ ‬ظلم‭ ‬ولكن‭ ‬شعري‭ ‬لم‭ ‬يأخذ‭ ‬حقه،‭ ‬ويجد‭ ‬طريقه‭ ‬إلى‭ ‬البروز‭ ‬والانتشار‭ ‬وأقول‭ ‬للذين‭ ‬فهموا‭ ‬نصوصي‭ ‬الشعرية‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬نصوص‭ ‬عري‭ ‬وتدعو‭ ‬إلى‭ ‬الرذيلة‭ ‬أقول‭ ‬لهم‭ ‬شكرا‭ ‬على‭ ‬قصر‭ ‬فهمكم‭... ‬أنا‭ ‬أكتب‭ ‬أدبا‭. ‬لغة‭ ‬وليس‭ ‬أدب‭ ‬جسد‭ ‬تحرير‭ ‬اللغة‭ ‬الأنثوية‭ ‬من‭ ‬سلطة‭ ‬الذكورة‭ ‬المستبدة‭ ‬واستعادة‭ ‬ذاكرة‭ ‬أنثى‭ ‬مستلبة‭ ‬من‭ ‬عصور‭ ‬طويلة‭ ‬وليس‭ ‬تحرير‭ ‬جسد‭ ‬من‭ ‬الفضيلة‭ ‬والطهارة‭ ‬والبكارة‭ ‬فقلب‭ ‬وجسد‭ ‬وعقل‭ ‬المرأة‭ ‬لا‭ ‬يتسع‭ ‬إلا‭ ‬لرجل‭ ‬واحد‭ ‬فقط‭ ‬تمتلكه‭ ‬بقانون‭ ‬سماوي‭ ‬أي‭ ‬في‭ ‬الحلال‭ ‬وما‭ ‬عدا‭ ‬ذلك‭ ‬فهو‭ ‬زنا‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬نصوصي‭ ‬ما‭ ‬يخدش‭ ‬الحياء‭ ‬فهي‭ ‬نصوص‭ ‬أنثوية‭ ‬أدبية‭ ‬شعرية‭ ‬تأخذ‭ ‬أبعادا‭ ‬فلسفية‭ ‬وجودية‭ ‬وفكرية‭ ‬عميقة‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬لها‭ ‬حتى‭ ‬بالغرائز‭.‬

لكن‭ ‬الغريب‭ ‬أن‭ ‬يتعاطى‭ ‬النص‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬ذكوري‭ ‬بحت‭ ‬يخضع‭ ‬النص‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬إلى‭ ‬أحكام‭ ‬جائرة‭ ‬غير‭ ‬منطقية‭ ‬ويتم‭ ‬بواسطته‭ ‬تحويل‭ ‬النص‭ ‬من‭ ‬نص‭ ‬أدبى‭ ‬إلى‭ ‬مادة‭ ‬أخلاقية‭ ‬مثل‭ ‬قلة‭ ‬الأدب‭ ‬وماجنة‭ ‬وخادشة‭ ‬للحياء‭ ‬طبعا‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬ظلامية‭ ‬متخلفة‭ ‬ثقافيا‭ ‬وأدبيا‭ ‬ومن‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬ذكوريّة‭ ‬تسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الكاتبة‭ ‬أو‭ ‬الشاعرة‭ ‬الأنثى‭ ‬وليس‭ ‬على‭ ‬نصوصها‭ ‬الأدبية‭. ‬

*كثير‭ ‬من‭ ‬الشعراء‭ ‬والشاعرات‭ ‬هجروا‭ ‬الشعر‭ ‬والتصقوا‭ ‬بالكتابة‭ ‬السردية‭ ‬ككتابة‭ ‬الرواية،‭ ‬وأكثرهم‭ ‬لم‭ ‬يكتب‭ ‬قصة‭ ‬قصيرة‭ ‬واحدة،‭ ‬هل‭ ‬ترين‭ ‬هذا‭ ‬القفز‭ ‬على‭ ‬السلم‭ ‬آمناً،‭ ‬أم‭ ‬إنه‭ ‬مصيدة‭ ‬أربكت‭  ‬الكاتب؟

‭- ‬إذا‭ ‬توفرت‭ ‬موهبة‭ ‬كتابة‭ ‬الرواية‭ ‬أو‭ ‬القصة‭ ‬القصيرة‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬فن‭ ‬من‭ ‬فنون‭ ‬السرد،‭ ‬فلما‭ ‬لا‭ ‬يحق‭ ‬للشاعر‭ ‬أن‭ ‬يجرب‭ ‬حتى‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬الجنس‭ ‬الأدبي‭ ‬الذي‭ ‬يجد‭ ‬نفسه‭ ‬فيه،‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬القصة‭ ‬أو‭ ‬الرواية‭ ‬أو‭ ‬القصيدة‭ ‬نفسها‭.‬

*‭ ‬النقد‭ ‬في‭ ‬وقتنا‭ ‬الحالي‭ ‬هل‭ ‬ترين‭ ‬أنه‭ ‬مواكب‭ ‬لتجارب‭ ‬المبدعين،‭ ‬وما‭ ‬عتبك‭ ‬على‭ ‬النقاد؟

‭- ‬القليل‭ ‬جداً‭ ‬هم‭ ‬النقاد‭ ‬الحقيقيون‭ ‬الذين‭ ‬يبرزون‭ ‬جماليات‭ ‬هذا‭ ‬أو‭ ‬ذاك‭ ‬النص‭ ‬باحترافية‭ ‬شديدة‭ ‬ومواكبة‭ ‬كل‭ ‬جديد‭ ‬وحديث‭ ‬ومتطور‭. ‬مشكلة‭ ‬النقد‭ ‬اليوم‭ ‬إن‭ ‬الجميع‭ ‬من‭ ‬كتاب‭ ‬ومبدعين‭ ‬تحولوا‭ ‬إلى‭ ‬نقاد‭ ‬دون‭ ‬دراسة‭ ‬أو‭ ‬تخصص‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬النقد‭.‬

فتحولت‭ ‬الساحة‭ ‬الأدبية‭ ‬إلى‭ ‬حلبة‭ ‬صراع‭ ‬على‭ ‬الفوضى‭ ‬الخلاقة‭ ‬في‭ ‬الأدب‭ ‬والثقافة،‭ ‬والشعر‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬السوشيل‭ ‬ميديا‭ ‬والعالم‭ ‬الجديد‭ ‬يبرز‭ ‬هذا‭ ‬الخلط‭ ‬المتجانس‭ ‬والمختلف‭ ‬أحياناً‭.‬

*‭ ‬في‭ ‬مسيرتك‭ ‬الشعرية‭ ‬صدر‭ ‬لك‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشرة‭ ‬دواوين،‭ ‬هل‭ ‬أنصفتِ‭ ‬كشاعرة‭ ‬تمتلك‭ ‬الكم‭ ‬والكيف‭ ‬في‭ ‬قراءة‭ ‬تجربتك‭ ‬الشعرية‭ ‬بشكل‭ ‬مرضي؟

‭-‬كنت‭ ‬مهووسة‭ ‬بالشعر‭ ‬والتجريب‭ ‬فكانت‭ ‬تلك‭ ‬الدواوين‭ ‬على‭ ‬عجالة،‭ ‬هذا‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬الأمر‭.‬

*‭ ‬مفتاح‭ ‬القصيدة‭ ‬في‭ ‬تجربتك‭ ‬الطويلة‭ ‬مسكون‭ ‬بلغة‭ ‬ذات‭ ‬وهج‭ (‬عاشق‭) ‬لا‭ ‬تهدأ‭ ‬جذوته،‭ ‬فما‭ ‬يعني‭ ‬لك‭ ‬الحب‭ ‬والذوبان‭ ‬في‭ ‬العشق؟

‭- ‬الحب‭ ‬نعمة‭ ‬من‭ ‬الله،‭ ‬فالقلوب‭ ‬التي‭ ‬يسكنها‭ ‬الحب‭ ‬تسكنها‭ ‬الطيبة‭ ‬والرحمة‭ ‬والرفق‭. ‬

فحين‭ ‬تحب‭ ‬تشعر‭ ‬أنك‭ ‬طائر‭ ‬وكل‭ ‬أنواع‭ ‬الأشجار‭ ‬والرياحين‭ ‬في‭ ‬نهار‭ ‬ممطرة‭ ‬ومشمس‭ ‬وسط‭ ‬سماء‭ ‬شديدة‭ ‬الزرقة،‭ ‬فوق‭ ‬أرض‭ ‬خضراء‭ ‬لا‭ ‬ترى‭ ‬فيها‭ ‬سوى‭ ‬الورد‭ ‬والأزهار‭.‬

إنه‭ ‬الحب‭ ‬مسكوناً‭ ‬بحب‭ ‬النفس‭ ‬لخالقها‭ ‬الذي‭ ‬يقودك‭ ‬نحو‭ ‬حب‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬العلم‭ ‬الذي‭ ‬يحيط‭ ‬بك‭.‬

وهو‭ ‬الحق‭ ‬والخير‭ ‬في‭ ‬معدن‭ ‬ما‭ ‬يسكنك‭ ‬من‭ ‬حب‭ ‬وجمال‭ ‬حقيقي‭.‬

*‭ ‬هل‭ ‬أنت‭ ‬مع‭ ‬الغموض‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬القصيدة؟

أنا‭ ‬مع‭ ‬الصدق‭ ‬والوضوح‭ ‬في‭ ‬الشعر‭ ‬والآدب‭ ‬عموماً،‭ ‬ما‭ ‬عدا‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يعنيني،‭ ‬فكلما‭ ‬كنت‭ ‬صادقًا‭ ‬كنت‭ ‬قريبا‭ ‬من‭ ‬قلوب‭ ‬الناس‭ ‬وذائقة‭ ‬المتلقي‭. ‬

*‭ ‬الفلسفة‭ ‬والمنطق‭ ‬والبلاغة‭ ‬إذا‭ ‬وجدت‭ ‬لدى‭ ‬أي‭ ‬مبدع،‭ ‬هل‭ ‬نقول‭: ‬إنه‭ ‬أجاد‭ ‬الكتابة‭ ‬للنص‭ ‬دون‭ ‬تكلف؟

‭- ‬الثقافة‭ ‬عنصر‭ ‬أساسي‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمبدع‭ ‬ومن‭ ‬دونها،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يبدع،‭ ‬وامتلاك‭ ‬المثقف‭ ‬للمعرفة‭ ‬وتنوع‭ ‬مصادره‭ ‬الثقافية‭ ‬تبرز‭ ‬جوهر‭ ‬أفكاره‭ ‬الثقافية‭ ‬المختلفة،‭ ‬ولن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬إبداع‭ ‬عند‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يقرأ‭.‬

ومثقف‭ ‬لا‭ ‬يقرأ‭ ‬ليس‭ ‬مثقفاً‭ ‬فهو‭ ‬ميت‭ ‬ثقافياً‭ ‬هو‭ ‬خارج‭ ‬دورة‭ ‬الحياة‭ ‬كلياً‭ ‬فمن‭ ‬لا‭ ‬يقرا‭ ‬فقير‭ ‬جدا‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬أفقر‭ ‬الفقراء،‭ ‬فالأرض‭ ‬الجافة‭ ‬لا‭ ‬ينبت‭ ‬فيها‭ ‬الزرع‭ ‬أبداً،‭ ‬كذلك‭ ‬العقول‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تقرأ‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تنتج‭ ‬الأفكار‭ ‬فهي‭ ‬أقرب‭ ‬للموت‭ ‬منها‭ ‬للحياة،‭ ‬لذا‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬العلم‭ ‬والثقافة‭ ‬بكل‭ ‬أشكالها‭ ‬واختلافاته‭.‬

*لو‭ ‬قلت‭ ‬لك‭ ‬صنفي‭ ‬نفسك‭ ‬بين‭ ‬جيل‭ ‬قصيدتك،‭ ‬فمن‭ ‬أين‭ ‬تبدئين؟

‭- ‬أنا‭ ‬مجرد‭ ‬هاوية‭ ‬للشعر‭ ‬فقط‭ ‬لست‭ ‬محترفة‭.‬

*‭- ‬الطفرة‭ ‬التكنولوجية‭ ‬التي‭ ‬غيرت‭ ‬بعض‭ ‬موازين‭ ‬كتابة‭ ‬النص،‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل،‭ ‬يختلف‭ ‬النقاد‭ ‬عليها‭ ‬فمن‭ ‬يرى‭ ‬أنها‭ ‬ساعدت‭ ‬المبدع‭ ‬على‭ ‬التطور‭ ‬ومنهم‭ ‬رأى‭ ‬أنها‭ ‬أضعفت‭ ‬المبدع‭ ‬وساعدت‭ ‬المتطفلين‭ ‬والسراق‭ ‬على‭ ‬سرقة‭ ‬جهد‭ ‬غيرهم،‭ ‬أنتِ‭ ‬ماذا‭ ‬ترين؟

‭- ‬أرى‭ ‬أننا‭ ‬في‭ ‬فوضى‭ ‬خطيرة‭ ‬جداً،‭ ‬فقد‭ ‬الإنسان‭ ‬فيها‭ ‬هويته‭ ‬الإنسانية‭ ‬وأصبحت‭ ‬حياة‭ ‬الناس‭ ‬ريشة‭ ‬في‭ ‬مهب‭ ‬الريح،‭ ‬وتحولت‭ ‬جميع‭ ‬الأجناس‭ ‬الأدبية‭ ‬إلى‭ ‬لعبة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬كتب‭ ‬أي‭ ‬كلام‭ ‬يصنف‭ ‬شاعرًا‭ ‬أو‭ ‬كاتبا‭ ‬فأصبح‭ ‬كل‭ ‬الناس‭ ‬شعراء‭ ‬وكتابا‭ ‬ونقادا‭ ‬وحتى‭ ‬أطباء،‭ ‬اختلطت‭ ‬الأشياء‭ ‬ببعضها‭ ‬فما‭ ‬عدت‭ ‬تعرف‭ ‬الأبيض‭ ‬من‭ ‬الأسود‭ ‬ولا‭ ‬الأسود‭ ‬من‭ ‬الأحمر‭ ‬ولا‭ ‬الجاهل‭ ‬من‭ ‬المتعلم‭ ‬ولا‭ ‬السارق‭ ‬من‭ ‬غيره،‭ ‬الجميع‭ ‬يغرق‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬سفينة‭ ‬نوح‭ ‬جديدة،‭ ‬قد‭ ‬ندرك‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬أننا‭ ‬في‭ ‬الزمن‭ ‬المختلف‭ ‬الباحث‭ ‬للصراعات،‭ ‬فعلينا‭ ‬أن‭ ‬نتمسك‭ ‬بالخيط‭ ‬الأبيض‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬نغرق‭ ‬جميعا‭.‬

 

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا