الكواليس
وفاء جناحي
waffajanahi@gmail.com
السعادة في حب النفس أولا
اخترت أن أحب نفسي أولا، اخترت أن أحاول أن أكون أنا سعيدة أولا حتى أستطيع أن أسعد من حولي.
تقول صديقتي التي تحولت تقريبا 180 درجة من سيدة كئيبة مبهدلة عصبية طول الوقت إلى امرأة جميلة هادئة مبتسمة طوال الوقت، كان شكلها يوحي في الماضي القريب بأنها في عمر السبعين بالرغم من أنها في نهاية الأربعين ليصبح الآن شكلها وكأنها في عمر الثلاثين دون أي عملية تجميل، والسبب الوحيد أنها اختارت أن تحب نفسها وتسعد نفسها بنفسها.
تقول أمل (اخترت لها هذا الاسم ليكون أمل كل إنسان في حياة سعيدة): «بعد انفصالي من زوجي وتفرغي لرعاية ابني الذي كان في أول مراحل الجامعة، أهملت نفسي واحتياجاتي كليا وتفرغت لإسعاد ابني الوحيد فقط، لم أشعر بالوقت الذي يمر من عمري من دون أي نوع من السعادة حيث كان كل تفكيري في نظرة المجتمع لامرأة مطلقة وحيدة وأم لشاب جامعي، تزوج طليقي وأسس عائلة صغيرة جميلة، تفرغ لرعايتها واكتفى بإرسال النقود لابنه واستقباله مرة في الأسبوع أو الشهر على حسب رغبة ابنه، كما انشغل ابني بدراسته وحياته ومستقبله حتى تخرج وتوظف وتزوج من بنت الحلال وأصبحت أعيش وحدى بين أربعة جدران، أنتظر زيارات وحيدي والتي تؤنس وحدتي والتي كانت يومية ولكنها تحولت إلى يومين أو يوم في الأسبوع بسبب انشغالات الحياة.
لا أستطيع أن ألوم وحيدي لانشغاله، بل هو نعم الولد الصالح والمحب البار بأمه، ولكنها الحياة التي تضطره أحيانا للتغيب عني، أصبحت أكره نفسي وأعذبها كل يوم بالوحدة والملل وابتعدت عن الأهل والصديقات حتى شعرت بأنني أنتظر معجزة تخرجني من هذا الظلام!
في ليلة شتوية أفقت نصف الليل لا أستطيع أن أتنفس، شعرت بخوف كبير وكأنني سأموت وحدة عجوز شمطان في عمر الأربعين، لمت نفسي لابتعادي عمن أستطيع أن أتصل به لينقذني من كل هذه الآلام، وشعرت أنني بيدي ظلمت نفسي وقررت أن أعيش لأسعد نفسي بدلا من أن أنتظر النوم لمجرد أنني مطلقة ووحيدة لا يعني أن أستسلم ولا أعيش حياتي.
غيرت قناعاتي اتصلت بصديقاتي وأهلي وكونت علاقات جميلة، اهتممت بنفسي قليلا لأفاجأ بأنني ما زلت وردة جميلة تحتاج إلى قليل من الرعاية لتتفتح، نعم مازلت امرأة جميلة، بصحة وعافية، قررت أن أسافر مع أحد المكاتب السياحية المحترمة لأرفه عن نفسي، تعرفت على أشخاص جدد دخلوا في حياتي، تعلمت العديد من الأمور الجديدة، شعرت بالسعادة التي كنت أفتقدها منذ زمن بعيد حيث إنني أغلقت قلبي وعقلي عن الحياة والحب».
تقول أمل: الحياة جميلة، والسعادة الحقيقية هو أن نفتح قلوبنا للناس، أصبح وحيدي أيضا سعيدا عندما يشاهدني مقبلة على الحياة لأنه كان يشعر بالحزن عندما يراني مكتئبة حيث إنه كان يشعر بالذنب لأنني كرست حياتي له وحده وأصبح يشجعني على الاستمتاع، والسفر والخروج مع الصديقات، بل أصبح ينظم لي الرحلات معهن وهو سعيد.
تقول أمل لكل شخص امرأة كانت أو رجل: «الحياة حلوة والطلاق أو موت الطرف الآخر لا يعني أن نتوقف عن السعادة، الحياة قصيرة عيشوا كل لحظة فيها بحب أنفسكم أولا ثم الآخرين».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك