العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

البرلمان البحريني.. ومواصلة مسيرة التحول الديمقراطي والتنمية الشاملة

الخميس ١٢ أكتوبر ٢٠٢٣ - 02:00

في‭ ‬تواصل‭ ‬لعملية‭ ‬التحول‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬منذ‭ ‬توليه‭ ‬المسؤولية‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬1999،‭ ‬ضمن‭ ‬مشروع‭ ‬إصلاحي‭ ‬شامل،‭ ‬وتعزيزًا‭ ‬لمسيرة‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مجالاتها؛‭ ‬صدر‭ ‬الأمر‭ ‬الملكي‭ ‬رقم‭ ‬‮«‬44‮»‬‭ ‬لسنة‭ ‬2023،‭ ‬بشأن‭ ‬دعوة‭ ‬مجلسي‭ ‬الشورى‭ ‬والنواب‭ ‬لدور‭ ‬الانعقاد‭ ‬السنوي‭ ‬العادي‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬الفصل‭ ‬التشريعي‭ ‬السادس،‭ ‬الذي‭ ‬انطلق‭ ‬باحتفالية‭ ‬بمركز‭ ‬عيسى‭ ‬الثقافي،‭ ‬يوم‭ ‬8‭ ‬أكتوبر،‭ ‬برعاية‭ ‬الملك،‭ ‬وحضور‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬استقبالهما‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬‮«‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬المسلم‮»‬،‭ ‬ورئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬‮«‬علي‭ ‬بن‭ ‬صالح‭ ‬الصالح‮»‬‭.‬

وقد‭ ‬تصدر‭ ‬هذه‭ ‬الاحتفالية‭ ‬الخطاب‭ ‬السامي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك،‭ ‬الذي‭ ‬حفل‭ ‬بعديد‭ ‬من‭ ‬المضامين‭ ‬والدلالات،‭ ‬وأكدت‭ ‬كلماته‭ ‬الأولى‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يقود‭ ‬التحول‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬والعمل‭ ‬الإنمائي‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬هو‭ ‬مصالح‭ ‬البحرين‭ ‬العليا،‭ ‬والانفتاح‭ ‬على‭ ‬حرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الفكر‭ ‬المستنير‭ ‬والآراء‭ ‬المخلصة،‭ ‬وأن‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬للتحول‭ ‬الديمقراطي‭ ‬والتنمية‭ ‬الشاملة،‭ ‬هو‭ ‬صحوة‭ ‬وطنية‭ ‬ومشروع‭ ‬وطني‭ ‬خالص‭ ‬يقوم‭ ‬تنفيذه‭ ‬على‭ ‬الإرادة‭ ‬الوطنية،‭ ‬وأن‭ ‬هذه‭ ‬الإرادة‭ ‬والأساس‭ ‬الوطني‭ ‬الخالص‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وصاية‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬هما‭ ‬منطلق‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي،‭ ‬الذي‭ ‬عبر‭ ‬عن‭ ‬طموحات‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬وتطلعاته‭ ‬المشتركة،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬أجمعت‭ ‬عليه‭ ‬وتوافقت‭ ‬حوله‭ ‬جموع‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭.‬

وفي‭ ‬تأكيد‭ ‬لهذا،‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬جلالته‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يحافظ‭ ‬على‭ ‬المكتسبات‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬للوطن‭ ‬والمواطن،‭ ‬هو‭ ‬وعي‭ ‬الشعب،‭ ‬وقراره‭ ‬المستقل،‭ ‬ووحدته‭ ‬الوطنية،‭ ‬ووقوفه‭ ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يخل‭ ‬باستقراره‭ ‬ووحدته،‭ ‬وإيمانه‭ ‬الصادق‭ ‬بقيم‭ ‬التعايش‭ ‬الإنساني‭. ‬ونتيجة‭ ‬ذلك،‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬الصحوة‭ ‬الوطنية‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬مكنت‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتحديث،‭ ‬متسلحة‭ ‬بالعزيمة،‭ ‬وصلابة‭ ‬الإرادة،‭ ‬ما‭ ‬مكنها‭ ‬من‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأوقات،‭ ‬وأثمر‭ ‬ذلك‭ ‬عن‭ ‬استقرار‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدستورية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬استقلالية‭ ‬السلطة‭ ‬القضائية‭.‬

واستمرارا،‭ ‬أكد‭ ‬جلالة‭ ‬‮«‬الملك‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المسيرة‭ ‬التنموية‭ ‬الشاملة،‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬الوطن؛‭ ‬هي‭ ‬استمرار‭ ‬للدور‭ ‬الذي‭ ‬لعبه‭ ‬بناة‭ ‬نهضة‭ ‬البحرين،‭ ‬الذين‭ ‬تولوا‭ ‬مسؤولياتهم‭ ‬الوطنية‭ ‬على‭ ‬الوجه‭ ‬الأكمل،‭ ‬وأن‭ ‬العرفان‭ ‬بما‭ ‬قاموا‭ ‬به‭ ‬يقتضي‭ ‬الاعتراف‭ ‬بذكراهم،‭ ‬والمضي‭ ‬قدمًا‭ ‬بذات‭ ‬القوة‭ ‬والعزم،‭ ‬وبروح‭ ‬وطنية؛‭ ‬استهدافًا‭ ‬لرفعة‭ ‬الوطن‭ ‬للجميع‭. ‬وفيما‭ ‬وجه‭ ‬التحية‭ ‬إلى‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬ولشهدائها‭ ‬الأبرار؛‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬للوطن‭ ‬والمواطن‭ ‬من‭ ‬مكتسبات،‭ ‬كان‭ ‬وليد‭ ‬جهد،‭ ‬ومثابرة‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الوطني‮»‬،‭ ‬كسلطة‭ ‬تشريعية،‭ ‬معبرة‭ ‬عن‭ ‬إرادة‭ ‬الشعب،‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬بتعاون‭ ‬كامل‭ ‬مع‭ ‬السلطة‭ ‬التنفيذية،‭ ‬التي‭ ‬حرصت‭ ‬على‭ ‬ترجمة‭ ‬التطلعات‭ ‬الوطنية،‭ ‬بنهج‭ ‬تشاركي،‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬ريادة‭ ‬البحرين‭ ‬التنموية،‭ ‬وعلى‭ ‬مكانتها‭ ‬الرفيعة،‭ ‬كمنبر‭ ‬للتقارب‭ ‬الفكري‭ ‬والحضاري‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬والثقافات،‭ ‬ووجهة‭ ‬تمتاز‭ ‬بتراثها‭ ‬وطابعها‭ ‬العمراني‭ ‬العريق‭ ‬لمدنها‭ ‬وضواحيها‭.‬

وعليه،‭ ‬فإن‭ ‬الخطاب‭ ‬السامي،‭ ‬حمل‭ ‬رسالة‭ ‬توجيه‭ ‬للسلطتين‭ ‬التشريعية‭ ‬والتنفيذية،‭ ‬نحو‭ ‬خطة‭ ‬عمل‭ ‬تختص‭ ‬بالمحافظة‭ ‬على‭ ‬الهوية‭ ‬التاريخية‭ ‬والثقافية‭ ‬لمباني‭ ‬ومدن‭ ‬البحرين،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬إحياء‭ ‬قصر‭ ‬عيسى‭ ‬الكبير،‭ ‬الذي‭ ‬سيصبح‭ ‬‮«‬مقرًا‭ ‬رئيسيًا‮»‬،‭ ‬تزاول‭ ‬منه‭ ‬القيادة‭ ‬البحرينية‭ ‬عملها،‭ ‬وكذلك‭ ‬إحياء‭ ‬مباني‭ ‬مدينة‭ ‬المحرق‭ ‬التقليدية،‭ ‬التي‭ ‬دعا‭ ‬أهلها‭ ‬إلى‭ ‬العودة‭ ‬إليها‭.‬

وفي‭ ‬المجالين‭ ‬الخليجي‭ ‬والعربي،‭ ‬أكد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬ضرورة‭ ‬مواصلة‭ ‬المساعي‭ ‬لتوثيق‭ ‬علاقات‭ ‬التقارب‭ ‬والتكامل،‭ ‬وتنسيق‭ ‬المواقف‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬راسخة‭ ‬من‭ ‬الانسجام،‭ ‬والتشاور،‭ ‬والتعاون،‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‮»‬،‭ ‬و«الجامعة‭ ‬العربية»؛‭ ‬ما‭ ‬يحقق‭ ‬رفعة‭ ‬دول‭ ‬وشعوب‭ ‬المنطقة،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬تظل‭ ‬قضية‭ ‬البحرين‭ ‬والعرب‭ ‬الأولى،‭ ‬وأن‭ ‬المملكة‭ ‬ماضية‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬وتأكيد‭ ‬جهود‭ ‬السلام‭ ‬الشاملة‭ ‬لإيجاد‭ ‬حل‭ ‬عادل‭ ‬لها؛‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬الدولتين،‭ ‬وفق‭ ‬مبادرة‭ ‬السلام‭ ‬العربية،‭ ‬وبما‭ ‬يضمن‭ ‬حق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬دولته‭ ‬المستقلة،‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشريف،‭ ‬وأن‭ ‬المساعي‭ ‬السلمية‭ ‬والتهدئة‭ ‬هي‭ ‬الحل‭ ‬الأوحد‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬التصعيد‭ ‬القائم‭ ‬حتى‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬الحل‭ ‬المنشود‭.‬

وفي‭ ‬إدراك‭ ‬لأهمية‭ ‬هذه‭ ‬المضامين،‭ ‬وجه‭ ‬على‭ ‬الفور،‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد،‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬الأمير‭ ‬‮«‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‮»‬،‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية،‭ ‬بتفعيل‭ ‬خطة‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الهوية‭ ‬التاريخية‭ ‬والثقافية‭ ‬لمباني‭ ‬ومدن‭ ‬البحرين،‭ ‬وإطلاق‭ ‬خطة‭ ‬تطوير‭ ‬مدينة‭ ‬المحرق،‭ ‬فيما‭ ‬أكد‭ ‬أهمية‭ ‬الرؤى،‭ ‬التي‭ ‬اشتمل‭ ‬عليها‭ ‬الخطاب‭ ‬السامي،‭ ‬واستشرافه‭ ‬لمسارات‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬والتطلع‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الإنجازات،‭ ‬التي‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشاريع‭ ‬وبرامج،‭ ‬تتم‭ ‬وفق‭ ‬أعلى‭ ‬معايير‭ ‬الجودة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مسارات‭ ‬العمل،‭ ‬بروح‭ ‬الفريق‭ ‬الواحد،‭ ‬وبالتعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬مع‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الشراكة‭ ‬مع‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭.‬

وفيما‭ ‬مثلت‭ ‬مضامين‭ ‬الخطاب‭ ‬السامي،‭ ‬نبراس‭ ‬عمل‭ ‬المؤسسة‭ ‬التشريعية‭ ‬لدور‭ ‬الانعقاد‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬الفصل‭ ‬التشريعي‭ ‬السادس؛‭ ‬فقد‭ ‬أكد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬‮«‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬المسلم‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬دور‭ ‬الانعقاد‭ ‬الثاني‭ ‬يشهد‭ ‬مواصلة‭ ‬ترسيخ‭ ‬مسيرة‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬وتحقيق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المكتسبات‭ ‬التنموية،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬توافقت‭ ‬عليه‭ ‬الإرادة‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مسيرة‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتحديث،‭ ‬والنموذج‭ ‬البحريني‭ ‬المستقل،‭ ‬وموقف‭ ‬وطني‭ ‬موحد‭ ‬نابع‭ ‬من‭ ‬قيم‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬وتراثه‭ ‬الأصيل‭.‬

وكما‭ ‬حرصت‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية،‭ ‬بالتعاون‭ ‬البناء‭ ‬مع‭ ‬السلطة‭ ‬التنفيذية‭ ‬في‭ ‬إنجاز‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التشريعات‭ ‬والأولويات‭ ‬الوطنية،‭ ‬مع‭ ‬متابعة‭ ‬تنفيذ‭ ‬برنامج‭ ‬الحكومة‭ ‬الذي‭ ‬حظى‭ ‬بالإجماع‭ ‬النيابي؛‭ ‬فقد‭ ‬أكد‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي،‭ ‬المضي‭ ‬قدمًا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العمل‭ ‬المشترك؛‭ ‬لتحقيق‭ ‬كل‭ ‬التوافقات،‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬خلال‭ ‬إقرار‭ ‬قانون‭ ‬الميزانية‭ ‬العامة‭ ‬للدولة،‭ ‬كما‭ ‬ظهر‭ ‬إسهام‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬في‭ ‬التشريعات‭ ‬الداعمة‭ ‬لخطط‭ ‬الحكومة‭ ‬وبرامجها‭ ‬التنموية،‭ ‬وخلق‭ ‬البيئة‭ ‬التشريعية‭ ‬المحفزة‭ ‬لزيادة‭ ‬الاستثمارات،‭ ‬وتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬خطط‭ ‬التعافي‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وبرامج‭ ‬التوازن‭ ‬المالي،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬دعم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬وتنويع‭ ‬مصادره،‭ ‬وخلق‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬النوعية،‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬المستوى‭ ‬المعيشي‭ ‬للأسرة‭ ‬البحرينية،‭ ‬ويحصد‭ ‬ثمارها‭ ‬المجتمع‭ ‬بأكمله‭. ‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬المسلم‮»‬،‭ ‬استمرار‭ ‬الارتقاء‭ ‬بمنظومة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬ودعم‭ ‬الآليات‭ ‬الوطنية،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬شهدته‭ ‬‮«‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‮»‬،‭ ‬من‭ ‬تطور،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬أشاد‭ ‬بالأوامر‭ ‬الملكية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة،‭ ‬وما‭ ‬حققه‭ ‬تنفيذ‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة،‭ ‬وبرنامج‭ ‬السجون‭ ‬المفتوحة،‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬والمبادرات‭ ‬الداعمة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭. ‬والتزامًا‭ ‬بالنهج‭ ‬السلمي،‭ ‬ودعم‭ ‬إرساء‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬وتعزيز‭ ‬دور‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الإغاثية‭ ‬لمد‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬والمساعدة‭ ‬لدول‭ ‬وشعوب‭ ‬العالم؛‭ ‬فقد‭ ‬أكدت‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية،‭ ‬دعمها‭ ‬لتطوير‭ ‬جاهزية‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬لأداء‭ ‬الرسالة‭ ‬الحضارية‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الوقوف‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الأشقاء‭ ‬والأصدقاء،‭ ‬ونشر‭ ‬وتعزيز‭ ‬قيم‭ ‬ومبادئ‭ ‬التسامح،‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي،‭ ‬وتحقيق‭ ‬النماء‭ ‬والرخاء‭.‬

وانعكاسًا‭ ‬لهذا‭ ‬النهج،‭ ‬استطاعت‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البرلمانية‭ ‬البحرينية،‭ ‬إبراز‭ ‬دور‭ ‬ومكانة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬العمل‭ ‬الخليجي‭ ‬والعربي‭ ‬المشترك،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬التضامن‭ ‬الإسلامي‭ ‬والتعاون‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي،‭ ‬كما‭ ‬شهدت‭ ‬بذلك‭ ‬اجتماعات‭ ‬‮«‬الاتحاد‭ ‬البرلماني‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬مارس‭ ‬2023،‭ ‬برعاية‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬حتى‭ ‬تبنى‭ ‬‮«‬الاتحاد‮»‬،‭ ‬دعوة‭ ‬‮«‬جلالته‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬والتعصب،‭ ‬وتأكيد‭ ‬أن‭ ‬السلام‭ ‬هو‭ ‬الخيار‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬نحو‭ ‬عالم‭ ‬أكثر‭ ‬‮«‬أمانًا،‭ ‬واستقرارًا،‭ ‬وازدهارًا‮»‬،‭ ‬وتحقيقًا‭ ‬لأهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭. ‬فيما‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬المسلم‮»‬،‭ ‬موقف‭ ‬‮«‬المملكة‮»‬،‭ ‬الثابت‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬قضية‭ ‬العرب‭ ‬الأولى،‭ ‬وتعزيز‭ ‬جهود‭ ‬السلام‭ ‬الشامل‭ ‬والعادل،‭ ‬وتثبيت‭ ‬حقوق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وإقامة‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وفق‭ ‬قرارات‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية،‭ ‬ومبادرة‭ ‬السلام‭ ‬العربية‭.‬

وأعقب‭ ‬احتفالية‭ ‬إطلاق‭ ‬دور‭ ‬الانعقاد‭ ‬الثاني،‭ ‬اجتماع‭ ‬‮«‬هيئة‭ ‬مكتب‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬أكدت‭ ‬مواصلة‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬والتنسيق‭ ‬والتشاور‭ ‬مع‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬والسلطة‭ ‬التنفيذية،‭ ‬ودعم‭ ‬كل‭ ‬الجهود‭ ‬الوطنية‭ ‬الرامية‭ ‬لتحقيق‭ ‬الإنجازات‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬المكتسبات‭ ‬وتجاوز‭ ‬التحديات‭. ‬فيما‭ ‬أشادت‭ ‬بمضامين‭ ‬الخطاب‭ ‬السامي،‭ ‬وما‭ ‬جاء‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬رؤى‭ ‬حكيمة،‭ ‬وتوجهات،‭ ‬يعمل‭ ‬المجلس‭ ‬على‭ ‬تحقيقها‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الدورة‭. ‬

وخلال‭ ‬الاجتماع،‭ ‬اعتمدت‭ ‬‮«‬هيئة‭ ‬المكتب‮»‬،‭ ‬قوائم‭ ‬اللجان‭ ‬النيابية،‭ ‬واللجنة‭ ‬التنفيذية‭ ‬للشعبة‭ ‬البرلمانية،‭ ‬ولجنة‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬السامي؛‭ ‬تمهيدًا‭ ‬لعرضها‭ ‬على‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬جلسته‭ ‬القادمة،‭ ‬فيما‭ ‬ترأس‭ ‬الاجتماع‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬‮«‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬المسلم‮»‬،‭ ‬بحضور‭ ‬النائب‭ ‬‮«‬عبد‭ ‬النبي‭ ‬سلمان‮»‬،‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬والنائب‭ ‬‮«‬أحمد‭ ‬عبد‭ ‬الواحد‭ ‬قراطة‮»‬،‭ ‬والمستشار‭ ‬‮«‬راشد‭ ‬محمد‮»‬،‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للمجلس‭ ‬و«د‭. ‬صالح‭ ‬إبراهيم‭ ‬الغتيت‮»‬،‭ ‬رئيس‭ ‬هيئة‭ ‬المستشارين‭ ‬القانونيين‭ ‬لمجلس‭ ‬النواب‭.‬

‭ ‬وفي‭ ‬سياق‭ ‬متصل،‭ ‬أكدت‭ ‬‮«‬هيئة‭ ‬المكتب‮»‬،‭ ‬موقف‭ ‬‮«‬البحرين‮»‬،‭ ‬الثابت،‭ ‬والتاريخي‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬حقوق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ومناصرته،‭ ‬إزاء‭ ‬ما‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬انتهاكات‭ ‬من‭ ‬السلطات‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬والتصعيد‭ ‬الحاصل‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وأهمية‭ ‬وقف‭ ‬التصعيد‭ ‬وحماية‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭.‬

وفي‭ ‬أول‭ ‬جلسة‭ ‬إجرائية‭ ‬عقب‭ ‬الافتتاح،‭ ‬حدد‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬الشورى‮»‬،‭ ‬بالتزكية‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬‮«‬جمال‭ ‬فخرو‮»‬،‭ ‬ليكون‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬المجلس،‭ ‬والدكتورة‭ ‬‮«‬جهاد‭ ‬الفاضل‮»‬،‭ ‬نائبًا‭ ‬ثانيًا‭. ‬فيما‭ ‬أعلن‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬‮«‬علي‭ ‬الصالح‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬مكتب‭ ‬المجلس،‭ ‬سيحدد‭ ‬لجنة‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬السامي،‭ ‬والتنسيق‭ ‬بين‭ ‬طلبات‭ ‬الأعضاء،‭ ‬لتحديد‭ ‬قوائم‭ ‬الترشيح‭ ‬لعضوية‭ ‬اللجان‭ ‬الدائمة‭ ‬في‭ ‬المجلس،‭ ‬وأعضاء‭ ‬اللجنة‭ ‬التنفيذية‭ ‬للشعبة‭ ‬البرلمانية‭.‬

وفيما‭ ‬أشاد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى،‭ ‬بمضامين‭ ‬الخطاب‭ ‬السامي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك،‭ ‬وما‭ ‬حمله‭ ‬من‭ ‬معان‭ ‬ورؤى،‭ ‬نحو‭ ‬مستقبل‭ ‬مشرق‭ -‬قوامه‭ ‬العمل‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الراسخ،‭ ‬واحترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬والتمسك‭ ‬بالثوابت‭ ‬الوطنية،‭ ‬والمبادئ‭ ‬والقيم‭ ‬الحضارية،‭ ‬التي‭ ‬نهضت‭ ‬عليها‭ ‬البحرين،‭ ‬وتأكيد‭ ‬دولة‭ ‬القانون‭ ‬والمؤسسات،‭ ‬والاعتزاز‭ ‬بالقضاء‭ ‬المستقل‭- ‬فقد‭ ‬أكد‭ ‬المضي‭ ‬على‭ ‬نهج‭ ‬‮«‬جلالته‮»‬،‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬المكتسبات‭ ‬والإنجازات،‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬مجلس‭ ‬النواب؛‭ ‬لتطوير‭ ‬وتحديث‭ ‬منظومة‭ ‬القوانين‭ ‬والتشريعات،‭ ‬فيما‭ ‬جاء‭ ‬الخطاب‭ ‬السامي‭ ‬كخريطة‭ ‬طريق‭ ‬لمجلس‭ ‬الشورى،‭ ‬يسترشد‭ ‬بها‭ ‬عمله‭ ‬التشريعي‭ ‬خلال‭ ‬دور‭ ‬الانعقاد‭ ‬الثاني‭ ‬للفصل‭ ‬التشريعي‭ ‬السادس‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬يمثل‭ ‬هذا‭ ‬الانعقاد‭ ‬‮«‬حلقة‮»‬،‭ ‬في‭ ‬سلسلة‭ ‬بناء‭ ‬التحول‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬وتعزيز‭ ‬مسيرة‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مجالاتها‭.. ‬يعمل‭ ‬فيها‭ ‬البرلمان‭ ‬البحريني‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬مضامين‭ ‬الخطاب‭ ‬السامي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك،‭ ‬سواء‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬باستحداث‭ ‬تشريعات‭ ‬جديدة‭ ‬منتظرة‭ ‬‭ ‬وضعت‭ ‬الحكومة‭ ‬قائمتها‭ ‬‭ ‬أو‭ ‬تطوير‭ ‬تشريعات‭ ‬قائمة،‭ ‬بما‭ ‬يمكن‭ ‬الحكومة‭ ‬من‭ ‬تنفيذ‭ ‬برنامجها‭ ‬الطموح،‭ ‬الذي‭ ‬يتحقق‭ ‬فيه‭ ‬وصول‭ ‬‮«‬المملكة‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬التوازن‭ ‬المالي،‭ ‬وإنجاز‭ ‬أهداف‭ ‬خطة‭ ‬التعافي‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬بما‭ ‬يعمق‭ ‬تنويع‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البحريني،‭ ‬وتحقيق‭ ‬مرونته‭ ‬ومساراته‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا